أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - اللهاث وراء المطاعم والوجبات السريعة














المزيد.....

اللهاث وراء المطاعم والوجبات السريعة


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 17:03
المحور: الادب والفن
    


حدث بعد 2003 تغير في السلوك والعمران في البصرة ..ضمن سلسلة تغيرات تحدث لدى الشعوب بعد الثورات والهزات والانقلابات .
لم ننم في المدينة الجنوبية ونستيقظ على انتشار واسع للمطاعم التي امتازت بفخامة الاثاث والوان من الاطعمة التي لم نالفها او نعرفها , ولم يندفع الناس بشكل مفاجيء لتناول الاكلات الفرنسية واللبنانية والايطالية .
ولكن الارتياد لهذه الامكنة سرعان ما اندفع كالفيضان ليشكل ظاهرة اجتماعية .
هذه المطاعم المستحدثة تعتقلك بسحر الفخامة ولذة الخدمات .
لقد انتشرت هذه المطاعم لكون البصرة محافظة جنوبية ساحلية وتتمركز فيها الثروة النفطية وشهدت حركة استثمار, وسكانها في ازدياد لكثرة الوافدين فضلا عن تنامي الثروة بطريقة تقفيزية لدى فئات معينة .
ويمكن تصنيف المطاعم الى شعبية ومتوسطة وخمسة نجوم اعني تلك المطاعم التي انشئت في الفنادق الحديثة الفخمة .
لقد عوضت هذه المواقع الفقر العمراني فلا تتوفر متنزهات عامة بما يكفي ولا اماكن ترفيهية وكثير من البيوت ضيقة فتقصدها العوائل للاستجمام اكثر من الحاجة للطعام .
فيما يقلد بعض الناس اولئك الذين يقصدونها وينشرون تصويرها وانفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي .
في احد الفيديوهات تظهر ممثلتان عراقيتان تطلبان انواعا من الاكلات الغربية ثم تصوران لقطات من المائدة بالهاتف وترسلانها (انظرن نحن هنا . اكل صحي وموقع يخبّل..)..بعدها يستدعيان النادل ,فلما استغرب اوضحتا بتوتر (وهل هذا طعام .. ازله اوننشره على الارضية ).فتطلب احداهما تشريب والاخرى باجة -ادسم وجبتين -مؤكدتين على توفير الشحوم والدهنيات والفلفل والبصل .. يشمرن عن اذرعهن وينهمكان ..هذا الفيديو كان موفقا برسم المجاراة والجري وراء التقليعات .
في مشهد اخر نقل لي من مصدر موثوق حيث تستدعي زميلتها والطفل لمائدة فاخرة في احد المطاعم ..فلا يستسيغان الطعام فيما زميلتها متلذذة وتصور الاكلات ..بعدما يعودان في التاكسي تطلب من ام الصغير ان تدفع الاجرة .. لقد افلست .
هذا النهج السلوكي انتشر بمساحة واسعة في البصرة ..
حتى طلبة الجامعات احيانا يغادرون بهيئة كروب ليتناولوا في مطاعم خارج الحرم الجامعي ..ويصادف ان البعض من عوائل ميسورة والاخرون خاصة الفتيات تعاني كي تجاري زملاءها .. يترتب على هذا احيانا خراب عائلي , فبعض الفتيات اللائي يتزوجن يحلمن برجل يصحبهن الى المطاعم ولا يعنيهن امكانياته المادية المتواضعة اوتضجره من الظهور والتنمر .
اما المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة فقد انتشرت كالعشب في كل مكان .خاصة انها توفر لك المقبلات المتنوعة معروضة امامك بنكهاتها ولوانها الجاذبة وانخفاض سعرها وقربها وسخونتها وتفرد اسمائها ,فعنوان مثل >دلع كرشك< ــ أي دلله ــ سيجذبك قبل السندويج .
في عصر السرعة تفضل بعض العوائل ان يقتني لها صاحب الدارتلك اللفات للعشاء .
لقد اضيفت خدمات التوصيل جذبا فما عليك سوى ان تتلفن وتصبر عشر دقائق فياتيك الكباب لبابك ,ساخنا وشهيا .
قد تفرد بعض المطاعم الجنسين عن بعضهما او تدمجهما .. وتقدم احيانا النركيلة .. من كان يتوقع ان يرى فتاة تدخن في مطعم بالبصرة ذات التقاليد الراسخة . وكم احس باسف حين ارى نماذج يرتادون وهم لا يجيدون جمال الحديث والمشي والمظهر .. يصعب على المتتعب ان يفرز المستويات الطبقية او ملامحها بهذه الاماكن ..في مراحل النهب قد يتمكن أي جسور ان يكون غنيا في اسابيع .
رحم الله الشاي المهيل المنضج على حطب او نار هادئة , واولئك النسوة اللواتي مبكرا يمسكن بادوات الطبخ وينضجن وجبتك بمزاج رضي وفن فتشم رائحتها قبل ان تطرق الباب .. فتدخل في معركة الهضم دون خشية من اضطراب صحي , في جو من الانسجام العائلي .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضراب الشحاين للسنغالية اميناتا ساو
- فلم افضل ما يمكن الحصول عليه محنة الاصابة بالوسواس
- ماذا نعرف عن ثلاثين كتابا للمجرية توت
- بول اوستر :ابتكار العزلة مذكرات افتراسية
- فلم صمت الحملان : مشهد الزنزانة المرعب
- الصابئة يحتفلون بعيد الخليفةالبرونايا
- كنزابورو آوي :كشف سيكولوجي عميق بشاعرية ومهارة التقاط .
- الفنانة المكسيكية فريدا : ملحمة الانتصار على الالم
- التغير بالمحفوظات في العراق
- فيكتوريا الاوكرانية تفقد جنينها بالقصف
- سيبان ايزيدية خطفها داعش وعاشت ببيت البغدادي
- نظرة للامام مذكرات ج19 الاطباء
- صدمة الدرس الصامت قصة قصيرة
- كتاب الاسس المنطقية للاستقراء ونظرية الاحتمال
- ما هي اكثر المواضيع قراءة ومشاهدة في العالم
- قصة ال 12 حكيما واعمق الاسرار حول الربيع العربي .
- الروائية ابتسام عبد الله انزوت قبل رحيلها
- العزلة قد تكون حلا واسلوبا لوضوح الرؤية
- الكتابة على الستوتات والتكتك ودورهما
- مذكرات الامريكية ليالاكس : كسر القيود الدينية واكتشاف الذات ...


المزيد.....




- تمثالان عملاقان من فيلم -ملك الخواتم- بمطار.. فرصة اخيرة لرؤ ...
- حمدان يعقد ندوة حوارية حول واقع الثقافة الفلسطينية في معرض ا ...
- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - اللهاث وراء المطاعم والوجبات السريعة