أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -إلى حوارة- للشاعر نبيل طنوس














المزيد.....

-إلى حوارة- للشاعر نبيل طنوس


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 02:05
المحور: الادب والفن
    


تناول الحدث الساخن أدبيا في "إلى حوارة" للشاعر نبيل طنوس
صوت يناديني/ نبيل طنّوس
إلى بلدة حوارة

كيف أحكي قصتي وأنا
أبكي وأشهقُ بأعلى صوتي
أقول: "حُكَّامُكِ قومٌ مُتَمرِّدونَ
وشُرَكاءُ لقُطَّاعِ الطُّرُق.
كلُّهُم يُحِبُّ الرَّشوَةَ
ويسعى وراءَ الرِّبحِ"!
**
كيف أحكي قصتي وأنا
وأنا أرى مدينةً تحترقُ:
بيوتًا، أشجارًا، وحجارة.
مركباتٌ تحترقُ والكلُّ اسّودُ.
قطعانُ شعبِ الكتاب يمزقونه،
ولأنّه حقٌ وعدلٌ يخافونه!
**
كيف أحكي قصتي، لمن؟
"لا حياة لمن تنادي".
فــ "الوحوشْ قضاةَ المحاكم"
شظايا زجاجٍ تشِّع في كل مكان
وفأسٌ تقدست بالدم!
لن أعزي أحدًا فالألمُ درسٌ
**
لن أحكي قصتي لأحد
فالألمُ عبرةٌ وحكمة
سأترُكُهُ ينضج في الأحشاء
اصغِ! ألا تسمعُ صوتَ البكاء؟
البيوتُ ممتلئةٌ بصراخِ الأطفال
وتنهداتِ النسوةِ وصلواتِ الجدّات
**
الأبُ غاضبٌ والابنُ يتهددُ
والصوتُ من أعماقي يناديني
لكني لن اذهبَ لن
وهل أذهبُ إلى نفسي؟
والقطعانُ في كل مكان
والحكمة: دعهم يُخطئون أكثر
**
المكانُ يسكنني
لي أخوةٌ وأصحاب
كيف أحكي قصتَنا؟
فلتبقَ تشتعل فينا
علنا نبقى نبقى
سنبقى!
17.3.2023"

دائما فاتحة النص مهمة بالنسبة للمتلقي، فهي من تجعله يتقدم من النص، وبما أن الشاعر افتتح النص بصيغة سؤال "كيف" وبعدها مباشرة تحدث عما يعانيه من ألم: "وأنا أبكي وأشهق" كل هذا جعل الفاتحة جاذبة ومثيرة للقارئ، الذي وجد أن هناك همًا (شخصيا) يتناوله الشاعر.
وإذا ما توقفنا عند صيغة السؤال: "كيف" والتي جاءت في ثلاثة مقاطع، في الأول تناول الشاعر همجية المستوطنين: "متمردون، قطاع طرق، يحب الرشوة" فهنا نجد ثلاثة صفات سيئة يتصف بها هؤلاء المعتدون/المحتلون، وإذا أخذنا ما يحمله معنى رقم ثلاثة من فكرة الاستمرار والتكرار نصل ما أراده الشاعر، فهناك مجموعة تتصف قديما وحديثا بصفات ثلاث: "متمردون، قطاع طرق، يحب الرشوة" لهذا تحدث في المقطع الثاني عن أعمالهم الهمجية: "مدينة تحترق، بيوتا، أشجارا، وحجارة، مركبات" وبهذا أقرن الشاعر همجية المحتلين بسلوكهم وأفعالهم وأفكارهم التي جاءت من خلال: "شعب الكتاب" وكأنه بهذا يريد أن يؤكد أن هناك طريقة تفكير ونهج وسلوك قديما وحديثا لهؤلاء الهمج لم ولن يتخلوا عنه مهما حاول أن يظهروا أنهم (ناس/بشر).
في المقطع الثالث يؤكد الشاعر حسم موقفه من هؤلاء بصورة مطلقة، بحيث لا مجال لإصلاحهم أو تغييرهم لأنهم جبلوا بطريقة فكرية وسلوكية متوحشة، بحيث يستحيل إصلاحهم: "لا حياة لمن تنادي، الوحوش، فأس تقدس الدم" وهنا ينتقل الشاعر إلى صيغة خطاب جديد "لن أحكي قصتي لأحد" عاملا على تعبئة/تخزين هذا الألم/الحقد/الوجع ليخرج بالمكان والزمان المناسب: "فالألم عبرة، سأتركه ينضج" (والمبرر/الدافع) وراء هذا الموقف عدم وجود من يستمعون لألمه وألم شعبه/ألم مدينته التي تحترق: "ألا تسمع صوت البكاء؟، البيوت ممتلئة بصراخ الأطفال، وتنهدات النسوة، صلوت الجدات" اللافت في هذا المقطع أن الشاعر يقرن تحمل الألم بالإيمان: "صلوات الجدات" وهذا يستوقف المتلقي، فرغم حجم الألم والقهر والخراب/ والحرق الذي يتعرض له شعبه إلا أنه ما زال مؤمنا ومتمسكا بإيمانه، ولم (يقنط/يكفر) وهذه تحسب لهذا الشعب المؤمن والراسخ في وطنه والمتمسك بإيمانه.
نجد أثر الإيمان في إصرار البقاء والثبات في الوطن/المدينة المحروقة: "لكني لن أذهب" مؤكدا قدرته على تحمل الألم وتعبئته وتخزينه ليرد الصاع صاعين على هؤلاء المتوحشين: "والحكمة: دعهم يخطئون أكثر".
في خاتمة القصيدة يلخص الشاعر موقفه بالثبات والبقاء: "يسكنني المكان، وأنه ينتمي لشعب يتعذب ويتألم بسبب وحشية المحتلين: "لي أخوة"، مؤكد استمراره وأهله/شعبه في تحمل وتخزين الألم: "فلتبقى تشتعل فينا" ويختم بتكرار "نبقى" ثلاث مرات حاسما أمر صموده وثباته من خلال "سنبقى" ومن خلال معنى رمزية رقم ثلاثة التي تعني الاستمرار والتكرار.
وهذا يأخذنا/يعيدنا إلى صيغة السؤال المكررة ثلاث مرات" كيف" فالشاعر من خلال تكرار "نبقى" أنهى فكرة (الهزيمة/التراجع/التقهقر) التي يحاول المحتل أن يحدثها فينا، فالتوازن/التساوي بين "كيف ونبقى" أكد استمرارية وحشية المحتل واستمرارية ثبات/صمود/بقاء الشاعر وشعبه.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوفية والأسطورة في -أنا صاحب البئر- عبد الله عيسى
- التنوع في -مقعد لغائب، نصوص شعرية- نبيل طنوس
- حكاية الفلسطيني في -رواية النهر.. بقمصان الشتاء- حسن حميد
- الاحتلال يحرق حوارة
- الصوفية في ومضة -زلفى- مأمون السعد
- نقد النقد في -رؤيتان نقديتان، رواية حسين مروة، رؤية غالب هلس ...
- تنوع الشكل الأدبي في مجموعة -خفايا- قصص قصيرة جدا حسين شاكر
- الفرح والوجع في قصيدة -دمعة ثانية .. إلى حلب- صلاح أبو لاوي
- سامي البيتجالي قصيدة رسم حزين
- مناقشة مجموعة من شكاوي المبدعين ميسون أسدي.
- نبش الذاكرة بكر دراج
- مجموعة -سيدة من لاباز- للكاتب منجد صالح
- بناء أمريكا في رواية -شعلة الأمومة- بس ستريترا لريش، ترجمة ح ...
- رواية حكايا ديار نداء الطوري
- ترانيم رباب (مختارات شعرية) كمال سحيم
- الوحدة في ديوان -للنخيل قمر واحد- علي البتيري
- التنوع في كتاب زقزقات نصوص شعرية ونثرية
- عالم الومضة في ديوان -وحيدا ستمضي- منذر يحيى عيسى
- مذكرات تشرشل
- محاكم الاحتلال الاستيطاني في كتاب - دفاعا عن جميلة- جورج أرن ...


المزيد.....




- جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -إلى حوارة- للشاعر نبيل طنوس