عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 7495 - 2023 / 1 / 18 - 23:13
المحور:
الادب والفن
هذا هو الوقتُ المناسبُ
لكي تتذَكّرَ
ما سوفَ يحدثُ لكَ
بعد أفولِ وجهكَ
عن طرقات هذا البلد الجاحد
الذي كنتَ تحبّهُ دون مقابل
وكان يكرهكَ بعُمق
دون سببٍ مفهوم.
هذا هو الوقتُ المناسبُ
لتتذكّرَ نفسك
أنتَ السمكةُ التي تلبطُ فوق الرملِ
وتشتاقُ لماءِ الشَطِّ
وتجفلُ في المرآة.
هذا هو الوقتُ المناسبُ للنسيانِ الشاملِ
والوقتُ المناسِبُ لعدِّ الخيباتِ
والوقتُ المناسبُ لأن تشتُمَ الوقتَ
الذي كان وقتكَ
وهذا هو الوقتُ المناسبُ للندمِ الطريِّ
طويلِ الأجل
الذي يلعقُ الآن
روحكَ اليابسة.
إنساهُم
أيّها الخائبُ في النسيانِ
والخائبُ في التذَكُّرِ
مثل فانوسِ نفطٍ حزين
في كوخٍ بعشرةِ أطفال
وأُمٍّ واحدة
وسنبلةٍ يسقطُ قمحها من السقف
على رائحةٍ طازجة
لأبٍ عتيقٍ
يشبهُ ذلكَ العُشبَ الميِّتَ
في ذلكَ الطين
كثيف الرطوبة.
إنساهُم
و تلَفّع بنفسكَ
و تذَكّر
أنّكَ وحدكَ
وتذَكّر
أنّ هذا الذي يشبهُ العيشَ
هو أوّلُ يومٍ إضافيّ
لما تبقّى لك من لحظات الدبابيس
في المساماتِ التي لم يتمكن البدوُّ
من إتلافِها بعد.
جميلٌ غيابنا جداً
نحنُ الذين علينا أن ننسى الآن
لحظتنا التالية
وأن نتذكّرَ الآن
وقتنا القادم.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟