أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عدنان الصباح - ثورة الروح ضد ثروة القتل (1)














المزيد.....

ثورة الروح ضد ثروة القتل (1)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7589 - 2023 / 4 / 22 - 18:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في الربع الاول من العام 2023 وبرمشة عين واحدة او اقل كانت الهزات الارضية تقتل عشرات الاف البشر وتصيب وتشرد الملايين وتضع كل من تركيا وسوريا ولم يعد احد عدوا لاحد فقد جاءت اليونان الى تركيا لتقديم المساعدة وفتحت تركيا بواباتها نحو دمشق لمن برغب بتقديم المساعدة ايضا وصار التعاون في مواجهة اهوال الطبيعة هو الاساس وتوقف فورا كل الاشتعال الذي كان على الحدود المشتركة وقبل الزلزال هذا كان زلزال المرض الاقسى منذ قرون وهو زلزال كورونا الذي منع التجول في معظم انحاء العالم واوقف كل شيء تقريبا وقد بلغ عدد الوفيات حتى مطلع نيسان 2023 ما يقارب 7 ملايين انسان واكثر من ثلاثة ارباع المليار من الاصابات وحسب دراسة اعدتها جامعة سيدني في الشهور الاولى لظهور الجائحة فان 147 مليون شخص فقدوا وظائفهم حول العالم وانخفض مستوى الاستهلاك العالمي حوالي 3,8 تريليون دولار.
قد يأتي الينا متحذلق ليقول ان هذا قضاء الله وقدرة ومع خالص اعتذاري لعلماء الدين والفقه فان الله الذي نعرف لا يصنع الشر وان الهة الشر هي من صناعة التخلف واصحاب المصلحة ومن المنطق القول ان التخلف لم يعد له وجود مع عالم المعرفة والتطور الحضاري والثورة المعرفية التي طالت العالم بل ووحدته بعد ان اصبحت المعرفة متاحة للجميع بلا حدود عبر الثورة الرقمية التي اختصرت العالم الى شاشة صغيرة يقل حجمها عن حجم راحة اليد صحيح ان الهزات الارضية والبراكين هي نتاج حركة الطبيعة لكن نتائجها الكارثية هي من صنع الفاسدين والمجرمين وتجار الشر على الارض والا لما كانت الحكومة التركية قد اعتقلت مئات المقاولين الذين اقاموا تلك المباني التي سقطت على رؤوس اصحابها بسبب الغش.
اليوم صار بإمكان العلماء ان يتوقعوا الاماكن المعرضة للكوارث الطبيعية اكثر من غيرها وبالتالي فان اختيار الاماكن التي تقام عليها المناطق السكنية الاكثر امانا بات ممكنا الى حد بعيد ولم تم نقل مدينة كاملة من مكانها الى مكان اكثر امانا لكانت التكلفة اقل بكثير من تلك الخسائر الكبيرة في المال والارواح.
يقول العلماء ان الزلازل والبراكين مفيدة للكرة الارضية ويعددون تلك الفوائد " الزلازل تساعد الجيولوجيين في الحصول على استنتاجات حول نوع المواد التي تمر بها الاهتزازات وبالتالي معرفة طبقات المياه الجوفية، ورواسب النفط والغاز الطبيعي وغيرها من الموارد الهامة بناءً على المعلومات التي يحصلون عليها من الزلازل كما تساعد الزلازل في تشكيل تضاريس الأرض المختلف " اما البراكين فان فوائدها كثير ومنها
" - الأراضي المحيطة بالبراكين تمتاز بخصوبة التربة بسبب المعادن الموجودة في الحمم البركانية
- الحفاظ على توازن الأرض واستقرارها نتيجة خروج الضغط الزائد
- تفجر الينابيع العلاجية الحارة الغنية بالكبريت
- تكوين الماس... فالماس يتكون من الكربون ونتيجة الضغط والحرارة ينتج الماس وقد وجد أن مناجم الماس توجد داخل الجبال البركانية... " وهو ما يعني ان بالإمكان الاستفادة من البراكين والزلازل اكثر بكثير من اخطارها لو ان العالم انشغل في حربه مع الطبيعة لا في حربه على ناسه وبينهم
اولئك الذين اخترعوا القتال والاقتتال ليس فقط للحرب بل ولرفع وتيرة الرغبة بالعنف حتى اخترعوا انواعا عديدة للعنف خارج الحروب فاخترعوا المصارعة بين الديكة والثيران والبشر ويجلس الجميع وعلى راسهم الطغاة من الحكام يراقبون الدم والقتل ويصفقون بل ويراهنون على من سيفوز ويحصل الفائز على الجوائز والشهرة والاعجاب والاطراء مع انه في واقع الامر ليس اكثر من قاتل بذيء قتل بدم بارد انسانا اخر ليحصل على مال ورضى السادة الساديون حتى النخاع.
في كل الحروب والصراعات هناك طرفان كل منهم اعد العدة اللازمة للموت والقتل عبر تبرير ذلك نظريا وكلا الطرفين له بطل وشهيد فالمقتول عند قومه شهيد والقاتل عند قومه بطل لكن جائزة الشهادة بمعناها الديني لم تمنح ابدا لقاتل بل منحت لدى الطرفين للمقتول وعادة ما يعبر الطرفان عن شهدائهم بانهم ذاهبون الى الجنة وقتلى الاخرين الى النار مع ان الامر في كلتا الحالتين مرهون بإرادة الله لدى الطرفين.
هو الله نفسه الذي يعبده جميع البشر لكنهم يحاولون امتلاكه كل الى نفسه وحتى في الاديان الواحدة فقد صنعوا لأنفسهم خلافات باسم الله واقتتلوا على هذه الخلافات وفي الطوائف الواحدة ايضا وجدوا لأنفسهم ما يبرر اقتتالهم ففي السودان يقتتل اليوم المسلمين السنة بالنار وحتى في الايام الاكثر قداسة لديهم وهي العشر الاواخر من رمضان ويوم العيد " عيد الفطر المبارك " ويتوسط كل الغرباء بينهم علنا بينما يذكون نار الفتنة سرا فالسودان الاضعف هو ما يريد الطامعين بثروات البلد جميعها ومصلحتهم تقتضي وجود سودان بلا سودانيين ليسهل نهب ثرواتهم ووجود اقتتال بينهم ليسهل بيعهم السلاح مقابل خيرات بلادهم.
على صفحتي على الفيس بوك سالت سؤالا واحدا بعنوان فزورة وقلت فيه " اقتتل اثنان ... طعن احدهما الاخر بسكين فمات ... اعتقل القاتل وصدرت اداة الجريمة ... من المستفيد " المقتول قطعا خسر بموته واهله والقاتل خسر بسجنه او اعدامه وظلت جهة واحدة سعيدة وهو صانع السكين وبائعها لانهم سيبيعون سكينا جديدة لذبح جديد وكلما زاد الذبح زاد بيع السكاكين والامر ينطبق على صانع الرصاص وادوات القتل والموت بكل اشكالها ولذا ترتبط صناعة الموت بصناعة النهب والسرقة للثروات فالدول التي تصنع السلاح هي الدول التي تسرق ثروات الدول المقتتلة والى ان يفهم البشر سيظل الموت وصانعي هذه الارض



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للإحتلال خياراته
- اللا متوقع اقوى جبهات المقاومة
- ماضويون كالخشب المسندة
- مملكة العنصرية الاخيرة
- جنين بوابة جهنم لمن سيعبرون
- هنية لرئاسة حكومة الانتخابات
- نحن والمقاومة والتقاط الفرصة
- حذار من الفخ يا غزة
- بانتظار الحشرة لتأكل عصا الملك
- أيها المجرمون لا تقلقوا راحة الارض
- مسامير نعشهم وشاكوشنا المكسور
- مخيم جنين سيغتال رزانتكم
- سيصدرون أزمتهم إلينا
- انهم ينقسمون ... انها فرصتنا
- بين صاحب القضية وعمال المياومة
- ترامب رئيسا لحكومة الإحتلال
- علينا أن نعود للقراءة سوياُ
- الفاشية الصهيونية وتفجير الذات
- الإحتلال يصنع نهايته بيديه
- مونديال السياسة 2024


المزيد.....




- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: -اجتثاث للمعارضة- أم -تط ...
- حمزة يوسف يستقيل من رئاسة وزراء اسكتلندا
- ما هو -الدارك ويب- السبب وراء جريمة طفل شبرا؟
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر ...
- أكاديمي يدعو واشنطن لتعلم قيم جديدة من طلاب جامعاتها
- وزير خارجية نيوزيلندا: لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال ...
- جماعة الحوثي تعلن استهداف مدمرتين أميركيتين وسفينتين
- لماذا اختلف الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي هذا العام؟ ...
- إسرائيل قلقة من قرارات محتملة للجنائية الدولية.. والبيت الأب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عدنان الصباح - ثورة الروح ضد ثروة القتل (1)