أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - عراة . . ولكن لا يدركون















المزيد.....

عراة . . ولكن لا يدركون


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو استوقفنا مئات الملايين من العرب وقلنا لكل واحد منهم ( انك عاريا ولا شيء يسترك ) ، لن نجد واحدا منهم يحاول أن يفهم القول او يفكر ولو لحظة . . حتى ليستفسر لماذا نقول ذلك – في اضعف الاحوال – ما بال أن يفكر في معنى ومدلول الخطاب الموجه له – انهم جميعا يرون فينا ليس اكثر من مازحين او مستهترين او مستفزين للآخرين – وبملخص القول نجني ردة فعل سلبية . . دون استثناء واحدا منهم ، ويتراوح رد الفعل السلبي تجاهنا بين التجاهل ودرجات متفاوتة من رد الفعل الموتور الانفعالي قولا وسلوكا يصل الى الاعتداء .
فكيف تحل مثل هذه المعضلة ، فأولا يجمع الكل بأنا سيكوباتيين يفتعلون دون سبب جرح الاخرين ، وثانيا بعدائية الجميع تجاهنا ، فأمثالنا ليس لهم سوى كراهية الاخرين ونبذهم لنا – أما ثالثا ليتثبت صحة اولا وثانيا يتمثل بمن نصدق او من هو على حق ، واحدا او بضع افراد مقابل مئات الملايين المتفقة موقفا ، فوفق ما هو نحن عليه من المنطق – الصوري الساذج – تكون الغلبة او الكثرة هي موضع التصديق ومالكة الحق كتصرف سليم ، ما بال أن يكون الجميع في مقابل فرد او عدد افراد بعينهم فقط .
وفي مثل هذه الحالات الفردية من نوعيي النخبة الاجتماعية العربية ، يكتب النبذ والاستهداف لهم على مصداقيتهم وحملهم قضية انسان مجتمعاتهم وحقه في عيش الحياة الكريمة ، فبقدر انتهاك وجودهم يشيعون توصيفات تشنع وتشوه سمعتهم مجتمعيا ، ابسطها وسمهم ب ( المتشائمين ، السوداويين المرضى ) وأسوأها ب ( اللا وطنيين ، مثيري البلابل ، اعداء المجتمع وكل شيء . . حتى بالأعداء لأنفسهم ) .
وعودة للبدء ، فإن سر الخطاب الموجه يكمن في القصد ( انظر الى نفسك ) دون سواتر او اقنعة او اوهام تسيطر على قناعاتك مسبقا ، وذلك لتكتشف حقيقتك وتعرف نفسك دون زيف او خداع او اكاذيب ودون توهمات بأن الاخرين لا يعرفون حقيقتك المخفية .
وتجنبا – لمتبجح – قائل : كيف للآخرين في رد فعلهم أن يفهموا او يتعاملوا مع ما تقصده ، والذي هو داخلك ولم تصرح به ولا يعرفه سواك ، بينما يتلقى غيرك ما تقوله فيما هو صريح في لفظ الخطاب ، كيف تخاطب النسوة بأنهم عاريات وهن مرتديات الملابس إن لم يكن الحجاب عليها عادة ، وتخبر الرجال بأنهم عراة – أي عوراتهم بادية – وهم مرتدون مختلف الملابس الساترة للعورة – إن في مثل خطابك اللعين . . حتى من جانب ديني واخلاقي يمس الحشمة والشرف ، وينزع للسوقية والانحلال الاخلاقي الجارح للقول والسلوك القويم لقيم المجتمعات العربية – لنتعامل مع اساس اللفظ الوارد في الخطاب . . من خلال ما سيأتي :
ف . . ( العري ) صفة مصدر لغوي ، مفردها الفاعل ( عاري او متعري وبالعامية عريانا ) وجمعها (عراة) وفعلها ( تعرى ) – يطلق هذا اللفظ بمختلف اشتقاقاته من حيث المعنى ( البسيط الاولى الظاهري ) – انكشاف الجسد دون ملابس او غطاء ، وتحديدا عضو الجنس ومناطق الشهوة والإثارة الجنسية ، وعربيا بمحمول التشدد الديني والاخلاقي المنغلق يركز فيه على رافعة التحريم والحشمة ، بحيث يكون المرء ذكرا او انثى وإن كان مرتديا ثيابا عليه إلا انها تكشف ما يعد عورة بما يثير الغرائز وتعمم الانحلال الاخلاقي - وحين يصاحب اللفظ بتوضيح صريح لفظي اخر في الجملة يقترن مع الاول لتثبيت المعنى والدلالة ، وذلك كورود كلمة الستر بحالها المنفي ( أي دون ساتر او ستار ) يغطي حتى ما هو حرام او عيب انكشافه امام مرئ الاخرين .
إلا أن اللفظ ( معنى ودلالة ) في اللغة العربية كغيرها من لغات العالم لا يقف ثابتا عند ذلك التاريخ السحيق في القدم – الاولية الوحشية البدائية – ومنها مرحلة تحوله لستر عضو التناسل ب ( ورقة التوت ) ولاحقا لستر اثداء المرأة بمساحيق داكنة معتمة او اخفائها وراء اوراق شجر و . . مثلها لاحقا تغطية الإليتين في محدد تغطية فتحة الاخراج – بل أن اللفظ يتحرك تعريفا وتفسيرا بمسار معقد مترافق مع تطور معرفة الانسان وفهمه لكل ما يحيط به ويتعامل معه ليصل معنى ودلالة اللفظ ذاهبا نحو ابعد مما هو واردا في التعبير الواضح ( البسيط ) في الجملة ، ولكنه يتخذ ابعادا اخرى من المعنى والدلالة مغايرة كليا عن اصل مستخدمها البسيط و . . لا يتصل بمصدرها البدائي ذلك – فمثلا في مسار تطور اللغة يقال ( هذا القول عار عن الصحة ) ، أي بمعنى ( خالي من الصحة او الحقيقة ) و . . بتعبير اخر قول كاذب وغير صحيح – وعلى هذا الاخير ينساق متغير المعنى والدلالة للفظ ( عاري ) وفق تطور وعي الانسان ، بحيث يستخدم في كل شيء بما فيها الوعي والاخلاق والفهم والادراك . . الخ ، ليكون معناه ودلالته محمولا إما في السياق اللغوي – وليس حرفية اللفظ في جملة واحدة – فإن يكشف ذلك السياق عن القصد صريحا بمعزل عن حرفية اللفظ او يكون القصد مخفيا وغير مصرح به لفظا ولكن يكون موحي به بشكل غير مباشر عبر الاشارات او السياقات الجزئية التي تشي بذلك القصد غير المصرح به – وحتى بالجملة البسيطة المغلقة بلفظها الصريح التي اوردناها – إنك عاريا ولا شيء يسترك – فقولنا منحوت بزمنيتنا الراهنة من التاريخ ، وعلى ذلك يجب تلقي خطابنا بمنطق عقلي – يتناسب وحقيقة وعينا الذي نحن عليه في هذا الزمن – فكيف يفهم مئات الملايين خطابنا لهم بأنهم عراة ولا يسترهم شيء . . بينما جميعهم مرتدون ملابسهم ، وطالما نحن غير مختلين عقليا لنخاطب بقول لا يقبله عقل – من هنا يتكشف عيبنا العقلي المجتمعي العربي في احكامه المظللة – والتي يغرر بعقولنا من خلال استغلالها علينا – بأن الغالبية المليونية على خطأ في فهمها السطحي للعبارة وخطل تعاملها وفقا لذلك الفهم الساذج ، بينما نكون نحن رغم صفة حالتنا الفردية على صواب وصحة ، لذا يكون من المنطق السليم وقوف الاخرين بملايينهم عند مخاطبتنا لهم للسؤال عما نقصد به او نرمي إليه في قولنا – هذا بالنسبة للعامة – أما لمن يدعون انتليجنسا النخب العربية فإن وقوفهم يلزم التأمل والتبصر ليس فقط بتأويل قصدنا ( انكم لا تعرفون حقيقتكم لذا لا تعرفون انفسكم ذاتها ) ، بل عليهم أن يكونوا ابناء هذا العصر ( عقلا ومعرفة ) وليسوا ابناء هذا العصر كوجود جسدي وبعقل ومعرفة يعودا الى مئات الاف السنين الماضية – فتلقي خطابنا ( الان ) لم يعد يلزم حتى بفهم القصد وراء الجملة التي اطلقناها ، ولكن ما يلزمهم بعقلهم المعاصر ادراك او استقراء المغزى الذي عليهم التنبه إليه ولا يكونوا عنه غافلين – حيث يحمل ذلك المغزى اشارات ودلالات لا متناهية حول كل ما يعيشه الانسان العربي من مرارة ودمار وانحلال على كافة الاصعدة و . . بصورة متكررة عبر مراحل طويلة من التاريخ – بل إن خطاب جملتنا يفتح بوابة للتطهر العقلي لمعرفة اجابة ولو بعض من التساؤلات ومنها ( لماذا نحن عاجزون ؟ ، لماذا تفشل محاولاتنا لحل اتفه المشكلات والازمات رغم توافر الامكانيات بين ايدينا لحلها ، بين تنجح المجتمعات والبلدان الاخرى حتى تلك الفقيرة في معالجة بعض ازماتها وتجاوزها لاحقا ؟ ) – لن نحتاج لنطيل ، فتناول هذا الامر تحليلا وتفسيرا وجدلا لا تنته حباله . . إلا حين يبدأ الوقوف الجاد لمواجهة حقيقة انفسنا ب . . ( اننا عراة ولا ندرك ذلك ) .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف عدن . . واخيلة شبحية تذهب للمحو / نص قصصي - مارس 10 ...
- طيف انسان عابر / نص قصصي
- يرتحلون في الذاكرة / نص قصصي
- تمزقات ليلية . . للروح
- خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية / الجزء ا ...
- الجزء الرابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من ...
- ديار لم تعد ديارا
- يقدم رمضان . . في ظل نخاسة دائمة
- خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية ...
- لتقدمين . . قبل جرف العاصفة / نص شعري مباغت للحظة
- خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية الجزء ال ...
- قدر . . يماحكك الوجود
- ابجديات يمنية معاصرة / في التفكير والكتابة - من كتابي 2020 ج ...
- 4 / من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان الرسالة (الثالثة ...
- 3 / من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان الرسالة (الثالثة ...
- 2/ من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان خارطة الطريق لإن ...
- من الداخل اليمني . . لسعودية ابن سلمان ( الرسال ...
- من الداخل اليمني . . لسعودية ابن سلمان ( الرسالة الثان ...
- الجزء الثالث عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم ...
- رسالة يمني . . لسعودية بن سلمان


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - عراة . . ولكن لا يدركون