أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أحلامي التي لا تكون














المزيد.....

أحلامي التي لا تكون


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7529 - 2023 / 2 / 21 - 16:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كنت مرجعا دينيا سأفتي:.
• أن الدرس الديني والزي الديني والمنزلة عند الناس لا تضمن لأحد القرب من الله، بل العمل الصالح عنوان الصدق والقرب والطهارة، والأصل تزكية النفس عن الرياء والأطهر في العمل هي النية الصالحة.
• أقول وأعمل على أن مال الله ومال رسوله للناس كافة، فالله رب الناس ورسوله أبو الأمة، والناس كلهم شركاء في خلافة الرب وفي إرث أبيهم، وأنا ومن معي على هدى أو في ضلال مبين.
• إشباع جائع عند الله خير من ألف صلاة في محراب لا يأمرك بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه والمسكين واليتيم وأبن السبيل، إذ أن الدين رحمة قبل أن يكون نعمة.
• من أجل أن تكون ربانيا حقا ستأخذ على عاتقي نشر كلمة (أقرأ) بروحها وجوهرها، وأفتي أن أعظم القربات لله بعد الحب أن تجعل الناس تقرأ قبل أن تسمع، وتقرأ قبل أن تتكلم، وأن دور العبادة ليست أطهر من المدارس.
• حتى أستحق كلمة مرجع فلا بد لي أن أراجع حال الناس كل يوم وليلة وأرفع تقريري إلى الله قبل الخلود للنوم، اخبره ما يعرفه هو لكن لأكون صادقا مع الصادق وأقول له بلا تردد (أوزعني هدايتك وخدمة الناس).
• ولأكون صادقا مع الناس أولا سأجعل أول معتقداتي الخاصة محاربة الفقر ليس بالتصدق عليهم بل بإلزام الدولة ومن يتبعني بمحاربة الفقر، ومن لم يمتثل لذلك فقد برأت ذمتي منه وسأكون أول من يتضامن مع الفقراء بإعلان صيامي الدائم عن كل ملذات الدنيا التي يتحسر عليها الفقير والمسكين.
• ولأجل أن يكون لوجودي معنى وأثر سأعلن بكل وضوح وصراحة أن الدين لله فمن أراد الله فليبحث له عن دين، ومن لا يؤمن به فهو حر لأنه علم وعرف والعارف لا يعرف، وما على الناس من سبيل غير الله، فليس من مسئوليتي أن أصنف الناس بقدر ما أحاول أن أشرح لهم دليل إيماني بالله وهم أحرار بما شاءوا وإن شاءوا.
• سأفتي بأن العمل من أجل العيش والكرامة والسلام أولى من التعبد والله أرحم من العبد، فهو يتقبل حتى العبادة القلبية مع العمل ولا يتقبل العبادة الحسية مع الكسل، وهو الذي قال أعملوا ولم يقل تعبدوا.
• ولأخلي مسئوليتي أمام الله والناس وأتبع الحق لن أترك فاسد يعيث في الأرض مطمئنا ولا أدعه في غيه هانئا مهما كان قريبا أو نسيبا ولو كان أبي أو أبني، فعهد الله أعظم وسخط الله على المتقاعسين أوخم.
• وسأفتي حصرا لمن تولى أمر الناس (كن ربانيا سيكون الله والناس معك ولا داع لأن ترم نفسك بالتهلكة وأنت تبيع الوهم وتتخذ السوء مغنما)، فأما أن تكون قادرا عليها فتنجو، أو دع عنك ما لا تتحمل فلن يكلف الله نفسا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت.
• سأقول وأكرر القول أن غاية الله من الدين ليس التعسير على بني آدم بل العمل على تسهيل الحياة وأعمارها بالخير والعمل الصالح الذي تبنى فيه الأوطان، وما الفروض والواجبات إلا راحة للعقل ومحطة توقف لمراقبة النفس وحثها على أن تكون دوما عنصر خير وسلام فقط.
• سأقول وأكرر أولى الناس بالأنبياء وأقربهم منزلة (من عمل على إزالة الظلم ونشر التسامح وألف بين القلوب)، فهذه أولويات الدين ومنهاج الصالحين، فمن أمن بالله كف شره وشر من أراد بالناس شرا خير البرية، وليس المعروف ومنهاج الصلاح يعني أتقاء الضرر الفردي بحجة مراعاة الواقع والتقية من الظالمين.
• سأعلن أن المرجع لا مقدس ولا متقدس بذاته، وإنما هو بشر مثلكم أبتلاه الله بما لا يطيق غيره، فأعينوه على بلائه ولا تكونوا كمن جاور الحداد إن لم تحترق ثيابه أصابه الشرر.
• ليس المهم أن تحصي ما تعبدت به لله ما لم تجرك العبادة إلى نفع غيرك بها، فلا تكن عبدا لها وكن عابدا في محراب الحق وأهله، وأن تكون نبيا برسالة ورسولا بين الناس لدينك وقدوة حسنة لمن أبى وأستكبر.
• في أعتقادي وضميري أن سخط الناس بزول حين يعرفون أن الحق أولى أن يتبع، وحذاري من غضب الله على الظالمين، فألتمسوا ما يرضيه لا ما يرضي أهل الأهواء والبدع، وما أنا عليكم بوكيل ولا كفيل ولا نائب بل أنا مستشار رشيد إن أحسنت وأصدقت الناس قولا.
• سأعلن أن الجهاد في سبيل الله هو جهاد النفس (أولا) في أن تكون للناس عونا وسندا، فخير الناس من نفع الناس وليس من تميز عنهم أو تعالى ظنا منه أن الدين ميزة ترفعه وتحط غيره، فالدين لله، وعامل البشرية معاملة الأب لأبنائه مهما كان أحدهم متفقا معك في ما تحب أو مختلفا فيما لا ترضى.
• ولأضمن أن لا أحد يخدعني من نواب ووكلاء وأئمة يصلون في الناس سأكون أنا الإمام الذي يرقب الأسواق ويزور المستشفيات ويذهب للفقراء في أماكنهم أسمع وأسمع وأسمع وأقرر بعد ذلك.
• سأحرم على كل من يتحمل مسئولية في المجتمع أو الدين أو السياسة أن يتمتع بخلاف المعقول من العادة، وسأفتي أقربكم لله ورسوله أشدكم حرصا على مراعاة الناس في أحوالهم، فالعمل لأجل الله عمل تطوعي ليس مأجورا ولا بثمن فمن أراد القرب أستقرب ومن أراد مغانم الدنيا فعليه بالأسباب الشرعية.
إذا ما يخشى على الدين ليس مما فيه حتى لو كان غير عقلاني لأن الواقع العملي سيمنح المصير لهذا الوصف أو غيره، ولكن ما يثير الحيرة والعجب هو تصرف العقل البشري تجاه القضايا الإشكالية التي يطرحها الدين وطريقة بسطها واقعا حسيا عمليا، بين متمسك أعمى بقراءته وفهمه الخاص لما فيه حتى لو خالف وعارض العقل والمنطق، ومرة حين يغمض عينيه مما فيه جاحدا ومنكرا دون دراية أو فهم لمجرد أن ما عرفه أو ما وصل له من ظلال المتدين لا يتناسب مع طروحاته أو مسلماته، وأحيانا يعرف أن في الموضوع إشكالية قابلة للفهم والنقد والتوضيح والتصحيح وعلينا أن نفعل شيء ما تجاه ما نجد، لكنه لا يفعل ذلك لأن فيه ما يزيد من عبء التعقل أو خشية من ترتيب نتائج لا توازي رغبته في أن يبقى غير مقيد بأصول أو مرتبط بأطر .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والعرب والعجم وحكاية التضليل
- نهايات الطريق بالموت وبدايات جديدة
- زيارة الى محراب النار
- انا من انا
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم 2
- اللغة المحكية شعبيا تنتزع حق البقاء والديمومة
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم
- رسالة صباحية .... إلى عينيك
- الفاعل في الكوارث والزلازل بين فهم أسبينوزا وفهم العقل الدين ...
- خطاب التفاهة والمحتوى الهابط ظاهرة ونتاج
- نشيد الأناشيد الصامتة
- النار والإنسان والعطش
- الله الفيسبوكي
- زيارة شهداء العراق
- عصر التفاهة وزمن السخافة
- سر السبعة والسبعات
- -إنما الميت نجس-
- مبدأ النسيان والشهود
- حكاية الظلم والظالمين والمظلومين
- سلاما أمنا الأرض فقد نزل فيك من نحب 3


المزيد.....




- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أحلامي التي لا تكون