أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - العهد العربي، المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام سميح غنادري














المزيد.....

العهد العربي، المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام سميح غنادري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7575 - 2023 / 4 / 8 - 00:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


العهد العربي، المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام
سميح غنادري
جميل أن نجد من يعيد الحقيقة إلى مكانتها الصحيحة، وأن يأتي أحد (أحفاد) المسيح ليقول أن (أباه) فلسطينيا وإنه ابن فلسطين، ابن سورية وليس رومانيا/أوروبيا فهذا يستدعي التوقف عنده، وعندما يفتتح الكتاب بهذه الفاتحة: "لا يعود هذا إلى انجذابي للدين وترددي بمثابرة الكنسية في مرحلة دراستي الابتدائية، وكان هذا بفضل تأثير كاهن القرية الأروثوذكسي يوما علي، لانفتاحه وتدينه النير ووطنيته الصادقة، ما زلت اذكر قوله لنا في أحد دروس الدين في المدرسة الابتدائية: القيادية السوفييتية كافرة وهوشي منه الفيتنامي كافر أيضا، بل هو أصلا لا ينتمي لمسيحية بالولادة، أما القيادة الأمريكية فمؤمنة وتتردد على الكنسية كل يوم أحد، لكن الأقرب للمسيح حقا ليست الأمريكية التي تشن حربا على فيتنام، وإنما هوشي منه الذي يدافع عن وطنه وشعبه وكذلك السوفييت الذين يساعدونه، رغم أنهم ر يدخلون الكنسية، فلا يجوز أن نؤمن بالمسيح ـ تابع الكاهن ـ وأن تحتل وتشن الحروب العدوانية وتظلم وتسرق وتقتل في الوقت نفسه، الإيمان عمل، وليس ترددا على الكنسية للصلاة فقط، والمسيحي المؤمن هو ذاك الذي يتصرف بما لا يتناقض مع تعاليم إيمانه" ص17، اللافت في هذه الفاتحة أنها تؤكد ثورية المسيح الذي جاء رافضا لتمسك بالشكل على حساب الجوهر/المضمون، من هنا عندما دخل الهيكل بيت الرب ووجده عبارة عن دكان للبيع والشراء خاطب من فيها: "مغارة لصوص.. يقظنها تجار ومراؤون وأولاد أفاعي وحيات وزناة...يظهرون للناس صالحين وباطنهم رياء وشر" ص19، فالكاهن تمسك بثورة المسيح، فهو كفلسطيني يعاني من الاحتلال ويعرف كيف أن أمريكيا التي تتدعي الإيمان ما هي إلا أكبر داعم للشر في العالم وفي فلسطين، وهي تمارس للإرهاب العالمي وتخرب الدول وتشرد الشعوب وتفتلها.
هذه الواقعة هي التي جعلت "سميح غنادري" اليساري القومي والوطني يكتب كتابا عن المسيحية، وهذا (الانحراف) عن مسار اهتمامه يجعل الكتاب استثنائي، فهو ضخم وكبير، أكثر من خمسمائة وخمسين صفحة حجم كبير، وهو الجزء الأول، وهناك جزء ثاني سيتبعه، إذن نحن أمام مجهود ليس لفرد وإنما لمؤسسة، لكنها تتجسد في روح وفكر "سميح غنادري" الذي قدم فكر ونهج وعمل وروح المسيح بهذا المنجز العظيم.
فلسطينية/سورية السيد المسيح
يؤكد الباحث على أن المسيح ابن المنطقة وليس غريبا عليها: "للسيد المسيح جغرافيا وللمسيحية جغرافيا ولهما تاريخ، ولا يمكن فصل هذا التاريخ وهذه الجغرافيا عن الشرق، عن فلسطين خصوصا وعن بلاد الشام عموما، فهذه البلاد هي مهد مسيحية وهي جغرافيتها وتريخها الأول، ولذلك يسمى المسيح ب"يسوع الناصري" أو الجليلي.
في الناصرة جرى التبشير بولادته وفيها عاش غالبية حياته، في مذود في مغارة في بيت لحم ولد، وفي نهر الأردن تعمد، وفي البرية قرب أريحا صام أربعين يوما، وبين بلدات فلسطين وفي أزقتها وفي جبال ووديان وتلال وصحاري البلاد تجول وبشر وصنع العجائب" ص24، إذن المسيح ابن المنطقة، ابن فلسطين والشام، وليس غربيا أو رومانيا، "وفي فلسطين تأسست الكنسية الأولى والأسقفية الأولى" ص25، "وفي بلاد السورية جرى حفظ وتدوين الأناجيل" ص25، من هنا علينا استراد ما نهبه الغرب وسرقه منا، وعودة بالمسيح إلى مكانه، إلى البيئة التي أوجدته وكونته، إلى فلسطين، إلى سورية التي انطلقت منها المسيحية إلى بقاء الأرض وأصبحت من أهم الديانة البشرية.
يدخلنا إلى المسيحية كفكر/كدين للمجتمع، مؤكدا أنها جاءت بلسان أهل البلاد/سورية وبلغتهم، اللغة الآرامية، ثم يتحدث عن المعيقات التي وقفت بوجه المسيحية والتي تتمثل في: "فناء عام وشامل يتمثل بالإمراطورية الرومانية الوثنية والمتعددة الآلهة، وغناء محلي ضيق يتمثل بالدجي اليهودي الذي رغم كونه دينا توحيديا، اتخذت مؤسستة الكهنوتية موقف الرفض والعداء للمسيحية منذ ولادتها" ص31، وهذا يجعل المسيحة ثورة على الدولة الرومانية الممتدة والمتعددة الآلهة، وثورة على العقلية الضيقة، عقلية القبيلة التي تتمثل باليهود الذين يرون أنفسهم بشعب الله المختار، وعندما استطاعت أن تتجاوز عقلية الدولة الممتدة وعقلية القبيلة من خلال تفاني الشهداء الذي سقطوا أمام جبروت الدولة وتزمت القبيلة كانت تضع لنفسها أسس وقواعد راسخة بأنها ستتجاوز المعيقات لتوصل رسالتها للعالم أجمع، أن الله هوة رب كل الناس وليس رب قلبية/عشيرة، وأن هناك رب وحد وليس آلهة لكل وحدا منهم مهمة محددة.
الكتاب من منشورات أذار للنشر، الناصرة، الطبعة الثالثة 2010.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة النفسية في مجموعة -العبور دون جدوى- فايز محمود
- جمالية النص والتمرد في -دفاتر المطر- ليلى السايح
- الفرح في قصيدة -حوارة- عبد الناصر صالح
- الريف الأردني في مجموعة -أقاصيص أردنية- عيسى الناعوري
- المرأة الشرقية ومشاكلها في رواية -رحلة إلى ذات امرأة- صباح ب ...
- أدبية الكتابة في -بعيدا عن استعراض المنصة، شاهد إثبات- محمد ...
- الأسئلة في -دهان عربي- للأسير محمد جوهر --دهان عربي
- الجيوش العربية في رواية بير الشوم فيصل حوراني
- واقعية القيادة في رواية -بير الشوم- فيصل حوراني
- الفلسطيني والمكان في مأساة في طيرة حيفا، شهادة وجدانية للدكت ...
- وقفة مع كتاب -الكتابة في الوجه والمواجهة- للكاتب فراس حج محم ...
- مناقشة رواية -ذاكرة على أجنحة حلم - نزهة الرملاوي
- -إلى حوارة- للشاعر نبيل طنوس
- الصوفية والأسطورة في -أنا صاحب البئر- عبد الله عيسى
- التنوع في -مقعد لغائب، نصوص شعرية- نبيل طنوس
- حكاية الفلسطيني في -رواية النهر.. بقمصان الشتاء- حسن حميد
- الاحتلال يحرق حوارة
- الصوفية في ومضة -زلفى- مأمون السعد
- نقد النقد في -رؤيتان نقديتان، رواية حسين مروة، رؤية غالب هلس ...
- تنوع الشكل الأدبي في مجموعة -خفايا- قصص قصيرة جدا حسين شاكر


المزيد.....




- جهاز مبتكر يقلل من خطر التمزقات المهبلية عند الولادة
- هاريس؟ أم ترامب؟ لمن سيصوت الأمريكيون الأفارقة في الانتخابات ...
- القبض على شبكة لترويج العملة المزيفة في العراق
- انتخابات تونس: ما الجديد الذي يعرضه قيس سعيد في ولايته الثان ...
- نتنياهو يؤكد: قتلنا خليفة حسن نصر الله.. وحزب الله يلوذ بالص ...
- عام على الحرب.. قطاع غزة ما قبل وبعد القصف الإسرائيلي (فيديو ...
- صحيفة تركية: يتعين على الغرب الجلوس حول طاولة المفاوضات مع ب ...
- وزيرة قطرية تحكي ما شاهدته في لبنان ويبدد أوهام إسرائيل
- برلماني أوكراني: ترامب سيقايض أوكرانيا مقابل إسرائيل
- الدفاع المدني بغزة: جثامين الشهداء تنتشر بشوارع مخيم جباليا ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - العهد العربي، المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام سميح غنادري