أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - سحب عابرة لخوسيه حاصد نوبل :رواية المصائر الفاجعة.














المزيد.....

سحب عابرة لخوسيه حاصد نوبل :رواية المصائر الفاجعة.


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7534 - 2023 / 2 / 26 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


يصنف بعض النقاد كتابات خوزيه بانه (tremendismo - اسلوب الهلع ) ..الحقيقة ان خوزيه يعد شاعر النهايات بالموت .. غالبا بنسبة عالية ينتهي ابطال روايته بالموت . شخوص روايته سحب عابرة لا تعبر ذاكرة قارئها بل تترسخ عميقا بسبب قوة الفاجعة وكمية المآسي التي تواجهها .. لكنهم في الرواية مهمشون يظهرون فجأة ويختفون تاركين لسعة الفلفل في الروح .. ان اقدارا تحركهم وتدفعهم لنهايات مأساوية انهم يعيشون في مدينة بحرية متوسطة المساحة لم يتبدل شيء فيها من سنين .. ولا افضل لديهم لكنهم بالمقارنة يرون ان ما مضى هو الافضل .. مدينة عجوز .. نسخة حياة مكررة .
جريمة شارع بلانشارالغامضة
اول فصل بل اول قصة في الرواية التي نسجت من سلسلة قصص قد تكون المدينة الساحلية التي تجمعهم وحدها البطل فيها .
خواكين الذي سنعلم لاحقا بان قطارا دهسه ..له ساق خشبية من الصنوبرترشح صمغا ..كأنه كان ينزمن صنوبرة حية ..ليست صورة شعرية اقحمت فقد اراد الكاتب ان يعمق احساسك بالفاجعة فسواء نزت حقا او لم تنز فانت امام مشهد يعصر روحك ساق ميتة حية .. التشبيهات لدى خوزيه ليست دوما بهذا الوضوح فقد تجري للبحث لتفهم وتتمثل بعض الاستعارات خلافا لماركيز ..
ــ الدينا شيء؟
ــ لا شيء لدينا !! وتملك الغضب زوجته ( منتشو ) التي افقدها اخوها الممثل فرمين عينها بلطمة مباغتة ..
بيت اذن بلا رغيف ماذا تتوقع من امرأة ..عينها الزجاجية تنز منها قطيرة ماء صفراء دبقة وهي في تركيبها عدائية وحقيرة وبلا خبز في المنزل ..انت هنا ان تأملت قليلا او قرأت بروية فسترى الكاتب نقلك مباشرة الى الجحيم .
انهما في مدينة حزينة قاتمة (مقاهي صغيرة ستائر نوافذها مخرمة ..نساؤها يكافحن لاجل اجهزة اعراسهن لكنهن سيتخلين عنها لانهن سلكن نهج الاباحية ولم يعد بامكانهن ان يعدن مستقيمات .. اي ان الهدف عرين ...
ايعقل ان يتزوج خواكين منتشو العوراء الممصوصة القرمزية الطويلة والضخمة الانف وشبه الصلعاء رغم انه لم يتزوج متسرعا فقد استشار .. يا لهم من مستشارين اغبياء ..
خواكين عمل في كل شيء : عامل منجم ,رقيبا في سلاح المشاة -عامل تجميل -مروج سلع -موظفا في مصرف -مهرجا -جابيا للضرائب وقد وفر مبلغا لافتا .. بعد كل تلك التجارب ياتي ليوقعه القدر في احضان زوجته المستبدة القبيحة ..
وخلال حياته لم يشك من حادث الا ان القدر كان يترصده ففقد ساقه من دهسة قطار ...يستطرد خوسيه هنا ليوضح الفرق بين من يتقبل الحدث والقدر دفعة واحدة ومن لا يقره بسرعة فلا يقتنع خوكين بانه فقد ساقه .. لقد لفت الساق المبتورة بعناية ووصلت الى مركز الشرطة .. وهؤلاء كان يعيشون بطالة مقنعة .. ووصول الساق احيا فيهم الامل .. قبلها كان رئيس المركز متذمرا من الاعمال اليومية الرتيبة ويطمح ان يرى حادثا يجعله يتنفس اوكسجين المهنة الحقيقي .. اخيرا تحدث الجريمة او الحادثة في منزل خوكين وزوجته شبه الصلعاء .
رغم ان فرمين -المتهم قرويا بانه خنثى - قد قلع عين اخته فهي تحن اليه وتتفاخر به امام صديقاتها ... وهو شيء غريب ..لانها بالعوق المظهري الذي تحمله وبزوجها المعاق وكمية الحقارة لديها كان ينبغي ان تحمل حقدا مؤبدا على اخيها ...ان مفردتي العين الواحدة والقطار تتكرران بكتابات وروايات خوزيه الاخرى ..
الرواية لا تشير او تتحدث عن الحرب الاهلية الاسبانية التي تواصلت لسنوات واصبحت خلالها اسبانيا ساحة لتدخلات عالمية .. بل تتناول آثارها من اناس منهزمين ضائعين يتحكم فيهم القدر المر ويحيك مصائرهم ..
يتضايق القاريء من كثرة الاسماء , ففي روايته خلية النحل حشد خوسية حوالي 300 اسما ..وما يبرر ذلك للكاتب ان الاسماء كانت تحمل ظلالها وايحاءتها وما تحملها من كم المعاني في الموروث الاسباني ..فبطله في روايته خلية النحل هو بائع احذية واسمه -سيقوندو -وهي تعني الثاني بالاسبانية صفة تضاف للاسم لكن بطله بلا ملك او مملكة .
ارى ان رواية -لحن ماثوروكا على ميتين - التي كتبها بعد سحب عابرة بحوالي 40 عاما تتربع على قمة الروايات في كتابات خوزيه الذي حصد نوبل 1989.
(لاثرو قتل غدرا وهو يستمني تحت شجرة التين ..ولم يكن بامكان اي احد ان يقتله بعمر 22مواجهة لا المغربي ولا غيره ... في المقبرة يتدفق ينبوع ذو مياه نقية تغسل عظام الموتى واكبادهم الباردة ..-لحن ماثوركا على ميتين . )



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوسة والهوسة المضادة في العراق :صراع سياسي مرير.
- سوق الجمعة والبصرة تحيلهما الجرافات طحين
- منطقة الحكيمية وتراثها الغني
- في قصص ضائعة لماركيز لماذا ينتحرن في السادسة مساء .
- منطقة كردلان ..عادوا ولم يجدوا بيوتهم
- الامبراطور محمد بهلوي يهتز عرشه بالعواصف
- منطقة نهر حسن و الكودي البريطاني
- ابن الدمينة شاعر عذري قتل زوجته
- اضاءة من اعلى التل ج 9 الى اي مدى ترسخت فينا قيم الحداثة
- نهر جاسم اخر معركة طاحنة
- كتاب جحيم المعتقلات في العراق ج 1
- اضاءة من اعلى التل ج 8 ديك الجن (حكمت سيفي ).
- اضاءة من اعلى التل ج7 توقف اذاعة لندن
- بروق القلادة ج3 الاصفهاني
- اضاءة من اعلى التل ج6
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج15
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج13
- بروق القلادة ج2 الفارابي
- قصيدة تجربة اولى
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج12


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - سحب عابرة لخوسيه حاصد نوبل :رواية المصائر الفاجعة.