أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عدنان الصباح - الفاشية الصهيونية وتفجير الذات














المزيد.....

الفاشية الصهيونية وتفجير الذات


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7457 - 2022 / 12 / 9 - 15:44
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


غريب امر الفاشيين الجدد فهم لم يتعلموا ابدا من كل التاريخ وممن سبقوهم من اصحاب المهنة هذه وحتى اسيادها كموسوليني وفرانكو وهتلر وليس صحيحا ان الفاشية مرتبطة باليمين فقط بل هي نموذج الهيمنة والسيطرة باستخدام القوة أيا كانت الافكار او الاهداف التي يجري السعي لفرضها ما دامت القوة هي الوسيلة الوحيدة التي تستخدم لتطبيقها وهو ما انطبق على كل من استخدم القوة ضد شعبه او ضد الشعوب الاخرى بقناعة ان شعبه هو الاقوى والانقى وبالتالي من حقه تقرير مصير الاخرين وهو ما فعله هتلر وزبانيته بشعوبهم اولا ومن ثم بالشعوب الاخرى واحيانا بالديانات الاخرى وهو ما ظهر واضحا بتعامله مع اصحاب الديانة اليهودية والذين يحاول ابنائها اليوم الانتقام لما فعلته النازية بتكرار نفس الفعلة مع الشعب الفلسطيني وان بطريقة طويلة الامد وعلى مهل لكي لا تبدو بنفس الوحشية الهتلرية.
صحيح ان النازية قتلت من اليهود بأبشع الطرق ستة ملايين من ابناء البشرية بوحشية لم يعرف التاريخ مثيلا لها وان جيش الاحتلال بالدولة الصهيونية يقتل الفلسطينيين بالتقسيط وبعد تقديم اسباب للقتل ويسجنهم بمحاكم واجراءات تبدو قانونية ويستخدم في سبيل ذلك قوانين الاستعمار البريطاني بعد تجميلها ان احتاجت وهو لا يطبق عقوبة الاعدام الرسمية ولا تعمل بها محاكمهم ولكنهم يقتلون ببساطة كل فلسطيني يسعى لمقاومة الاحتلال باي شكل من الاشكال بما في ذلك الاشكال السلمية حتى وهم يصيبون العديد بإعاقات ويطبقون العقوبات الجماعية بالنفي والتهجير وهدم البيوت ومصادرة الاراضي والمنازل ويضفون على كل فعل شكلا واطارا قانونيا اعتباطا لكي يقدموا دولتهم على انها دولة قانون ديمقراطية تحتكم الى القانون والاجراءات القضائية وتلتزم بأحكام قضائها.
لا علاقة ابدا للفاشية بالديكتاتورية الفردية فهناك ايضا ديكتاتورية جماعية وهي اخطر انواع الديكتاتورية لأنها تشرعن فعلتها بكل اشكال الشرعنة ولا تبدو الصورة الديكتاتورية بوضوح كما هو الحال مع ديكتاتورية الفرد او الفئة والاخطر في ذلك ان التخلص من ديكتاتورية الفرد او الجماعة الصغيرة ممكن بثورة الجموع عليهم لكن التخلص من ديكتاتورية شعب على شعب آخر امر مستحيل الا بحالتين لا ثالث لهما.
الحالة المستبعدة في العصر الحديث ان تتمكن الجموع الثائرة من الشعب المقهور ان تتخلص من الشعب القاهر كليا وهو امر لا يمكن ان يكون واقعيا ولا يمكن لشعب ذاق الويلات ان يسقيها حتى لجلاديه والا اصبح مثلهم والحالة الثانية ان تتمكن دولة الاحتلال من تحقيق نصر مؤقت على الشعب الخاضع لها وتسود في اوساطهم حالة سلام مؤقته بعد ان يكونوا قد غرقوا في فاشيتهم واصبحوا على صورتها ولا يمكنهم التخلص منها ليجدوا انفسهم وقد انتقلوا الى فاشيات داخلية وقد افضت الى صراع بين مدني عسكري أو الشرقي ضد الغربي اليميني ضد اليساري والغني ضد الفقير وهكذا الى ان تدمرهم فاشيتهم وتقضي على وحدتهم التي حصلوا عليها بهذه الفاشية.
الفاشية لا حدود لها وحين يتعلم الجندي في الحرب اصولها لسنوات سيعود بها الى حياته اليومية وينتقل بها الى بيته وحية وقريته وعمله ومواقفه وحين لا يجد عدوا قوميا يحاربه سيجد في جاره عدوا محتملا والان ينتقل جنرالات جيش الاحتلال من مناصبهم في الجيش الى مكاتبهم في شركات امن تعمل على مستوى العالم لكنها حتما ستجد ضرورة للعمل في الداخل يوما بعد يوم وستنتقل الى اصحابها بعد ان تجوب العالم قتلا وتدميرا واثارة تحت شعارات الامن والحماية كما تفعل شركات الامن الاسرائيلية اليوم في العديد من دول العالم مستغلى خبرتها وتجاربها على اخضاع الشعب الفلسطيني لتحولها الى سلع مختلفة للبيع هنا وهناك وعلى دولة الاحتلال ان تعلم ان بعض العاملين بأجهزتها يهربون السلاح بأنفسهم للمقاومة الفلسطينية طمعا بالمال فما دام الجندي يرى في قائده المثل الاعلى تاجرا محترما ببيع القتل فهو سيبرر لنفسه تجارة بيع الرصاص وليس يعنيه لمن يبيع فحين يبيع الجنرال سلاحا لأحمد المغربي او الاماراتي فلماذا لا يبيع الجندي رصاصا لمحمود الفلسطيني.
صحيح ان الشعب الفلسطيني سيدفع ثمنا غاليا جراء الفاشية الصهيونية المتصاعدة اكثر فاكثر وما دام الاحتلال موجود والشعب الفلسطيني يقاوم فان الفاشية ستتعمق اكثر فاكثر حد الانفجار بأصحابها انفسهم وما قتل رئيس الوزراء رابين الا الشرارة الاولى التي لم توقظ اصحابها وما يجري اليوم من تحريض وتحريض مضاد بين اطراف الحركة الصهيونية الا الاشكال الجنينية لهذه الفاشية الذاتية المفرطة حد اغتيال الذات بيد الذات غدا.
على الصهيونيين الفاشيين ان يتذكروا جيدا تاريخ اليعاقبة في انجلترا والتي اعتبرت الاب الروحي للفاشية الحديثة حسب راي جورج فالويس مؤسس اول حزب فاشي غير ايطالي كما ان المؤرخ جورج موسيه اعتبر الفاشية نتيجة الوحشية بين المجتمعات فالفاشية التي بدأها اليعاقبة انتهت بتدمير انفسهم بأنفسهم بعد ان اصبح وجودهم لا معنى له وتماما كما افضى الرايخ الاول الى الرايخ الثاني والى رايخ هتلر الذي مات منتحرا حين انتهت افكاره وطموحاته المجنونة فان ما اضاع اليهود وجعلهم مشتتين بالأرض قناعتهم المطلقة بانهم الانقى والافضل وانهم وحدهم شعب الله والاخرين خدم وهو ا يظهر اليوم بالنزعات القومية الدينية لدى اليهود وابرزها دعوتهم العلنية بيهودية الدولة وعلى الاغيار أيا كانوا ان يقبلوا بذلك وهذا يعني انهم يسعون للعودة الى مربعات تدمير الذات بالذات من جديد.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحتلال يصنع نهايته بيديه
- مونديال السياسة 2024
- بن غفير زعيم دولة الاحتلال القادم
- بماذا سيأتي المخاض الفلسطيني
- نحو برنامج سياسي مقاوم وموحِد للجميع
- الكتيبة والعرين وغياب الفصائل
- عُدي التميمي درس المطارِد الجمعي
- الوحدة الفلسطينية مسرح الكوميديا المتجول
- وحدة الساحات وإنقسام الصالونات
- ليسقط حل الدولتين
- أيها الرئيس لماذا غادرت المنصة
- تمزيق السلطة الى سلطات
- حين يصير الإنقسام صنعة
- الهدف إيران لا مشروعها النووي
- يوم الإثنين الأسود
- دولتان ... ولكن أين وكيف؟
- لا ترضى بالهم فهو لن يرضاك
- أمريكا ... حين يصبح الشيطان واعظا
- حماية أم إحتلال دولي
- الحرب على صانعي الحروب


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عدنان الصباح - الفاشية الصهيونية وتفجير الذات