أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد زوبدي - في نقد ثقافة العولمة, بعيدا وقريبا من كورونا ! ملاحظات تمهيدية.














المزيد.....

في نقد ثقافة العولمة, بعيدا وقريبا من كورونا ! ملاحظات تمهيدية.


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 16:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في نقد ثقافة العولمة, بعيدا وقريبا من كورونة /

ملاحظات تمهيدية /

مع أزمة كورونا يعود موضوع العولمة إلى الواجهة مفاد ذلك أن شروط الإنتاج عالميا أدت إلى عولمة الأزمات ومنها الجائحة التي يعيشها العالم اليوم.
في هذا الباب, يتردد على ألسنة الكثير من المهتمين بهذا الموضوع وعلاقة هذه الظاهرة(أي العولمة) بالقطاعات الإجتماعية غير الإقتصادية أنه يترتب عنها وضع عدم اليقين ! يلاحظ أيضا أن النقاش يدور بشكل محايد في ما يخص العامل السياسي والدور المحوري للاقتصاد في الرأسمالية القائمة بالفعل أي هيمنة الاوليغارشيات من خلال توظيف السياسة لصالح الهيمنة الاقتصادية. أقول الرأسمالية القائمة بالفعل أي التي يتولد عنها الاحتكار والاستغلال. أما الرأسمالية, كما نظر لها المفكرون الليبراليون المتنورون كستيوارت ميلStuart Mill وليون فالراس Léon Walras وغيرهما والتي تتبنى المنافسة الشريفة, فإنها لا توجد على أرض الواقع بل أن هناك من صنف هذه الرأسمالية الطوباوية على أنها تسير في اتجاه الإشتراكية. هذا توضيح كان لا بد منه !
العولمة مرتبطة بسيطرة قانون القيمة أي ثقافة البضاعة.
معنى ذلك أن قانون القيمة المعولمة حول كل شيء إلى بضاعة بما فيها الثقافة. قانون القيمة عمل رياضي علمي قام به كارل ماركس من خلال فائض القيمة على أساس أن العمل هو المنتج لهذه القيمة وأن رأس المال هو نتاج العمل وبالضبط قوة العمل وبالتالي فقانون القيمة الرأسمالي يؤدي إلى تركيز الثروة في يد الأقلية على حساب الأغلبية الساحقة من السكان على مستوى المعمور. هذا التحليل النقدي للرأسمالية يتفاداه منظرو الاقتصاد الخالص الذين يرون في قوانين السوق على أنها هي التي تحقق التوازن الاوتوماتيكي والذاتي والتناغم في ما بين الأسواق والفاعلين الاقتصاديين.
سلطة الاقتصاد, من خلال قانون القيمة المعولم, هي مربط الفرس في الرأسمالية الفعلية التي تدور في فلكها كل السلطات الأخرى منها السلطة السياسية والسلطة القانونية والسلطة الإعلامية والسلطة الثقافية.إلخ. كل المجالات أصبحت خاضعة لثقافة البضاعة التي تتحكم فيها الأوليغارشيات عالميا. سلطة الاقتصاد توظف إذن في ظل النيوليبرالية السياسة وكل المجالات الأخرى لتمرير ثقافة البضاعة.
المشكلة إذن, من خلال قانون القيمة, مشكلة اقتصادية محضة, لكن الحل هو حل سياسي. بيد أن السياسي سجين الاقتصادي ! وكيف يمكن للثقافة أن تقوم بدورها وهي جزء من البضاعة الكلية " marchandise totale".
صحيح لقد أدت العولمة إلى تراجع دور الدولة الوطنية في عملية ضبط الحدود وضبط السياسات العمومية وخاصة مع الثورة الرقمية, لكن هذا التحول الذي جعل الدولة تتراجع ليس سببه العولمة بمعنى عولمة الإنتاج أي إمكانية صنع المواد والبضائع في أي دولة لكن سببه العامل السياسي الذي أدى إلى تحويل كل ممتلكات الدولة لصالح القطاع الخاص تحت ذريعة أن الحكومات فاسدة وبالتالي فهذه الأخيرة تحل محلها الحكامة أي القطاع الخاص والمجتمع المدني والدولة نفسها لكن جهاز الدولة ينحصر دوره في التشريع وتسهيل التدابير لفائدة القطاع الخاص.
لقد انطلق هذا المسلسل منذ أن تحولت الرأسمالية من رأسمالية تنافسية(نهاية القرن ال19) إلى رأسمالية احتكارية أي مرحلة تدويل المبادلات. بعدها انطلقت مرحلة العولمة, كما تم تعريفها أعلاه, أو كما يقول المفكر السوري الراحل صادق جلال العظم مرور الرأسمالية من مرحلة عالمية البضائع إلى مرحلة عالمية الإنتاج.
دون تردد, هذا الموضوع يهم الاقتصاديين في المقام الأول لأن الاقتصاد السياسي, وليس الاقتصاد المبتذل بمفهوم كارل ماركس, من خلال ثقافة البضاعة التي جعلت السياسة والقانون , البرلمان, مثلا, والثقافة والفن, إلخ, مجالات تخضع لسيطرة كل ما هو متعلق بالتراكم المادي, كفيل بإنتاج أدوات نظرية لقراءة الأنماط الاجتماعية.
الحل, حل سياسي, ومن يتحدث عن اللايقين أي أن العولمة قد أدت إلى محو الحدود بين الدول من خلال الحركات السريعة للبضائع ورؤوس الأموال واليد العاملة, مما يضعف دور الدولة في عملية الضبط وبالتالي يرتفع حجم المخاطر, فإنه يريد حجب مسؤولية السياسيين قطريا وجهويا ودوليا بمعنى مسؤولية الأنظمة الاستبدادية, كالمغرب, و الإمبريالية التي أدت إلى دبح البشر و إبادتهم جماعيا من خلال عسكرة الاقتصاد وسياسة الكيل بمكيالين.
اضمحلال قانون القيمة, كما يفسر المفكر العربي الكبير الفقيد سمير أمين, هو الأداة التي تمكن من تجاوز الرأسمالية وفتح الطريق للانتقال إلى اشتراكية عالمية الآفاق.
هل من بديل لهذه المعضلة خارج الثورة ? وهل شروط الثورة متاحة وكيف العمل على إتاحتها. وهل الثورة ستحل المشكلة أم ستفاقمها ?


أحمد زوبدي.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الثامنة والثلاثين لرحيل المفكر المغربي الشهيد عبدا ...
- في استقالة المثقف في موسم كورونا !
- قراءة سريعة في فكر سمير أمين في ضوء أزمة كورونا فيروس : إشكا ...
- دور الدولة في المغرب ما بعد أزمة كورونا .
- في رحيل المفكر العربي الكبير سمير أمين - سيرة فكرية لمثقف عض ...
- الاقتصاد السياسي في زمن الربيع العربي في أعمال البروفسور عزي ...
- في شروط إعادة بناء اليسار.. ملاحظات أولية
- - البريكسيت - .. هل هي الدرجة الصفرللإتحاد الأوروبي ؟
- ثقافة الرأسمالية ومستقبل الاشتراكية .. عناصر أولية
- - البريكسيت- .. هل هي الدرجة الصفر للاتحاد الأوروبي ؟
- عزيز بلال .. مناضل في الحياة وشهيد في الموت
- لغة الأرقام
- هل بلور الربيع العربي شروط بناء الدولة الوطنية المستقلة بدول ...
- عزيز بلال وبعض أنصار التغيير
- أي انكماش اقتصادي يعرفه المغرب ؟
- - السكتة القلبية - للاقتصاد المغربي في قاموس المركز المغربي ...
- بؤس الاقتصاد المغربي وبؤس الاقتصاديين المغاربة
- على هامش جائزة نوبل للاقتصاد 2014 : قوة الأسواق في ضبط الاقت ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد زوبدي - في نقد ثقافة العولمة, بعيدا وقريبا من كورونا ! ملاحظات تمهيدية.