أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - حين يصير الإنقسام صنعة















المزيد.....

حين يصير الإنقسام صنعة


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 18:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


تصنع امريكا الاحتلال والهيمنة والاقتتال بين الجميع وعلى رؤوس الجميع الا راسها وراس نسختها اسرائيل وتصنع الصين الدفاع عن كرامتها وعزتها وسيادتها وتصنع روسيا الحرب باسمها دون ان تنحني ورغم قساوة الحرب وقفت اوكرانيا للموت دفاعا عن ذاتها مع علمها ان الخراب والموت يأتي دفاعا عن مشروع امريكا للسيطرة على العالم وتصنع اليابان النموذج وتصنع المانيا القدرة على الابداع وابتكار البدائل وتصنع بريطانيا الاهتمام بقضايا ناسها وحقهم بعيش كريم وتطول القائمة الى ان تصل الى العرب وفلسطين لنجد صنعة عجيبة غريبة وهي صنعة تدمير الذات لصالح الاعداء فتنقسم العراق على العراق بكل اشكال الانقسام واهمها التبعيات وتنقسم ليبيا عشائريا واليمن جهويا وطائفيا وتعيش سوريا تحت نار اعدائها على ارضها من كل حدب وصوب فلم يبق عدو لسوريا وللعرب أو مرتزق والا ووجد وكيلا له على ارضها ولا زالت صامدة حتى اليوم وتعيش لبنان حالة اللا انعاش بدون منعشين بل انها لم تعد تدري من اين ومتى تأتيها الضربة ومن داخلها.
كل الاحوال لها ما يبررها الا حال الفلسطيني الذي وجد في الانقسام صنعة من لا صنعة له فانقسم الخارج عن الداخل وغزة عن الضفة وباتت القدس بلا اسم والداخل بلا خارج وصار للمثلث قضية غير قضية النقب وللساحل قضية غير قضية الجليل وللمدن العربية قضية غير قضية المدن المختلطة وينشغل الجميع بالجميع وينشغل العدو بنا.
في الاراضي المحتلة عام 1948م صارت المشتركة منقسمة وصار الصراع على الكرسي اهم من موت شبابنا اليومي ببندقية لا يريد احد ان يسميها او يسمي مصدرها ولا من يقودها وبدل ان تصير الاحزاب هناك منقذا صارت عبئا على شعبها وبدل ان يحصل العرب على 20 مقعد في برلمان دولة الاحتلال قد لا يحصلون على 10 في الانتخابات القادمة وتقتل البندقية المنفلتة في البلدات العربية في الوطن الاقدم احتلالا ضحية واحدة على الاقل كل اسبوع او اقل حتى باتت عدد الضحايا تقترب من 80 ضحية ونحن في ثمانية اشهر أي بمعدل 10 ضحايا في الشهر الواحد ولا زال قادة الاحزاب لا يتقنون الا الانقسان على نفسه لما يخدم اغراضهم هم وكان القتلى يموتون في حرب اوكرانيا لا في دبورية التي كان منها اخر الضحايا وتنشغل القدس وحدها بقضايا التهويد التي لا حصر لها وبات الاعتداء على الاقصى فعلا روتينيا ولا احد يكترث سوى من امن بالقدس وربها شخصيا وفي الضفة حدث ولا حرج فالاحتلال يستبيحها عنوة وبشكل يومي وتكفي فصائلنا بإصدار بيانات استجداء المجتمع الدولي واتهامه وكان على العالم ان يحرر بلادنا ولم تكل هذه الفصائل من ممجوجة الشرعية الدولية التي تدير ظهرها لنا علنا وبلا خجل تخرج من مخرتها ريحا باتت لا تزكم انوفنا لأننا اعتدناها منذ زمن طويل ولم يعد احد يذكر غزة والموت والجوع والمرض والهجرة والحصار والدمار وكم الضحايا الذين التحفوا باطن الارض برصاص الاعداء وكم العائلات التي تلتحف السماء بعد ان دمر الاحتلال سقف بيوتهم.
ليس للفلسطيني قضية مع الاحتلال فمن يعيش في المنافي واللجوء بات منشغلا بالترحال وانتظار الموت بدل انتظار العودة وفلسطيني الضفة يضع يده على صدره خشية الغد لا خوفا من العدو المحتل بل من صراعات الذات النائمة تحت رماد ينتظر هبة ريح صغيرة وتغفو القدس ليلا على حرف عربي لتصحو عليه وقد بات عبريا دون ان يعزيها احد سوى عبر الهاتف او الشاشة او وسائل التواصل على قاعدة وكفى الشيطان الكفرة شر القتال والزمهم بالاقتتال وفي الداخل المحتل قديما لا ينام الفلسطيني ليله خوفا من بشاعة الموت الذي سيقرأ اسمه باسم شاب في مقتبل العمر وقد يأتي اليوم الذي سيصعب فيه اقامة بيوت العزاء لان لكل عائلة عزاء.
لا احد يذكر انقسام غزة عن الضفة من حجم وبشاعة انقساماتنا التي باتت تطال كل شيء ولا احد يذكر الانتخابات ولا احد يذكر الديمقراطية ولا احد يذكر الاحتلال سوى هذا الامل الذي تحييه المقاومة بشبابنا الذي اصابهم القرف من حياة هذه هي قيادتها ولولا ذلك الامل ولولا هذا الصمود الاسطوري في غزة والمواجهة التي لا تنطفئ في جنين ونابلس وغيرهما من المدن والمخيمات والقرى.
حين تصير هذه الجريمة الصنعة مهنة قادة شعب ما ينطبق المثل القائل " اذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص " وهو ما بات يطال سلمنا الاهلي وتضامننا الاجتماعي واخلاقنا وهي ان فقدناه ونحن في الطريق الى ذلك فلن نبقي لذواتنا الجمعية وطن حين يصير الحرب وطن والعشيرة وطن والجهة وطن والبيت المهدد بالهدم وطن والابن الذاهب للموت طواعية وطن الى ان نتقن النحيب على اطلال كل وطن.
ما اقوله هنا هو طرق بالدم على خزان الحرص المتبقي في راس كل عضو في فصيل او حزب او جماعة لا يجلس في الصف الاول ان إنتصروا لذواتكم بالانتصار للوطن لا للفصيل أيا كان ولا للقائد أيا كان وخذوا نموذجا بهذه الكوكبة من شبابنا في حارات وحواري وازقة مخيمات الضفة الغربية من بيوت العراء والعزاء التي لا تغلق في غزة من الايمان بالعزة حد الموت في النصيرات وجباليا ورفح التي تتوحد في القتال ضد اعتداءات جيش الاحتلال دون اسم لفصيل او جهة الا الايمان بحقنا بالعيش الكريم كشعب حر في وطن حر يؤمن ان الكرامة وطن لا يافطة حزب.
وطن الساسة المغيب اليوم لا يحيا الا بقلوب ابطال القسام والسرايا والاقصى وابو علي مصطفى والمقاومة الوطنية والمقاومة الشعبية وما قد يغيب عن الخاطر من اسماء للمقاومة الحقة على الارض ولذا فان الامل الحي يأتي من وحدة هؤلاء الذين يتحدون بعجين دمهم الحي بما تبقى من ترابنا لا من انقسام اولئك الذين لا يعرفون الارض لانشغالهم بالشاشات من كل الانواع حتى انهم كادوا لا ينسون الارض فقط بل وحتى الورق.
امس نكست اعلام العالم على ملكة بريطانيا الراحلة وسارع الجميع للإعلان عن حزنهم وتعزيتهم للملك الابن بما في ذلك الفلسطينيين الذين يموتون بالعراء لان مملكة الملوك والملكات منحت ولا زالت تمنح بلادهم لغيرهم الذين احتفلوا باسم الملكة الراحلة بإقامة خيمة استفزاز ومصادرة على مدخل قريتي الخاص والنعمان في محافظة بيت لحم " مهد المسيح " وبذبح شاب واصابة 16 وهدم بيت في جنين دون ان يذرف احد في هذا العالم دمعة واحدة ولا ينكس قطعة قماش في خزانة احد ولم تفعل فصائل السوشيال ميديا سوى بيناتها الممجوجة على الشاشات من كل الانواع.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف إيران لا مشروعها النووي
- يوم الإثنين الأسود
- دولتان ... ولكن أين وكيف؟
- لا ترضى بالهم فهو لن يرضاك
- أمريكا ... حين يصبح الشيطان واعظا
- حماية أم إحتلال دولي
- الحرب على صانعي الحروب
- الرسائل تُقرأ من عناوينها
- في إنتظار بايدن
- الضوء ينعكس عن الاجسام الحاضرة
- تماثيل الثلج في شمس تموز
- جنين مقبرة الغزاة
- القدس الموحدة عاصمة فلسطين الموحدة
- جريمة التنازل الطوعي عن الوطن الموحد
- حكومة الإحتلال وتصدير الأزمة
- شيرين أيتها الشهيدة الشاهد
- حين يعتلي الشعب المنصة
- عميان في عالم أعور
- أيتها القوى الفلسطينية ... عيييب
- اعلان للمعلن أم صمم مزمن


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - حين يصير الإنقسام صنعة