أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - وقفة مع كتاب -الكتابة في الوجه والمواجهة- للكاتب فراس حج محمد















المزيد.....

وقفة مع كتاب -الكتابة في الوجه والمواجهة- للكاتب فراس حج محمد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7560 - 2023 / 3 / 24 - 23:23
المحور: الادب والفن
    


دائما هناك معيار لقياس جودة الكتاب، والمتمثل بسهولة قراءته والاستمتاع به، وأن يصدر كتاب في النقد وبثلاثمائة صفحة ـ وهذه المواضيع تعد ثقيلة على القارئ ـ ويقرأ بثلاث جلسات فهذا يشير إلى قدرة الكاتب على تقديم مادته النقدية بسلاسة وبأسلوب مقنع وممتع للمتلقي.
إذن هناك كتاب سلس ومثير يستحق التوقف عند ما جاء فيه، فهناك مواضيع متعلقة بالمرأة الكاتبة، وكيف أنها تتعرض لمجموعة ضغوطات اجتماعية، إضافة إلى ما يعانيه الشعب من ضغط اقتصادي/ سياسي/ نفسي، فالكتابة بالنسبة للمرأة العربية يمثل ثورة متعددة الأركان وذلك: "إن الثقافة السائدة في المجتمعات العربية هي نتاج إرث تاريخي صنف المرأة عبر قرون عديدة في مرتبة إنسانية أدنى من الرجل، وحولها إلى شيء من ممتلكاته، وقصر وظيفتها على الإنجاب وإمتاع الرجل ما ألغى عن المرأة صفتها كإنسان" ص21، وهنا يرد الكاتب على كل المنظرين الذين يحاولون تزيف هذا الواقع من خلال استخدام الدين أو العرف أو التقاليد، هذا واقع المرأة العربية وعلينا الاعتراف بأننا نمارس اضطهاد (جنسي) بحقها كما يمارس الغرب اضطهادا عنصريا اتجاهنا كعرب وكمسلمين.
ويعطي الكاتب نماذج من الثقافة التي تُمارس بحق المرأة الكاتبة من خلال اقتباس أقول (حكم) من التراث العربي الإسلامي: "أن تعلم المرأة الكتابة كأنها أفعى تسقى سما... فأما تعليم النساء القراءة والكتابة فأعوذ بالله منه" ص24 و25، لوجود مثل هذه (الثقافة/ المفاهيم) قلنا إن المرأة الكاتبة عندما تكتب تمارس/ تقوم بثورة متعددة الأوجه، وهذا يأخذنا إلى عنوان الكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة" فالكاتب يواجهنا بحقيقتنا المتخلفة، وكيف ننظر للمرأة الكاتبة/ الأديبة/ المثقفة.
من هنا يصارحنا الكتاب وبهذه الحقيقة: "فبعضهم يصاب بالجنون لو انشغلت عنه امرأته لبغض الوقت بالكتابة، لكنه يرضى بانشغالها بأمور تافهة وهامشية لساعات طويلة" ص25، وهذا يأخذنا إلى أن العقل العربي يرفض وجود من يخالفه في السلوك، في التفكير، ويرفض/ يمنع كل من يحاول أن
يتجاوزه/ يتفوق عليه حتى لو كان أقرب الناس إليه، وهذا الموقف لا يقتصر على الأفراد (العاديين) بل طال أيضا (المثقفين) أنفسهم، فأحدهم قال لزوجته: "لن تنشري كتابا ما دمت زوجة لي.. أنا الشاعر الكبير وليس لك إلا أن تكوني ورائي" ص29، رفعت الأقلام وجفت الصحف، وكل المثقفين بألف خير! هذا مختصر الفصل الأول من الكتاب المكون من خمسة فصول.
الفصل الثاني يتحدث فيه عن مجموعة نساء/ شاعرات/ أديبات، مي زيادة، فدوى طوقان، بروين حبيب، هند زيتوني، حلا محمد" وكيف أن المجتمع فرض/ أجبرهن على أن يكتمن حبهن ومشاعرهن، فيحدثنا عن حب فدوى طوقان للشاعر عبد الرحيم محمود، وكيف كان وقع استشهاده عليها: "ظللت يوما كاملا منذ الصباح وحتى المساء وأنا أبكي، قصصت له صورة من إحدى الصحف، ألصقتها على كرتونة وجعلت أنظر إليها وأبكي" ص96، هذه الصورة تكفي لنقول إننا مجتمع مجرم بحق النساء عامة والأديبات خاصة.
يؤكد الكاتب مسألة اضطهادنا للمرأة الكاتبة من خلال حديثه عن حب فدوى، فهي أحبت بعض الرجال/ الشعراء وهذا ما اعتبره القراء مسا (بالقديسة فدوى) فهو يريدها بلا مشاعر ولا أي علاقات حب، لأن الحب يلوثها ويجعلها (ساقطة) اجتماعيا، يعطينا نماذج ممن عقبوا على نشره لرسائلها: "يا سيد حج محمد لا أدري إن كنت بقصد أو بدونه تسيء إلى شخص فدوى... إذا كنت أديبا، الأولى أن تكتب عن شعرها وكتاباتها، أما أن تقوم بسرد أقول وتتعرض لأشخاص هم في أرض الحق ولا يستطيعون الرد فهذا بعيد عن الأدب والشعر" ص109، من هنا نقول إن الكتاب متكامل، تتواصل فيه الأفكار/ المواضيع المتعلقة بالمرأة الأديبة وكيف أننا في المجتمع العربي نمارس سطوتنا الرجعية ومقتنعين/ مؤمنين بأننا أصحاب حق ومنطق وعقل.
الفصل الثالث يتناول مجموعة نصوص لكاتبات/ أديبات بالتحليل، مثل مجموعة "شقائق النعمان" للكاتبة رحاب يوسف، ويتحدث عن رمزية "شقائق النعمان" وأيضا يتناول مجموعة "يوميات السيدة راء" لرضوى عاشور، وقصيدة "سأعود إلى قبري صبية" للشاعرة العمانية عائشة السيفي، وقصيدة للشاعر كوثر الزين، وديوان أنثى البنفسج للشاعرة ندى أبو شاويش،
ويتوقف عند نصوص للأديبة ياسمين كنعان التي تعد أكثر الكاتبات اضطهادا حتى أنه يقتبس شيئا ما كتابتها: " إن مت مرة أخرى لا تعيدوني إلى أسمي القديم" ص232، تأتي أهمية هذا الاقتباس لأن "ياسمين كنعان" اسم مستعار وليس اسمها الحقيقي، وبهذه الخاتمة أيضا نجد أن الكاتب ما زال محافظا على نسق فكرة الكتاب والمتمثلة باضطهاد المرأة الكاتبة.
قبل أن نغادر هذا الفصل نجد أن "فراس حج محمد" لم يكن حياديا في تناوله لمجموعتي "شقائق النعمان ويوميات السيدة راء" ففي المجموعة الأولى تحدث بإسهاب عن (رمزية) اسم "فاطمة" في إحدى القصص وأعطاه أكثر/ أكبر من حجمه، بينما مرر مرورا سريعا في المجموعة الثانية، علما بأن العنوان "يوميات السيدة راء" واضح ومتعلق بالقاصة نفسها "رضوى عاشور" وهذا يحسب عليه، حيث (انزلق) نحو عاطفته/ مشاعره على حساب الموضوعية والحيادية.
في الفصل الرابع يتحدث عن الدراما وصورة المرأة فيها، من خلال فيلم "صالون هدى" ومسلسل "أمنيات بعيدة" في تناوله للفيلم أسهب في تحليلاته وهذا ما جعل مداخلته شاملة ووافية، ويبدأ بتناول الهجوم الذي تعرض له الفيلم من قبل العامة بقوله: "الغريب والعجيب في مسألة الفيلم أن الناس لم تثر في الغالب إلا لمشهد وصف خطأ أنه إباحي، فليس هكذا تكون الإباحية" ص237، وهذا يأخذنا إلى الفصل الأول من الكتاب والمتعلق (بثقافة/ بمفاهيم) عامة المجتمع تجاه النساء، فازدواجيه المعايير جريمة يمارسها كل سادي على الضعفاء، إن كان هذا السادي احتلالا أو أهليا/ شعبيا.
يحلل الكتاب رؤية المجتمع السلبية للفيلم بقوله: "سعيد كان عاريا تماما في المشهد مع ريم ومع غيرها من الفتيات الضحايا، لم يتحدث عنه أحد من الذين هاجموا الفيلم وطاقم العمل، تلاشى جسده "الوسخ" أيضا، فالمجتمع "المثالي" الخائف على عرض الفتاة، يغض الطرف عن عورة "سعيد" التي كانت أكثر وضوحا من جسد ريم" ص242، تأكد أن الازدواجية سلوك (طبيعي) يمارسه المجتمع بكل أريحية دون تأنيب ضمير أو استخدام العقل/ المنطق، فالأولى إن كان من المنتفدين أن يهاجموا مشهد وحقيقة "سعيد"
العميل الذي أوقع العديد من الفتيات في حبال الموساد بعد أن أسقطهن، لكن نظرة المجتمع الذكوري تضطهد المرأة حتى في الأفلام فما بالنا في الواقع؟
يختم الكاتب في هذا الفصل رؤيته للمجتمعات العربية بقوله: "إن هذه المجتمعات لم تتغير، ما زالت تعاني من الحساسيات نفسها، الدينية والسياسية والجنسية، وأن مجتمعاتنا لم تبلغ سن الرشد بعد" ص254و255.
في الفصل الخامس يتناول الكاتب "صورة النساء في عيون الرجال" ويبدأ الحديث من خلال قول لإمام "علي بن أبي طالب" عندما رأى "سفانة" ابنة حاتم الطائي، ويمر على صور أخرى تناولها الشعراء والأدباء، وقد أكد الكاتب رؤية المجتمع السلبية للمرأة وكيف ينظر إليها على أنها جسد أكثر منها إنسانة، ثم يمر على بعض الكتب التي صدرت لكتاب ولكاتبات كما فعلت "شيراز عناب ومحمود شقير، وجميل السلحوت وصباح بشير".
بعض نواقص الكتاب، نلاحظ أن بداية البحث والمتعلقة بنظرة المجتمع للمرأة بدأت من الثقافة الإسلامية تحديداً، وأهملت الثقافة المسيحية، وكذلك الديانات القديمة، فهناك أفكار قديمة حملها المجتمع السوري في الهلال الخصيب، والمجتمع العربي في الجزيرة العربية، والمجتمع المصري في وادي النيل عن المرأة، وهي ذات أهمية في مثل هذا البحث، خاصة إذا علمنا أن هناك ربات عبدتها تلك المجتمعات وقدستها، كما أن هناك ملكات أقمن ممالك وقمن بدور حضاري وبطولي كما هو الحال في ملكة صور التي أسست الإمبراطورية الفينيقية في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، والملكة بلقيس في اليمن والملكة الزباء سورية.
الكتاب من منشورات الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، فلسطين، ودار جسور للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2023.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة رواية -ذاكرة على أجنحة حلم - نزهة الرملاوي
- -إلى حوارة- للشاعر نبيل طنوس
- الصوفية والأسطورة في -أنا صاحب البئر- عبد الله عيسى
- التنوع في -مقعد لغائب، نصوص شعرية- نبيل طنوس
- حكاية الفلسطيني في -رواية النهر.. بقمصان الشتاء- حسن حميد
- الاحتلال يحرق حوارة
- الصوفية في ومضة -زلفى- مأمون السعد
- نقد النقد في -رؤيتان نقديتان، رواية حسين مروة، رؤية غالب هلس ...
- تنوع الشكل الأدبي في مجموعة -خفايا- قصص قصيرة جدا حسين شاكر
- الفرح والوجع في قصيدة -دمعة ثانية .. إلى حلب- صلاح أبو لاوي
- سامي البيتجالي قصيدة رسم حزين
- مناقشة مجموعة من شكاوي المبدعين ميسون أسدي.
- نبش الذاكرة بكر دراج
- مجموعة -سيدة من لاباز- للكاتب منجد صالح
- بناء أمريكا في رواية -شعلة الأمومة- بس ستريترا لريش، ترجمة ح ...
- رواية حكايا ديار نداء الطوري
- ترانيم رباب (مختارات شعرية) كمال سحيم
- الوحدة في ديوان -للنخيل قمر واحد- علي البتيري
- التنوع في كتاب زقزقات نصوص شعرية ونثرية
- عالم الومضة في ديوان -وحيدا ستمضي- منذر يحيى عيسى


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - وقفة مع كتاب -الكتابة في الوجه والمواجهة- للكاتب فراس حج محمد