أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - إشكالية إعداد وتنفيذ البرامج والخطط والموازنات العامّة في العراق 2003-2023














المزيد.....

إشكالية إعداد وتنفيذ البرامج والخطط والموازنات العامّة في العراق 2003-2023


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 13:46
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لا تُقدِّم الحكومات مشاريع الموازنات العامة المُقترحة من الفراغ، أو من المجهول، ولا يتم إعداد هذه الموازنات استناداً لتصورات، ونزعات شخصيّة – شعبويّة، تقوم على منهج"النيّات الطيبة"، وأسلوب "العطايا"، ومبدأ "المَكرَمات".
والبرنامج الحكومي ليس "خطة" اقتصادية للتنمية المُستدامة طويلة الأجل.. إنّهُ "برنامج" سياسي قصير الأجل، ليسَ مُلزِماً لواضعي الخطط، ولكنّهُ يُمكِن أن يُقدّم لهم خطوطاً رئيسة للتوجهّات الحكومية العامة للسنين الثلاث المقبلة، ويُمكِن أن يُدرج ذلك(كُلّاً أو جزءاً) في الإطار العام للخطة(اذا توافق ذلك مع المنطق والحساب الإقتصادي السليم).
لذا فإنّ على البرنامج الحكومي أن لا يتورّط في تحديد معدلات للمتغيرات الإقتصادية الكلية، ولا في الخوض في تفاصيل استراتيجيات طويلة الأجل، كما ورّطَ السيد علي علاّوي السيد مصطفى الكاظمي بـ "الورقة البيضاء" الشهيرة - الراحلة.
الموازنة العامة يجب أن تكون جزءاً تنفيذيّاً(سنويّاً) من خطة تنمية وطنية متوسطة الأجل(كأن تكون خطة التنمية الوطنية في العراق للسنوات 2023- 2027)، وهذه الخطة تستند بدورها إلى "رؤية" طويلة الأجل( كرؤية العراق 2030).
الموازنات العامة يجب أن يتم إعدادها استنادا لذلك.. وبعد ذلك.. وليس قبل ذلك.. لأنّها لن تكون خلاف ذلك غير"جداول" توضّح ما تتوقّع الحكومة استلامه من ايرادات عامة(عائدات صادرات النفط الخام بشكل رئيس)، وجداول أخرى توضِّح على من سيتم "توزيع" هذه العائدات.. وهذه هي آلية رصد التخصيصات التقليدية، التي تحكّمت بنمط إعداد وتنفيذ الموازنة العامة في العراق منذ عام 1921، ولغاية العام 2023.. هذا النمط البائس الذي لم يشهد لأكثر من مائة عام، سوى تغييرات سطحية وطفيفة.
إنّ هذا الأسلوب والمنهج في اعداد وتنفيذ الموازنات العامة، وتحديد أهدافها المترابطة، ووسائل تحقيقها قصيرة وطويلة الأجل، لا يحدث في دول العالم المتقدّمة جدّاً فقط، بل يحدث(عربياً) في دول مثل مصر، وسطنة عمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية.. وربّما في بلدان عربية أخرى.
إنّ مصر لديها "خطط" تنموية سنوية، تندرج في إطار خطة متوسطة المدى للتنمية المستدامة.. مثلاً خطة العام "الثاني" 2019-2020، تأتي ضمن الخطة متوسطة المدى 2018-2019/2021-2022(وهكذا).
- وفي خطة التنمية الإقتصادية والإجتماعية لمصر للسنة المالية 2022-2023 ، سنجد أنّ هناك معدل نمو اقتصادي مستهدف، وفيها رفع لمعدل الإستثمار إلى نسبة معينة، وإلى "كبح" لمعدّل التضخم ليستقّر عند معدل معين، وإلى"احتواء" لمعدل البطالة ليصبح في حدود نسبة معينة، وإلى تحقيق"تراجع" في معدل الفقر إلى مادون ..%.. وهكذا.
و"لغة تخطيطية" و "ماليّة" كهذه، باستخدام عبارات ومفاهيم كهذه، هي لغة ذكية جداً، لأنّها تُحصّن وزارتي التخطيط والمالية(في ظروف عدم التأكّد، أوعدم التيقّن السائدة) من تبعات الإلتزام بنسب "مُطلقة" قد لا تتحقّق بنسبها المُعلنة في نهاية أمد الخطة.
- وبهذا الصدد تؤكّد وزارة التخطيط المصرية على "أنّ توجهات خطة التنمية المستدامة "للعام المالي" 2022-2023، ومُستهدفاتها، وبرامجها التنموية، قد تمت صياغتها وفقاً لنهج تشاركي يضمن التعاون والتنسيق بين جميع شركاء التنمية، في إطار مواصلة تنفيذ الإستراتيجة الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".
يحدث هذا منذ سنوات في دول لها "خطط" متوسطة الأجل على مراحل(كل مرحلة لخمس سنوات).. و هذه الخطط تسعى لتحقيق أهداف بعيدة الأجل ، أو"رؤى" تمتدّ لسنوات طويلة قادمة.. وهذه الخطط والرؤى كلّها مُعزّزة ومدعومة بأنظمة تمويل، وأنضباط مالي صارم، من خلال موازنات عامة كفوءة يتم تصميمها لهذا الغرض.
يحدث هذا في سطنة عمان ، وقطر، والمملكة العربية السعودية.. وفي دول أخرى كثيرة، لا تمتلِكُ ولو 1% من مواردنا الإقتصاديّة، أوإمكاناتنا الماليّة، أوقدراتنا البشرية، ولا تُشكِّلُ موازناتها العامة إلاّ مانسبتهُ 10% من تخصيصات موازناتنا العامة في أحسن الأحوال..
فلماذا لا يحدثُ هذا هنا.. في العراق؟
لماذا نحنُ هكذا؟
ما الذي ينقصنا بالضبط؟
أين الخطط، والرؤى، والإستدامة؟
جميعكم تعرفون الإجابة عن هذه الأسئلة المُرّةِ، والنابتةِ في العَظم.
ليبدأ الفعل إذاً.. من أجل أن نحفظ لأبناءِ وبناتِ هذا البلد، كرامتهم بين أُممٍ أخرى، ليست بأفضلِ حالٍ منّا في أيِّ شيء، وكلِّ شيء.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موازنة ما يطلبهُ المُستمِعون العامّة الإتّحاديّة
- دروبُ العيشِ الضيّقة
- كُلُّ شيءٍ كَذِب
- كما الشبّوي في الزمانِ القديم
- شيءٌ عاديّ جفافُ الفراتِ وموتُ دجلة
- يالها من سياسة يالهُ من اقتصاد.. و يالهُ من بلد
- أنتَ عارٍ كما أنتَ.. وهُم بكاملِ أناقَتِهِم في البلاد
- أربعةُ أفلامٍ عن السأمِ والعزلةِ والخساراتِ العميقةِ جدّاً
- قانون ايرادات البلديات و حظر المشروبات الكحولية في العراق
- أغاني الناس و مواويل الحكومة وإيقاع السوق
- عن التعداد السكاني التنموي مرّةً أخرى
- الإحصاء السكاني - التنموي في العراق (2008- 2023)
- الإحصاء السكاني - التنموي في العراق (2008- 2023) -2-
- هذهِ الحياةُ اللعينةُ طويلةٌ جدّاً
- عن المحتوى الهابطِ في كُلِّ شيء.. كلّ شيء
- الرسمي والمُوازي والسوقُ والاقتصاد
- ألعاب سعر الصرف في العراق
- وقتٌ مناسبٌ للتذكُّرِ.. وقتٌ مناسبٌ للنسيان
- إذهب إلى أُمّكَ أينما كانت الآن
- بيتٌ صغير.. في القلقِ المجاور لروحي


المزيد.....




- الاخضر بكام.. سعر الدولار اليوم الأحد 2024/5/5 في السوق الس ...
- HTC تعلن عن حاسب لوحي بمواصفات منافسة
- وكالة -فيتش- تعدل نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية
- أسعار النفط تتكبد أكبر خسارة أسبوعية في 3 أشهر
- -دبلوماسية لحم البقر-.. ماذا حدث بين البرازيل واليابان؟
- أسهم -وول ستريت- ترتفع في أسبوع وسط آمال خفض الفائدة
- المعدن الأصفر يتراجع للأسبوع الثاني على التوالي
- لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية
- مسؤول بالفيدرالي: لا يمكن القبول إلا بمعدل التضخم المستهدف
- -تسلا- تقاضي شركة هندية لانتهاك علامتها التجارية


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - إشكالية إعداد وتنفيذ البرامج والخطط والموازنات العامّة في العراق 2003-2023