أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج2













المزيد.....

عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 01:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


والأسطورة الخامسة وهي من الأمراض النفسية والعقلية التي أصابت بعض المسلمين بل وغالبيتهم أنهم يؤمنون بالشيء ونقيضه في آن واحد وعلى سطح واحد، ويظنون أن ذلك مما يمكن الجمع فيه والتجمع عليه، فهم يعدون أهل الكتاب مشركين ومنهم محرفين وهم "غير المغضوب عليهم" وهم أيضا "الضالون" وأن عليهم كمسلمين واجب دعوتهم للإسلام وإصلاح عقيدتهم بالتخلي عما أمنوا به، ويفرحون أيما فرح لو أستبصر نصراني ويكون الفرح أعظم وأكبر لو كان المستبصر يهودي، ولكن يؤمنون بنفس الوقت أنهم علماء ويعرفون الله والدين أكثر من غيرهم وأن الكتابي من مراجعه الأساسيين في فهم الإسلام، وأن هذا الكلام ليس أجتهادا منه هو أمر الله (وأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، هذه الإحالة من الله لهم تعني أنهم من يثق الله بهم وبدينهم وأنهم على الحق في أقل الأحتمالات، فكيف جمع المسلم بين الحكم بضلالتهم وأن الله غضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير ويطلب منه في نفس الوقت أن يأخذوا بعض دينهم مما لا يعلمون من هؤلاء القردة والخنازير؟ سؤال في حضرة أصحاب العقائد والفقه والأجتهاد وبدون أن يذكروني قال أبو هريرة وورد عن بعض من جماعتنا.
بعض ما ساهم في تشويه عقلانية الإسلام ومنطقية حلوله هي عقيدة الناس بأن الله يفعل ما يشاء كما يشاء وفق ما يشاء بدون ضابط فرضه على نفسه لتقنين هذه الإشاءة، هذه ما يعبر عنها الفكر الديني بالمعجزات أو التدخل اللا منطقي في حركة الوجود أنيا أو تفصيليا وحتى جزئيا ليقنع الإنسان أنه قادر، فالمعجزة بالفكر الديني ليست إلا وسيلة من الله بعد أن عجز أن يقنع البشر بنظريته ورؤيته الكلية والشمولية الموضوعة بقوانين ومعادلات الوجود والنشأة والديمومية، لذا فكثيرا ما يلجأ العقل الديني لأجتراح المعجزات ونسبتها لله العاجز في إقناع من لا يؤمن حتى ينتهك السنن الطبيعية، فعندما أراد الله تعالى يثبت للمسلمين بأنهم أصحاب حق وأن اليهود هم الباطل والذين تحصنوا في حصن خيبر، فبعث عليا ليقتلع باب الحصن التي يعجز أربعين رجلا من تحريكها وليس قلعها، وبذلك أثبت الله للإنسان المسلم واليهودي أنه قادر على كل شيء وقدير، هذه ليست حالة منفردة فقد حن جذع نخله وبكى لحديث رسول الله، كما كسف لأحد الخلفاء الحجاب ليرى جيشه على بعد ألاف الكيلومترات ومن بين الجبال ليصدر لهم توجيهاته العسكرية التي لولاها ما انتصر المسلمون، هكذا هي نظر البعض من المسلمين لخدمة الله لهم وحرصه الزائد على نصرهم بأي حال.
الأسطورة السابعة من السبع الأوائل هي عقيدة العداء المقابل الذي يضمره أصحاب الأديان الأخرى أو من الكفار والمشركين والملحدين ضد الإسلام، بأعتبار أن الإسلام هو دين الله ومن لم يتخذ من الإسلام دينا فهو من الخاسرين، وعليه فمن يؤمن بعير عقيدة المسلمين لا بد أن يكون في أحسن الأحوال يود أن يكون مسلما ولكن إبليس والشيطان يمنعانه، لذا فهم مبلسون متشيطنون لا يجب الرحمة بهم ولا مسامحتهم، أساس هذه العقيدة هو أن الله قد قال في نص له (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) المائدة (82)، الخلل إذا أين طالما الله تعالى يقول ذلك ويفر به؟ الخلل أيها الناس عندما نجعل مقصد ودلالة وتخصيص النص بالمسلمين بدل المؤمنين، والمعروف أن الله تعالى هو من فرق بين المسلم والمؤمن بقوله (ولا تقولوا أمنا بل قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان قلوبكم)، فليس كل المسلمين بالقطع مؤمنين وفيهم المنافقين الذين حتى رسول الله مع علمه لا يعلم بهم، وبالتالي فالخطاب ليس موجها للمسلمين عموما ولكن للمؤمنين تخصيصا وتنصيصا وقد ذكر الله وأن قليلا منهم لمؤمنون.
وإلى ثامنة الأساطير الإسلامية التي دخلت إلى بيت الدين من شباك عقائد الأخرين دون أن تمر كما هو المعتاد من بوابة الدخول الشرعية، تلك قضية القداسة والتعظيم والمبالغة في وضع الشيء فوق طاقته وعلى غير محله، فبعد أن تحول مسجد الرسول وهو بناء متعدد الأغراض من مستلزمات الدعوة والبناء الاجتماعي من دائرة الوظيفة إلى دائرة المقدس المحرم، جرى توظيف هذا التحول لكل المساجد والجوامع، وأصبحت أرض الجامع بل ومن ينتسب له أو جزء منه محل تعظيم مبالغ فيه، وبذلك منح المسلمون المكان والحال رمزية قدسية لم ترد في نصوص الدين ولم بشار الى عموميتها بنوع من هذا الوهم، وأطلقوا على تلك الأماكن بيت الله وما يحوي الله بيت ولا مكان، حتى بكة أو الكعبة المشرفة لم تكن بيت الله بل البيت العتيق والمسجد الحرام وأول بيت وضع للناس، وميز فيه مكان واحد هو مقام إبراهيم، فكيف حول الناس بيت الناس إلى بيت الله الحرام وإخراجه من وظيفة المسجد إلى وظيفة البيت، هذا ليس تنقيصا من ضرورة أحترام المساجد والجوامع وأماكن العبادة، بقدر ما هو تصحيح للمفاهيم وإخراج بعض الأقكار المتوهمة من عقل الإنسان الديني.
والأسطورة ما قبل الأخيرة والتي صارت جزء من مسلمات الفكر الديني عند المسلمين هي ما رشح من فكر التوراة والتلمود ليصل إلى عمق العقيدة الإسلامية وجزء لا يتجرأ منها، فقد ذكرت نصوص القرآن آدم البشر أبو الإنسان ومحاطبة الله له بأنه وزوجه ولم يشير له بمسمى محدد وزوجه بمسمى محدد، فأدم عند الله وفي النصوص اسم جنس مثل الملائكة ومثل الجن ومثل الحور العين، هو وزوجه كما أشار إلى مكون أخر هو وقبيله، لم يكن آدم شخص يحمل أسم منفرد وزوجه أسمها حواء، ولم يخلقها من ضلعه كما ورد في التوراة ولم يكن للشجرة وصف محدد لا تفاحة ولا برتقالة لأن الأسماء تعرف عندما يتم الأتفاق مسبقا على تصنيفها بين أقراد الجماعة، إنما أشارت النصوص لحالة رمزية تتضمن معنى شاقولي وأفقي يتعلق بقضية حتمية النزول إلى الأرض وبداية عالم الوجود، لم يكن الله مخطئا في تقديراته وأنه لا يعلم ما يدور بين أدم وغريمه، يل هو يعلم بما توسوس النفس قبل أن تتحرك صوب الفعل، هذه الروايات والأفكار التي تسللت للدين الإسلامي تكشف ليس ضعف العقل العربي الذي سارع بالتصديق والإيمان بها، بقدر ما يكشف أن التجربة المعرفية التي ترسخت لم تكن عفوية ولم تكن طارئة ولا هي من باب الصدف.
وأخر الأساطير التي سطرت العقل المسلم وجعلته مدمن الرضوخ لما قيل وما يقال هي قصة دين الدولة ودولة الدين، وبالتعبير الإداري الحداثي مسألة مأسسة الدين ودين المؤسسة الأجتماعية وأيهما يقود الأخر، فهل الدولة هي التي تقود الدين؟ أم الدين هو من يقود الدولة؟ هذه الإشكالية لم تنجز على نحو موحد وإن كان التداخل بين المهمتين جاري على قدم وساق، فمن قال أن الإسلام دين ودولة، وأن الإمام فيها هو الحاكم الدنيوي والحاكم الديني يجمع بين السلطتين، إذا فلا بد أن يكون هذا الحاكم هو الأعلم بالدين وهو الأقدر على أن يكون فقيه الفقهاء وسيد المجتهدين وعالم الأحياء في كل مشارق الأرض ومغاربها ولو كان عبدا حبشيا، هذا الأصل ولكن في ذات الوقت وبعد تجارب مريرة تسامحوا في الشروط، وقالوا من يغلب على السلطة فهو خليفة رسول الله في الحكم حتى لو كان فاجرا جاهلا بالدين مطعون في عقيدته بشرط أن يكون قرشيا، ثم تسامحوا بالقرشية المهم أن يكون ذا قوة وقدرة على غلبة الناس على مصائرها وباركوا حتى للغير مسلم في حكومة المسلمين، هذا أطاح بأسطورة الإمامة الحاكمة زمنية ودينية وتشتت الرؤى وأشتد الخلاف ونسوا أن رسول الله ومنشئ ما يسمى بدولة الإنسان وفي نصوص القرآن لا ذكر لدولة ولا زعامة ولا رياسة، فقط طلب الله من الناس أن يكونوا على بينة من دينهم وأن يجعلوا الصراط المستقيم هدفهم لينالوا رضا الله ويصلحوا أمرهم ويعمروا الأرض، أما موضوع الرياسة والولاية فحكمها حكم بقية المجتمعات الحاكم هو الأفضل في الخدمة والإدارة والتدبير لا غير.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج1
- العصمة التكوينية عند الإمامية وعصمة السلف الصالح عند خصومهم.
- في رحاب السماء
- أحلامي التي لا تكون
- العراق والعرب والعجم وحكاية التضليل
- نهايات الطريق بالموت وبدايات جديدة
- زيارة الى محراب النار
- انا من انا
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم 2
- اللغة المحكية شعبيا تنتزع حق البقاء والديمومة
- كيف لنا أن نفهم الدين العراقي القديم
- رسالة صباحية .... إلى عينيك
- الفاعل في الكوارث والزلازل بين فهم أسبينوزا وفهم العقل الدين ...
- خطاب التفاهة والمحتوى الهابط ظاهرة ونتاج
- نشيد الأناشيد الصامتة
- النار والإنسان والعطش
- الله الفيسبوكي
- زيارة شهداء العراق
- عصر التفاهة وزمن السخافة
- سر السبعة والسبعات


المزيد.....




- سفارة الإمارات بإسرائيل تعبر عن حزنها في ذكرى -المحرقة- اليه ...
- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - عشرة أساطير هزت مكانة الإسلام في العقول. ج2