أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حاتم الجوهرى - المتون العربية الجديدة بين دوري الثقافة والحضارة














المزيد.....

المتون العربية الجديدة بين دوري الثقافة والحضارة


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 12:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا اعتبرنا أن الثقافة هي القوة الناعمة والفكرة الرافعة التي تخلق الزخم النفسي الجماعي لمشروع النهضة والتحديث في جماعة إنسانية ما، وإذا اعتبرنا أن الحضارة هي ذلك التراكم التقني والإنجاز العلمي في كافة المجالات...؛ لوجدنا العديد من النظريات التي تثير التساؤل والجدل حول أولوية كل منهما في القيام بعملية التحديث والنهضة في الجماعات البشرية، البعض يقول بإن الحضارة الرفيعة والمتقدمة والمتحققة تخلق الثقافة الرفيعة وتضبط القوة الناعمة، والبعض يقول بأولوية وجود فكرة ثقافية أو مفصلية ثقافية تعمل كمحطة انطلاق أو مفصل ناعم لبناء تراكم حضاري.
وعلّ هذا الموضوع جدير بالبحث ونحن في لحظة تاريخية شديدة التدافع بين الجماعات الإنسانية وتمثلاتها في نهايات الربع الأول من القرن العشرين، حيث تبحث الذات العربية عن متن جديد حامل لها في ظل تنافس وتدافع مع المتون الإقليمية التقليدية، وفي ظل تنافس وتدافع داخلي بين المتون التاريخية العربية ومراكزها القديمة وبين صعود متون جديدة ومراكز ناشئة بقوة، وفي الوقت رنفسه في ظل استقطاب عالمي بين المتن الغربي الرئيسي ومشروع الليبرالية الديمقراطية وبين صعود متون شرقية جديدة تتمثل في مشروع "الأوراسية الجديدة" الروسي، ومشروع "الحزام والطريق" الصيني.
وفي هذا التدافع وبعد عدة قراءات يمكن الانتصار لوجهة النظر التي تقول بأهمية وجود "مفصلية ثقافية" رافعة لدى الجماعة الإنسانية تعمل كمحفز لها لبناء التراكم الحضاري والتحديث العام، وبالأخص في سبيل بناء بناء متن عربي جديد واستعادته؛ وهي رؤية ترى في أسبقية وجود الدافع الثقافي الذي يؤدي لقيام عملية تحديث وبناء تراكم حضاري جديد، أي أن بناء المتون الحاملة للجماعات البشرية والجماعة العربية تحديدا، يجب أن يقوم على وجود نسق قيمي/ ثقافي جديد ورافع، يؤدي إلى وجود الدافع النفسي/ الروحي/ الناعم لبناء الحضارة الخشنة والمادية والتقنية ومتطلباتها، وفي الوقت نفسه الدفاع عن ثوابت "مستودع الهوية" التاريخي الحامل لهذا المتن.
ومن وجهة نظر تتجاوز الاستقطابات الكثيرة التي جرت في العقد الماضي، نرى أن شرط أسبقية الثقافة للحضارة في الحالة العربية تحقق في القرن الحادي والعشرين ولحظته التاريخية الراهنة... وهو ما تمثل في روح الثورات العربية الجديدة – رغم أنه تم تفكيكها مرحليا عبر تفجير التناقضات وتوظيف اليمين واليسار العربيين.
حيث قدمت تلك الثورات مفصلية ثقافية كامنة رافعة تعتمد على تجاوز النسقين القيميين لليمين واليسار ودولة ما بعد الاستقلال إرث القرن العشرين (وهو ما نجد رمزيته في شعار الثورة اللبنانية "كلن يعني كلن")، وهذه المفصلية الثقافية الكامنة حققت شرط وجود الدافع الثقافي القادر على بناء دافع نفسي جماعي للقيام بعملية التحديث وبناء الحضارة وتراكمها.
لكنها تنتظر الشرط الموضوعي بالتصالح المجتمعي العام مع مشروع الثورات العربية واعتبارها اضافة للأمن القومي العربي ورافدا للذات العربية واستعادة متونها، والتوقف عن توظيف التناقضات السياسية لتفكيكها كما حدث بشكل أساسي مع اليمين العربي وفرق الدين السياسي، ومع اليسار العربي بدرجة أقل أو على قدر الحاجة لوجوده.
بصياغة أخرى يمكن القول: "بأسبقية ظهور "مفصلية ثقافية" لحدوث أي "تراكم حضاري" مادي وخشن وملموس، كما في الحالة العربية الراهنة في نهايات الربع الأول من القرن الحادي والعشرين. وفي هذا السياق أيضا يمكن تقديم فرضية أكثر تعبيرا عن الراهن الإنساني من فرضية "الدورات الحضارية" عند أرنولد توينبي، وربما أبرزتها الظرفية المعاصرة وتدافعاتها.. تقول هذه الفرضية بوجود "دورات ثورية" يكون لكل منها "مفصلية ثقافة" تعمل كرافعة لإنتاج "تراكم حضاري جديد، بما يخلق صراعا بين المفصليات الثقافية الخاصة بانتقال "الدورة الثورية" لجماعة بشرية جديدة، كما تحاول المفصلية الثقافية الأوربية بتمثلاتها الحضارية الخشنة والثقافية الناعمة، أن تفكك "المفصلية الثقافية" العربية الثورية وتأخر عملها كرافعة تنتج "تراكما حضاريا" جديدا، كي لا تنتقل لها "الدورة الثورية"."(1)


هوامش:
1- حاتم الجوهري، ما بعد المسألة الأوربية: كورونا كـ"مفصلية ثقافية" للذات العربية، مجلة الثقافة العربية التابعة لمنظة الألكسو، العدد 66، سنة 2020م، ص 189 بتصرف.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتون العربية وتفكيك غواية الأيديولوجيا المضادة
- مناهج وفلسفات: منهج الدرس الثقافي الحر/ القيمي
- مفاهيم وفلسفات: الذات العربية المختارة
- مفهوم المتون العربية وفلسفته في القرن ال21
- إعادة توظيف التراث ومستودع الهوية المصري
- الإبراهيمية بين حوار الأديان وصدام الحضارات.. أزمة الفهم وال ...
- زوبعة بيت العائلة الإبراهيمية في سياقها الثقافي.. أم سياقها ...
- الدراسات الثقافية العربية المقارنة بين فلسفتين
- استعادة المتن العربي وفرضية الجغرافيا الثقافية الرافعة
- انقلاب ألمانيا وأزمة المسألة الأوربية والذات العربية
- الدراسات الثقافية العربية المقارنة: بيان الرؤية والطموح
- لا لصفقة القرن المعدلة: مقاربة تسكين تناقضات الهوية العربية
- مبعوثة بريطانيا.. وخطورة تدويل القرن الأفريقي على مصر
- الدراسات الإنسانية بين اليقين الوصفي والاحتمال المستقبلي
- قمة السلام.. الصين في فضاء مصر الأفريقي
- بريطانيا والمسألة الأوربية بين التفكك وإعادة الإنتاج
- رؤية فكرية للحوار الوطني: الفرصة البديلة للتحول الطوعي لدولة ...
- حرب الأعلام: صراع الرمز مع صفقة القرن المعدلة
- ماكرون والمسألة الأوربية بين التفكك وإعادة الإنتاج
- اتفاقية نفاذ السلع.. مآلات تمرير صفقة القرن المعدلة


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حاتم الجوهرى - المتون العربية الجديدة بين دوري الثقافة والحضارة