|
الجزء الرابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 22:49
المحور:
الادب والفن
*** تسلك طريقا يبشرك بثقب يتسلل منه شعاع ضوء . . وإن كان ضعيفا وخافتا ، إلا انه يفكك تعقدات نفسك الموتورة بانغلاق المسار ، يمنحك استراحة محارب لأخذ نفساتك المختنقة في داخلك و . . لإعادة تجميع ذاتك المبعثرة وشد اعصابك لمعاودة القتال – أن تقطع مسافة ويحملك الامل . . تصطدم بصخور لا تمكن من العبور ، تعيدك الى مربعك الاول ، طريدا . . مفلسا . . وتائها في فضاء رمادي رحب . . لا يكشف منفذا تتعلق به للنجاة – دورة بعد دورة من الركض المحموم لتخليص حالة وجودك الفاقد للمعنى ، في ارض انت بها . . لم تعد سوى معبرا . . يفتقد حس العون ليخلص منك . . بما يحفظ كرامتك و . . يجنبك المهانة – لن تكن النهاية ، تعرف طبيعة الحياة في أي ومن ومكان ، أن تنغلق الوسائل على من تحل عليه لعنة . . لكونه مغلولا بضعفه و . . ليس عليه ما يستحق اللعن . . لها أن تفرج في لحظة من الوقت . . لا يصل اليها إن فقد عزيمته واستكان . . بعد أن تخلى عن صبره وسقط سريعا في انشوطة مشاعر القهر والتأسي – لم تستكن ، فتحت مسارين و . . وخضتهما دون تردد ، لم تحسب أن الواحد منهما سيوصلك الى رفع معاناتك ، كنت تتكل على عندك في عدم الانهزام ، تقطع فيه مسافة بعد اخرى ، إن تعثرت أو فتح بصيص امل . . تزداد تحديا في مواصلة سيرك . . مهما كانت النتائج – تكشفت لك اوهام كنت تعتقد بها وترصدها حوامل امل تنقلك الى بر الامان – لم تكن ستعرفها . . إن لم تخض فيها – خطوة تبقت امامك و . . إن كانت صعبة على التجاوز . . لافتقارك المال مركبة تحملك الى محطة اخرى و . . تذهب مرحلتك الراهنة الى ملف مغلق تم اكتماله كسجل مصور في الذاكرة ، يرحل نحو النسيان خلال محطات الترحل اللاحقة و . . لا يحضر منه سوى ألم غامض يضاف الى سابقيه . . لا تدركه ولا تعرف لماذا يعصرك . . حتى في اوقات من حياتك تخلو من العذاب ، ويحضر دون تخطيط منك او فهم . . كخبرات تجعلك قادرا على الطفو اكثر والعبور على صدر مشكلات انكى واثقل تعقيد – ربك يسهلها ، ضروري ما تفرج – يسلمونا اولاد الكلب مستحقاتنا المالية . . وعد عدد من الزملاء التبرع لتدبير ثمن تذكرة سفرك ، تأخيرهم تسليم المنحة المالية وقد مضى خمسة اشهر ، يجعل موعد تسليم الربع اللاحق ليس بعيدا ، خاصة والصحف غير الحكومية التي تصلنا خلال الثلاثة اشهر الاخيرة . . تلهب الوضع في اليمن وتحرج الدولة . . ما يدفعها الى تغطية فسادها ولا مبالاتها . . بتبرير الضائقة المالية و . . أنها تجاوزتها بحنكة و . . بفضل الرئيس الذي وجه بحفظ كرامة الطلاب اليمنيين في الخارج ، الذين هم الامل المشرق لمستقبل اليمن . . في تقدمتهم عن أي امور صعبة جارية في الداخل ، إنهم في الغربة . . يجب الاحساس بمعاناتهم ، قرر سرعة صرف المستحقات المالية المتأخرة . . مع تجهيز المعاملات الاجرائية لصرف مستحقات الربع التالي دون أي تأخير – هي واحدة من خبرات الطلبة اليمنيين الدارسين في الخارج . . .
ايام ستقضيها كسابقاتها ، مارس طقوسك التأملية ولا تغادر حلمك – كعادتك . . اذب وجودك واشجانك بين البشر المتزاحمين والطبيعة حولك ، واحمل اوراقك البيضاء وقلمي الحبر الجاف و . . لا تنسى موسيقاك الصادحة على سماعة اذنك ، اغرقها بكل ما يندفع من داخلك من امواج متلاطمة بين التفكير والذاكرة ومتناقضات نفسك الحالمة والمعذبة . . جبرا يتوقف زمن عذاباتك ، تغادره الى زمن مطلق لا يقاربك فيه الاذى او شعور الالم ، يحملك الى لحظة تعد مجهولة لك ولكل من حولك ، لكنك تحدس بشيء سيأتي . . ينفتح فيه المسار للعبور .
ها أنت في ملاذك السري . . تهرب من عالم يدك فيه مليارات من الخلايا العصبية ، ويمتص الروح بطيئا وبتلذذ شهواني مرعب يثير الفزع . . حتى في انفس من قرأت عنهم من ابطال الاساطير ومن نقل عنهم شفويا عند طفولتك . . وعششوا في عقلك المجرد . . ليحتلوا عالمك الذهني ويحركوا فيك الاحلام و . . جبروت التصدي بإرادة تجعل المصائب قدرا تقوى على حمله – دون غيرك – وتواصل المسير . . لتحقيق ما تصبو إليه أو تسقط جثة هامدة . . لن تعرف الاوجاع بعدها – ها أنت . . كما ترفع عنك التقارير السرية . . إن وجدت ، تتنقل كمصاب بالزهايمر . . في مجلس منعزل داخل حديقة او منتزه على الحشائش او مقعد خشبي ، اما شاردا بغياب عقلك وانت تسبح في الفضاء او في اللاشيء – هو تعبير من يشخص حالتك – أو ترى سائرا دون هدى بين البشر المتزاحمين كالذر و . . أحيانا قبل او بعد هذا وذاك . . تجلس في مقهى ترتشف اولا كأسا زجاجيا كبيرا من البن الثقيل وتلحقه بكاسين او ثلاثة من الشاي ، إما تواصل سكب الحبر على اوراقك أو تتوه نظراتك في الناس والمساحات الواصلة الى بصرك . . دون هدف ما ترصده في نفسك – لا يوجد ما يخيف فيك ، كل ما تأتي عليه . . ليس اقل من كونك مجنون او انسان عصابي يعاني من حالة اكتئاب شديد . . يطبعك بالمهووس تارة واخرى بالذهاني فاقد العقل والاحساس بما هو حولك ، ترتعي بيولوجيتك كالأنعام في الاكل والشرب والسير والسكون ، لا يحضرك التفكير فيها ولا هدف ، بينما تغرق سابحا في مجهول لا وجود له – هو ما سيكتب عنك . . إذا كان حادثا فعليا . منذ فترة لم تعد تحسب ايامها أو اسابيعها واشهرها . . عدت كما غلب عليك وحيدا ، لا ترى مع احد في أي مكان تكون فيه ، حتى الجلوس على شرفة منزل الدقي . . لم يظهر اثرك ولو لمرة واحدة مع الاخرين . . اثناء استرخائهم أو تحادثهم مع بعضهم البعض ، وإذا وجدت تكون وحدك ، يكون الاخرون في الخارج او في غرفهم لأداء واجباتهم الدراسية أو كانوا قد ذهبوا للنوم للاستيقاظ باكرا في اليوم التالي – اكثر من مرة تصادف وجودك على الشرفة مجيء منهم من الخارج او عند ذهابك للجلوس في البلكون بعد عودتك من الخارج ليلا . . وهم يتجهزون للمغادرة الى غرفهم الخاصة ، يمرون عليك . . بتعليق ودود مقتضب يكسر انك اصبحت مهجورا – اختفين البنات في شرفة المبنى المقابل ، لم نعد نراهن ولو لمرة واحدة من فترة ، يبدو عندما لاحظن عدم وجودك – خسرتنا متعة مشاهدتهن . . بسببك . . ها ها – لا اعرف صدق قولهم أم هو نوعا من الملاطفة المحمولة باعتذار غير مصرح به لانشغالهم عني خلال الآونة الاخيرة . . لدرجة نسيان وجودي بينهم – اتصل يسألك عنك الدكتور قاسم . . المحمودي اكثر من مرة - مر يوم امس الاربعاء عند السابعة مساء ليشوفك ولم يجدك ، لم يكن موجودا في البيت غيري وقعد معي ساعتين وغادر بعدها ولم يعد الراجحي والنعماني بعد ، انت عدت متأخر بعد ما نمت ، المهم . . يبلغكم انه غدا سيأتي – أي يوم الجمعة - عند الخامسة عصرا للغذاء معنا للضرورة . . أن نكون موجودين ، تحديدا انت ذكرك بالاسم صخر ، يعني بكره ما في خروج – اهلا وسهلا فيه ، غدا اجازة ما عندنا شيء يشغلنا . . ووجوده يضفي متعة على السهرة بأحاديثه – سألنا الراجحي إذا نريد نشرب شاي ونستمتع في الحديث على الشرفة ، خاصة ولنا وقت ليس بقليل لم نقعد فيه معا نتبادل الحديث ، أشار النعماني أن نحجز اماكن جلوسنا على الشرفة وهو سيتبرع لعمل الشاي . . فلا احد يحضره مثله بالجوز والهيل والقرنفل الاسود .
ليلة كنت افتقدها من بعض وقت مضى ، طال الحديث في امور مختلفة ، وعني في تغيبي الطويل الذي لم يعودوا يروني امامهم إلا نادرا ، وإن كانوا يحسون بخروجي وعودتي – اين تذهب ، كيف تقضي وقتك ، على الاقل عد لتتغذى واخرج ، احببنا تكون على حريتك ، على الاقل . . حتى وصول المنحة المالية ، كنا نريد ألا تشعر بمرور الوقت ثقيلا فيصيبك بالاكتئاب – هل شعرت بشيء . . خلال الفترة الاخيرة ، كنت تقول انك تشعر بين الحين والاخر بوجود من يراقبك . . في اماكن مختلفة ، حتى كلمتنا انك خبرت سهيل اكثر من مرة وكان يسخر من كلامك – انفتحت معهم بالحديث ، كنت كجائع الى من يخرج ما في جوفي من امور تخنقني ولا اجد من يشاركني فيها – من قبل . . كان نادرا ما اشعر في يوم بوجود من يراقبني واحيانا يتعقب اين اذهب واين اجلس ، ل . . لكن ذلك الاحساس كان يأتيني في لحظة فجأة ويستمر ليختفي بعدها ، لم يكن له وقتا محددا أو خلال تواجدي في مكان معين – حاولت في كل المرات حين يطرأ عللي ذلك الاحساس . . امسح كافة التفاصيل في كل الجهات التي تحيط بي ، كانت قريبة او بعيدة . . ولا ارى أي شيء مريب يثير في مثل ذلك الاحساس ، لكن ذلك الشعور اصبح يتكرر علي كثيرا ، في معظم تحركاتي وعند جلوسي وتنقلي من مكان لآخر – هذه امور نفسية . . بسبب الوضع الذي انت فيه ، كلها تهيؤات ، انت في القاهرة وليس صنعاء . . ما فيش مثل هذه الامور . . خاصة انت خرجت دون حساب متى تعود او لا تعود الى اليمن – قال النعماني ذلك وتبعه فاهم . . من متى اشتد عليك ذلك الشعور – قاطعه النعماني . . هذا حدس وليس شعور ، بينما اكتفى الراجحي التفكير بصمت لما تجرى من دردشة – سميه ما شئت ، اعرف نفسي من عمر طويل . . كانت تصدق معي تلك الحدوس والاحساسات الغامضة في وقت من الاوقات لمترصد غير مرئي ، . . زادت بعد اخر زيارة لي للجامعة عندما ذهبنا و . . جرى منعي يومها ودخلنا انا وفاهم من البوابة الفرعية لكلية التجارة ، كنت يومها بعد افتراقنا وعند مغادرتي قد رأيت تجمعات طلابية وحراكا اشبه ما كنا عليه البارحة في جامعة صنعاء ، بينما اشتد الامر عندي من الثلاثة الايام الاولى من بعد الاحتفال بعيد نوفمبر . . حين كنا نخرج ، كان احساسي يطول ويقوى لفترات اطول عن ذي قبل ، حتى أني عند لحظة يختفي ليعود مجددا و . . وكأن هناك مناوبة استبدال لمن يقوم بهذا الامر خفية – نم هادئا و . . ما في شيء يخيفك ، انت لا تعني شيئا للجانب المصري و . . ما عندك ما يثير الشك ، اما الجانب اليمني . . فلا يقدر يعمل لك شيئا . . حتى لو ارادوك تتوهم ليزرعوا فيك الخوف – المخيف هو الامن المصري . . لو كنت تمثل ولو ذرة ضئيلة من الشك . . لما تركت لحظة واحدة ، انت زائر بلحظة يحضروك و . . يزفروك بنفس الوقت – يبدو خيالك الادبي جامح و . . مؤثرة عليك جدا القصص البوليسية وخاصة الجاسوسية – ما تفجعنا . . أن تكون جاسوس اسرائيلي ونحن لا نعرف – قالها فاهم بمماحكة مقهقها ولحقها بتعليق . . أو تكون كما يتهمونكم الامن الوطني بأنكم عملاء خونة لأمن الدولة لجنوب اليمني أو KJP . . ها . . ها . . ها .
قرع جرس الباب عند الرابعة والنصف عصرا من اليوم التالي ، كانت الشغالة قد اعدت غذاء يمنيا دربت على طبخه ، لحمة مرق ، زربيان ، سلته ، بسباس يمني اخضر بالثوم والكزبرة واخر ما يعرف بالبسباس العدني الاحمر ، الذي اعتاد الطلبة وحتى المسافرين من اليمن ان يصحبونه معهم الى جانب البن والعسل وانواع البهارات اليمنية و . . كثيرا منهم من يأخذ معه القات المطحون بعد تجفيفه في علب ألمنيوم محكمة الغلق ، لا يميز بينه والحناء اليمني المطحون بلونه الاخضر وذات الرائحة المتشابهة .
- كانت وجبة دسمة . . شكرا لكم – كيف جعلتم الخالة مريم تجيد الوجبات اليمنية هكذا . - مع الوقت اتقنت ذلك .
تناولنا الشاي بعدها واخذتنا الاحاديث المتنوعة خلال جلستنا في البلكون . . حتى سقط الظلام وخيم على العالم الخارجي المطرود على الارض بأضواء المصابيح التي لم تترك له سوى مساحات ضيقة من امتدادات الازقة الجانبية عند الاسوار الممتدة لمنازل خالية من ساكنيها ، حيث تميل الاشجار العملاقة الوارفة بالأغصان والاوراق الخضراء من الحوش الداخلي لتطل متعالية خارج السور فارشة ظلا معتما على المنطقة التي تقع تحتها من رصيف الزقاق الضيق – كان الوقت الثامنة والنصف مساء ، حين نظر المحمودي في ساعته ، عليه أن يكون في منزله عند العاشرة . . للعمل بالملاحظات والتعديلات التي اعطاه المشرف قبل اسبوع على الباب الثاني من اطروحته ، وموعد اللقاء به غدا لذا عليه الصحيان باكرا لعرضها عليه إذا ما كانت لديه اضافات جديدة او ملاحظات تصحيحية . . لإجازة طباعة هذا الباب ، برر اعتذاره لقضاء السهرة . . حتى خارج المنزل ، فنادرا ما يلتقى به من وقت بعيد – ندخل الصالة معي كلام مهم معكم ، امامنا زمن طويل سنسهر فيه . . فقط افرغ من هذا الشغل وآخذ اجازة راحة بعدها لأسبوع او اثنين . . نفعل فيها ما نشاء – ضروري دور شاي معتبر – اقترح النعماني خلال ولوجنا الى الصالة اثناء تحركه الى المطبخ ، قعدت وفاهم بينما واصلا الراجحي والمحمودي في سيرهم البطيء في اتجاه المطبخ - كان كلام هامس يدور بين ثلاثتهم . . في وقت يتجاوز ضعفا فترة اعداد الشاي – اظل غريبا عنهم . . فلهم اسرارهم الخاصة التي يتشاركون سرها مع بعضهم البعض – هذا ما جاء الى عقلي لحظتها ، ادرك فاهم وجود حديث خاص يلزمهم أن ينفردوا جانبا طوال ذلك الوقت – حاول فاهم اشغالي بمواضيع ممزقة و . . منها من ذكريات الجامعة – خليهم براحتهم ، ربما معهم موضوع لا يريد المحمودي ان يعرفه سواهم – سهلت على فاهم التحرج في تلقيط أي كلام هو ذاته لا يعنيه ، ماهي إلا دقائق معدودة نادى الراجحي بفاهم أن يأتي إليهم ، حاولت إلهاء نفسي عن عزلي هكذا عن احاديثهم الجارية ، كانوا يستطيعون ببساطة أن يجدوا طريقة للحديث فيما يخصهم دون أن اشعر بذلك ، لي وقت ليس باليسير غائبا عن احاديثهم . . تجنبا لألم الاحساس كمتطفل على حياة الاخرين – عادوا الى الصالة وكلمات الاتفاق تخرج عن الواحد والاخر – صخر . . جهزت اغراضك كاملة ، لا تنسى شيئا – حتى لو نسيت سنحضرها لاحقا – انت ستذهب لتعيش مع المحمودي . . بسرعة – كنت مندهشا كمن اصابته صاعقة ، هل قد اصبح وجودي غير محتمل على الاصدقاء ، فكانت زيارة المحمودي . . عن اتفاق سابق بينهم لا أعرف به . . دور تكفله في استضافتي – دخلت الى الغرفة مجمعا اغراضي كاملة ، اكتم بكاء نازفا يقتلني . . أن اكون عالة تناقلوني الاصدقاء فيما بينهم بدافع الرحمة والمسئولية الاخلاقية ، لا بدافع الحب والتقدير بأن يتسابقون فيما بينهم لتنزل ضيفا عليهم – ماذا اخسرهم ، حتى اني اقضي اليوم خارجا ، اقتات على سندوتشات ثلاثة او اربعة لا تشبع صغيرا عند نزهته مع اسرته ، تاركا لهم ممارسة حياتهم و . . كأني غير موجود معهم ، فقط ان اجد مرقدا لرأسي بما يحفظ كرامتي – حقائبي جهزت بكل اغراضي – احسوا الاخرين بدمعي المغرورقة فيها عيني ، وحين احتضنوني وردودي الشاكرة لهم والاعتذار إذا ما ثقلت عليهم – البيت بيت . . في أي وقت – انت مش مسافر ، عادك ستأتي ونجيء إليك ، وحتى لو لم ترتاح هناك . . تعال . . انت فوق رؤوسنا – كرر المحمودي رجاءه للآخرين – عندها ادركت ما كان يجري بينهم من حديث – لم يأت المحمودي لأخذي معه بهذه الصورة الفجائية . . إلا ويعرف شيء . . كأن هناك من يعمل على حمايتي من مهانة التشرد والضياع . . في الخفاء ، يضع معالما لسيري خارج تخبطي وآلامي التي تغشي الرؤية عندي ، نقاط توقف بما تتناسب مع عمري ووضعي المادي المفلس ووحيد في بلد غريب – إن كانت مضمخة بالعذاب ، إلا انها لا تتركني للضياع ، الذي يعشش خوفا متسلطا على تفكيري ومشاعري و . . يراه الاخرون حقيقة ما أنا سائر إليه . . . .
- مثل ما اتفقنا . من يسأل عن صخر . . أي كان . . حتى من الاصدقاء . . نعم كان يعيش معنا ، من فترة اسبوع ماضي جمع اغراضه وودعنا ، فقد حجز تذكرة عودته الى اليمن وانه متحركا الى المطار للحاق برحلة اليمنية المغادرة عند الثانية عشرة ظهرا ومطلوب حضوره الى صالة المطار عند العاشرة صباحا لإكمال اجراءات المغادرة . . . حتى لو قال أي واحد انه رآه او يعرف انه ما زال موجودا في القاهرة ، اثبتوا على قولكم . . نعرف أنه سافر وودعناه . . لماذا سيكذب علينا ، بيننا عيش وملح ، كما وليس عنده احد يذهب إليه غيرنا أو سهيل في المنيا . . حتى خاله لم يسأل عنه لأكثر من سنة . . اين يعيش وماذا يأكل وأين ينام و . . هو ما عنده فلوس لأكل يومين دون مبيت .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديار لم تعد ديارا
-
يقدم رمضان . . في ظل نخاسة دائمة
-
خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية
...
-
لتقدمين . . قبل جرف العاصفة / نص شعري مباغت للحظة
-
خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية الجزء ال
...
-
قدر . . يماحكك الوجود
-
ابجديات يمنية معاصرة / في التفكير والكتابة - من كتابي 2020 ج
...
-
4 / من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان الرسالة (الثالثة
...
-
3 / من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان الرسالة (الثالثة
...
-
2/ من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان خارطة الطريق لإن
...
-
من الداخل اليمني . . لسعودية ابن سلمان ( الرسال
...
-
من الداخل اليمني . . لسعودية ابن سلمان ( الرسالة الثان
...
-
الجزء الثالث عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم
...
-
رسالة يمني . . لسعودية بن سلمان
-
غفران . . في الجحيم قصيدة / 11فبراير2023
-
الورقة التحليلية للواقعية السياسية . . يمنيا / كشف تحليلي لو
...
-
بيان الضرورة ( 2 ) للواقعية السياسية - الحلقة الرابعة / كشف
...
-
بيان الضرورة ( 2 ) للواقعية السياسية - الحلقة الثالثة / كشف
...
-
بيان الضرورة ( 2 ) للواقعية السياسية - الحلقة الثانية / كشف
...
-
الجزء الثاني عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم
...
المزيد.....
-
لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي
...
-
بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع
...
-
صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من
...
-
محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
-
فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه
...
-
فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
-
جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
-
-كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
-
قمر عبد الرحمن لـ -منتدى البيادر للشعر والأدب-: حرب الوجود ا
...
-
-الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية
المزيد.....
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
المزيد.....
|