أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - العزلة قد تكون حلا واسلوبا لوضوح الرؤية














المزيد.....

العزلة قد تكون حلا واسلوبا لوضوح الرؤية


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


عدد كبير من الموهوبين والعباقرة ومن يمتلكون حيوية ذهنية يميلون الى العزلة خاصة في المجتمعات المرتجة او التي تتسارع فيها التحولات , فللتاقلم ثمن, وهذا الكاتب يستيقظ مبكرا او متاخرا , زاخرا بافكار تبدا بالزحف لدماغه قبل ان تفيض فتهز كيانه هزا لا علاج له سوى الكتابة . يصحو بعيدا عن الضجيج فيملأ قدح الشاي وينظر بشغف لعلبة السجائر , يزاول بعض الطقوس او ينجز اعمالا بسيطة مثل ملاْ خزان الماء اوتشغيل السخان ثم يرى كيانه عرضة لموجات وذبذبات خفية لا ترى ولا يرصد غورها , متكهف في غرفته المغلقة , ملتصقا بالدفء الكهربائي او معرضا لجو المكيفات .يكفيه من اللبس ما يستر ومن الزاد ما قل ودل , فكيانه قد روض وحش الجسد ومخالب الاحتياج , انه يقرؤهم عن بعد وهم يتصارعون , تسوطهم الغرائز والتفاهات او اللهاث اللامتناهي نحو السلطة او الثروة والتسلط , يحتويهم الوهم فيطورون مساحته .انه هنا يخيب ظنهم ..فكلما اطمأنوا بانه قبر برز لهم من بقعة لا يتوقعونها ... ما يشكل وجوده قلقا مزمنا لهم .
انه غير معني بالمنافسة والخلود فقد رسم له القدر دور الشاهد على القبح والجمال فتقبل ذلك غير آبه بخسائره الشخصية .
لقد شهدت الشاعر الرائد محمود البريكان لسنوات الذي عرف بالعزلة .. كان يقول( انا في عزلة اجتماعية وليس فكرية ادبية) وكتب :
.
وقال -ان تبقى حبيس البيت فتنشغل بالقراءة , ليس حلا , قد تتمكن منك قبضة الملل ).
ممن تواروا وفضلوا العزلة صدر المتالهين الشيرازي الذي ابدع نظرية الحركة الجوهرية -ان الروح وان لم تكن مادة فان لها نسبا ماديا :حسب قوله-.
اما مارسيل بروست فقد انزوى بغرفته في باريس وغلفها بعازل وكتب مجلدات (البحث عن الزمن الضائع ) .
كان الناقد والفيلسوف بالعلوم الطبيعية باشلار مؤلف كتابه الاشهر -جماليات المكان - يستقر مع بنته في احدى كازينات باريس وامامه علبه من البيرة .. أي كان وسطهم لكنه غير مخترق .
حين سئل بيكاسو (لماذا تترك ضيوفك الكثر في منزلك وتقصد ماتيس قال لا يفهم فني الا هو ولا احد سواي يدرك قيمة فنه اما الاخرون فيقصدونني لغاية ولا يشكلون صداقة حقيقية .
((وحيد من الخلان في كل بلدة ... اذا عظم المطلوب قل المساعد -المتنبي .
كذلك جدي لا اصاحب صاحبا ... من الناس الا خانني وتغيرا - امرؤ القيس .
آآه حتى ما من يد صديقة -رامبو .))
وقد تكون العزلة اضطرارا ولا تصلح منهجا سلوكيا للجميع .
على الموهوب ان يحصن نفسه من طير الوقواق المتطفل على اعشاش سواه فيضع بيضته الوحيدة لتتكفل بها انثى طير اخر ويمضي .
هنالك جوقة من التقاليد والسلوكيات المستحدثة يحاولون سحك اليها الى التكيف معها ومجاراتها , الموهوب ليس مضطرا لذلك فليه ما يشغله .
وفي المراحل التي يهيمن فيها الظلام على الحقائق فلا بد من اكتشاف الشموع وادوات التنقيب البارعة .
وان فرح احد بالمعلومات التي يوفرها النت بيسر فعليه ان يدرك بان ملايين المعلومات تحتاج الى فحص وان 60 بالمئة من المعارف تتوفر فقط باللغة الانكليزية , شخصيا بحثت وما ازال خلال سنتين عن رواية (اضراب الشحاذين ) للسنغالية اميناتا فال ولم اعثر عليها .
وقد تتجلى العزلة في لون اخر (اسير مع الجميع وخطوتي وحدي )..فقد يكون الموهوب معهم وليس منهم.. وربما كان هذا هو السبب الرئيس لظهور المعتزلة .
والاعتزال اسلوب يلائم لونا خاصا من الامزجة ولا يصلح كسلوك جماعي والا تتثلج الحياة وتذوي .
بعض الموهوبين لضرورة يفضلون ان يبقوا وحدهم على التل ليرصدوا ضجة الميدان محصنين من شراك الحابل والنابل , ولكنهم بما يبدعون قد يكونون الاكثر تاثيرا في الزمن المزلزل .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة على الستوتات والتكتك ودورهما
- مذكرات الامريكية ليالاكس : كسر القيود الدينية واكتشاف الذات ...
- مذكرات آن فرانك في سجل الذاكرة العالمي لليونسكو
- الروسي مطور لقاح كورونا يقتل شنقا
- كتاب الجامع لابن البيطار مقدرة علمية ولغة فائقة
- كتاب ادونيس الثابت والمتحول سجال لا يتوقف
- الموسوعة الصغيرة في العراق افق ثقافي خسرناه
- ظرة للامام مذكرات ج18 المكتبة العامة في البصرة
- الرائد البريكان في ذكرى رحيله
- رواية الرحالة لحاصدة نوبل اولغا مذكرات فريدة بشعرية عالية
- (جئنا لنحضر مأتما لسوق عريق )
- سحب عابرة لخوسيه حاصد نوبل :رواية المصائر الفاجعة.
- الهوسة والهوسة المضادة في العراق :صراع سياسي مرير.
- سوق الجمعة والبصرة تحيلهما الجرافات طحين
- منطقة الحكيمية وتراثها الغني
- في قصص ضائعة لماركيز لماذا ينتحرن في السادسة مساء .
- منطقة كردلان ..عادوا ولم يجدوا بيوتهم
- الامبراطور محمد بهلوي يهتز عرشه بالعواصف
- منطقة نهر حسن و الكودي البريطاني
- ابن الدمينة شاعر عذري قتل زوجته


المزيد.....




- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- ”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان ...
- الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال
- -رقصة الغرانيق البيضاء- تفتتح مهرجان السينما الروسية في باري ...
- فنانون يتخطون الحدود في معرض ساتلايت في ميامي
- الحكم بسجن المخرج المصري عمر زهران عامين بتهمة سرقة مجوهرات ...
- بعد سحب جنسيتها .. أنباء عن اعتزال الفنانة نوال الكويتية بعد ...
- الجامعة العربية تستضيف فعاليات إطلاق الرواية الفلسطينية مليو ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - العزلة قد تكون حلا واسلوبا لوضوح الرؤية