أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - حكومة العتاكَة















المزيد.....

حكومة العتاكَة


محمد قاسم علي
كاتب

()


الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البصرة مدينة التناقضات
فينيسيا الشرق و العشار الموبوء ، النزاعات العشائرية و الأمان الجزئي ، سٌراق المال العام من الأحزاب الولائية و الإسلامية و شجن السياب ، شط العرب و شُح المياه الصالحة للشرب . أغنى مدينة عراقية و سكانها من بين الأفقر في العراق و المنطقة ، بصرة الفقه و الجهل المتفشي . كان بأستطاعة كاتب المقال تعريف البصرة تعريفاً زخرفياً مٌتجاهلاً بذلك الواقع و مٌلتفاً عن جانب كبير من الحقيقة . إلا أن هذه الإسلوب الزٌخرفي ليس من مهمة كاتب مقال يتناول في كتاباته الأمور الإجتماعية ، و يٌسلط الضوء على العواقب الإجتماعية للسياسة .
ـــــــــــــــــــــــــــ
إخفاء غبار أرضية المنزل تحت السجاد
الجماهير التي تصدح حناجرها بلا هوادة عِشقاً بالساحرة المُستديرة ، هي بلا شك أحدى أهم المٌرتكزات لنجاح أي بطولة رياضية ، القاعدة الجماهرية لكرة القدم بالعراق واسعة جداً ، لا ينتابني شك في أن بطولة خليجي 25 في بالبصرة ستكون أنجح من البطولات التي سبقتها من النٌسخ السابقة . فالندع هذا على جنب .
هل شاهدت مؤخراً ما قامت به حكومة العتاكَة ؟ أمر مُحرج للغاية ، قامت حكومة العتاكَة بـ إنشاء جدار إعلاني عازل لتغطية العشوائيات المحيطة بالملعب الاولمبي لنادي الميناء ، هذا الإجراء خير دليل على العجز الحكومي في مسألة إيجاد حلول جذرية للأزمات .
علّ الكثيرين سيتسائلوا عن إمكانية الحكومة من تهيئة الأمور بشكل أفضل سيما و انها تشكلت قبل ثلاثة أشهر؟ .
في الحقيقة ملف إستضافة كاس الخليج في البصرة بدأ منذ سنوات طويلة و تأجل مرتين ، كانت هذه الفترة كفيلة ببناء بصرة جديدة و ليس جداراً إعلانياً عازلاً ، إلا أن سٌراق المال العام من الأحزاب الإسلامية في البصرة كما في المحافظات الأُخرى إرتأوا أن تطال أيديهم على مفاصل الدولة الحيوية و همش الأموال و وضعها في "كَواني" أموال السحت . الأصوات التي تصدح بالحقيقة تمت تصفيتها من قِبل حكومة الميليشيات ، لن ننسى أبرز صحفي بصري و هو أحمد عبدالصمد كان صوته يصدح ليلاً نهاراً نُصرة للبصرة و أهلها ، تمت تصفيته في ظل حكومة عادل عبدالمهدي ، عادس كما يطلق عليه العراقيون سخرية منه ، تحول مؤخراً الى مٌلّاية تنتحب مقتل الإرهابي أبو مهدي المهندس في الذكرى الثالثة لمقتله في حادثة المطار .
مر على ملف إستضافة كأس الخليج حكومات عديدة ، حكومة العبادي و عادل عبدالمهدي و الكاظمي . أي إنهم حصلوا على مايكفي من الوقت لبناء البصرة و إعمارها . نحن لا نتحدث هنا عن مشاريع سيتراتيجية ، لأن الحديث عن هكذا مشاريع في العراق أصبح ضرباً من ضروب الخيال . بل نتحدث عن أبسط البُنى التحتية التي تحفظ كرامة الإنسان .
مجاري البصرة تصب في الأنهر ، مشاهد نهر العشار تٌصيبك بالإشمئزاز ، صُرفت المليارات لتطوير نهر العشار لكن دون جدوى لأن المياه الآسنة لازالت ترفد النهر ، علاوة على ذلك إنهيار البٌنى التحتية على جانبي النهر ، مياة النهر راكدة لا تجري طوال أيام السنة ، لكن قُبيل إنطلاق البطولة عملت حكومة البصرة على رفد نهر العشار عبر المضخات من مياه شط العرب ، حالما تنتهي البطولة ستعود الأمور الى ما كانت عليه ، من الأزبال و المخلفات و نتانة الرائحة ، هذه فينيسيا حكومة الأحزاب الإسلامية "الخماطة" .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حرامية البصرة يتشاركون في روح واحدة مع بقية الحرامية في مٌختلف المٌحافظات .
المأساة متكررة في بقية محافظات الوسط و الجنوب ، النائب عن محافظة بابل عضو دولة القانون هيثم الجبوري "القذر" إستغل منصبه كمستشار لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، من خلال إستغلاله للمنصب أصبح هو مهندساً لسرقة القرن . عضو لجنة النزاهة النائب علي الجمالي : هيثم الجبوري العقل المٌدبر لسرقة القرن "
المتهم الاول بسرقة أموال الضرائب نور زهير هو مدير مكتب هيثم الجبوري لمدة 8 سنوات ، أي أن العلاقة بينهما وطيدة و ثابتة . هذه هي حكومة العربنجية ، مستشار رئيس الوزراء يسرق أموال الضرائب . لمن يٌطالب الحرامية بالإصلاح نقول له "قييم الركَع من ديرة عفج .
الاسوء من هذه كُله هو تولي عديمي الكفاءة (الجهلة) مناصب حساسة في مرافق الدولة الحيوية ، هذا بحد ذاته إجرام بحق الدولة و المُجتمع . إن حٌكم التيارات الإسلامية لهو بمثابة الجحيم على الارض ، تراكمات السنين من الإنقلابات و عدم الإستقرار السياسي و التجاذبات الإيديولوجية مهدت لهكذا نتائج .
دونت عضو مجلس النواب حنان الفتلاوي في تغريدة لها في التاريخ الموافق 27ـ10ـ2022 :ـ رحلت غير مأسوفاً عليك... سيذكرك التأريخ بصفحاتك السوداء ان اكبر سرقات للمال العام و النهب حصلت في وقتك... وداعاً فرهود و فريقه الفاشل..." . طبعاً في هذه التغريدة تُشير حنان الفتلاوي الى مصطفى الكاظمي . يبدو أن حنان الفتلاوي قد غضت الطرف عن كون مهندس صفقة الفساد هيثم الجبوري هو زميل لها قبل ان يكون مستشار الكاظمي ، هيثم الجبوري عضو مجلس النواب عن دولة القانون التي تنتمي لها حنان الفتلاوي . لم يكن يوماً لسان حنان الفتلاوي نظيفاً كما هو الحال مع يديها التي دائماً ما كانت مُتورطة بصفقات الفساد ، هي و زميلها هيثم الجبوري ، الإثنان معاً يُشكلان أبرز من مثل محافظة بابل أسوأ تمثيل . الآن تفوح رائحتهم الكريهة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وساخة الضمير
إن أقبح و أقذر إنسان من يرتضي لغيره الذُل و الهوان دونما يشعر بإهانة الذات ، هذا هو حال الضمير العراقي ، اليوم ، ما السياسيون إلا قد خرجوا من عبائة و أعراف مجتمعية قد مضى عليها دهراً ، تراكمت هذه التراكمات عِبر السنين مٌنتجة بالتالي شخصية تُفرِز هكذا نماذج من الحثالات . عندما يٌصبح الإختلاس ثقافة و التخريب شِفاء للنفوس المريضة ، الحزن هو السلوى ، الضجر عند الإحتفالات ، عندما تنقلب القييم رأساً على عَقِب ، عندها فقط نكون نحن في مأساة حقيقية .
أبداً لا تٌعول على أي تغيير جوهري طالما لم توضع اللبنة الأولى لدولة القانون الذي يحكم بالحُكم العلماني للدولة. شواهد كثيرة للفشل الذي تأسس بحكم دولة العشائر و شريعة البادية . يبدو أن حفنة الرعاع لم يفطنوا الى أن دروس الماضي و ما يٌقدمه لنا من عِبَر كفيلة بأن تٌصحح مسار الحاضر و تُغيير خُطى المُستقبل ، لكن ، لا عزاء للجهلة .



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       #          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَتَبُع خارطة الميليشيات أرض اللادولة .
- القاعدة و داعش في العراق ، خارطة التنظيمات الإرهابية .
- الإنصهار بالطبيعة عن طريق التسليم لها أو تطويع الطبيعة عن طر ...
- تغيير النظام السياسي القائم في العراق هل بات أمراً محتوماً؟
- شي جينبينغ يفرض سيطرته على الحزب الشيوعي الصيني، و مشاهد صاد ...
- الإعلام الموجه
- إستخدام السلاح النووي التكتيكي أمر وارد جداً.
- دو فو، أعظم شعراء الصين، حياته و بعض من قصائده.
- ما أحوجنا الى التضامن و التعاطف.
- العواقب الإجتماعية للسياسة
- صِراع الإسلام السياسي الشيعي في فيما بينهم ، ماذا يُريد مقتد ...
- جماعة التيار الصدري و حزب الدعوة، عناكب تأكل عناكب، ولكن
- الزواج الثاني جريمة تهدد الأسرة في ظل غطاء شرعي إسلامي ، هذا ...
- تَدَخٌل قوانين الشريعة الإسلامية الفج بالقوانين المدنية بمبا ...
- بوش يٌدين الغزو الهمجي الغير مبرر على العراق و مقتدى يٌدين ا ...
- ما الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من العالم الخارجي؟
- الذلة و الهوان على وجه عمار و الجريمة التي ازالت اللثام عن ح ...
- شيخ المخازي يقف أمام جلالة المرأة
- المأساة في الأحتكام الى السلاح
- جريمة إغتصاب الطفلة و النكِرات من رجال الدين


المزيد.....




- تفاعل مع صور وأجواء زفاف -شيرين بيوتي- و-أوسي-
- إيران تحذر من البقاء قرب مواقع عسكرية.. وإسرائيل تتعهد بمواص ...
- الحرس الثوري الإيراني: قصفنا مراكز استخباراتية إسرائيلية ردا ...
- هل أوقف ترامب خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي؟
- هل استهدفت إسرائيل مقر وزارة الدفاع الإيرانية؟.. مصدر من قلب ...
- وزير الخارجية الفرنسي يقترح على المفوضية الأوروبية -تقييد حر ...
- حماس تصدر بيانا بعد تقارير عن اغتيال رئيس مكتبها السياسي بعم ...
- زاخاروفا ترد بطريقة ساخرة على تصريح المستشار الألماني حول فر ...
- سفارة إيران في موسكو: البرلمان الإيراني صادق على اتفاقية الش ...
- لاهاي تشهد أكبر تظاهرة في هولندا منذ 20 عاما تطالب بتغيير مو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم علي - حكومة العتاكَة