أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - الإحتلال يصنع نهايته بيديه














المزيد.....

الإحتلال يصنع نهايته بيديه


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7450 - 2022 / 12 / 2 - 16:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن ممكنا ولا زال غير ممكن وسيبقى مستحيلا لأي احتلال ان يتمكن من الابقاء على جريمته الى الابد دون ان يفر بيديه الحفرة التي سيدفنه شعب البلاد المحتلة او المستعمرة فيها ويهيلون عله التراب من كل حدب وصوب حتى يستحيل يصبح مداسا لكل بني البشر.
المستعمرون كانوا اذكياء فقد تركوا لأنفسهم خط رجعة حين يفشلون يعودون الى بلادهم مكتفين بما خسروا او كسبوا اما المحتلون فهم يحرقون سفنهم كلها ولا يتركون لهم فرصة للعودة الى الوراء وخصوصا اولئك الذين يصبحون خدما لاسياد لا يعنيهم من امرهم شيء.
الصهاينة الاوائل ابدا لم يعنيهم امر احد سوى مشروعهم الذي التقطته الدول الاستعمارية لتضرب به عصفورين بحجر واحد فهم سيتخلصون من اليهود وبنفس الوقت يزرعون مسمارا في الشرق الاوسط يساعدهم على الابقاء عليه تحت سيطرتهم وقد فعلوا ذلك ووجدوا في الحركة الصهيونية والمتمولين اليهود ضالتهم الذين قدموا ابناء دينهم هدية للقوى الاستعمارية والرأسمال اليهودي الاقوى عالميا وبدل ان يجدوا في فلسطين ملاذا امنا لهم دفعوا بهم الى الجحيم.
اليوم تتصاعد وتيرة التطرف داخل دولة الاحتلال والدعوة للقتل والطرد والعقاب بكل اشكاله بحق الشعب الفلسطيني في محاولة للوصول الى مرحلة يكون فيها العرب قلة قليلة لا تصلح الا كمخزون عمالي لمشاريعهم الاقتصادية وخصوصا في العمل الاسود لا اكثر ولا اقل.
هل الامر ممكن وهل فعلا يمكن لجيش دولة الاحتلال واجهزتها الامنية الوصول الى مثل اذا الحلم الذي يراودهم وكيف وهل القتل وتنغيص حياة شعب باسره كفيل بردع هذا الشعب ام ان العكس هو الصحيح ... امس اغتال جيش الاحتلال بطلين فلسطينيين هما احمد ايمن السعدي ونعيم جمال زبيدي واما نعيم فحكايته هي بالضبط حكاية حفر الاحتلال لحفرته بيديه فهو ابن اسير ومناضل تعلم منه بالتأكيد كيف يكون مناضلا كمثله الاعلى والده وهو ايضا عاش مع اسرة عمه ابو العبد الزبيدي بعد ان استشهد مرضا وقهرا المناضل والاسير السابق ابو العبد الزبيدي واستشهدت زوجته ام العبد في مطلع الانتفاضة الثانية ثم استشهد ابنها البطل طه الزبيدي في معركة المخيم الشهيرة نيسان 2002 واصيب واعتقل ابناهم زكريا الزبيدي احد ابطال نفق العبور الى الحرية وهو لا زال في الاسير ثم وقبل اشهر استشهد داوود الزبيدي وامس كان دور نعيم الاب لطفل والذي ينتظر طفلا اخر فرحل قبل ان يراه.
السؤال اذا كانت دولة الاحتلال منذ وجودها حتى اليوم تحاول التخلص من اسرة صغيرة واحدة من بيتين لا اكثر ولم تستطيع ولن تستطيع وهي تواصل فشلها يوما بعد يوم فهي لم تتخلص من ابو العبد الزبيدي بزوجته وابنائه وهي قطعا لن تتخلص من نعيم الزبيدي وكل ما في الامر انها تقلع شتلة لتنبت شتلات الواحدة تلو الاخرى ففي نيسان 2002 كان عمر الشهيد نعيم سبع سنوات وهو بالكاد يذكر ما احدث فمن الذي اتى به الى مربع المقاومة الا الفعل اليومي للاحتلال بوالده ببيت والده وبيت عمه وما ينطبق على نعيم الذي اتحدث عنه دون سواه لمعرفتي التامة بالأسرة ينطبق على جميع الشهداء والجرحى والمعتقلين واصحاب البيوت المهدومة والاراضي المصادرة فهذه الغصة النقمة تكبر مع كل مولود فلسطيني.
ان اكثر ما يعتز به اليهود ويعتبرونه اساس وحدتهم هو الهولوكوست وجرائم النازية بحقهم وبعد كل هذه الاعوام الطويلة لا زالوا يقدمون انفسهم من خلال هذه الكارثة الانسانية على انهم ضحية العنصرية والجريمة الابشع في تاريخ البشرية ولا اريد ان اشكك ابدا في حكاية الهولوكوست فانا من المقتنعين بها جدا وهي الى جانب حجم كارثيتها بحق اليهود الا ان اصحابها ذهبوا الى مزابل التاريخ وظل اليهود يحييون ذكرى كارثتهم واندثار جلاديهم وكل ما تركه هيتلر لألمانيا اليوم هو احساسها الدائم بالذنب ومطالبتها التي لا تتوقف بالغفران من اليهود اينما كانوا.
ان لم يعتبر قادة الاحتلال من ذلك وواصلوا اعتقادهم بانهم الاقدر على ازالة شعب من الوجود فانهم كمن يضعون رؤوسهم بالرمل بانتظار الغد الذي قد يحمل ما ليس لهم قدرة عليه وبأبسط الوسائل المتاحة بدون كلفة للفلسطينيين والعرب وقد شاهدوا باينهم في قطر وغيرها ان التطبيع مع الشعوب مستحيل.
ايها المحتلون تذكروا ان في الوطن العربي ملايين المصابين بالسرطان وملايين ذوي الاعاقة الذين لو قرروا معا جعل حياتهم مفيدة اكثر وزحفوا مشيا على كراسي العجلات الى فلسطين عراة الصدور مقيدي الايدي والارجل دون ان ينتقل جندي عربي مع بندقيته من موقعه خطوة واحد باتجاهكم وفقط وجدوا انفسهم مجبرين على التراجع من مواقعهم على الحدود الى الوراء وافسحوا لهم الطريق كي يمروا بطوفانهم الى فلسطين فلن تتمكنوا من الوقوف في وجههم في زمن العولمة واعالم الصغير الذي توحد على شاشة جهاز هاتف محمول فماذا انتم فاعلون وهل لديكم الاستعداد لضربهم بقنابلكم النووية التي لن تحمي نفسها ولا مفاعلاتها في مواجهة هذا الطوفان البشري.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونديال السياسة 2024
- بن غفير زعيم دولة الاحتلال القادم
- بماذا سيأتي المخاض الفلسطيني
- نحو برنامج سياسي مقاوم وموحِد للجميع
- الكتيبة والعرين وغياب الفصائل
- عُدي التميمي درس المطارِد الجمعي
- الوحدة الفلسطينية مسرح الكوميديا المتجول
- وحدة الساحات وإنقسام الصالونات
- ليسقط حل الدولتين
- أيها الرئيس لماذا غادرت المنصة
- تمزيق السلطة الى سلطات
- حين يصير الإنقسام صنعة
- الهدف إيران لا مشروعها النووي
- يوم الإثنين الأسود
- دولتان ... ولكن أين وكيف؟
- لا ترضى بالهم فهو لن يرضاك
- أمريكا ... حين يصبح الشيطان واعظا
- حماية أم إحتلال دولي
- الحرب على صانعي الحروب
- الرسائل تُقرأ من عناوينها


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - الإحتلال يصنع نهايته بيديه