أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العلامة الجنجلوتي وأفكاره في المنقذ ونظرية العدل المطلق. ح2














المزيد.....

العلامة الجنجلوتي وأفكاره في المنقذ ونظرية العدل المطلق. ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 01:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العدل المطلق ليس نظرية ولا هي فكرة يتلاقفها الناس لمجرد ان احدا مقدسا يريدها ان تعم بلاد الإنسان، العدل المطلق سلسلة من التجارب والمعطيات والأسس والدروس التي لا بد أن يستحضرها العقل ويعرضها على المنطق، ويرى فيها قيمة تجاوبها مع الواقع، وأستعداد الواقع لقبولها بما تحمل من التزامات وحدود، وقبل كل ذلك أن تكون لدى الإنسان القابلية الذاتية على الانصهار في مجتمع متجانس يفقد فيه الكثير من الخصائص الذاتية، لمصلحة مكاسب أحتمالية أو ظنية وربما هناك من فشل أو نجاح، فنظرية المنقذ الكوني الذي يقيم العدل ويقتلع الجور تستوجب أولا إزاحة الأكثرية من الناس الذين لا يريدون أن يفقدوا أمتيازاتهم ومميزاتهم لصالح فئة ضعيفة، هي فشلت أصلا في قانون التحدي والأستجابة، لذا فموقف الأكثرية سيكون بالضد منها، مع أن النظرية تقول أن الأكثرية من الفقراء والمعدمين والمظلومين سيكونون مادة الواقع الجديد وأبطاله، وهنا نقع في التناقض بين الواقع الحقيقي والتنظير المفترض.
إشكالية التنظير عندما يبدأ من زاوية الدين تتركز في جعل المتلقي للنظرية محصورا ومحرجا بين ثنائية الكفر والإيمان، خاصة إذا عرفنا أن المجتمعات الدينية في الغالب تنحاز للكهنوتي المعبدي المتسلط والسادي تجاه حاضنته البشرية، وطالما جرى الأتباع والمسايرة له دون فحص الأدلة أو ترجيح الحجة المنطقية، فهي مجتمعات مأزومة بالأصل بإشكالية الوعي والإدراك وذات فاعلية قصيرة ومنخفضة في بلورة رؤية معرفية حيوية تمتلك روح الواقع ومفاعلاته لا روح الغيب وأساسيات المعبد، فمن هنا نجد إن نظرية العدل المطلق التي سيحققها السوبر عقل ديني المتفرخ في أقفاص القداسة والعظمة تجد أنصارها دوما في القاع الأجتماعي المعرفي وليس القاع الأجتماعي الطبيعي، فكثيرا من المتمردين الثوار الذين حطموا كبرياء الكهنوت قد خرجوا من دائرة ثورة الفقراء، لكن ولا مرة في التاريخ نجد أن ثورة حدثت من دائرة القاع المعرفي لأنه قاع شبه ميت وشبه معطل عن الإحساس بالواقع، لذا وأنتباها من الكهنوت لهذه الحقيقية وجه كل جهده وأدواته لأشغال القاع الأجتماعي بقضايا خلافية عميقة، تستنزف النشاط العقلي الإنساني لتحصره في دائرة واحدة لا نهاية لها ولا حل فيها يرضي الجميع، فتكون هي الأمرة الناهية لهذا القاع بتقسيم الأدوار فيما بينها، أي المنظومة المعبدية بكل تناقضاتها لتسجل محور صراع دائم يلغي دور القاع الأجتماعي المتحفز للتمرد تحت أقدام القاع المعرفي الأسطوري السلفي الببغاوي.
هذا ما يفسر إصرار الطبقة الكهنوتية بجميع أطيافها وزمانها ومكانها وتوجهاتها على التغلغل في القاع المعرفي والتأثير عليه وجره لمعركتها الخاصة بإيهامه أنها معركة الإيمان ضد الكفر، معركة الله ورسله مع المعادين من الملاحدة والكفار والعقلانيين الذين لا يستمعون لخطابها وينتقدون دورها التخريبي ضد الله والدين، إذا موضوع العدالة المطلقة والمنقذ الكوني جزء من سلاح معد ومصنع لإيهام الإنسان أن العدل في النهاية يعني أن تكون عبدا للكهنوت وليس عابدا لله، حتى لو كان ذلك بمصادرة عقلك ووجودك لصالحه، المهم في الخطاب الكهنوتي أن لا يهزم الله ولا تذهب جهود المعبد سدى من غير أن تضمن لنفسها علوية ونظاما ترتيبيا مخالفا بذلك نص ديني يقول (لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا)، فمن يسعى للعلو والتميز ظالم، ومن يشجع الفساد من خلال تحريف ونقض مبادئ الدين لا يمكنه أن يؤمن بالعدل المطلق ولا يسعى له أبدا.
بقول العلامة الجنجلوتي في كتابه نزهة الغائب في علم الطلايب (أن المدعين بدولة المصلح الكوني أو المنفذ النهائي يبنون نظريتهم على أحتمال وظن وتأويل لمفردات طبيعية قد تتكرر ولا شرط يلزمها بالوحدانية، بمعنى أنهم وقتوا لظهور هذا المصلح بعلامات وآيات غير محدودة بذاتها لذاتها، منها الخسف بين مكة والمدينة مثلا، أو خروج النار من المشرق لتسعلا في الأرض، هذه المواقيت بهذه الصيغة بالغة التجهيل إن حصلت مره أو مرتين أو تكررت دون نتائج للظهور فقد ربطوها أيضا بسلسلة أخرى من الحاميات واللا حتميات في نظام من الصعب أن يستكمل بشكل كامل، وبذلك منحوا الفرصة للتأويل والتقويل والتفسير دون إلزامهم بما ألزموا أنفسهم به، هذه مما يسمى عندهم بالحيل الشرعية وكأن الدين عبارة عن مجموعة من الحيل التي رتبها الله لأستغفال المؤمنين)، هنا فضح العلامة منهج الكهنوت وعرى أسسه وأطاح بأركان خطابه، وكأنه يقول أن المعبد وزبانية الكهنة وجوقة الغوغاء الذين يرددون نشيد الأستحمار سيبقون على شعرة معاوية ودهاءه وهم من قالوا أن الرجل قد أستحل ما حرم الله عليه من حق وأنه موجب عليه اللعنة، لا أدري هل اللعنة عليهم أم على كل مختال فخور.
النتيجة التي تمخض عنها ما يفكر به العلامة الجنجلوتي هي بالمختصر المفيد (أن كل ما في عقل الناس اليوم من أفكار دينية وعقائدية قد أصابها الترهل والتمدد والخروج عن القالب الذي جاءت فيه ومنه، وعلى العقل الراشد كما صرح في كتابه الكبير " مجمع الدعوات في الأدعية والصلوات مما لا حقيقة له ومصنف على الكلاوات" أن يتحرك من مكانه ليحدد موقعه على خارطة الفكر العقلاني المنطقي، وأن لا يبقى حبيس قالوا وذكروا وروي وسمع فلان عن من سمع عن فلان، فحقائق العلم لا ترحم وواقع الوجود يشهد تبدلات جذرية عميقة شاقوليه وواسعة غي عرضها اللا محدود، وأن المراجعة النقدية اليوم لها تقلل من خسائر الغد وتحسن فرصة الأنتصار عبى إشكالية الفكر والتفكر وتجدد الحاجة إلى مزيد من الغوص في فهم وإدراك قيم الدين، حتى لو كانت تصيبنا بالمرارة أحيانا)، هناك من يقبل الخسارة مهما كانت ثقيلة عليه ويظن أنها في النهاية عند الله أنتصار كما يخبره وأخبره المعبد، وهناك من وقف حائرا لا يريد الإنهزام ولا يريد التسليم ولا يختار المواجهة، حتى في الجانب الذي يؤيد دعوة العلامة الموقف ليس مريح للكثير خاصة أولئك الذين لم يخضعوا بجدية لحيرة السؤال، ولم يجربوا طعم التحرر من سوط الكهنوت وهو يسومهم سوء العذاب.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلامة الجنجلوتي وأفكاره في المنقذ ونظرية العدل المطلق. ح1
- المنقذ الكوني ..... من قضايا الوهم والتوهم....
- حكاية العم عبد عنيد مطرود
- حلم مطرود القديم
- الممكن العقلي الكائن بين الطبيعي أصلا الواقعي فعلا.
- (وما على الرسول إلا البلاغ المبين)
- الموتى.... لا يعرفون الزمن...
- رصيف مقهى رضا علوان
- بعض الإشكاليات الساخرة في منطق العقل المسلم..
- رسائل وسؤلات لأبونا الذي كان في الفلك المشحون
- نحو جنة جديدة
- عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج2
- عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج1
- العصمة التكوينية عند الإمامية وعصمة السلف الصالح عند خصومهم.
- في رحاب السماء
- أحلامي التي لا تكون
- العراق والعرب والعجم وحكاية التضليل
- نهايات الطريق بالموت وبدايات جديدة
- زيارة الى محراب النار
- انا من انا


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العلامة الجنجلوتي وأفكاره في المنقذ ونظرية العدل المطلق. ح2