دول المصالح أم الآيديولوجيات

علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

د. علاء هادي الحطاب
تُعد كل من إيران والسعودية دول آيديولوجيات، أي أن العقيدة والفكر الآيديولوجي محركهما في سلوكهما وقراراتهما وأدائهما الداخلي والخارجي، لذا نجد أن المنظور الآيديولوجي حاكم وحاضر في كل تصرفاتهما وقراراتهما ومنها القرار الخارجي، بل إن أصل سلطتهما مرتبط بمنظور آيديولوجي ، وطبيعة حكمهما كذلك، وفي هذه الجزئية تأصيل فكري تعتقد كل جهة بصحته وفق أسانيد ونصوص دينية.
طبيعة الآيديولوجية الدينية شكلت عائقا كبيرا في طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين يعدان بلدين محوريين في المنطقة ولطبيعة علاقاتهما ارتدادات كبيرة على المنطقة برمتها ولم تنحصر بهما فقط نتيجة تطور شكل العلاقات بين الدول التي جعلت من العالم كله قرية صغيرة وليس فقط مجرد علاقات إقليم أو دول جوار، فكلما كانت هذه العلاقات سيئة انعكس هذا الأمر على بقية جوار هاتين الدولتين والعكس صحيح، فكلما كانت علاقاتهما إيجابية شهدت المنطقة برمتها هدوءاً في المواقف والقرارات.
ولأن الواقع أثبت أن المصالح حاكمة في العلاقات الدولية أكثر من الآيديولوجيات، إذ إن محرك الدول في طبيعة علاقاتها مع غيرها المختلفة عنها آيديولوجيا هو المصالح كقاسم مشترك، فلابد من أن تكون تلك المصالح هي أُس تلك العلاقات وبخلافه تبقى تلك الدول في إطار صراع آيديولوجي لا ينفع شَعبي دولتيهما بل لا ينفع حتى شعوب جوارهما والمنطقة.
العراق لعب دورا محوريا على مدار سنوات مضت في تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران وكذلك سلطنة عمان، ثم الصين كجهة ضامنة وراعية لاتفاق الصلح وعودة العلاقات الثنائية على أساس المصالح المشتركة بعيدا عن الآيديولوجيات، ويُحسب للعراق أنه كان المبادر الرئيس في إعادة لملمة أوراق التفاوض بين الدولتين ووضعها على طاولة حوار عراقية.
يبقى علينا كدولة أن نستفيد من هذا التفاهم الإيجابي بين الدولتين وتوظيفه لصالح مصالحنا المشتركة مع الدولتين، لا سيما أننا أكثر دولة تتأثر بهاتين الدولتين في تراجع علاقاتهما أو تقدمها لأنهما يشتركان معنا بحدود جغرافية وعلاقات إثنوغرافية كبيرة جدا، لذا علينا أن نستثمر كل أوقات السلام ونوظفها لصالحنا كوننا جزءا مؤثرا ومتأثرا في تلكم العلاقة وشكلها وطبيعتها وإن رعتها دولة كبيرة كالصين.

#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل