أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد زوبدي - في نقد ماركسية الكنائس: الإنطلاق من فكر ماركس لتجاوزه ودون القطع معه.














المزيد.....

في نقد ماركسية الكنائس: الإنطلاق من فكر ماركس لتجاوزه ودون القطع معه.


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 03:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



الماركسية منهج في التفكير ( وفي الممارسة) ولا يضاهيها أي فكر اليوم (التأكيد مني ) من خلال المادية الجدلية والمادية التاريخية وهي معروفة ولا داعي لصبر أغوارها هنا مع العلم أنها مدعوة لأخذ في الاعتبار طبيعة وشكل التحولات لإغنائها.
السؤال المركزي اليوم هو كيف يمكن تمرير النضال من خلال أدبيات الماركسية كالبروليتاريا والطبقة العاملة على أساس أن الصراع وصراع المصالح ( الإقتصادية) الطبقية وتوظيف الأيديولوجية هي القاعدة ؟ بعبارة أخرى، ما هي ظروف وشروط التواصل مع هذه الطبقة أي البروليتاريا، كأداة للتغيير، إن كانت موجودة هي وحزبها بالشكل الذي مكن ماركس من كتابة أطروحاته، في وضع تغير رأس على عقب أي في شروط أصبح فيها الإنسان بضاعة أو قل بالضبط أصبحت السلعة هي الأداة المسيطرة في المجتمع ؟
كيف يرى اليوم فكر ماركس التقليدي التحول الكبير في المجتمع من خلال تأثير الثورة الرقمية والتكنولوجية ؟
كيف يمكن التعامل مع التقدم التقني الذي غير شكل العمل وقوة العمل و الذي تحدث، في ضوء هذا التحول العميق، أندري غورز André Gorz عن نهاية العمل ؟ غورز لا يقول أن العمل انتهى بل يقول أن الثورة التكنولوجية أدت الى تحولات ( métamorphoses) كبيرة في بنية العمل بكل مكوناته : مرونة العمل، تفكيك النقابات من خلال إرشائها، التحول الآلي في ظل الروبوهات الذي حول البروليتاريا إلى كونيطاريا ( cognitariat )، الديموغرافيا، نمط الإنتاج، نمط الاستهلاك، الإجهاز على مكتسبات الطبقة العاملة، خوصصة المرفق العام، موقف الناس من السياسة، تمييع العمل النقابي والسياسي، انهيار النماذج الديموقراطية، انهيار التجارب الإشتراكية ( وليس انهيار الإشتراكية)، هيمنة فكر ما بعد الحداثي في ظل هيمنة النيوليبرالية، إلخ.
كيف التفكير في مسألة السلطة على أساس أن ماركس لم تكن لدية نظرية في هذا الباب بصرف النظر عن (جهاز) البروليتاريا المفروض أنها هي التي تقوم بتسيير المجتمع ؟ اكتفى ماركس بالوجه "السلبي" للدولة كجهاز للقمع، لكن نكوس بولانتزاس ( Nicos Poulantzas)، حتى لا أذكر إلا هذا المفكر اليوناني الكبير، ساهم بشكل قوي في وضغ نظرية ماركسية للدولة مشيرا أن الدولة الرأسمالية ليس فقط جهاز لقمع الطبقة الفقيرة/ الطبقة العاملة لصالح الطبقة المسيطرة أو البورجوازية بل أنها لها دور " إيجابي" من خلال مساهمتها في مد البنيات التحتية ومنها الأجور والتغطية الإجتماعية، مما يسمح للطبقة الأولى بالاستمرار وبالطبع استمرار الرأسمالية ومعها الإستغلال.
هناك الكثير من الأسئلة التي لا يمكن أن تجيب عليها الماركسية التقليدية أو قل فكر ماركس إلا بالبحث عن أدوات جديدة لفهم الواقع المتغير باستمرار وبالتالي تجاوز منظومة ماركس لا يعني التشطيب على المادية التاريخية والمادية الجدلية أو التشطيب على البروليتاريا أو الصراع الطبقي. الصراع الطبقي مثلا في دول الجنوب يقتضي الوعي بالموقع الطبقي سواء لمالك وسائل الإنتاج أو لنقيضه. وهنا يبدو المفهوم في حاجة إلى تمحيص وإلى إعادة تركيب. هناك الكثير من المفاهيم أو قل المنظومة المفاهيمية الماركسية برمتها، في ما يخص نمط الإنتاج الكولونيالي بالمعنى الذي يعطيه له غرامشي العرب، المفكر الأممي الشهيد مهدي عامل، يجب إعادة النظر في بنيتها. تجاوز فكر ماركس وليس القطع معه يستدعي تجديد المفاهيم وتطويرها من خلال إعطائها نفسا جديدا لتجيب على مشاكل روح العصر.
قولة ماركس " ما أعرفه أني لست ماركسيا " " ce que je sais, c est que ne suis pas marxiste ". هذه المقولة نفسها ليست مقولة أبدية أو مقولة غير قابلة للنقد، وهذا هو كنه فكر ماركس أي رفض الجمود. ماركس بشر، ولو أنه مفكر رسولي، وبالتالي من حق القارىء أو الباحث أن يقرأ الفكر كيف يشاء دون تشويهه طبعا. مثال ماركس يقول أن البديل هو تجاوز الرأسمالية في حين أن الإشتراكيين التحريفيين أو قل الإشتراكيون الديموقراطيون يتبنون إصلاح الرأسمالية. هنا طبعا خروج عن الماركسية. أو من يزيح الثورة من فكر ماركس، حين تنضج شروطها، هو طبعا تشويه لفكر ماركس. لكن تجاوز الفكر الماركسي ونحث بناء نظري جديد يمكن من احتواء المتغير والثابت للإجابة على الأسئلة الحارقة، يعتبر بديلا يساعد على تجاوز موت فكر ماركس نفسه بل يساهم في إنقاده من الزوال. ماركس لم يأتي بفكر جاهز أو آلة لفك رموز المجتمعات بل أكد على أن الفكر هو الممارسة وبالتالي أن التغيير يقتضي تبني المعارك دون هوادة.
في النهاية، أعتقد أن ماركسيي الكنائس يقومون بالترثرة باسم فكر ماركس ولا يضيفون له إلا شطحات فلكلورية من قبيل الماركسية علم، علم الماركسية، العلوم الماركسية، الماركسية سلاح النقد، الماركسية نقد السلاح، الماركسية كذا، دون إنتاج العلم والمعرفة. وهذا الشكل من الماركسية هو الوجه الأصولي لفكر صاحب مؤلف " رأس المال"، وهي هرطقة في الفكر وما الهرطقة في الفكر إلا خروج عن منهج ماركس وبالتالي فالخروج عن المنهج هو ردة في فكر ماركس وفي الماركسية على حد سواء.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوفيد-١٩ في قفص الإتهام أو كوفيد-١٩ ...
- الرأسمالية، قوس في التاريخ
- مستقبل الإشتراكية
- في الإنفجار الإجتماعي و الإنتفاضة الشعبية : المغرب نموذجا.
- مأزق قوى التغيير والتقدم في المغرب/
- زمن الإنتفاضة و روح الثورة
- تأمل سريع للمساهمة في النقاش لتطوير الماركسية، كأداة لقراءة ...
- ما بعد الماركسية التقليدية : تأمل حول نهاية الرأسمالية .. ال ...
- البنك الدولي يدعو حكومات المغرب لإصلاح الإختلالات من الباب و ...
- أزمة النظام السياسي القائم في المغرب : في نقد الطبقة السياسي ...
- نقطة تأمل عن مآل اليسار : المغرب نموذجا.
- لأجل كارل ماركس
- في الذكرى الأربعين لاستشهاد المفكر الاجتماعي الكبير عبدالعزي ...
- في الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال المفكر العربي الكبير الش ...
- في المثقف المستقل والمثقف الحزبي
- اغتيال العقل الاقتصادي.
- في نقد ثقافة المناخ المبتذلة
- في نقد الحداثة القائمة بالفعل
- استمرار البنك العالمي و صندوق النقد الدولي في نهب ثروة المغر ...
- لأجل الثورة الثقافية


المزيد.....




- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد زوبدي - في نقد ماركسية الكنائس: الإنطلاق من فكر ماركس لتجاوزه ودون القطع معه.