أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الكتابة على الستوتات والتكتك ودورهما














المزيد.....

الكتابة على الستوتات والتكتك ودورهما


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 13:04
المحور: الادب والفن
    


تشهد شوارع العراق مؤخرا ا نتشارا واسعا لحركة التكتك والستوتات حتى اكرهت المرور على منعها او مصادرتها او الحد منها . فهي وسيلة للمعيشة ومخبأ للعشاق وبقالة تصلك لباب منزلك ومقهى توفر لك الشاي والنركيلة ومنافس شرس للتكسيات لان اجرتها ارخص وهي القديرة على ايصال السلع لاشد الازقة ضيقا واسعاف لا تضاهى ايام الانتفاضات وحمالة للدعايات الانتخابة ولنقل ماء الآرو وقد تتحور لمكتبة متنقلة ومحالا لبيع الاوات المنزلية وقد تصبح خطوطا لنقل الطلبة .
ان انتشار البطالة وتسرب الطلاب من المدارس واقتناءها بالاقساط صيّر منها ظاهرة مرورية عصية على الكبح والانقراض , وبامكانك ان تتخيل خمس نساء يتلفعن بالعباءات مثقلات بالبضائع يؤجرن ستوتة متخلصات من العبأ والاجهاد وفاتحات ابوابا للثرثرة ومن يدري قد تتم خطوبة اثر التعارف فيها .
ولان الغالبة العظمى من سواق التكاتك والستوتات هم من المراهقين فيمكنك ان تتمثل كثرة الحوادث والتنمر .
ان كتابة وحفر عبارات العشق ورسم القلوب وغيرها على الحجر والجدران ومقاعد السيارات ليست ظاهرة جديدة .. وليست محلية ايضا فنرى عبارات على بعض العجلات مثل (don’t need adoor if you have no friends -لست بحاجة لابواب ان كنت بلا اصدقاء -.
لقد حاولت السلطات المرورية الحد او القضاء على العبارات على التكتك والعجلات التي لا تناسب الذوق العام ففرضت عليها غرامة 30 ألف دينار.. لكن الكتابة بازدياد .هناك عبارات كتبت تعكس غاية الاستهتار مثلا (اغتصب من تحب وسيزوجونها لك وفق المادة 395) .. وهو لم يخطيء قانونا لان هذه المادة موضع الجدل فعلا تغض النظر عن بشاعة الاغتصاب شرط ان يتزوجها .. لكن العبارة دعوة صريحة للاعتداء الجنسي .
بعض الكتابات تعكس التمسك بالموروث فنحن نذبح ماشية و دجاجة حين نقتني سيارة وعلى اقدام المتزوجين صباح ليلة الدخلة لهذا تقرا(الحسود لا يسود )او لصقة لصورة ام سبع عيون النيلية لطرد الحاسدين ..و (محروسة ام البنين ). وتنتشر العبارات التي تمجد السرعة (الحكني والموت بيد الله ) ..-عود الحكني وسميني قبق -...اسال التبليط عني ..اركض واغني . وقد تكون بعض الصيغ تمجد الحس العشائري ( الخفاجي راس مال الدولة )...
وقد ترى الثقة متوفرة فهذا صاحب السايبة -عجلة بسيطة رخيصة ايرانية الصنع - يكتب :من هيبتك ما صعدتك نسوان .
وهناك دعوة للتحرر (يا بنية شيلي الربطة ترى الجنة مقبطة ) وتحجيم لدور المراة . لكن اصحاب سيارات الاجرة يتبرمون من الموظفين الذي يعملون مؤجرين بسياراتهم بعد الدوام (من انت موظف تشتغل تكسي ليش سمير , خرة بفلوسك )..
ويكتب صاحب السيارة المظللة متندرا -هسة اشوفك وما تشوفني -فيما يتحدى سائق سيارة ثمينة (افول باستكان على عناد البهبهان -.
وترى الكثير من العبارات تعكس حالة الاحباط والياس مثلا : (رميت همومي بالبحر طلع السمك يلطم ...حتى هدف حياتي طلع تسلل ... تحياتي لمن دمر حياتي .. ان رايت كل شيء جميل فاعلم انك سكران ..ع الحلوة وياك وع المرة الله وياك ... عشت مطلوب ثار وانة ما كاتل ) .. ومن التحدي هذه العبارة الخطرة (يتكلمون بظهري ولا يدرون دخان سيارتي مكياج لخواتهم ) .
لكن اكثر الكتابات انتشارا على العجلات والستوتات والتكتك هي التي تعكس الحالة الوجدانية ( حرام ايحل شعرها الما تعب بيها ....عمر عشته خسارة تريدني اربح بيك ...صير رجال وخرب حمرتها ولا تخرب كحلتها ...هنيالك نسيت الما كدر ينساك .. شنو ذنب العمر خلصته بس مشتاق ....خلص درب المحبة وناس عافت ناس .. لا تلوم نظراتي لوم عيونك ...غازلتك غزل حتى الجلب حس بيه بس هي المطايا احساس ما عدها ...جرحوني ومشوا حسبالهم ما طيب .. عفتك من ورة عنادك ) .
وترى تزيينا لافتا للتكتك والستوتة وقد زودها البعض بمراوح ومكيفات صغيرة تعمل بطاقة البطارية .. ومكبرات صوت تسلبك النوم (من عده طحين للبيع مكيف عاطل للبيع )...او تصدح بالاغاني والردات الحسينية باعلى ما يمكن من الذبذبات حتى نكاد نصاب بالصمم .
ارى ان الكتابات على التكتك والعجلات تعكس مساحة واسعة من تركيبة المجتمع العراقي تحتاج لدراسة معمقة ينبري لها علماء النفس والاجتماع .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات الامريكية ليالاكس : كسر القيود الدينية واكتشاف الذات ...
- مذكرات آن فرانك في سجل الذاكرة العالمي لليونسكو
- الروسي مطور لقاح كورونا يقتل شنقا
- كتاب الجامع لابن البيطار مقدرة علمية ولغة فائقة
- كتاب ادونيس الثابت والمتحول سجال لا يتوقف
- الموسوعة الصغيرة في العراق افق ثقافي خسرناه
- ظرة للامام مذكرات ج18 المكتبة العامة في البصرة
- الرائد البريكان في ذكرى رحيله
- رواية الرحالة لحاصدة نوبل اولغا مذكرات فريدة بشعرية عالية
- (جئنا لنحضر مأتما لسوق عريق )
- سحب عابرة لخوسيه حاصد نوبل :رواية المصائر الفاجعة.
- الهوسة والهوسة المضادة في العراق :صراع سياسي مرير.
- سوق الجمعة والبصرة تحيلهما الجرافات طحين
- منطقة الحكيمية وتراثها الغني
- في قصص ضائعة لماركيز لماذا ينتحرن في السادسة مساء .
- منطقة كردلان ..عادوا ولم يجدوا بيوتهم
- الامبراطور محمد بهلوي يهتز عرشه بالعواصف
- منطقة نهر حسن و الكودي البريطاني
- ابن الدمينة شاعر عذري قتل زوجته
- اضاءة من اعلى التل ج 9 الى اي مدى ترسخت فينا قيم الحداثة


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الكتابة على الستوتات والتكتك ودورهما