|
التنوع في كتاب زقزقات نصوص شعرية ونثرية
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7508 - 2023 / 1 / 31 - 23:24
المحور:
الادب والفن
التنوع في كتاب زقزقات نصوص شعرية ونثرية كتاب يضم نصوص وقصائد لأربعة عشر كاتبا وشاعرا، وهو الكاتب السادس لمنتدى الكلمة، صدر في كانون أول، 2022، تكمن أهمية الكتاب في أنه يعرف القارئ على مجموعة من كتاب فلسطين، فالكُتاب والنصوص متنوعي الأشكال والأجناس، فهناك كتاب وكاتبات، وهناك قصائد وهناك قصص ونصوص نثرية، سنحاول التوقف عند بعض ما جاء في الكتاب، ونبدأ من قدمت "أسامة الحلبي" الذي قدم صورة قاتمة للواقع، يقول في "عصر انحطاط": "رياضة العقول في سبات ريادة الخمول في ثبات لا نعتلي إلا ظهور الكراسي ولا نرى إلا كعاب الغانيات" ص. فكرة الخمول حاضرة وبقوة، لكن الشاعر لا يكتفي بالفكرة، بل يضيف عليها الحركة، فالرياضة/سبات، الريادة/ثبات، ونعتلي/الكراسي لرؤية الغانيات، ونلاحظ أن الشاعر يهتم بما هو جسدي وبما هو عقلي وأيضا بما هو مشاهد، بمعنى أنه يتطرق لسلوكنا في الحياة، فرغم أننا كسالى: "سبات/ثبات، إلا أن رؤيتنا أيضا منحطة/كعب الغانيات، وهذا يعني الكسح الجسدي والفكري والأخلاقي. ومنهم من تغني بأمجاد العراق كما هو الشاعر جمال أسدي، الذي يقول في قصيدة "حكاية عشق بغدادية": "صحبت أطياف شعري صوب أمجادي فأنزلت رحلتها في دار بغدادي فطافت الروح نشوى في حدائقها والود يغمرها يغشاه إنشادي وفي يدي صحف يمتاز زخرفها فيها سنكتب ذكرا منذ أكادي" ص52. اللافت في هذه الأبيات أن الشاعر يلتحم مع بغداد، العراق، فهناك أكثر من لفظ يجمعهما: "شعري، أمجادي، بغدادي، إنشادي، سنكتب" وهذا يشير إلى الحميمة التي تجمع الفلسطيني بالعراق، ببغداد، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ سنجدها بمجملها جاءت بيضاء، وهذا يخدم فكرة العطاء/الجمال/الأصالة في العراق، وعندما تحدث الشاعر عن التاريخ/أكادي" ودور العراق في الحضارة الإنسانية من خلال الكتابة التي علمها لبقية الأمم، نعلم حجم الوفاء والاحترام والحب والتعلق بالعراق. ويقدم الشاعر "مالك حجيرات" قصيدة "بيت جدي" يتناول فيه تعلقه بالمكان وعلاقته به: "بيت جدي، لو زرته... لكنت تلمس التاريخ عند العتبات تسمع صدى الحكايا يجتاحك عبق الذكريات وتأسرك ضحكات ما زالت تحوم في مدار الوقار تلامس في الفراغ وجنتيك دبدبات أحزان.. ترسم رغما عنك تقاسيم وطن" ص100و101. الجميل في هذه القصيدة أن الشاعر يوجه خاطبه إلى المتلقي مباشرة، بحيث يشعر بالحميمية، ونلاحظ أن الشاعر يهتم بالروحانيات وليس بالماديات: "التاريخ، الحكايا، وجنتيك، أحزان" وكأنه بها الشكل يرد على من يقول: أن الفلسطيني في ظل الاحتلال يحصل على كل متطلبات الحياة، لكنه يحتاج إلى ما هو مفقود، إلى بيت الجد، إلى المكان الذي فقدت منه البهجة والحياة، ونلاحظ أن هناك علاقة بين المكان وتدفق تلك المشاعر العاطفية والإنسانية وهذا أيضا يخدم فكرة الحميمية/التماهي بين المكان والفلسطيني.
أما القاص "حسن عبادي" فإنه يقدم قصة "الوطن غالي يا بهيجة" تبدو أقرب إلى حكاية شعبية، حيث بدأها بحديث (عادي/شعبي): "كان حسين مزارعا ميسور الحال في قرية الدامون" ص62، حيث تتحدث عن هجرة الفلسطيني مكرها وغصبا من وطنه، لهذا عندما يشاهد الخيام وما فيها يقول: "والله ريحة مزابل بلدنا أطيب" وهذا ما دفعه للعودة إلى فلسطين بعد أن تجاوز العديد من القرى، ليجد زوجته "بهيجة". وفي قصة "أريد منك ولدا" تتحاث عن علاقة السجانة "تاليا" بالسجين الفلسطيني "طارق" الذي تعجب به، فتمارس معه الجنس، لتلد مولودا "سالم" يشب ويكبر ليكون سجانا على أبيه، فهو تربى بفكر عنصري صهيوني: "يتالذذ بتعذيب الأسرى ومضايقتهم" ص65، وبما أن "سالم" يشبه "طارق" فقد تقدما بطلب مشترك من إدارة السجون لفحص أنسجة (t.e) كل وأسبابه" ص 65، فهذه القصة تبين أن الجينات الأبوية ليس لها علاقة بالسلوك، فالابن سجان والأب مناضل، وهذا يعود إلى التربية الصهيونية العنصرية، ما يحسب للقصة أنها من القصص القلائل التي تتحدث عن طبيعة الصراع بين الفلسطيني والصهيوني. أما القاصة "حوا بطواش" فتتناول في قصة "المرأة الأخرى" العلاقة الزوجية، فالزوجة التي تقرأ ورقة مكتوبة فيها: "لاقيني بكرا حد البوابة الخضراء في الجنينة الساعة خمسة ونص" ص71، ورغم أنها تقرر أن تنتظر للقاء لتفاجأ زوجها بانكشاف أمره، إلا أنها في اللحظة الأخير تغادر مكانها، دون أن تعرف من تكون تلك المرأة، لكن بعد مضي عشرين سنة، تقرر مكاشفة زوجها في أمر الورقة، لتعرف الحقيقة من زوجها: "سامية أختي، كنا نحضر لك مفاجأة عيد ميلادك" ص76، وهنا تكون العشرين سنة التي ضمنت أن زوجها يخونها ما هي إلا وهما، ما اللقاء الذي كان إلا تعبيرا عن حبه وتعلقه بها.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عالم الومضة في ديوان -وحيدا ستمضي- منذر يحيى عيسى
-
مذكرات تشرشل
-
محاكم الاحتلال الاستيطاني في كتاب - دفاعا عن جميلة- جورج أرن
...
-
حقيقة تاريخ الأتراك في بلاد الشام في كتاب -مصطفى آغا بربر-
-
رحلة البحث عن الذات وفي الذات في قصيدة -- يَكادُ يخنقُني صَد
...
-
حكم الصراع في ديوان -قلب مصاب بالحكمة- للشاعر لطفي مسلم
-
قدسية الفلسطيني في كتاب -دفاتر فلسطينية- معين بسيسو
-
الطرح الطبقي في رواية -مزاد علني- بديعة النعيمي
-
رحلة في متاهات الأسر رأفت البوريني
-
الأم في كتاب رنين القيد -عنان زاهي الشلبي-
-
الليلة الأولى رواية تحارب الشعوذة والعادات البالية
-
التألق في قصة -درب الفردوس المفقود- تقى مسعود
-
الذاكرة الفلسطينية في كتاب -الذاكرة الحية- أحمد صالح جربوني
-
رواية سعيد وزبيدة محمود شاهين
-
تماثل الشخصيات في رواية -أصابع امرأة نيئة- هدى حواس
-
الرمزية في رواية -العائد إلى سيرته- باسل عبد العال
-
مناقشة كتاب الكتابة على ضوء شمعة حسن عبادي وفراس حج محمد
-
مناقشة كتاب -الكتابة على ضوء شمعة، إعداد المحامي الحيفاوي حس
...
-
الكتابة وأثرها الإيجابي في -فكر بصمت- قصي الفضلي
-
السياسي في رواية -جنوبي- رضمان الرواشدة
المزيد.....
-
مغنية أمريكية تتفوق على بوتين وشين جين بينغ على غلاف -تايم-
...
-
منظمة -فريدوم هاوس-: الأنظمة الاستبدادية تمارس مطاردة بلا حد
...
-
الملحون المغربي تراث عالمي.. إبداع أصيل تضامن شعراؤه مع فلسط
...
-
اليونسكو تُدرِج منقوشة الزعتر اللبنانية على لائحة التراث غير
...
-
-الملحون- في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للب
...
-
الغناء لإسرائيل مقابل الطعام.. رئيس شئون الأسرى يتحدث عن الف
...
-
اليونسكو تدرج الإفطار الرمضاني على لائحتها للتراث غير المادي
...
-
اليونسكو أدرجت المنقوشة اللبنانية على لائحتها للتراث غير الم
...
-
الشيخة المياسة تطلق سلسلة بودكاست -سحر الثقافة-
-
-سحر الثقافة- بودكاست بين الشيخة المياسة وشخصيات ثقافية من ق
...
المزيد.....
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
-
سعيد وزبيدة . رواية
/ محمود شاهين
-
عد إلينا، لترى ما نحن عليه، يا عريس الشهداء...
/ محمد الحنفي
-
ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد
/ الحسين سليم حسن
-
الدكتور ياسر جابر الجمَّال ضمن مؤلف نقدي عن الكتاب الكبير ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال وآخرون
-
رواية للفتيان ايتانا الصعود إلى سماء آنو
...
/ طلال حسن عبد الرحمن
-
زمن التعب المزمن
/ ياسين الغماري
-
الساعاتي "صانع الزمن"
/ ياسين الغماري
-
الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأدباء
...
/ السيد حافظ
-
مسرحية - زوجة الاب -
/ رياض ممدوح جمال
المزيد.....
|