أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة للامام مذكرات ج19 الاطباء














المزيد.....

نظرة للامام مذكرات ج19 الاطباء


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 14:53
المحور: الادب والفن
    


الاطباء والمستشفيات
يظهر اني عتقت كثيرا لان قلة مثلي يتذكرون الادوية السائلة كانت تعبأ بالبصرة بعلب زجاجية صغيرة .
اقدم ذكرى لي حولها حين قصدت مستوصف الطلاب في منطقة الكزارة , كانت الصيدلانية متقدمة بالعمر تعبيء لي علاجا بعلبة زجاجية صغيرة من وراء كوة صغيرة وباغتتني احدق عفويا بصدرها الكبير , كنت باول مراهقتي , فخزرتي بعيون ساخطة فخفضت راسي فعادت للتعبئة صامتة ثم رفعت راسها ونظرتني بغضب فخفضت عيوني فدفعت العلبة بقوة في يدي .
للان كلما مررت بالمستوصف اتذكر الحادثة واخجل .
لي تجربتان مع المستشفيات الثانية اثر اصابتي في الكاحل اثر سقوط قذيفة بعد منتصف الليل في عبادان . كان فوجنا الكمندوز يعسكر قرب بهمشير, والاولى في مستشفى البصرة الذي كان يقابل بوابة سجن البصرة, ربما لهذا اطلق المثل البصري (وجهك مستشفى وظهرك سجن ) .. القصة اني كنت اعاني من تساقط قطرات ماء من خلف أذني اليسرى كلما تناولت طعاما . وكنت امسك ابدا منديلا لامسح . ذات يوم قصدت مستوصفا قريبا من مدرستي المتوسطة وحين شرحت الحالة للطبيب قال (ابني نريد نشتغل فاخرج ) قلت له ساتناول لقمة وسترى التساقط .. ومضيت لسوق الخضارة قريبا واشتريت نبقا وعدت له فرأى الماء يسقط .. فسالني (هل انت طالب ) فاجبته.. فوجهني ان امضي للمشفى الجمهوري في العطلة الصيفية .
لم اكن اعاني حين رقدت من أي الم ... كانوا يزرقونني كل يوم ابرة بنسلين فقط..ولان ساحات المستشفى حدائق غناء والجو ربيع .. فقد عشت طيلة مكوثي الطف اللحظات , قرات هنالك قصيدة لميعة عباس عمارة (تدخنين.. لا .. اتشريب .. لا .. من انت ؟! .. جمع لا ....), وقصيدة عمر ابو ريشة (وسرت في وحشتي والليل ملتحف .. بالزمهرير وما في الافق ومض سنا .. ). واعجبت بهما , فيما بعد حضرت المربد واستمعت لها وله ينشدانهما .
اتذكر كيف اتوا بشاب اصيب باطلاقات في بطنه والمحقق يستنطقه (ابني لاجل شبابك قل من اصابك ؟).. لكن الشاب كان يصرخ (اريد ماء .. اريد ماء ). بعد شهر اتى الطبيب السعدي فاستفسرت متى موعد العملية فقال متوترا (ما لكم يا عراقيين تخشون من جرح بسيط)... بعد ثلاثة ايام اجرى لي العملية . في احد الصباحات كانت مجموعة تطرق على باب الردهة الزجاجي المغلق ونسمع صياحهم ..هم مجموعة من القرويين مات ابنهم بالعملية .. فذهب السعدي لاول القاعة وادار التلفون القرصي وسمعته (فوك تعبنا يهاجموننا ) ,بعد لحظات حسمت الشرطة الامر . لم نكن نتوقع ان تدور السنوات ونشهد اعتداءات كارثية على الاطباء.
و السعدي (1919 ـ 2015 ) هو رائد للعديد من الاجراءات والتدخلات الجراحية ادخل تعديلات على اساليبها مثل استئصال البروستا من خلال منطقة العجان وعلاج الاكياس المائية وهو اول جراح في الشرق فصل التوائم السيامية واسس قسم الجراحة في البصرة حصل زمالة من كلية الجراحين ا لدولية والماستر بالجراحة وزمالة الكلية الملكية للجراحين وما تزال مستشفاه -السعدي - التي اسسها قائمة . والشارع جوارها باسمه .وكان مهيمنا على قسم الجراحة في مشفى تذكار مود الذي سمي لاحقا بالملكي ثم الجمهوري .
بعد سنوات طويلة دخلت عيادة لطب الاسنان ليلتها لم انم من الالم .. -يا صبح اطلع -.. كان العراق محكوما بالحصار وما كنت املك المبلغ الكافي ولفرق ربع دينار لم يخلع سني ..لكنني لم اعمم فاحقد على الاطباء ... وعندا اصيبت زوجتي بمرض عضال في القلب .. تخشبت ساقها فقيل : بتر ..وسالت الطبيب كم نسبة النجاح فقال وعليك ان توقعّ , والتقط صورة لتوقيعك ... كان الاطباء يخشون لكثرة الاعتداءات لو مات مريض اثناء العملية .. في اليوم الثاني اتى طبيب شاب هو نجل المختص الذي ذكر لي نسبة النجاح .. في التاسعة صباحا كنت قرب زوجتي فصاح عليها (اصحي .. نريد الان بتر ساقك >.. أي فزع .. واية طريقة مخزية تصرف بها هذا الدكتور .. تخيلته يخاطب شاة .
من ايام رأيت فديو وكانت هوسة-اهزوجة- المهوال تنص (طلابة عدنة وي الدكتور ).. رددها وهو يمسك عصا من طرفها .. ثم جرى لحشد يصطف نسقا متعرجا امام سرادق .. وعاد فثبتها على الارض وانحنى مرددا الهوسة ماسكا عصاه من قمتها ومحركا قبضتة المتوترة بشكل دائري (طلابةعدنة وي الدكتور -اي مواجهة وثأرا -. ورغم ان المهوال اعتذر في اليوم الثاني وقال كنت اقصد مجازا .. فان مثل هذه الاهازيج تعكس حالة التذمر من الاطباء وسهولة الاعتداء عليهم (مطلوب دم ).
لكن بعض المختصين من الاطباء لا يرحمون المريض .. فيكتبون علاجا بعضه غير ملح ويكرهونك ان تشتري من صيدلياتهم .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدمة الدرس الصامت قصة قصيرة
- كتاب الاسس المنطقية للاستقراء ونظرية الاحتمال
- ما هي اكثر المواضيع قراءة ومشاهدة في العالم
- قصة ال 12 حكيما واعمق الاسرار حول الربيع العربي .
- الروائية ابتسام عبد الله انزوت قبل رحيلها
- العزلة قد تكون حلا واسلوبا لوضوح الرؤية
- الكتابة على الستوتات والتكتك ودورهما
- مذكرات الامريكية ليالاكس : كسر القيود الدينية واكتشاف الذات ...
- مذكرات آن فرانك في سجل الذاكرة العالمي لليونسكو
- الروسي مطور لقاح كورونا يقتل شنقا
- كتاب الجامع لابن البيطار مقدرة علمية ولغة فائقة
- كتاب ادونيس الثابت والمتحول سجال لا يتوقف
- الموسوعة الصغيرة في العراق افق ثقافي خسرناه
- ظرة للامام مذكرات ج18 المكتبة العامة في البصرة
- الرائد البريكان في ذكرى رحيله
- رواية الرحالة لحاصدة نوبل اولغا مذكرات فريدة بشعرية عالية
- (جئنا لنحضر مأتما لسوق عريق )
- سحب عابرة لخوسيه حاصد نوبل :رواية المصائر الفاجعة.
- الهوسة والهوسة المضادة في العراق :صراع سياسي مرير.
- سوق الجمعة والبصرة تحيلهما الجرافات طحين


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة للامام مذكرات ج19 الاطباء