أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - أغاني الناس و مواويل الحكومة وإيقاع السوق














المزيد.....

أغاني الناس و مواويل الحكومة وإيقاع السوق


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7529 - 2023 / 2 / 21 - 12:03
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ماهو شكل ومحتوى علاقات العراق السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
لن نسأل سؤالاً كهذا.. فنحنُ كـ "مواطنين" لا يجب أن نعرف ذلك، وفي الحقيقة، لم يعد يهمّنا أن نعرف ذلك.
غير أنّ من حقّنا كـ "مواطنين" عاديّين(وليس كخبراء و مستشارين وأكاديميّين متخصّصين) أن نسأل، ونعرف بوضوح، ماهي علاقة الولايات المتحدة، وبنكها الإحتياطي الفيدرالي بـ دينارنا، ودولارنا، و"سياستنا" النقدية "المستقلّة"، و "بدولتنا" ذات "السيادة".
من حقّنا أن نعرف ماذا حدث في اسطنبول، وماذا حدث في واشنطون.. أو على الأقلّ يجب على "نوّابنا" في مجلس النواب أن يعرفوا ذلك، و"يُسَرِّبوا" لنا بعضاً ممّا يعرفوه، لكي تهدأ النفوس، وتستريح الخواطر.
السياسة النقدية و "أدواتها" ليست سرّاً دفيناً من أسرار الدولة، ولا يجب أن تعمل في "الدهاليز"، ولا أن تُستخدَم في "الأقبية".
السياسة النقدية في العراق لا تتحكّم إلاّ بإصدار الدينار(أي عرض العملة الوطنية)، وليس لها من أداة فاعلة تستخدمها للتأثير في بعض المتغيرات الإقتصادية الكليّة(كالتضخّم)، أو لتحقيق "الإستقرار النقدي" غير "التحكّم" بسعر صرف هذه العملة، أو "إدارة" هذا السعر إدارة كفوءة وفاعلة.
الباقي يتكفّل به النفط، والدولار المرتبط بعائدات تصدير هذا النفط.
والسياسة المالية في العراق لا تتحكّم بغير الموازنة العامة للدولة.. وهذه الموازنة هي(وبشكل رئيس) نفقات عامة تشغيلية، وهذه النفقات التشغيلية هي عبارة عن رواتب وأجور، وهذه الرواتب والأجور يموّلها النفط، وندفعها بالدينار العراقي من خلال مقايضة الدولار"النفطي" بالدينار العراقي.. أو من خلال "الدين الداخلي" الذي يزداد، و يتراكم سنةً بعد أخرى.
في كلتا السياستين في العراق، لا وجود لـ "أدوات" تأثير فاعلة أخرى.. لا ضرائب ولا رسوم ولا سعر فائدة ولا سعر خصم ولا ائتمان، ولا أيّ شيء آخر.
وفي ظل غياب سياسة أخرى في العراق، هي "السياسة التجارية"، عليكم أن تتصوّروا مدى وحجم الفوضى التي يعاني منها الإقتصاد العراقي الآن.
والمفارقة المُضحكة المُبكية أن "المواطن" العراقي لا تهمّهُ هذه السياسات، ولا كيف تعمل "الأدوات" المرتبطة بها.. ولا يهمّهُ لا سعر الصرف ولا حجم "الإحتياطيات"، ولا تعنيه بشيء تفاصيل الصراع حول الموازنة العامة(التي تنتفِخُ وتتورّمُ يوما بعد آخر، لإرضاء جميع "الأطراف")، ولا كيف تتعامل السياسة التجارية مع المنافذ الحدودية السائبة و"المُتسيّبة".. إن ما يهمّهُ،فقط، هو كيف يُمكِنُ لهُ أن يعيشَ(هو وعائلته) بكرامةٍ، وبالحدّ الأدنى من متطلبات الكفاف.
إنّ حديث "الكَهاوي"(أي حديث المقاهي والكافيهات)، وإطلاق التصريحات كيفما اتّفق(وهو ما يحدث الآن في المؤتمرات الصحفية، والحوارات في الفضائيات)، هو سلوك غير سليم، وغير مُنضَبِط، يُغذّي الإشاعات، ويُقوّض الثقة بقرارات وإجراءات الحكومة، ويخلق بيئة مؤاتية لبناء توقعّات ضارّة(لدى المعنيّين بذلك، ولدى عامّة الناس)، وبما يُنهي أي أمل بوجودِ حلٍّ لأيّة أزمة أو مشكلة، ناهيك عن زعزعته لأيّ "استقرار" اقتصادي، مهما كان ضئيلاً.
هل يصِحُّ ذلك.. وهل يجوز؟
لم نسمع من "المسؤولين" و"أولي الأمر" شيئاً جديداً لم نكن نعرفهُ من قبل( كما يعرفهُ جاسم أبو المولدّة، وجاسمية بائعة الخضروات، وأبو جاسم بائع الغاز).. لا من رئيس وفد اسطنبول، ولا من رئيس وفد واشنطون، ولا من رئيس جميع الوفود.
كلّ معلوماتنا "التفصيلية" نستقيها من الفيسبوك، و تويتر، والتك توك.. وأخيراً من الفضائيات.
وفي هذه الفضائيات يتبيّن لنا أنّ لدينا الكثير من الخبراء والأكاديميّين والمتخصّصين، وكلّهم يتحدّثون إلينا بالعموميات، ويلفّون، ويدورون، ويلوون عنق الحقائق الدامغة، ويُجامِلون الحكومة و"النظام" والسُلطة، ولا يُصارِحون الناس بالحقائق والأسباب.. وكُلّهم يعرفون ماهي هذه الحقائق، وما هي تلك الأسباب.
كُلّهم يُغنّون على هواهم.. وكلنّا نُغني على هوانا.. والإقتصادُ و "السوق" يُغنّي على هواه.. وكلُّ قومٍ بما لديهم فرِحون.
محافظ البنك المركزي غائب.. ووزير المالية غائب، و وزير الخارجية يتحدّث بالعموميات.. بينما يقول لنا بعض "خبراء" الفضائيات: أنا سأقول لكم لماذا ذهب الوفدان إلى هناك.. و خُذها منّي، واحسِبها علَيّ، و "كَول كَال فلان".. وآخر يسردُ لنا بالتفصيل ماحدث في لقاء اسطنبول، وما لم يحدث في لقاء واشنطون.. وآخر يقول : توجد شروط، وتوجد "مهلة".. وآخر يقول : لا توجد شروط ، ولم نطلُب مُهلة.. وإلى آخر فصول هذا الهذيان والهراء"الجمعي" والشخصي، الذي لانظير لهُ في التاريخ الإقتصادي والسياسي لأيّ أُمّةٍ أخرى.
لقد آنَ أوان المكاشفة والمُصارحة بواقع الحال.
عندما يحدث ذلك سيتم تقاسم المسؤوليات والحقوق والواجبات بين المجتمع والدولة بشيءٍ من الواقعية، وبالحدّ الأدنى من العدالة والإنصاف.
أمّا الإستمرار بالنهج النمطي والبائس للتعامل "الاني – الوقتي" مع المشكلات، والإكتفاء بتأجيلها وترقيعها فقط ، فإنّه لن يقودنا في المحصّلة لغير الفوضى، والخراب.
وهنا.. إنتَبِهوا، وأحذّروا.. فقد ملَّ العراقيّون من الفوضى، ولم يعُد بوسعهم احتمال المزيدِ من الخراب.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التعداد السكاني التنموي مرّةً أخرى
- الإحصاء السكاني - التنموي في العراق (2008- 2023)
- الإحصاء السكاني - التنموي في العراق (2008- 2023) -2-
- هذهِ الحياةُ اللعينةُ طويلةٌ جدّاً
- عن المحتوى الهابطِ في كُلِّ شيء.. كلّ شيء
- الرسمي والمُوازي والسوقُ والاقتصاد
- ألعاب سعر الصرف في العراق
- وقتٌ مناسبٌ للتذكُّرِ.. وقتٌ مناسبٌ للنسيان
- إذهب إلى أُمّكَ أينما كانت الآن
- بيتٌ صغير.. في القلقِ المجاور لروحي
- من هو-هاري ماجواير-.. في العراق؟
- عندما لا تكونُ موجوداً.. لأراك
- الدنيا بصرةَ، والخراب.. ليسَ بصرة
- العراقُ الذي يتفرَّجُ على ما يحدث.. ولا يخاف
- قاتُ العراقيّين و قاتُ اليمن
- العراق الدولة والعراق الذي هو نحنُ.. ولا شيء آخر
- حقائق الوضع المالي للعراق لغاية تشرين الأوّل 2022
- موسى النائمُ في قاعاتِ الدرسِ الفارغة
- مُجَمّع سكني سعيد في بغداد السعيدة
- تنمية مكانيّة وموازنة فيدراليّة


المزيد.....




- دول أعضاء أوبك بلس سترفع إنتاجها النفطي
- 220 مليار دولار حجم التجارة البينية الأفريقية في 2024
- ترامب يفرض رسوما جمركية جديدة ويهز الأسواق ويربك الحلفاء
- ترامب يصعّد هجومه على باول ويطالب المجلس الاحتياطي بخفض الفا ...
- 1.8 مليار دولار صافي أرباح -ألفا ظبي- خلال النصف الأول
- 9.5 مليار دولار إيرادات -&e- الإماراتية في النصف الأول
- استضافة أولمبياد 2036 .. هل الملف القطري قادر على منافسة الآ ...
- ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بنيجيريا إلى 39.27 مليار دولا ...
- نيجيريا تتصدر إنتاج النفط بأفريقيا خلال يونيو وسط ارتفاع الأ ...
- مع بدء سريان رسوم ترامب.. شركات أوروبية ترفع الأسعار ردا على ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - أغاني الناس و مواويل الحكومة وإيقاع السوق