أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج1













المزيد.....

عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 02:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول.
لا شك أن أي فكرة تتعرض للفهم المتفاوت عندما تكون متداولة بين الناس وخاضعة للتعقل والإدراك المعنوي والغائي منها، والسبب لا يعود للفكرة في غالب الأحيان وإن كانت بعض الأفكار بطبيعتها هي من تثير التفاوت حولها وعليها وفيها، الفاعل الأساسي بالسبب والنتيجة عبة العقل الإنساني حينما يمارس دوره مهيأ ومتسلحا بالعدة والمنطق والأصول أو يكون في درجات أدنى من ذلك، من هنا لا بد للإختلاف أن ينشأ بين الناس على جزئية ما أو كلية أو حتى على مجمل الفكرة، وهذا أمر طبيعي لكن مت يبقي القضية أو الموضوع الأصلي محفوظا داخل إطاره الطبيعي أن لا نتعدى على هذا الإطار ونحاول التفريق بين القضبة ومحتواها الأساسي.
عند دراسة الدين ليس كمعرفة أو أعتقادات أو مفاهيم وطقوسيات ولا حتى كعلاقة بين الإنسان والرب والسماء وما بعد السماء، إنما كظاهرة معرفية في حدود ما قلنا الموضوع والإطار نجد أن هذه الظاهرة قد تكون الأكثر عرضة لمحاولات الإنسان الفكاك بينهما، ولم يسلم أي دين من هذه الإشكالية حتى مع قطع القرآن مثلا بأن كتاب الله محفوظ ومعصوم من الخطأ والزلل وأن ما جاء به محمد باق مع بقاء الدنيا لا يتحول ولا يزول، فما إن رحل مؤسس هذه الأمة حتى ذهبوا للإطار الجامع كتاب الله دستورهم ومفتاح مغاليق وجودهم فوضعوا له قرين، وصنعوا له ند وضد وميزوا بينهما على أن هذا الكتاب لم يحصل على الكمال ولم يبلغ التمام، بالرغم من أنهم يحتفلون كل عام بمقولة (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي)، فقالوا الكمال ليس في الإكمال والإتمام في أنه بلغ عن مجهول في الأرض معلوم في السماء، فمن المنطق أن نحمل الثقلين بدل الواحد سنتي وصحبتي وعترتي ونقمتي.
أول هذه الأساطير أن الدين يجب أن يكون بممثله الأعلى حاكما باسم الله ومسيطرا ومهيمنا على المجتمع البشري، بأعتبار أن الله أوكل للزعيم أن يكون القائد الأوحد والسيد الأرشد، وبناء على كون النبي أو الرسول هو من جاء بالدين وصار المعلم والقدوة والذي يجب أن يطاع، فعلى هذا التقدير يجب أن يخضع الناس لما بعده كخضوعهم له، مع أن كبار عقلاء الدين كانوا بقولون أن المجتمع أي مجتمع ديني أو غير ديني لا بد له من رأس يديره أو نظام يحتويه، فالدين ليس مؤسسا للحاكمية ولا من واجبه أن يكون كذلك، فهو رحمة من الله للناس وهدى وخيار مستقيم، فما كان لله يبقى لله وما كان للبشر فهم فيه أصحاب شورى ورأي وأجماع مقبول ومنطقي، فلو ترك المسلمون دينهم كثقافة ومعرفة وقيم أخلاقية وفصلوا بينه وبين السلطة، لما تفرقوا وأختلفوا وتقاتلوا ومزقوا أنفسهم كل ممزق.
الأسطورة الأخرى التي ركبها كهنوت الدين وفرسان معبد السلطة هي أن الله رب المسلمين وحدهم، وما خلق الكون وكون الخلق حتى يأت زمانهم للوجود ليحكموا فيه باسم الله وبتفويض منه ورعاية لا حدود لها ولا أمد، فهم بهذه الحكاية علة العلل وهو معيار الإيمان الأسنى ومقياس التدين الأعظم، وما عداهم مجرد أقوام حكمهم حكم الأنعام ومنهم من هو أضل منها سبيلا، فقد أثار فيهم النص (كنتم خير أمة أخرجت للناس) مزرعة الوهم ومنبت الخيلاء التي قيدت من محاولتهم أن ينظروا للحق بعين الواقعية، فصاروا أسرى لها وضاعوا عندما عجزوا أن يكونوا خير أمة، فتقهقروا وعادوا لجاهليتهم يقتلون بعضهم بعضا، ويذبحون أنفسهم بعض على بعض بما لا يستدعي حتى الزعل البسيط، فقد قتلوا ألافا منهم لأجل أن ينصروا فلانا ال....مؤمن ضد علان .... المؤمن، وفلان وعلان كان بإمكانهم أن يفضوا النزاع بينهم بالتي هي أحسن، فأي خيرية في هذه الأمة التي تتغنى بالدم وتسيح به وكأنها في عرس لا يتكرر إلا نادرا.
الوهم الثالث الذي أنقادوا له كتفكير جمعي في حينها وأورثوه لما جاء بعدهم بناء على الفرضية السابقة كونهم خير أمه، هو وهم المسئولية عن إصلاح الكون طبعا وفق منظور ذاتي ومنحوا أنفسهم حق الإصلاح كغاية وفق نموذجهم بغض النظر عن الوسيلة، وهذا خلاف أصل الدين، فالأصل أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، وأدخلوا في السلم كافة ووووو الكثير من مفردات المنهج الإصلاحي القائم على عتبتي الحرية والإرادة، ولو نظرنا إلى ما عرف بالغزوات في عهد النبي وهذا جزء من تزييف التاريخ الذي مارسوه على أنفسهم أول مرة، كانت كلها دفاعا عن النفس وتأديبا عن أعتداء، ولم تكن في أي حالة من الحالات المسرودة فعل لغرض نشر الدين أو إصلاح الأخرين، فلما رحل مؤسس المجتمع والناطق باسم الله قلبوا الحكاية وفرضوا الوصاية على الإنسان بالسيف والراية، ووضعوا عشرات الأحاديث ومئات القصص التي تحي قتال الأخرين بعنوان الجهاد في سبيل الله، وسلب حقوق الناس وتخريب أوطانهم بحجة إصلاحهم وهدايتهم للصراط المستقيم، فحملوا وزرا على وزر وظلما على ظلم، لكنهم جنوا الذهب والفضة والجواري والسبايا والغلمان، فصار قانون السلب والنهب والأعتداء آية ربانية أبدلوها بالنص الذي يقول (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).
الأسطورة الرابعة التي ركبت عقل المجتمع الإسلامي وأخذته نحو زوايا اللا منطق واللا معقول هي فكرة أن ما عندهم وما وصلهم هو نهاية الوجود، وفهموا فكرة الخاتمية على أنها غلق كل مجال لتطور المفاهيم أو تطور الفهم العام والإدراك الجمعي، وبذلك أوقفوا الزمن عند تلك النهاية الجميلة كما يتصورون، فمن غير المسموح لنا أن نخرج من دائرة عقل عصر الرسالة شخوصا وأفكار وطرائق فهم وأحداث وحتى روح العصر بكل ما فيها من صالح وطالح يجب أن تبقى هي السائدة كمثال دائم، هذا الوهم الذي أقفل كل الطرقات في وجه الإسلام دين وفكر وجعل من ذات الدين معبود بدلا من رب الدين، كبل العقل المسلم وأسره بالأحلام المثالية بالرغم من أن عصر الرسالة لم يكن مثاليا ولا أفلاطونيا بمعنى المدينة الفاضلة، فقد عانى الرسول من المنافقين من بين المسلمين أنفسهم ومن أخطاء الجيل الأول ممن عاصره مثل خالد بن الوليد وغيره، كما عانى من الحسد والغيرة والمؤامرة التي قاده الكثير من رفاقه للطعن به وبما يحمى عادة من قضايا الشرف والعرض والحمية، فتصوير عصر الرسالة على أنه المثل المطلق والجميل والحلم الذي يجب أن يتكرر وأن يسعى له كل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، هو حلم ابقاءنا في جسد صنم حجري لا يحس ولا يتحرك ولا يشعر بما يدور من حوله.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصمة التكوينية عند الإمامية وعصمة السلف الصالح عند خصومهم.
- في رحاب السماء
- أحلامي التي لا تكون
- العراق والعرب والعجم وحكاية التضليل
- نهايات الطريق بالموت وبدايات جديدة
- زيارة الى محراب النار
- انا من انا
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم 2
- اللغة المحكية شعبيا تنتزع حق البقاء والديمومة
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم
- رسالة صباحية .... إلى عينيك
- الفاعل في الكوارث والزلازل بين فهم أسبينوزا وفهم العقل الدين ...
- خطاب التفاهة والمحتوى الهابط ظاهرة ونتاج
- نشيد الأناشيد الصامتة
- النار والإنسان والعطش
- الله الفيسبوكي
- زيارة شهداء العراق
- عصر التفاهة وزمن السخافة
- سر السبعة والسبعات
- -إنما الميت نجس-


المزيد.....




- نشطاء يهود يقتحمون مبنى البرلمان الكندي مطالبين بمنع إرسال ا ...
- بيان جماعة علماء العراق بشأن موقف أهل السنة ضد التكفيريين
- حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات ...
- استطلاع رأي -مفاجىء- عن موقف الشبان اليهود بالخارج من حماس
- ولايات ألمانية يحكمها التحالف المسيحي تطالب بتشديد سياسة الل ...
- هل يوجد تنوير إسلامي؟
- كاتس يلغي مذكرة -اعتقال إدارية- بحق يهودي
- نائب المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يصل موسكو
- الجيش السوري يسقط 11 مسيرة تابعة للجماعات التكفيرية
- بالخطوات بسهولة.. تردد قناة طيور الجنة الجديد علي القمر الصن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج1