|
الايديولوجيا بين الوعي الزائف والوعي الحقيقي و مسألة الصراع الأيديولوجي بين الوجود واللا وجود راهنا / الجزء الاول
أمين ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7563 - 2023 / 3 / 27 - 10:03
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
من بعد 1990م. عمم بتسويق عالمي انتهاء مفهوم الايديولوجيا من صفحات الفكر النظري المجرد ومنه الفلسفي ومن صفحات الفكر السياسي ، وبالمثل انتهاء زمن الصراع الايديولوجي ( الفكري ، السياسي ، الاجتماعي والسياسي ) ، وذلك بسقوط التجربة الاشتراكية ، والذي يعني بانتهاء المعسكر الاشتراكي كقطب ايديولوجي مضاد لمعسكر القطب الايديولوجي الرأسمالي الامبريالي ، وتحول العالم الى المسار الواحدي الرأسمالي . . ما يعني بانتفاء وجود التضاد الايديولوجي – كما هو مستقى باستقراء برجوازي لفكر ماركس ( بين نظامين فكريين متصارعين طبقيا حول الملكية وتوزيع عائد الانتاج الاقتصادي والذي على اساسها تتشكل القيم والعلاقات الاجتماعية ، ويكون نظام الحكم السياسي ( الاشتراكي ) منظما ومديرا واقعيا للملكية الاجتماعية العامة ، في نهج حكم طبقي يصيغ واقعا نهجا اجتماعي تاريخي مضاد لاستغلال المجتمع لصالح طبقة الرأس مال الخاص من الملاك واصحاب الثروات ، والاخر يقوم على الاستغلال الاجتماعي لطبقة الرأسمال الخاص المالكة للمال والثروات ووسائل الانتاج ، حيث تكون عائدة المصلحة الربحية لها على حساب المجتمع من مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية ، ويكون نظام الحكم السياسي ( البرجوازي ) مثلا ينظم شؤون الحياة والعلاقات للمجتمع على اساس قيم الطبقة المالكة المتسيدة اجتماعيا وحماية مصالحها وتجددها ) – وبانتهاء النظامية العالمية لتضاد القطبين فإنه يحمل معه اوتوماتيكيا انتفاء لوجود الصراع ، وهو ما يفيد واقعا انتفاء بقاء أي وجود لمعبر الايديولوجية – التي يتحتم وجودها فقط في ظل صراع طبقي معلم قيميا في طبيعة تضادية تاريخية تناحرية – وطبعا بتخريج ترويجي ساذج ورخيص ب . . ( فقدان الفكر الماركسي قيمته ) – رغم رخص ذلك الترويج بمعطى منطقي بسيط يمكن قوله : لا يعني فشل التجربة الاشتراكية كنظامية حكم مجتمعي يعني سقوط وانتهاء للفكر الماركسي ، كونه فشلا في التجربة القائمة على فهم ضيق وبتطبيق قاصر لمعطيات الفكر الماركسي بطبيعته العلمية ( نهجا ومعرفة ) .
والسؤال الذي فرض نفسه علينا لتناول موضوع عنوان مقالنا اعلاه ب . . هل فعليا انتهى كوجود زمني معاصر راهن ومستقبلي – الى حيث لا رجعة – مفهومي الايديولوجيا والصراع الايديولوجي ؟ ! . . أم لا ؟ ! ، ومن جانب اخر كردة فعل عقلانية باحثة حول شيوع الاعتقاد الفكري داخل عموم نخب الانتليجينسيا العربية – بما فيها اليسارية والماركسية منها – بذلك الترويج المعمم سابق الذكر ، هل لاعتقادها التصوري وموقفها الفكري بعد 1990م. سليما علميا . . حتى وإن كان نقيضا لما آمنت به طوال عمرها حتى ما قبل ذلك التاريخ ؟ ، وهل يمكن قبول تذرعهم التبريري بأن ما عملوه ليس إلا ( مراجعة ونقد للذات . . فيما علق بها من وعي زائف تم الاعتناق به ( ايديولوجيا ) كفكر علمي بينما ما كشفته التجربة أنه لم يكن سوى فهما لفكرة طوباوية غير قابلة للتحقق ، حتى ما افضته تفاصيلها المعرفية أنها لم تقدنا واقعيا سوى لتخليق الصراع وتعميقه اجتماعيا ، والذي على اساسه التوهمي ذلك خضنا عقودا زمنية طويلة من ممارسة الاخطاء – لأجل تحرير انسان المجتمع من مختلف اشكال العبودية الممارسة عليه واقعا و . . لأجل عدالة اجتماعية تلتغي فيها التمايزات الطبقية بين مكونات المجتمع وافرادها – وهو وعي ايديولوجي زائف ابعد النضال ( حقيقة ) عن بناء العدالة وبناء تحولات التطور على اساس من الاستقرار ، ليكون مغمسا بتخليق اعداء وقيم معادية اجتماعيا . . يحكم النضال كصراع عدائي تجاههما – وهو صراع مختلق غير قابل على الانتهاء !!!!!! . إذا ، في رد استقصائي كإجابة غير مباشر على التساؤلات الواردة سابقا ، وذلك على اساس تحليلي وحكم تقييمي إما يثبت لا صحة ما اصبحت تؤمن به النخب العربية راهنا – من بدايات العقد الاخير من القرن العشرين والى اليوم وغدا – كونها انها لم تغير طبيعتها الانقيادية التلقنية في اعتناق وعيا زائفا مرر عليها وانتج فيها قناعات زائفة متوهمة بتحررها من ( زيف الايديولوجيا ) التي سيطرت عليهم ردحا من الزمن وصبغت ممارساتهم بمسار عبثي غير مثمر لأنفسهم او حتى للمجتمع . . أو العكس .
#أمين_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نافذة . . وطرق ارتحال
-
ملخص كتاب ( نظرية التغير الكلية ) / مؤلفي غير المنشور 2018م.
-
النظام العالمي الجديد القادم و . . نهاية الحناش للحنش
-
انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما
...
-
من كتاباتي المنشورة في الصحف في 2000م / ثلاث مقالات
-
انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما
...
-
الجزء الخامس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اع
...
-
انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما
...
-
المثقف والمفكر . . عباءة فري سايز للجميع
-
عراة . . ولكن لا يدركون
-
خريف عدن . . واخيلة شبحية تذهب للمحو / نص قصصي - مارس 10
...
-
طيف انسان عابر / نص قصصي
-
يرتحلون في الذاكرة / نص قصصي
-
تمزقات ليلية . . للروح
-
خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية / الجزء ا
...
-
الجزء الرابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من
...
-
ديار لم تعد ديارا
-
يقدم رمضان . . في ظل نخاسة دائمة
-
خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية
...
-
لتقدمين . . قبل جرف العاصفة / نص شعري مباغت للحظة
المزيد.....
-
كلمة لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الا
...
-
تحرك مؤيد لحزب العمال الكردستاني في السويد يثير استياء تركيا
...
-
الرئيس الكوبي يشيد بمستوى العلاقات الروسية الكوبية ويصف فلاد
...
-
تركيا..أنباء عن استقالات كبيرة داخل حزب الشعب الجمهوري بعد خ
...
-
الحق في معرفة الحقيقة: حصيلة التجربة المغربية
-
شبيبة حزب الوحدة تشارك في أعمال اجتماع المجلس العام لاتحاد ا
...
-
Contre les institutions financières internationales, instrum
...
-
غدا..جمعية للمهندسين دفاعا عن استقلال نقابتهم
-
دعوة القوى الوطنية لتوحيد صفوفها
-
البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني التاسع للجامعة الوطنية
...
المزيد.....
-
اكتشفوا الاشتراكية مجددا*
/ رشيد غويلب
-
الثقافات الأركيولوجية والوحدات الاثنية
/ مالك ابوعليا
-
140 عاماً على وفاة كارل ماركس: في راهنية الماركسية
/ أحمد الديين
-
النظام الإشتراكي والوقاية من الأمراض
/ تمارا العمري
-
على طريق استنهاض قوى اليسار الماركسي في الوطن العربي لتحقيق
...
/ غازي الصوراني
-
ما هي المادية الديالكتيكية؟
/ روب سويل
-
الديالكتيك والطبيعة وديالكتيك الطبيعة
/ كاميلا رويل
-
العالم سنة 2023: الأزمة والحرب والثورة
/ التيار الماركسي الأممي
-
دون كيشوت، وإسبانيا في عصر سرفانتس
/ آلان وودز
-
تيموثي ميتشل: -لا مصانع، لا مشاكل. منطق النيوليبرالية في مصر
...
/ عمرو عاشور
المزيد.....
|