أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - عُدي التميمي درس المطارِد الجمعي














المزيد.....

عُدي التميمي درس المطارِد الجمعي


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 16:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن عجي التميمي شهيدا عاديا ابدا بل كان الدرس الجمعي الاول لكل الفلسطينيين وتحديدا اولئك الذين يشكلون الجانب الرسمي في حياتنا بكل تلاوينهم واشكالهم من سلطة وفصائل ومنظمة تحرير الذين لا زالوا يغردون كل على هواه وبالتالي فان تغريدات الغالبية العظمى لا تأتي في داخل السرب ولا في القناة الجمعية الحقيقية.
شاب صغير معزولا الا من ارادته وارث شعبي حقيقي رافض للاحتلال وتواق الى الحرية استطاع وعلى مدى عشرة ايام ان يجعل جيش واجهزة امن اقوى دولة في الشرق الاوسط تقف على قدميها ولا تدري كيف تتصرف وبات اسمه هو الحاضنة لشعبه وليس العكس وراحت الفصائل جميعا تلهث من خلفه وصار نموذجا يحتذى.
لم يكتف عدي التميمي بالفعل المقاوم الاول بل اراد ان يرسل لنا درسا جديدا في المقاومة وهو ان الفعل المقاوم لا نهاية له الا الحرية فعاد هو بقدمية صانعا ولأول مرة اسما جديدا للمطارَدين ليصبحوا المطارِدين بعد ان تقدم اليهم مطارِدا لهم في مواقعهم.
عدي التميمي قال ايضا ان الرصاص لا يقتل المقاومة وان ما يقتلها هو العجز والتراجع وقد شاهده العالم يرفض الركوع ويقاتل ولو ان اعظم مخرجي الارض اراد تصوير فيلما عن البطولة لما استطاع ان يأتي بمثل ما راينا وبذا صار رغما اعن كل شيء نجما شبابيا ورمزا للبطولة سيكتشفها الجميع الى الامام بعد ان نرى كيف ان دقيقة واحدة من حياة عدي تحولت الى مدرسة كاملة ومنحت شبابنا تجربة وتدريبا عمليا ما كان ممكنا الحصول عليه الا بتجربة هذا البطل المختلف.
الدرس الاخطر الذي قاله عدي للفصائل ان الامر ممكن وان مواجهة هذا الجيش اسهل بكثير من اشعال عود ثقاب لإشعال سيجارة وان معاودة المواجهة مرة ومرات ايضا ممكنة وبالتالي فان الحرية ممكنة وكل ما هو مطلوب منكم ان تستديروا بجميع مؤشراتكم وكفاحكم ضد المحتل وجيشه ومستوطنيه على ارض فلسطين وان تتوقفوا عن المناكفات والاختلافات وتقسيم الوطن والشعب الى اقسام قد لا تنتهي.
في وصيته كتب عدي بخط يده انا لم احرر فلسطين وقد كانت اخطر كلمة في كل فعل وقول اتى من عدي فهو اراد القول ان تحرير فلسطين يستحيل ان يكون فعلا فرديا مهما كان عدد الافراد المستعدين لنفس الفعل وغيره ودون ان يصطف الشعب كل الشعب بقواه كل قواه خلف برنامج سياسي وكفاحي مقاوم فان التحرير والحرية سيبقيان امران مستحيلان وان البطل الفردي حتى ينتصر ينبغي له ان يكون جزءا من مكون جمعي هو المكون الوطني الذي اسمه الفلسطين شعبا وارضا واي ابتعاد عن بوصلة الوحدة هو ابتعاد عن درب الحرية والتحرير وبالتالي فان الوصول الى ذلك دون الوحدة امر مستحيل.
لم يكن عدي التميمي وحيدا بل سبقه الكثيرين وسياتي الاكثر من بعده وحسب تطورات فعل المقاومة فان كل خطوة الى الامام باتت تأتي ببطل فهم الدرس الذي سبقه جيدا وراكم عليه وبالتالي فان عدم التحاق القوى والفصائل واستعادة مكانتها في قيادة المقاومة والشعب قد تذهب بنا الى الكارثة.
انني ادق ناقوس الخطر اليوم فاذا اكتفت الفصائل والسلطة والمنظمة بدور المتفرج فسيجد هؤلاء الابطال انفسهم وقد اجبروا على المشاركة في الفعل السياسي دون خبرة ولكن بعد ان يكونوا قد قطعوا كل علاقة لهم بالساسة العاجزين والغائبين وما زيارة مبعوث الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط الى مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس الا بداية مشوار الكارثة اذا تطور هذا الفعل الى ما هو ابعد وبالتالي فان غياب الجمعي الفلسطيني المقاوم سيمهد الطريق الى ما هو غير ذلك وحينها لن ينفع اللطم على الخدود ندما.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة الفلسطينية مسرح الكوميديا المتجول
- وحدة الساحات وإنقسام الصالونات
- ليسقط حل الدولتين
- أيها الرئيس لماذا غادرت المنصة
- تمزيق السلطة الى سلطات
- حين يصير الإنقسام صنعة
- الهدف إيران لا مشروعها النووي
- يوم الإثنين الأسود
- دولتان ... ولكن أين وكيف؟
- لا ترضى بالهم فهو لن يرضاك
- أمريكا ... حين يصبح الشيطان واعظا
- حماية أم إحتلال دولي
- الحرب على صانعي الحروب
- الرسائل تُقرأ من عناوينها
- في إنتظار بايدن
- الضوء ينعكس عن الاجسام الحاضرة
- تماثيل الثلج في شمس تموز
- جنين مقبرة الغزاة
- القدس الموحدة عاصمة فلسطين الموحدة
- جريمة التنازل الطوعي عن الوطن الموحد


المزيد.....




- ترامب يفرض رسوما على البرازيل دفاعا عن بولسونارو.. ولولا يتو ...
- ترامب يجتمع بقادة 5 دول أفريقية وعينه على معادنها الثمينة
- كعادته بإحراج ضيوفه.. ترامب يقاطع رئيس موريتانيا ويندهش من إ ...
- لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة ...
- ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب -روسيا ...
- تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات ...
- إنقاذ 6 واستمرار البحث عن 15 من طاقم سفينة أغرقها الحوثيون ف ...
- واشنطن تطالب هارفارد بسجلات المشاركين في احتجاجات غزة
- أمريكا: الحوثيون اختطفوا ناجين من طاقم السفينة -إترنيتي سي- ...
- حماس تصر على مطالبها ونتنياهو يريد صفقة -لكن ليس بأي ثمن-


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - عُدي التميمي درس المطارِد الجمعي