أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حاتم الجوهرى - استعادة المتن العربي وفرضية الجغرافيا الثقافية الرافعة















المزيد.....

استعادة المتن العربي وفرضية الجغرافيا الثقافية الرافعة


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 02:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في مؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية"، قدمت دراسة بعنوان: " استعادة المتون العربية: فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات وتحدياتها"، ويمكن القول أنه من ضمن ما طرحته هذه الدراسة وانتهت إليه، أنه من أجل بناء متن عربي جديد وسردية عربية جديدة تتجاوز التناقضات التي تفجرت وسياسات الهوامش التي فككت المفكك أصلا، على الدول العربية وفي بدايتها مصر أن تعمل من خلال فرضية "الجغرافيا الثقافية" الرافعة، التي تؤسس لتفعيل "الجغرافيا الطبيعية" وتبادل الموارد الطبيعية المتنوعة بين البلدان العربية، وصولا إلى تأسيس "جغرافيا سياسية" متفاهمة ومتناغمة للسياسات الإقليمية والدولية بين الدول العربية.
وقد طرحت هذه الدراسة مشروعها وتصورها لنمط بديل في العلاقات العربية/ العربية ومستودع هويتها؛ يقوم على فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات "لتجاوز صراع "المتون والهوامش" الذي تم تفجيره في الوطن العربي منذ مرحلة ما بعد الاستقلال عن الاحتلال القرن الماضي، وذلك من أجل استعادة "متن عربي" جامع في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين.
وتأتي هذه الفلسفة وأطروحتها العلمية في سياق مجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة" بفلسفته الأوسع عن "المشترك الثقافي" العربي وإعادة التأسيس له، إذ أن أشد الصعوبات التي قد تواجه فلسفة "المشترك الثقافي" تتمثل في صراع المتون والهوامش في البلدان العربية وتفجيرها، من ثم تعاملت الدراسة مع فرضية "تفجير التناقضات" بوصفها الفرض العلمي لعلاج التشقق الذي حدث في متون البلاد العربية منذ القرن العشرين، وعبر الفرضية البديلة للتدخل بفلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات".
ولقد رصدت الدراسة نمطا مهما للغاية في حراك "المتون المتدافعة" الأخرى مع الذات العربية، وذلك عالميا وعربيا، حيث وجدت أن تلك المتون في تمددها على حساب الذات العربية ومتنها، اعتمدت بداية على تفجير "الجغرافيا الثقافية" للبلدان العربية، وعلى تقديم جغرافيا ثقافية بديلة تحتل العقل العربي وتحل مكان مستودع الهوية ومكوناته الثقافية التي تنتشر بطبيعتها في البلدان العربية، من ثم بعد أن تتمدد المتون العالمية والإقليمية في جغرافيا الوطن العربي بثقافة بديلة، تسيطر على الجغرافيا الطبيعة وتفجر التناقضات في موارد الوطن العربي المتنوعة، ليرتبط بالمتون الدولية وتفجر المصالح المرتبطة بين الدول العربية ومتونها، هنا تصل المتون الدولية، الإقليمية إلى مرحلة السيطرة على الجغرافيا السياسية للبلدان العربية، ويتحقق لها السيادة.
أي أن تفكيك المتون العربية في جغرافيا الوطن العربي، يبدأ بتفكيك الجغرافيا الثقافية والمشترك الثقافي وإبراز التناقضات، وينتقل بعد ذلك إلى الجغرافيا الطبيعية وتفكيك الاعتماد المتبادل على المصالح الحياتية والمشتركة وخلق التناقضات، ويصل إلى الذروة في الجغرافيا السياسية عندما ينجح في تفكيك الثقافي والطبيعي، وينجح في توظيف التناقضات ليضرب الجغرافيا السياسية والرؤى العليا والمصالح القومية بين البلدان العربية، وهو ما ظهر في عدة ملفات بامتداد الوطن العربي وفي مختلف ربوعه في القرن الحادي والعشرين.
حيث سنجد عالميا أن المتون العالمية تتمثل في محاولة استعادة المسألة الأوربية وهيمنتها، ومحاولة المتن الثقافي (الجغرافيا السياسية) لأمريكا الليبرالية السيطرة على الموارد الطبيعية في أوكرانيا (الجغرافيا الطبيعية) مع طلب أوكرانيا السياسي الانضمام للاتحاد الأوربي وحلف الناتو (الجغرافيا السياسية)، أي الدراسة رصدت في طياتها نمطا يربط في المتون العالمية وتدافعها بين هيمنة الجغرافيا الثقافية واستحواذها على الجغرافيا الطبيعية وصولا لسيطرتها على الجغرافيا السياسية، إلى أن طورت روسيا متنا جديدا خاصا بها، يقوم على جغرافيا ثقافية جديدة (الأوراسية الجديدة)، وتمددها في الجغرافيا الطبيعية لفضاء القومية الروسية السابق، وصعود ذروته في الجغرافيا السياسية في عدة ملفات منتشرة جغرافيا في سوريا وليبيا والقرن الأفريقي، وصول لرفض تمدد النمط الأمريكي ثقافيا وطبيعيا وسياسيا في أوكرانيا.
ويمكن للمدقق أن يجد هذا النمط في المتن الصيني الذي يصعد في العالم، في حضوره الثقافي واستعادته لطريق الحرير الجديد من "الجغرافيا الثقافية" الصينية القديمة، ثم سيطرته به من خلال شبكة طرق جديدة على "الجغرافيا الطبيعية" البرية والبحرية، ثم ظهور ذروته في "الجغرافيا السياسية" وحضور في ملفات مثل القرن الأفريقي والقمة العربية الصينية مؤخرا في السعودية والمواجهة مع المتن الأمريكي في ملف أوكرانيا.
وعلى المستوى الإقليمي تمددت عدة متون بديلة متدافعة مع الذات العربية وعلى حسابها (التركي- الإيراني- الصهيوني- الأثيوبي)، وعبر تراتبات ما مع المتون الدولية الكبرى (الروسي- الصيني- الأمريكي/ الغربي)، فلقد تمددت تلك المتون الإقليمية على حساب المتن العربي عبر جغرافيا ثقافية خاصة بكل منها، فقد قدمت تركيا تصورها لتمدد جغرافتها الثقافية في الوطن العربي عبر الجغرافيا الثقافية الخلافة الإسلامية، وتمددت إيران عبر تصورها للمد الشيعي وجغرافيته الثقافية، وتمددت الصهيونية عبر تصورها للجغرافيا الثقافية للدين الإبراهيمي والاتفاقيات الإبراهيمية، وتمددت أثيوبيا عبر الجغرافيا الثقافية للمركزية السوداء العنصرية الجديدة في السودان ومصر، ثم تطور حضور هذه الجغرافيات السياسية لتهيمن على الجغرافيا الطبيعية والاقتصاد بدرجات متفاوتة، وتؤثر على الجغرافيا السياسية والرؤى المشتركة لأمن الدول العربية ومصالحها الرئيسية.
من ثم أوصت الدراسة في خاتمتها؛ بأنه لاستعادة متن عربي جامع في القرن الحادي والعشرين، يستطيع أن يقف قويا في مواجهة المتون الأخرى البديلة المتدافعة معه دوليا وإقليميا، على البلدان العربية –ومن ضمنها وفي طليعتها مصر- أن تبدأ بالجغرافيا الثقافية وتؤكد على إعادة تأسيسها وبناء المشترك فيها، وحسن إدارة تنوعها الثقافي الزخم وتسكين التناقضات التي تفجرت بها وتفكيكها، ومن ثم تنتقل من الجغرافيا الثقافية إلى الجغرافيا الطبيعية وتوطيد وتوظيف التنوع في موارد البلدان العربية وتكاملها، وصولا إلى الجغرافيا السياسية والتقارب في السياسات العليا والمصالح الكبرى والرؤى الدولية والإقليمية، ذلك مع أهمية تجاوز التناقض الداخلي الرئيس في الدول العربية والتصالح بين المتن القديم ومتن الثورات الجديدة باعتبارها إضافة للأمن القومي العربي ورفدا لمتنه بعيدا عن توظيف الاستقطابات السياسية يمينا ويسارا لتفكيكها، وباعتبار أن الثورات العربية الجديدة في حقيقة الأمر تستكمل المرحلة التي تأخرت من دولة ما بعد الاستقلال، وعبور مرحلة التحرر الوطني عن الاحتلال الأجنبي في القرن العشرين، إلى مرحلة المجتمع الفعال و"الفرز الطبيعي" واشتراطاته في القرن الحادي والعشرين.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب ألمانيا وأزمة المسألة الأوربية والذات العربية
- الدراسات الثقافية العربية المقارنة: بيان الرؤية والطموح
- لا لصفقة القرن المعدلة: مقاربة تسكين تناقضات الهوية العربية
- مبعوثة بريطانيا.. وخطورة تدويل القرن الأفريقي على مصر
- الدراسات الإنسانية بين اليقين الوصفي والاحتمال المستقبلي
- قمة السلام.. الصين في فضاء مصر الأفريقي
- بريطانيا والمسألة الأوربية بين التفكك وإعادة الإنتاج
- رؤية فكرية للحوار الوطني: الفرصة البديلة للتحول الطوعي لدولة ...
- حرب الأعلام: صراع الرمز مع صفقة القرن المعدلة
- ماكرون والمسألة الأوربية بين التفكك وإعادة الإنتاج
- اتفاقية نفاذ السلع.. مآلات تمرير صفقة القرن المعدلة
- مصر واجتماع النقب: الأوراسية ونسخة الديمقراطيين من صفقة القر ...
- فلسفة المشترك الثقافي: نحو مدرسة لدراسات ثقافية عربية مقارنة
- نحو مشروع ثقافي للقاهرة كعاصمة للثقافة الإسلامية
- الأوراسية الجديدة والثورات العربية: قرارات 25 أكتوبر بالسودا ...
- الجمهورية الجديدة بين البناء والإدارة والإنتاج والثقافة
- مصداقية الوزير التائهة بين رئيس العبور الجديدة والهيئة
- البيرسونا الافتراضية: ثورة المجتمع الافتراضي بانقطاع الفيس ب ...
- قاسم المحبشي بين الذات العارفة والتمثل المؤجل
- القانون وامتناع وزير الإسكان عن الرد على تظلم العبور الجديدة


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حاتم الجوهرى - استعادة المتن العربي وفرضية الجغرافيا الثقافية الرافعة