أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الجزء السادس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة















المزيد.....

الجزء السادس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 17:12
المحور: الادب والفن
    


استمتعت كثيرا في المنتزهات التي تنقلت بينها في مصر الجديدة و . . كتبت كثيرا – مجددا تلاشى مخنق شعور الوحدة والغربة والضياع – امارس عشقي بالطفو الغارق في كل ما هو خارجي اتحسسه جميلا فيما يظهر وما يخفي داخله ، والغارق تارة في الاخيلة او الذاكرة . . فيما يأتيني من لذة عهدتها حسية في حياتي السابقة او روحية تغذي عندي الطامح للوصول الى ما اتوق إليه . . على انف كل من يتصور له انه قادرا على قهري وانعدام حيلتي – كنت قد اخرجت مما يأكل داخلك يوم جلست على كرسي محاط بطاولة مغطاة بمظلة كبيرة حمراء ، والبركة الاشبه ببحيرة تحيط بك ، كنت كعادتك في زاوية بعيدة عن الزحام ، وهربت قبلها من نظرات تدعوك للتعارف – ليس وقت ذلك الان ، حل المعضلة هي الاساس و . . اللحظة لأطفو خلال كتابتي ، استعيد توازني واطرد متخيلات ضياعي وحتمية انهياري – حتى لذتي انالها خلال تلوينها بذهني او احرفي . . كما اشاء ولا يشابهني فيها احد – كم عشقت زيوس ، حتى في جماله الجنسي في تعامله مع النسان . . كإنسان مسئول هو عن منحه السعادة والامان ولذة ما تطيب إليه نفسك – كانت اخر كلمات طفوك يومها قصيدتين . . يشهد عليهما طقس الشتاء القارس منذ النهار وتقطعات رش من قطرات المطر حان تحررها من السماء مع لحظاتك الاخيرة من مغادرتك المنتزه عند الخامسة ، بعد أن حفرت الرياح الباردة اثرها على وجهك المحمر وعنقك الذي لم يقه الشال المعمول يدويا من الصوف الخالص من لسعات الرياح الباردة – لم تكن تتذكرها . . إن لم تنقشها على ورقك المحفوظ في زيارتك تلك . . من ارتحالك القسري المطارد ، أن تكون حافظا لنفسك ف . . أنت باحثا عنها . . خارج قبضة الاخرين الراغبين في تشكيلها كما يريدون وليس كما تريد انت . . أن تكون عليه نفسك – قصيدتان لها أن تحضرا هذا المكان ، انها سرك وانت كاشفها ومالكها ، كيف لا تسقط احرفها على صفحات قصتك كما يسقط كل شيء يحضر فيك . . في روايتك هذه . . . .

شـتــــــــــــاء . . والـمــديـنــة

شـتــــاء وبـيــوت طين راكعــــة
على حـطــام شوارع تـنــام في الـقـــذارة
يجادلها العيش انـســـانها المـمــزق
. . بين الرياء والخـمــــــول
. . والوعــــود الزائـفـة

شـتـــــــــــــــاء واطـفـــــال عــــــــــراة
لا لحــــــاف يغـــطـي اجسامهـم المنهـكـــة
. . بـوقـع الصـقـيـع
لا مـــــلاعـب للتسلـيـــة
. . ولا ابـــــــــاء يـبـذرون مـتــضـــادات الـعاصـفــــة

شـتـــــــــــــــــــــــــــاء وجــــــوع
صـمــت يـكـســـي الـمـــــــــــــكان
حـتـى . . تـغـيـب الحــقـيـــــقـــة .






فـيــــد وبـحــث

ارخى رأسه
. . على فرش صدئ بالزمن
- كان البرد قارصا -
طـوته بأذرع من ربيـــــع
. . فـنــــام
كانت القبيلة ذاهنه في فـيــد الاراضي
ولــوط المستضعفين برافـعة الاميـــــر
امير اتى البلاد خلســـة . . كعابر سبيل
ضرب المداميك واحاط الخيام بالعرافين . . والساقطات
والمدينة خاط لها حلة من الجيش والعسس
. . وابى الــــــرحيل
- والى الطـفـــــولة
اتى خلاسي باحثا عن حلمه
- كانت المدن . . قد أحرقت -
دوي . . نـهــب . . وصـقـيــــع
- إن وصلت إلـيـنا -
لم تصل إليه اذرع الشتاء
او لوثة الفراغ بعقل الامـيــر
نـــم يا صغيــري
فالوقت يقهــر الحالمين
نـــم يا صغـيــــــــــري – مثل حالنا –
ولترحل في صمت المدينة
إلى ارض بعـيــــدة
او ارحل في دمي
. . حتى لا يجدك الفاسدون
لن تراهن القبيلة على استحضارك . . الكفن
. . حتى تأتي القيامة – قريبا –
تعصف المضـــــــاجع
. . وتفتح الذكريات
. . حينها نلـتـــــقي
نقـيــــم الحســــــــــــــــــــاب
. . أرحل الان يا صغيري
. . ارحل في دمـــــــــــــــــي .







حين تجد حياتك متصحرة في واحة خضراء . . لا تخصك
، اعرف أن كل ما حولك يبابا . . لا يفتح منفذا للروح
- آن الأوان للرحيل مجددا
. . لألا تحترق .




تخلى الاصدقاء عن التزامهم بجمع مساعدة مع استلامهم المنحة المالية لشراء تذكرة المغادرة لي الى دمشق - لا يكفي ما استلمه كل طالب لسداد جزءا من الديون المطالبين بها لخمسة اشهر ، لم تتبق حتى مصاريف للأكل اليومي ، سيصبرون – في خبر من السفارة قريبا ستصرف مخصصات الربع الاخر – لتسديد المتبقي من الديون وترتيب العيش للثلاثة الاشهر اللاحقة – ما في مانع لو يصبر صخر . . لوقت تسليم الربع الثاني ، سنحاول أن يقدم الواحد منا ما يستطيع تقديمه ، كل وفق قدرته الذاتية . . .

كنت اعرف . . انه كلام في كلام ، لن يجمع أي مبلغ ، فكل واحد يفكر بأموره وحلها ، لن يؤجل شيئا من مشاكله لحل مشكلة شخص آخر – هو ما قاله قاسم . . ونحن نمشط مكاتب وكالات الطيران في منطقة البلد ، بمعرفته خلال كثرة سفرياته في الخارج – تذكرت الان . . ما كان اخبرنا به في اخر لقاء بيننا قبل سنتين او اكثر عندما زارني فيها في منزلي في صنعاء ، وتحدث – ما كان قد غاب عني قبلا - أن منحته كانت على لبنان . . اكمل فيها الماجستير والسنة الاولى من الدكتوراه ، لكنه بعد في زياراته المتكررة الى مصر وجد أن المعيشة ارخص منها في لبنان ، حيث المنحة المالية تعد ضئيلة وبصعوبة قدر على اكمال تلك الفترة ، عمل على تغيير بلد الايفاد الى القاهرة ، جاء في زيارة سريعة الى اليمن ثم الى القاهرة لاستكمال اجراءات قبوله ، التي كانت مشروطة بأن لا تحسب السنة لتحضيرية الاولى من الدكتوراه التي قضاها في بيروت ، نجح في امتحانات مقررات السنة التحضيرية وقطع شوطا من كتابة اطروحته الاكاديمية – اتركني انا اتكلم . . لا تطلع كلمة واحدة – كانت مكاتب طيران اليمنية يتركني خارجا اتمشى ويدخل هو وحده ، بينما ارافقه الدخول في مكاتب الطيران الاخرى ومكاتب الوكالات الاهلية المصرية لخطوط الطيران المختلفة - قضينا اياما عدة وقتها في السؤال عن مختلف اسعار تذكرة الذهاب الى دمشق بسعر طلابي مخفض على الدرجة السياحية وباستخدام فائدة تذكرة العودة الى اليمن كنوع من الاستبدال ومعرفة الفارق المطلوب دفعه ، على امل جمعه من الشباب عند استلامهم مخصص منحتهم المالية المتأخرة – كان ذلك بعد انجازه تكليفات التعديل على الجزء من الباب الثاني لأطروحته ، والتي اقرها المشرف لطباعتها – لم يعد الان ذلك ممكنا ، اعتذر الجميع في عدم القدرة على تقديم اية مساعدة مالية من هذا الربع المالي ، واربع الموعودين لاستلامه . . لا احد يعرف كم الوقت للفظ قريب ، فقد مر اكثر من شهر ويقولون قريبا سيصل – اسبوعين . . ثلاثة . . ربنا يسهل - لا سبيل اخر للمغادرة الى دمشق إلا على خط طيران اليمنية . . خلال هذين اليومين ، فالجواز تنتهي فترة صلاحيته بعد خمسة ايام – لم يكن ممكنا تجديده في السفارة – والفلوس غير موجودة للحصول على تذكرة على شركة طيران اخرى – تدبر قاسم بمبلغ لواحد من مكتب وكالة طيران مصري عمل على فتح تذكرة العودة الى اليمن الى تذكرة مغادرة الى دمشق عبر اليمنية . . بدون دفع أي فارق في السعر ، عاد إلينا بتذكرة السفر الى دمشق – مدتها شهر وإلا تنتهي ، تريد نحجز من الان وإلا ستحجزون لاحقا – عرفت متى اقرب رحلة – ايوه ، غدا سبعة صباحا تقلع الطائرة والمطلوب حضور المسافرين الى المطار قبلها بساعتين او على الاقل بساعة إذا كان مقيم قريب من المطار – كملها . . اعمل تأكيد الحجز على رحلة بكره – اوكي .

ما في حل ثاني ، فالسفر على اليمنية لا تعد خطرا مقارنة بمشكلة انتهاء الجواز وانت لم تغادر . . وغير قادر على تجديده – لا تقلق ، سافر عادي ولا تثر انتباه احد ، نشتري لك في المطار مختلف الصحف الصادرة ، اشغل نفسك بها ولا تتحدث مع احد ، خليك عادي ، شكلك مثل السوريين او اللبنانيين ، لن ينتبه احدا لك ، والرحلة هي ثلاث ساعات ، . . حتى اننا اخرجنا التذكرة من مكتب مصري وليس مكتب اليمنية ، لا احد يتوقع انك مغادر ، على فكرة شاف محيي حقائبك جاهزة من امس في الليل عندما كنت غير موجود ، سأل هل انت راجع الى اليمن . . ليرسل رسالة او حاجات معك الى اسرته ، اخبرته لا وانك ستبقى لوقت اطول شوية . . سأبلغه قبل سفرك بيومين ليجهز ما يريد ارساله – طيب ليش حزم حقائبه . . هل في شيء ازعجه او ضايقه – لا ، . . لكنك تعرف لما يكبر واحد مثلنا . . يكون نفسه ضيقا ليبقى فترة طويله كضيف عند احد ، اخبرني انه سينتقل الى الدقي وربما يزور الاسكندرية بعدها – بيني وبينك الجماعة في الدقي هم اصحابه الاصليين من جامعة صنعاء ، ولكنه قبل للمجيء عندنا تحت اصراري عليه . . كان عيب علي الا افعل ذلك – صخر . . انتبه إذا سألك عند عودتنا . . انت غدا صباحا ستنتقل الى الدقي ، سنخرج من المنزل خمسة الفجر الى المطار ، وإذا سأل الصباح عنك سأخبره انك اصررت على الخروج و . . تبلغه تحياتك وشكرك – لا تكلم احدا لو صادفناه . . انك مغادر الى دمشق . . احذرك .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الايديولوجية و الصراع الايديولوجي الجزء ( 2 ...
- الايديولوجيا بين الوعي الزائف والوعي الحقيقي و مسألة الصراع ...
- نافذة . . وطرق ارتحال
- ملخص كتاب ( نظرية التغير الكلية ) / مؤلفي غير المنشور 2018م.
- النظام العالمي الجديد القادم و . . نهاية الحناش للحنش
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- من كتاباتي المنشورة في الصحف في 2000م / ثلاث مقالات
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- الجزء الخامس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اع ...
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- المثقف والمفكر . . عباءة فري سايز للجميع
- عراة . . ولكن لا يدركون
- خريف عدن . . واخيلة شبحية تذهب للمحو / نص قصصي - مارس 10 ...
- طيف انسان عابر / نص قصصي
- يرتحلون في الذاكرة / نص قصصي
- تمزقات ليلية . . للروح
- خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية / الجزء ا ...
- الجزء الرابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من ...
- ديار لم تعد ديارا
- يقدم رمضان . . في ظل نخاسة دائمة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الجزء السادس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة