أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التنوع في -مقعد لغائب، نصوص شعرية- نبيل طنوس














المزيد.....

التنوع في -مقعد لغائب، نصوص شعرية- نبيل طنوس


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


التنوع في
"مقعد لغائب، نصوص شعرية"
نبيل طنوس
من المهم حصول القارئ على المتعة أثناء قراءة، بصرف النظر عن جنس ونوع المادة التي يقرأها، في هذا العمل هناك مجموعة مواضيع يطرحها الشاعر وبعدة أشكال وأنواع، فنجد التراث والأسطورة حضرة كما هو الحال في "عادوا" والتي جاء فيها:
"عادوا
وعاد قلبي يرقص فرحا
عادوا ـ
امتلأت سنابلي قمحا
عادوا
فضحكت ورود حديقتي
عادوا
وهدرت مياه النهر وتدفقت
عادوا
فصفت السماء وطلع البدر
ليلة عادوا" ص16و17.
يمكننا أخذ هذا المقطع إلى الاحتفالات التي كانت تقام احتفاءً بعودة (البعل)، فالطبيعة الريفية حاضرة: "سنابلي، ورود، مياه، النهر، تدفقت، السماء، البدر" وهذا ما جعل الشاعر يبدو وكأنه قادم إلينا من العصر القديم عندما كان أجدادنا يحتفلون بطقوس الخصب الخاصة بالبعل، فالفرح/ضحكت كان يقام في الليل/طلع البدر، وهذا ما جعل المقطع تراثي/أسطوري بامتياز.
لكن جمالية المقطع لا تقتصر على الأسطورة فحسب بل تعداه إلى البياض الكامن فهي، فهناك بياض مطلق، بحيث تجتمع فكرة الفرح مع الألفاظ الناعمة والجميلة لتأكد الفكرة، فكرة عادوا وما واكبها/لازمها من سعادة.
عندما تجتمع عناصر الفرح أو بعضها في القصيدة، المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد" فهذا يعطي القصيدة جمالية استثنائية، في قصيدة "ويذوي الربيع" يجمع الشاعر بين المرأة والطبيعة، فجاء القصية لطيفة وهادئة:
" في بلد الورود في
أيام الربيع زرقة السماء
تملؤني حياة، لا شيء
سوى زقزقة العصافير
وأنا وأنت" ص32.
اللافت في هذا المقطع وبقية القصيدة هو الثنائية التي تجمع الشاعر بحبيبته، "أنا وأنت" التي يكررها في ستة مقاطع، فهذه "أنا وأنت" نجدها حاضرة في الألفاظ أيضا، "الورود، زقزقة" فتكرار حرفي الواو والزين يأخذنا إلى أن الشاعر يعيش حالة من التماهي مع الحبيبة، مما انعكس على العقل الباطن، فجعله يستخدم ألفاظا مكونة من حروفا متماثلة، وهذا أيضا نجده في "أنا وأنت" حيث يجمعهما عرف النون.
ولم يقتصر التماهي على الألفاظ التي تتكرر فيها الحروف فحسب، فنجده حاضرا في تكامل الألفاظ: "زرقة السماء، زقزقة العصافير" وهذا ما جعل القصيدة ممتعة ومقنعة للقارئ الذي وجد فيها صدق المشاعر التي ظهرت في الألفاظ وما تحمله من معاني.
الكتابة أحد عناصر الفرح عند الأديب/الشاعر، فهي بالنسبة له الأداة الأهم لأنه بها يستطيع التعبير عن مشاعره، ودون يكون إنسان (عادي) في قصيدة "ليت" يحدثنا الشاعر عن الكتابة قائلا:
"ليت العالم يغرق بالنور والشعر
نحن نسير في دوران، في متاهة
في اللا شيء

هل تعرفون من أين جاء شعري؟
من مقهى والدي، من عين الضيعة
من الناس

كانت أمي تهجي الحروف والكلمات
كانت معلمتي، كانت وردتي
وكل نوري" ص51.
نلاحظ أن هناك ألفاظ قاسية أو تحتاج إلى جهد: "يغرق، دوران، متاهة، تهجي" وهذا متعلقة بالشاعر وأثره ودوره، فالشاعر والشعر لهما دورا اجتماعيا في التغيير، وهذا يحتاج إلى جهد/قسوة/قوة، ونلاحظ أن الشاعر يستخدم ألفاظ متعلقة بالنور/بالضياء: "بالنور، نوري" فالأول جاء بصورة (حيادية) والثاني أقرنه بنفسه، وهذا يأخذنا إلى علاقة الشاعر بأمه، فتكاثف النورين، نور أمه نور الشعر معا، مما جعله يتماهي معهما مستخدما "كل نوري".
ونلاحظ أن هناك كم من الألفاظ متعلقة بالشاعر/بالكتابة: "الشعر/شعري، تهجي، الحروف، الكلمات" وهذا يخدم وحدة موضوع وفكرة القصيدة المتعلقة بالكتابة/بالشعر، وإذا أخذنا فقرة "من عين الضيعة" نعلم أثر الطبيعة الريفية في الشاعر وانعكاسها على قصائده، من هنا جاءت قصيدة "عادوا" ريفية بامتياز، وكذلك العديد من قصائد الديوان.
الديوان من منشورات مركز الكتب والمكتبات، الط-بعة الأولى 2022.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية الفلسطيني في -رواية النهر.. بقمصان الشتاء- حسن حميد
- الاحتلال يحرق حوارة
- الصوفية في ومضة -زلفى- مأمون السعد
- نقد النقد في -رؤيتان نقديتان، رواية حسين مروة، رؤية غالب هلس ...
- تنوع الشكل الأدبي في مجموعة -خفايا- قصص قصيرة جدا حسين شاكر
- الفرح والوجع في قصيدة -دمعة ثانية .. إلى حلب- صلاح أبو لاوي
- سامي البيتجالي قصيدة رسم حزين
- مناقشة مجموعة من شكاوي المبدعين ميسون أسدي.
- نبش الذاكرة بكر دراج
- مجموعة -سيدة من لاباز- للكاتب منجد صالح
- بناء أمريكا في رواية -شعلة الأمومة- بس ستريترا لريش، ترجمة ح ...
- رواية حكايا ديار نداء الطوري
- ترانيم رباب (مختارات شعرية) كمال سحيم
- الوحدة في ديوان -للنخيل قمر واحد- علي البتيري
- التنوع في كتاب زقزقات نصوص شعرية ونثرية
- عالم الومضة في ديوان -وحيدا ستمضي- منذر يحيى عيسى
- مذكرات تشرشل
- محاكم الاحتلال الاستيطاني في كتاب - دفاعا عن جميلة- جورج أرن ...
- حقيقة تاريخ الأتراك في بلاد الشام في كتاب -مصطفى آغا بربر-
- رحلة البحث عن الذات وفي الذات في قصيدة -- يَكادُ يخنقُني صَد ...


المزيد.....




- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التنوع في -مقعد لغائب، نصوص شعرية- نبيل طنوس