أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد زوبدي - لأجل كارل ماركس














المزيد.....

لأجل كارل ماركس


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 04:13
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لأجل كارل ماركس /


ماركس لم يكن طوباويا إلى درجة أنه تنبأ بمجتمع خال من الصراعات.
ماركس قال إن المجتمعات يمكن أن تمشي في اتجاه تلطيف هذه الصراعات الناتجة عن الطبيعة الإنسانية وبالتالي يمكن في الأفق أن تنتصر الأخلاق والقيم النبيلة والتواصل ضد النزعات العدائية و الأنانية والفردانية..
هذا هو برنامج كارل ماركس من أجل مجتمع متحرر. من يعتقد أن صاحب مؤلف " رأس المال " طوباويا، عليه أن يقوم بإعادة قراءة فكر كارل ماركس إن كان فعلا، من أقدم على الإدلاء بحكم القيمة من هذا القبيل، قد قرأه فعلا. فقراءة فكر ماركس، للتذكير، فيها الكثير من المشقة وتتطلب بالتالي الكثير من الجهد الفكري.
على المستوى السياسي، كارل ماركس نجح في مهمته أي أنه أسس لمشروع مجتمعي. ماركس انطلق من المجتمع الطبقي الذي يسيطر فيه اقتصاد النذرة " société de la rareté". ماركس قال أن التقدم التقني سيفتح الباب للإنتاج الغزير بالتالي سيسمح لتحرير قوة العمل مما سيؤدي إلى الانتقال إلى مجتمع الوفرة "société de l abondance " .
هذا هو مشروع ماركس الإنساني الذي عرف منذ عهد ماركس اجتهادات وتطورات في ضوء مشكلات روح العصر.
لكن على مستوى الممارسة، للأسف الشديد، تم تغليب السياسة كفن الممكن وكأداة للدفاع عن المصالح والمهنوية "carriérisme" لأعضاء الأحزاب الشيوعية. في النهاية فشلت التجربة الإشتراكية وفشلت معه الماركسية لكن لم يفشل فكر ومشروع ماركس. فضلا على أن الماركسية اصطدمت بعدو طبقي شرس أي الإمبريالية التي تحولت اليوم إلى فاشستية..
اليوم نحن في حاجة إلى تجاوز ماركسية الكنائس لأجل بناء ماركسية متنورة. فاستمرار مجموعة من الماركسيين في اجترار نفس الأفكار التي جاء بها ماركس والماركسيون التقليديون دون إنتاج الفكر الذي يساير التحولات التي تعرفها الرأسمالية القائمة بالفعل، يعتبر ردة إزاء فكر ماركس الذي يدعو إلى التغيير ويدحض الجمود. في اعتقادي هذا الشكل من الكتابة يترجم أصولية الفكر الماركسي، الذي على العكس، يدعو إلى التجديد والتنوير لتجاوز أزمته و بالتالي إيجاد الحلول للمشاكل التي يطرحها روح العصر. الماركسية التي لا تتطور هي ماركسية يسوق لها أصحاب الكنائس الفكرية، الذين بقوا معزولين في قصورهم العاجية لا يسأل عنهم أحد ولا يسألون عن أحد ! الفكر الكنائسي، أكان ماركسيا أو دينيا، هو فكر أصولي لا يرقى إلى العلم لأن العلم يولد المعرفة باستمرار ويتطور بهدوء. فكر ماركس، فكر متنور وتنوير هذا الفكر هو الذي يتركه يستمر في إنتاج ماركسيته، أما إذا انحرف ولم ينتج المعرفة فهو فكر كنائسي وليس فكرا ماركسيا.
ما بعد ماركس والماركسية، أي تحرر ؟
قلت أعلاه، أننا في حاجة إلى نقاش فكري يتجاوز ماركسية الكنائس والقواميس التي أدت وظيفتها التاريخية في أفق وضع لبنات رؤى متنورة تأخذ في الحسبان البنيات الطبقية والديموغرافية السائدة.
جيل الانترنيت والثورة الرقمية لا يريد فهم قواميس بالية، فهو يكره ويستهزىء من البروليتاريا والطبقة العاملة وحزبها ويسخر من الزعامات التي تقف حجر عثرة في وجه التغيير. إنه يريد نضالات ونقاشات تقدمية وتحررية مواكبة لمشاكل روح العصر.
من أجل فكر يؤسس لنظريات "ماركس كأنه لم يكن ! "
أو قل لأجل الإنطلاق من فكر كارل ماركس لتجاوزه.
أكيد أن ماركس يتململ في قبره لأنه تم إزعاجه. ماركس يقول اتركوني استريح : لقد ذقت المآسي، فقدت أبنائي، تمت ملاحقتي، تم نفيي، عشت الفقر، عانيت من مرض لا دواء له، عانيت من الوسواس، إلخ.
يقول كارل ماركس، لأنام مرتاحا، فكروا متجاوزين معاناة الفقراء والكادحين. ابدعوا ماركسكم الراهن، ابحثوا عن التقدم والتحرر خارج هموم ومشاكل المعوزين لأن التفكير معهم وفي مشاكلهم، سيؤدي إلى الجمود وبالتالي سيبقى التفكير مقيدا بأفكار رثة.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الأربعين لاستشهاد المفكر الاجتماعي الكبير عبدالعزي ...
- في الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال المفكر العربي الكبير الش ...
- في المثقف المستقل والمثقف الحزبي
- اغتيال العقل الاقتصادي.
- في نقد ثقافة المناخ المبتذلة
- في نقد الحداثة القائمة بالفعل
- استمرار البنك العالمي و صندوق النقد الدولي في نهب ثروة المغر ...
- لأجل الثورة الثقافية
- في الديموقراطية القائمة بالفعل
- في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر ١٩١٧ ...
- اقتصاديو اليسار في زمن العولمة.. المغرب نموذجا /
- في الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل المفكر المغربي عبدالعزيز ب ...
- ما بعد كوفيد-١٩ : ملامح نظام عالمي جديد في الأفق م ...
- شذرات خاطفة عن ظاهرة الفقر.
- هل البورجوازية الوطنية ذات راهنية في زمن كورونا ملاحظات نظر ...
- الدرجة الصفر للتكوين والبحث في الجامعة المغربية : كليات الإق ...
- في الإقتصاد السياسي لثروة الفوسفاط في المغرب.
- محاولة في نقد حزب الطبقة العاملة : ملاحظات عامة و أولية للنق ...
- في نقد ثقافة العولمة, بعيدا وقريبا من كورونا ! ملاحظات تمهيد ...
- في الذكرى الثامنة والثلاثين لرحيل المفكر المغربي الشهيد عبدا ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد زوبدي - لأجل كارل ماركس