أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المرأة الشرقية ومشاكلها في رواية -رحلة إلى ذات امرأة- صباح بشير














المزيد.....

المرأة الشرقية ومشاكلها في رواية -رحلة إلى ذات امرأة- صباح بشير


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 00:52
المحور: الادب والفن
    


المرأة الشرقية ومشاكلها في رواية
"رحلة إلى ذات امرأة"
صباح بشير
جميل أن يطرح الأدب مشاكل اجتماعية، خاصة تلك المتعلقة بهموم المرأة ومشاكلها، والأجمل أن يأتي ذلك الطرح بلغة أدبية واسلوب شيق، حيث يكتمل الجمال المعرفي بالجمال الأدبي، وفي رواية "رحلة إلى ذات امرأة" نجد الجمالين معا، فرغم أن الموضوع قاسي، يتحدث عما تعرضت له "حنان" من ظلم اجتماعي، خاصة بعد أن تم تزويجها من "عمر" وما تبعه من خلافات ومعاملة قاسية من زوجها وحماتها، وعندما شكت لأمها ما تمر به بسبب تلك المعاملة، كان ردها: أن عليها أن تحافظ على زوجها، وأن الطلاق غير مقبول في العائلة، وهذا ما جعلها تستمر في عذابها إلى أن بلغت القسوة ذروتها، فتم حرق كتبها وضربها من قبل "عمر" وهنا يتدخل الأب ويقوم بدور إيجابي ويقف إلى جانب ابنته إلى أن يتم الطلاق.
وضمن الأحداث نجد أختها "غادة" تلك الفتاة الحاقدة على كل شيء، وذلك بسبب جمالها المتواضع، حيث ساهمت في إلحاق الأذى ب"حنان" ومحاصرتها حتى في البيت، وهذا ما دفعها إلى البحث عن منزل خاص بها ولبحث عمل يعليها ويعيل ابنتها "شروق"، تنجح في ذلك، وهنا تطلعنا "حنان" على حالة المطلقة وكيف ينظر إليها المجتمع على أنها خاطئة/ناقصة مما جعلها تتعرض لاضطهاد جديد.
تقرر أن تبدأ حياتها متجاوزة كل العقبات التي تواجهها، وتبدأ العمل في مؤسسة تهتم بقضايا النساء، وهنا تطلعنا على مشاكل الزوجة الثانية وكيف هو حالها، ورغم تألقها وإخلاصها في عملها إلا أن مديرة المؤسسة تقرر الاستغناء عن خدماتها وذلك تحت ضغط زوجها والمجتمع.
وبهذا تعطينا "حنان" صورة المرأة القوية التي تجاوزت المجتمع الذكوري وكيف أنها استطاعت أن تنجح في عملها، وصورة مديرة المؤسسة، المرأة المستسلمة للمجتمع، فرغم أن المديرة لم تتعرض إلا لما هو متعلق بالمؤسسة ولم يمس شخصها أي أذى، إلا أنها خضعت واستجابت للضغوطات واستسلمت لها، وبهذا تكون قد شاركت المجتمع في ظلمه لحنان بعد أن تخلت عن خدماتها.
"ماري" صديقتها الوفية كانت الملاذ لها، فهي من استمعت لمشاكلها ووقفت معها، فبعد أن تم إنهاء خدماتها من المؤسسة تقترح عليها الهاجرة إلى فرنسا، وهناك تبدأ صفحة جديدة من خلال عملها في الصحافة، حيث تتعرف على "نادر شعان" الذي يبدأ بالتقرب منها، وبما أنه وسيم ويعرف كيف يُعامل النساء فقد أعجبت به "حنان" وتكلل هذا الحب بالزواج.
لكن بعدها تلاحظ "حنان" أن زوجها يكثر من السهر خارج البيت، تفاتحه بهذا الأمر إلا أنها لا تجد ما يثر الشبهات، وتقرر أن تتجاوز عن هذه المعضلة لأن زوجها يحبها ويعاملها بلطف ورقة.
لكن تتفاجأ أنه يقرر بيع البيت والشركة التي يديرها ويقرر السفر إلى الكويت ليبدأ من جديد، وفي سفر تكون رسائله قليلة لها، وبعد زمن تأتي الشرطة لتخبرها أن زوجها كان مقامرا وقد خسر كل أملاكه، وأن دائنيه قاموا بقتله، وهنا تكون الصدمة التي أعادة "حنان" إلى وطنها، لتبدأ حياتها كمطقة وكأرملة.
هذا ملخص لأحداث الرواية، لكن لا بأس من التوقف قليلا عند بعض المحطات، الرواية بغالبيتها تتحدث عن القسوة التي تعرضت لها "حنان" من أمها التي وضعتها تحت ضغط المجتمع من أيام خطبتها "لعمر"، إلى أختها "غادة" التي تريد (التخلص منها) ليفتح باب الزواج أمامها، وبعد زواجها من "عمر" وجدته ضعيفا أمام أمه، ومتقلبا في تعامله مع المجتمع ومعها، وهذا ما جعله أقرب إلى شخص يعاني من انفصام في الشخصية، حيث يبدي اللين والاحترام للآخرين، بينما يعامل زوجته بقسوة واحتقار، فالرواية (غارقة) في مشاكل المرأة وهمومها، وهذا تأكد بعد أن عملت "حنان" في المؤسسة التي تعنى بمشاكل النساء، حيث اطلعتنا على الأسباب والحيثيات التي تدفع الفتاة لتكون زوجة ثانية.
لكن هناك مشاهد فرح متعلقة "بماري" حيث تزوجت من الشباب الذي أحبه والذي أخذها إلى فرنسا لتعيش حياتها كما ينبغي، لكن طول هذا الفصل (11) لم يتجاوز الصفحتين فقط، لتعود "حنان" إلى سيرتها الأولى والحديث عن القهر والظلم والضغط الواقع عليها، وهذا الأمر تكرر أيضا عندما تحدثت عن سفرها إلى فرنسا الفصل (13) حيث اكتفت بصفحتين فقط لتتحدث عن مرحلة خروجها من الجحيم إلى الجنة، وهذا الأمر يثير أسئلة، لماذا لم تتحدث "حنان" عن مشاهد الفرح بغزارة وسهاب؟، هل هناك (عقدة) تعاني منها جعلتها (غارقة) في مشاهد الألم والقسوة؟ ولماذا لم تجعل صديقتها (ماري) تتحدث بصوتها، واستمرت في سرد الأحداث وحيدة، فكانت صواتها الوحيد المسموع؟.
اعتقد أن فكرة الرواية المتعلقة بهموم المرأة ومشاكلها جعلت "حنان" غارقة فيها، بحيث لم يتح لها أن تتناول جوانب الفرح والسعادة، وهذا ما أكدته هي ـ بطريقة غير مباشرة ـ عندما تحدثت بإسهاب وتفاصيل عن ليلتها الأولى مع "عمر" وكيف عاملها بخشونة وصلت حد الاغتصاب، بينما مرت مرورا عابرا وسريعا على ليلتها مع "نادر"، وأيضا نجدها لم تتحدث ـ كما ينبغي ـ عن ابنتها "شروق" الناجحة والمتفوقة في دراساتها وحياتها، ولم تدخلنا إلى مراسم/مظاهر فرحها بعد أن تزوجت، فهي كأم/كامرأة عانت من الزواج بالإكراه يفترض أن تسعى لتعوض هذا الأمر بإبداء الفرح والسعادة بزواج ابنتها التي اختارت شريكها بنفسها، لهذا نقول أن "حنان" تتجنب الحديث عن الفرح/السعاد، وهذا يأخذنا إلى شخصيتها المخلصة والمتفانية في عملها، ألم تنجح في المؤسسة وفي الصحافة؟، فأرادت أن تكون مخلصة لروايتها وللفكرة التي تحملها، هموم المرأة ومشاكلها في المجتمع الذكوري، فكان سردها للأحداث وجحم الفصول يخدم فكرة الرواية.
الرواية من منشورات دار الشامل للنشر والتوزيع، فلسطين، الأردن، الطبعة الأولى 2023



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدبية الكتابة في -بعيدا عن استعراض المنصة، شاهد إثبات- محمد ...
- الأسئلة في -دهان عربي- للأسير محمد جوهر --دهان عربي
- الجيوش العربية في رواية بير الشوم فيصل حوراني
- واقعية القيادة في رواية -بير الشوم- فيصل حوراني
- الفلسطيني والمكان في مأساة في طيرة حيفا، شهادة وجدانية للدكت ...
- وقفة مع كتاب -الكتابة في الوجه والمواجهة- للكاتب فراس حج محم ...
- مناقشة رواية -ذاكرة على أجنحة حلم - نزهة الرملاوي
- -إلى حوارة- للشاعر نبيل طنوس
- الصوفية والأسطورة في -أنا صاحب البئر- عبد الله عيسى
- التنوع في -مقعد لغائب، نصوص شعرية- نبيل طنوس
- حكاية الفلسطيني في -رواية النهر.. بقمصان الشتاء- حسن حميد
- الاحتلال يحرق حوارة
- الصوفية في ومضة -زلفى- مأمون السعد
- نقد النقد في -رؤيتان نقديتان، رواية حسين مروة، رؤية غالب هلس ...
- تنوع الشكل الأدبي في مجموعة -خفايا- قصص قصيرة جدا حسين شاكر
- الفرح والوجع في قصيدة -دمعة ثانية .. إلى حلب- صلاح أبو لاوي
- سامي البيتجالي قصيدة رسم حزين
- مناقشة مجموعة من شكاوي المبدعين ميسون أسدي.
- نبش الذاكرة بكر دراج
- مجموعة -سيدة من لاباز- للكاتب منجد صالح


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المرأة الشرقية ومشاكلها في رواية -رحلة إلى ذات امرأة- صباح بشير