أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - العراق والعرب والعجم وحكاية التضليل















المزيد.....

العراق والعرب والعجم وحكاية التضليل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 00:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


البعض ممن لا يعرف التأريخ العراقي ولا يعرف أن العراق هو من البلدان التي كانت مأهولة بشعب عظيم قاوم كل موجات الغزو والزحف والأحتلال المباشر، وعلم الغازين والهمج الجراد معنى أن يكون الوطن محطة ترحيب لمن يحترم أرضه ويعيش بين أهله بأمان، كما أن العراق كبلد من أكثر المواطن التي شهد أهله غدر النازحين إليه وغدر جيرانه وغدر من لا يعرف قيمة وقداسة الأرض، وربما كانت بلاد فارس من أكثر الجهات التي نزح منها النازحون لأسباب تتعلق بالجغرافية والبيئة وبسبب طبيعة سكان العراق السمحة المضيافة التي تعطي بلا حدود، منذ فجر التاريخ والموجات الشرقية تتدفق غربا نحو أرض الرافدين مرة بقوافل من الفقراء الذين يبحثون عن عيش أفضل، ومرة بجيوش تضمر الشر والعدوان والحسد والحقد على بلد الحضارة، لكن لم يشهد التاريخ أن جيوشا من الجزيرة أو الشام أتجهت للعراق بدعوى حقد أو كراهية، بل كل الهجرات الجنوبية والغربية هي هجرات داخل جسد واحد وضمن عائلة أجتماعية وقبلية واحدة، وهذا ما لا غرابة فيه عندما تجد مثلا حمدانيا في الموصل وحلب تجده أيضا في البصرة وبغداد وحتى البحرين ونجد.
الذي يقول أن العراق كان واحة الحضارة والإنسانية والتمدن قبل غزو الأعراب له وقدومهم من صحراء الجزيرة بسبب أن سكانه كانوا من غير العرب والأعراب، أو أن حضارة حيران العراق كانت تشرق بقوة عليه، إنهم يغالطوا التاريخ ويزيفوا الحقائق، فالفترة التي عاشها العراق منذ سقوط أخر دوله القديمة على يد الثنائي اليهودي الفارسي تحول إلى مجرد أرض سواد للأخرين، منجم ذهب وإقطاعات موزعة بين الروم وأنصارهم الغساسنة في الغرب والمناذرة ورعاتهم الفرس في الشرق، لم يكن هناك كيان موحد أسمه العراق إلا تاريخ وأطلال بفعل التنافس الرومي الفارسي وتبعثر القبائل العربية وتوزع ولاءاتها حسب مراكز القوة وتبدلاتها على الأرض، حتى حدثت معركة ذي قار التاريخية التي تعتبر أهم مفصل تاريخي حدد مستقبل العراق لاحقا وأعاد الأعتبار للهوية الوطنية له.
والأغرب من هذا من يجعلها مسلمة في عقله دون فخص المقولة ومن يشيعها ويحرص جدا أن تبقى كجزء من ذاكرة المشهد في العقل العراقي الناشئ تحديدا، العراق ومنذ فجر التاريخ مثله مثل مضيف كبير مفتوح لكل قادم وطالب مساعدة دون أن يسأل أولا، فالوفادة وشرف الضيافة والحرص على إكرام الغريب سجية متأصلة في بنيان الشخصية العراقية تاريخيا وواقعا ما زال يفرض نفسه للآن، هذا المضيف متاح للكل أن تأكل فيه والكل تتعلم مما فيه وتعيش وربما أكثر من ذلك حتى صار بيت الشعر هذا جزءا من تراث العراقيين الذي يتمسكون به (يتا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل)، هذا الرم والإيثار لا يعرف قيمته إلا من كان كريما أثرا على نفسه ولو كان فيه خصاصة، أما أبناء اللؤم والخديعة وأستغلال طيبة الأخرين فيعتبرن ذلك مثلبة ومنقصة وجزء من عدم أكتمال ونضج الشخصية، فأستغلوا هذه الطيبة وجعلوا منها معبرا لأحلامهم الدنيئة التي لا تفرق بين الطيبة والبهل وقلة الفهم وندرة الحيلة.
وأيضا هناك حقيقة مفقودة أن من يكره الضيافة والتعليم هو من يسيء للكرام وإن كان كما يقول المثل "اليد في الماعون والحقد في العيون"، العرب الجزيريون أصحاب كرم ونخوة وقيم غارقة في إصالتها وطيب مؤدياتها، وعندما خرجوا أو يخرجون من ديارهم فإنهم حملوا معهم كل أخلاقهم مع ما أستجد من معرفة أرادوا بها ولها أن تصبح بها الأمم (أجتهادا منهم أو تقديرا صائبا أو خائبا) أمة معرفة وأمة إيمان ويشاركون ويتشاركون بالخير، هذا الأمر لم يمضي كما أراد الهدف والغاية منه، فقد قوبل بالرفض ممن لا يريد أن يتغير نحو الجديد، وممن لا يرى في العرب أهلا لحمل الجديد حسدا على نعمة وغضبا على المأل، فمن انكسر وبقى في الواقع الجديد لم يستسلم وقاوم وحاول أن يتغلغل في الفكر الجديد مسوسة الخشب، إذا لم يكن العرب فاسدين وإنما من أفسد رسالتهم وهدفهم ومحتوى ما يحملون ليس أخلاقهم ووجودهم، بل وجود أولئك ناكري الجميل الذين يأكلون بماعون العراق ويبصقوا به من بعض الأعاجم ومن تضامن معهم أو من خدم فيهم قوتهم وتسلطهم من عبيد العرب وممن لا يصلح أن يكون من حمالي قيم الرجولة والحرية، لفد حارب العراق والعراقيين أجيالا تتوارث الحقد والكراهية لكل ما هو عراقي رافديني فيه طعم دجلة وعذوبة الفرات.
بدأ من كورش وما قبله وما بعده من غزاة محطمي الحضارة والمتآمرين مع كل من يرفع شعارة عداوة بابل وأشور وسومر وبغداد والكوفة والحيرة والأنبار وبصرة المجد والتاريخ، إلى يومنا هذا الذي جعلت الظروف والصراعات العربية _ العربية وأختلال ميزان القوى في عصر التفاهة والانحطاط، من هذه الشلة الحاقدة الغاصبة المتجبرة التي سرقت إسلامنا وكما سرقت أسم علينا وقضية حسيننا وكرهت المسلمين وغيرهم في الرسول وأل الرسول وفرقوا بين البيت وال آل لغرض في نفس يعقوب ويعقوب لا غرض له إلا ما أراد الله، وعملت على أن تجعل منهم أي أل محمد وأصحاب محمد وقادة محمد وقوم محمد مجرد عصابة همجية بلا تاريخ ولا هوية سوى السلب والنهب والقتل لأنهم حطموا مجد النار وعبادة الأكاسرة ، ونسوا كل تاريخهم المليء بالتآمر والحقد على كل ذرة تراب عراقية وقالوا أن العرب هم من خربوا العراق...
هذا الموقف مني ليس بالتأكيد وجزما لا قوميا ولا عنصريا ولا طائفيا، إنما هو موقف نسجله عبر حكاية التاريخ الذي يتكلم بدون خجل وبدون خوف وبدون أنحياز إلا للحق، لقد جاءت العرب والأعراب للعراق وكان مجرد ضيعة للأكاسرة المجوس عبدة النار وكنزهم الذي فيه يتجبرون على الناس، وغسلوا عار الدهر وأعادوا للعراق هوية الريادة والتحضر والإنسانية وجعلوا منه منارة العلم والمعرفة وبداية لكل جديد، فلولا العراق لم يتمكن العرب من الوصول إلى خارج الجزيرة فالعراق كما يقال هو جمجمة العراق ومحل العقل والحكمة والتدبر والنظر والسمع، وإلا ما كانت بغداد عاصمة المجد والجمال والمعرفة لولا جيوش خالد وسعد وأبي عبيده وجعفر وغيرهم من أصحاب الكرم والمعرفة، والأنساب الشامخة التي يحسدهم عليها حتى أكاسرة الفرس وقياصرة الروم الملوثين بكل رذيلة وفجور.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهايات الطريق بالموت وبدايات جديدة
- زيارة الى محراب النار
- انا من انا
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم 2
- اللغة المحكية شعبيا تنتزع حق البقاء والديمومة
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم
- رسالة صباحية .... إلى عينيك
- الفاعل في الكوارث والزلازل بين فهم أسبينوزا وفهم العقل الدين ...
- خطاب التفاهة والمحتوى الهابط ظاهرة ونتاج
- نشيد الأناشيد الصامتة
- النار والإنسان والعطش
- الله الفيسبوكي
- زيارة شهداء العراق
- عصر التفاهة وزمن السخافة
- سر السبعة والسبعات
- -إنما الميت نجس-
- مبدأ النسيان والشهود
- حكاية الظلم والظالمين والمظلومين
- سلاما أمنا الأرض فقد نزل فيك من نحب 3
- سلاما أمنا الأرض فقد نزل فيك من نحب 2


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - العراق والعرب والعجم وحكاية التضليل