لأجل انتقال سياسي يؤهل للانتقال الديمقراطي : ملاحظات تمهيدية

أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 04:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

لأجل انتقال سياسي يؤهل للانتقال الديمقراطي : ملاحظات تمهيدية.

حين يقطع بلد أكثر من نصف قرن ليجد نفسه أمام العبث والضحك على الذقون، يكون لازما بل يفرض تهيء ظروف وشروط الانتقال السياسي. صحيح أن القوى التقدمية والديمقراطية في المغرب حققت كثيرا من المكتسبات التي تساعد اليوم لنتقدم أكثر لكن هذا لا يطمئن خاصة إذا قارنا المساحة التي يسيطر عليها أعداء الديمقراطية وأعداء الوطن. للتذكير هذا التراجع ناتج عن التشرذم الذي عرفه اليسار و القوى الديمقراطية، وهو ما جعل القوى الظلامية والرجعية تملأ الفراغ. في اعتقادي إن القوى اليسارية والتقدمية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التحالف ولو مرحليا في القضايا الكبرى لدحض القوى الرجعية من خلال تكثيف النزول إلى الشارع وتوعية الناس باستثمار الجانت الثقافي. هذا الإجراء الميداني يجب أن تصاحبه الجرأة السياسية لتحريك الشارع وإزعاج النظام. لا شك أن المثقف سيكون له الدور الريادي المعهود تاريخيا، فهو الذي سيقوم بنسج العلاقة بين الواقع وعالم الفكر ليشارك السياسي في مهمة التغيير. السياسي من الأكيد أنه سيجد في المثقف العنصر الذي يستطيع قراءة الأشياء بين السطور. في هذا الفضاء المفعم بالحماس الذكي وبالحكمة ينطلق السياسي والمثقف أكان مستقلا أو حزبيا لمواكبة الجماهير، هذه الجماهير المكسوة بجيل جديد من الحركة المناضلة المجسد في الحركات الاجتماعية، فضلا عن النقابات طبعا التي سترافق في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر حلفاء استراتيجيين تاريخيين. هذا الكم والكيف الهائل لهذا الجسم المناضل يسمى في أدبيات الثقافة السياسية بالتحالف الوطني الشعبي. هذا التحالف هو الضمانة لحماية الشارع من الانزلاق نحو الفوضى. الخروج إلى الشارع للاحتجاج بشكل صارم ومستمر يفتح الباب إلى الانتفاضة التي تبقى محروسة وإن كانت تفدي ربما إلى خسائر وضحايا. هذا الشكل من المقاومة المدروسة ستدفع النظام ليراجع أوراقه لأجل التفاوض مع هيئات التحالف الوطني الشعبي من أجل انتقال سياسي سلس يفتح الباب لمجلس تأسيسي يصهر على وضع دستور نابع من السيادة الشعبية وإجراء انتخابات نزيهة وحرة تنبثق منها حكومة ائتلاف وطني تشرع في وضع لبنات دولة المؤسسات لأجل انتقال ديمقراطي حقيقي.

#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات