أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العلامة الجنجلوتي وأفكاره في المنقذ ونظرية العدل المطلق. ح1















المزيد.....

العلامة الجنجلوتي وأفكاره في المنقذ ونظرية العدل المطلق. ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 17:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا شخصية العلامة الجنجلوتي شخصية حقيقية وخيالية في نفس الوقت، فهو حقيقي لأنه يتكلم بمنطق الحق وقواعد العاقل الراشد دون أن يحاول التلاعب بالمفردة أو الفكرة، فهو بذلك حقيقي مئة بالمئة على مستوى الطرح أو مستوى التنبيه على قضايا حقيقية ضاعت في زحام الزيف والتحريف والتحوير والتدليس، أما كونه شخصية خيالية فهو ليس أبن الواقع ولا الواقع بكل ما فيه من تجاذبات وأضطرابات لا يقبل به بل يجعل منه ند مضاد نوعي إلا ما ندر من أفكار تتساوق مع طروحاته، إذا كل ما يكتبه العلامة الجنجلوتي يريد منه إظهار وتعرية الواقع الديني المزيف الذي عمل الكهنوت الحزبي والسياسي والسلطوي والمالي على تجذيره ليكون بديلا عن روح الدين وجوهر الرسالة وحقيقة ما يصبو له المجتمع الإنساني الراشد من هدف وغاية.
يقول العلامة الجنجلوتي في مؤلفه من أشراقات العقل (البعض يبشر بدولة عادلة يقودها رجل أو نظرية ستحقق ما عجز عنه الانبياء والرسل، الحقيقة ما لم يتغير الإنسان ويشعر بالحاجة الضرورية جدا للعدل، لا أحد يمكنه أن يجعله قانونا ولا نظاما للوجود، والله قطع بالنص استحالة قيام العدل المطلق من قبل الانسان بقوله (وكان الإنسان ظلوما جهولا)، فطالما الأداة والمبتلى والهدف ظالم وجاهل فلا عدل قائم ولا ظلم يزول)، لم يفتي أحدا من قبله بهذا المنهج بل ولم يصرح أحدا لا من المصلحين ولا من المطبلين للكهنوت أبدا بأن أصل النظرية باطل ولا يستوي مع إرادة الله التي كان محورها الأساس التنوع والأختلاف والتمايز (وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحدة وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ) إذا هنا أيضا قطع الله على البشر أن يكونوا أمة واحدة بعد أن تفرقوا شيعا وأحزابا بسبب (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)، فبعد النبيين ونزول الكتاب أنقسم الناس أحزابا وكل حزب بما لديهم فرحون، إذا أردنا للناس كهدف غائي أن يعودوا الناس أمة واحدة علينا أن نعزل النبيين أولا ونرفع الكتاب وفقا لسياق الآية ومنطقها، ومن هنا فالتمسك بالنبيين والكتاب لا يحل المشكلة بل يجذر الانقسام ويجعل من أمر الوحدة أمر محال..
في ما كتب مرة من كتابه "تخاريف الكهنوت" أنه ذكر قضية جدلية قياسية وإن لم تكن حقيقية ولكن طرحها واقعي وحقيقي وفقا لمواردنا الفقهية والروائية، وهي قضية فقدان السند النصي والحكم لأخطر قضية تتعلق أصلا بمشروع الله الفاشل الذي لم يحقق أي نتيجة حسب زعم الفقهاء والعقائديين، وأن الأمر معلق ومناطه المنقذ الكوني، فيقول (لقد ذكر القرأن قضية المنقذ الكوني في سورة من السور، لكن الداجن لم يعجبه كلام الرب فأكل السورة وبقي حكمها في صدور الرجال، ومن صدور أولئك الحفظة جزاهم الله عرفنا ديننا وعرفنا تفاصيل حكاية المنقذ الكوني، الذي سيأتي لمدة سبعة أعوام يصلح الكون وبعدها تعود حليمة لعادتها القديمة، وكان الله اراد فقط أن يعلمنا أنه قادر أن يحقق العدل المطلق، ولكن ليس دائما فهذا صعب عليه، لذا جعل السبعة أعوام دليلا لها، فمن عاش فيها كأنما عاش الجنة وعالمها ومن لم يعشها عليه أن يحلم فقط)، فالكهنوت المعبدي لديهم الأستعداد الكامل لأن يخترعوا أي سبب أو تبرير ما لكل قضية، وبذلك تسلحوا ضد العقل الراشد بسلاح القداسة المبني على ما روي عن سيدنا فلان، وقال سيدنا علان في حديث طويل أو قصير، مع أن القرأن الذي هو وحي الله حسب ما يقولون لم يذكر ولم يصرح ولم يفطن لما قال هؤلاء "سيدنا ومولانا وشيخنا"، فقول هؤلاء المزاعيم فوق القرآن وعلى من يؤمن بالقرآن كتاب الله، أن يؤمن بأن هؤلاء شركاء الله في التشريع والتنظير والتقويل.
في صفره الخالد المسمى " من تاريخ الكهنوت من آدم حتى نموت" يذكر العلامة حقيقة متعلقة بما سبق من قضية المعبد وشياطينه الذين أعتقلوا الله هناك وأنتزعوا منه أختامه ومنعوا عنه أن يتواصل مع خلقه، ليحلوا ويخلوا لهم الجو منفردين طغاة ديكتاتوريين يبكون على الله ومظلمته، وهم أول من ظلم وأول من أستعدى الناس عليه، فيقول في لمحة موجزة (ويبقى الكاهن المستبد يصول ويجول في دولة الفساد التي صنعها ليرضي شيطانه، ويخدع الناس بأن الله تعالى قال في الجزء المخفي من الرسالة، ان اطيعوا كاهن معبدك ولا يفرقنكم العلمانيون، فبعزتي وجلالي لقد منحت الكهنة كل صلاحياتي وقوتي لتأديبكم أو تكونوا كقطيع النعاج لهم، فكونوا عبيدا لأسيادكم ودعوني انام مرتاح البال ومطمئن، أن سيوفهم بدل هراوات الشرطة تقودكم للجنة أو النار)، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الكهنوت بما لا يليق ولا يعظم ولا ينحني، وحتى يكون لهم اليد العليا ولله اليد السفلى صنعوا كتبا وألفوا قصصا وروا حكايات عن الجن الأزرق، تؤيد عصمتهم وتبشر بوكالتهم عن الله، كما أخترعوا ألافا من الرجال الذين لم تلدهم نساء ولا كان لهم أباء أو وجود، ليكونوا شهودا ومشاهد وشهادات صدق لما يزعمون، والنتيجة التي يريدها معبد الشيطان أن يخاطب البشر بقوله "أينما تذهبوا فخراجكم لي".
لم يستنكر العرمة الجنجلوتي ما ذهب إليه الكهنوت الديني من أخلام طفولية غبية ولا جعل هدفه نقد هذا الفكر الضلالي، وسخر عقله أيضا لنقد الكثير من الأفكار والنظريات الأخرى التي تلتقي مع فكر الكهنوت بالرغم من المسافة البعيدة بين الأثنين، لكن النظر لها بتجلياتها وجوهرها المضاد لقانون الوجود نجده يطعن أيضا في الفكر المناوئ كما يبدو للفكر الكهنوتي، فقد ذكر في مقارنة ومقاربة بسيطة بين فكرة المنقذ الكوني الكهنوتية وفكرة المشاعية الكونية المادية، فوجد أن كلاهما يشتركان في مبدأ حالم واحد أساسه الأقتراض المحال، فيقول (الشيوعية ونظرية المنقذ الكوني انطلقا من افتراض واحد هو أن الإنسان يمكن أن يتحول لملاك في لحظة قرار، لذا لكليهما وقعا في نفس النتيجة واستحالة التطبيق بالنهاية، لأن لا الملائكة تقبل أن تكون بشرا ولا البشر يستطيع أن يغادر كينونته الجعلية التي أساسها التقوى والفجور ليكون ملاكا كيوتا، يسمع ويطيع وينفذ بلا نقاش ولا عناد ولا تمرد)، الأفتراض الحالم هنا تجرد الإنسان من روحه الفاعلة ليتحول إلى أداة تعمل دون وعي ودون دافع حقيقي لأن يظهر وجوده المتمايز كما أراده قالب الجعل والتصنيع ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، فالله لم يصرح ولم يقول ولكن سيأتي زمان على الناس سيعودون أمة واحدة مهديون أو شيوعيون.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنقذ الكوني ..... من قضايا الوهم والتوهم....
- حكاية العم عبد عنيد مطرود
- حلم مطرود القديم
- الممكن العقلي الكائن بين الطبيعي أصلا الواقعي فعلا.
- (وما على الرسول إلا البلاغ المبين)
- الموتى.... لا يعرفون الزمن...
- رصيف مقهى رضا علوان
- بعض الإشكاليات الساخرة في منطق العقل المسلم..
- رسائل وسؤلات لأبونا الذي كان في الفلك المشحون
- نحو جنة جديدة
- عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج2
- عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج1
- العصمة التكوينية عند الإمامية وعصمة السلف الصالح عند خصومهم.
- في رحاب السماء
- أحلامي التي لا تكون
- العراق والعرب والعجم وحكاية التضليل
- نهايات الطريق بالموت وبدايات جديدة
- زيارة الى محراب النار
- انا من انا
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم 2


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العلامة الجنجلوتي وأفكاره في المنقذ ونظرية العدل المطلق. ح1