أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - الصهيونية تسعى : إلى نزع قداسة المكان والعداء للتاريخ والإنسان؟














المزيد.....

الصهيونية تسعى : إلى نزع قداسة المكان والعداء للتاريخ والإنسان؟


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 00:01
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


المحامي علي ابوحبله
إن وظيفة الصهيونية الأولى هي تلقين وترسيخ ثقافة الإحساس بالخطر حيث تقتات على العدوانية، وتحولها باستمرار إلى نوع من الرابطة القومية. لا تستطيع الصهيونية أن تعيش دون حروب، ولو على بعد آلاف الأميال من حدودها الراهنة، لذلك فإن "السلام" هو عدو الصهيونية الأول. وتبرز بشكل واضح عدوانية الصهاينة تجاه الفلسطينيين واستهدافهم للتاريخ والمقدسات الاسلاميه في مسعى دءوب لتهويدها وطمس معالمها وهذا هو محور الصراع اليوم على المسجد الأقصى
ويعد الصراع الذي يخوضه الفلسطينيون وجماهير الأمة العربية مع الكيان الصهيوني صراعا كيانيا ووجوديا لا يصلُح معه النظر السياسي والتاريخي وحسب، بل يجب تقديم النظر الفلسفي أيضًا من خلال التمادي الصهيوني واستباحتهم للاماكن ألمقدسه في القدس ، تلك هي نظرة الفيلسوف المغربي "طه عبد الرحمن" للصراعات الموجودة على الساحة. فهو يقدم الإيذاء الواقع من الجانب الصهيوني على الإنسان الفلسطيني في شقين، وكل شق كجبل الجليد له ظاهر وباطن، فالشق الأول: الظاهر منه أنه "إيذاء واعتداء واقع على الأرض الفلسطينية"، بينما الباطن هو "إيذاء واقع على الأرض التي باركها الله".
وهذا هو جوهر الصراع، فالإيذاء الإسرائيلي يكمن في احتلال الأراضي التي باركها الله وجعلها ملكًا له، وهذا راجع إلى أن شعورهم بالملكية يكون أكبر إذا كان هذا المكان مقدسًا، ويشعرون بالانتصار إذا أصبحت بيوت الله هذه ذاتها بيوتهم، ولأجل ذلك لن يهدأ لهم بال حتى يدمروا المسجد الأقصى ويشيّدوا بدلًا منه هيكلًا يرمز إلى ملكيتهم، يريدون بذلك أن يضاهوا الله -عز وجل- في مُلكه!
أما الشق الثاني: فظاهره "الإيذاء الواقع على الإنسان الفلسطيني"، بينما جوهره هو "الإيذاء الواقع على الإرث الذي أنتجه هذا الإنسان"، وذلك من خلال سلب الإنسان الفلسطيني "فطرته" وخلخلة "القيم" واستئصالها، فيفقد الفلسطيني "الوجهة" فلا يدري هل يقاوم المحتل الغاصب، أم يندمج معه ويذوب فيه، والصهيوني لا يتوقف عند هذا الحد، بل يعمد إلى إفساد "الذاكرة" كذلك عن طريق خلخلة علاقة الفلسطيني بالماضي والحاضر والمستقبل، فيطعن الفلسطيني في معتقداته، ويستسلم للواقع المفروض عليه، ويفقد الثقة في أي تغيير يلوح في الأفق، ومن ثمَّ يفقد الفلسطيني علاقته وصلته بالمكان، فتحل بذلك إرادة الصهيوني محل إرادة الإله، وتصبح بذلك الأراضي المقدسة المباركة، ليست مقدسة وليست مباركة!
وليس هذا وحسب، فيرى "بول كونرتون" أن من أسوأ الجرائم التي يرتكبها المحتل في حق الإنسان الفلسطيني صاحب الأرض، هي جريمة تدمير "الذاكرة المكانية" وذلك عن طريق تهجير الإنسان الفلسطيني من أرضه وهدم مسكنه، وتغيير اسم الحي والقرية والمدينة التي كان يسكن فيها، وهذا بالضبط ما يحدث خلال هذه الأيام في " القدس " وغيرها من الأماكن، فينتج عن تدمير الذاكرة المكانية قطع أي علاقة تربط الإنسان الفلسطيني بالمكان، وبالتالي يبدأ تاريخ تلك الأماكن ببداية تسميتها بأسمائها الصهيونية الجديدة، فعندما تجول في خاطر الفلسطيني أي ذكريات متعلقة بتلك الأماكن، فإذا به يجد أنها غير موجودة، كون المواقف متعلقة دائمٌا بالأماكن التي حدثت فيها!
والحقيقة الدامغة التي يجهلها غلاة المتطرفين الصهاينة أنه لا يوجد ا أحقية لليهود في فلسطين وفي القدس وهي محور الصراع وقد تحوّلت الاقتحامات اليهودية للأقصى إلى «تقليد» يومي ، حيث تجري على فترتين: صباحية وبعد الظهر من الأحد إلى الخميس من كل أسبوع .
وضمن هذا المخطط، يتركز نشاط الجمعيات الاستيطانية في الاستيلاء على العقارات الفلسطينية بالقدس المحتلة في أحياء البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح وواد الجوز، حيث ارتفعت في السنوات الأخيرة نسبة الاستيلاء على الكثير من المنازل ، وعملية الاستيلاء على عقارات الفلسطينيين تأتي في سياق مسلسل ابتلاع الأراضي الفلسطينية الذي تمارسه سلطات الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود. لكن الأمر يتجاوز بكثير مجرد الاستحواذ المجرد على الأراضي إلى كونه خطوة ضمن خطة صهيونية شاملة لإحكام السيطرة على الفلسطينيين وفرض العُزلة عليهم من خلال المستوطنات، التي تُعَدُّ في جوهرها وسيلة لتفتيت المدن الفلسطينية وعزلها، ووأد الذاكرة التاريخية وأي بذور للمقاومة هناك.
يمكن تشبيه إسرائيل، برّمتها، ببناء استعماري استيطاني، بدأ قبل عام 1948، واشتغلت على تأسيسه وتوسيعه، منظومات اقتصادية وسياسية واجتماعية ودينية، وتبدو جماعات «الهيكل» خلاصة كبيرة لهذا المشروع.
مع جماعات «الهيكل» انتقلت إسرائيل من كونها مشروعا للاستيلاء على الأرض من السكان الفلسطينيين الأصليين، إلى مشروع لاستيطان القداسة. لا يكتفي المشروع إذن بنهب الأرض بل يريد أيضا نهب روح تلك الأرض، ومعتقدات سكانها، وإحلال اليهودية مكان الإسلام والمسيحية وهنا مكمن ومخاطر الاتفاقيات «الإبراهيمية» مع إسرائيل، لأنها بهذا المعنى، هي اتفاق على نهب روح الفلسطينيين، وتهويد مقدساتهم، بالتناظر مع استيطان أراضيهم.
الكيان الصهيوني يسابق الزمن لتهويد القدس المحتلة، وقد بدأ سياسته هذه منذ احتلال الشطر الغربي لمدينة القدس عام 1948 وشطرها الشرقي 1967، حيث اتخذت سلطات الاحتلال سلسلة إجراءات وسنّت مجموعة قوانين وتشريعات تصبّ كلها في اتجاه السيطرة الجغرافية والديمغرافية على المدينة وتهويدها لكن هيهات أن يتحقق حلم الصهيونية فكما فشلت حملات الصليبيين في محو آثار وتاريخية القدس سيفشل غلاة المتطرفين الصهاينة ومنظمات جبل الهيكل في تحقيق حلمهم للنيل من المسجد الأقصى والقدس وفلسطين وهذه بديهيه تاريخيه وأراده ربانيه ولن تجدي الاقتحامات للمسجد الأقصى التي يقوم بها غلاة المتطرفين تحت حراب جنود الاحتلال نفعا



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولا بد للقيد أن ينكسر
- تقارب حماس مع السعودية الأهداف والتوقعات
- المجتمع الدولي مطالب بوضع أليه لوقف تمادي - إسرائيل - في سيا ...
- كان من المفترض بحكومة اشتيه تقديم استقالتها
- في يوم القدس العالمي يوم فلسطين نريد أفعالا ....لإنقاذ القدس ...
- الدين العام للحكومة في تصاعد ودون أن تلوح في الأفق ما يشير ل ...
- الحكومة الإسرائيلية ماضية في تحدي قرارات الشرعية الدولية
- تآكل قوة الردع الإسرائيلي وتداعياته على المصالح الامريكيه
- رسالة مفتوحة إلى رئيس حكومة الاحتلال ومَن خلفه.
- حادثة تل أبيب وتناقض الروايات في ظل فقدان السيطرة والهوس الأ ...
- مطلوب تغير استراتيجي في المفهوم العربي للأمن القومي العربي
- الفلسطينيون في مواجهة اليمين الفاشي ومحاولات التقسيم ألزماني ...
- حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والمستوطنين يدفعون للحرب ال ...
- التكافل الاجتماعي في الإسلام
- -الحرس الوطني-.. مليشيات مسلحة بقيادة بن غفير لقمع الفلسطيني ...
- المقاومة حق مشروع على طريق إنهاء الاحتلال
- الانقسام الإسرائيلي نتائجه وتداعياته الداخلية والخارجية
- مطلوب تشكيل محور قومي عربي لحماية القدس والمسجد الأقصى
- هل من خطه وطنيه تقودنا للحفاظ على الأرض بيوم الارض
- بن غفير ... - وميلشيات الحرس الوطني - .... وتداعياته على أمن ...


المزيد.....




- السويد- رجل وامرأة يحرقان نسخة من القرآن قبيل انطلاق -يوروفي ...
- اغتصاب واتجار وتخدير.. قصة اصطياد عصابة -تيك توك- للأطفال في ...
- استقبل الآن… أحدث تردد قنوات الاطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- الأونروا: الحرب على غزة هي حرب على النساء
- “اجا الحلو يا لولو!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشا ...
- الأونروا: الحرب على غزة تستهدف النساء بشكل أساسي
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ما هو حال الصحافيات/ين الفل ...
- عام من الحرب في السودان.. عندما تنطق الأرقام ألمًا
- حليمة بولند خلف القضبان بسبب رجل مهووس
- “سجل الان” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 202 ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - الصهيونية تسعى : إلى نزع قداسة المكان والعداء للتاريخ والإنسان؟