أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالك ابوعليا - المخابرات المركزية الأمريكية وعداء مدرسة فرانكفورت للشيوعية















المزيد.....



المخابرات المركزية الأمريكية وعداء مدرسة فرانكفورت للشيوعية


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 10:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأليف: غابرييل روكهيل*

ترجمة مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

أُسس صناعة النظرية العالمية
كانت نظرية مدرسة فرانكفورت النقدية-جنباً الى جنب مع النظرية الفرنسية- واحدةً من أهم السِلَع في صناعة النظرية العالمية. لقد عَمِلا معاً كمصدرٍ مُشترك للعديد من اتجاهات النقد النظري الذي يُهيمن حالياً على السوق الأكاديمي في العالم الرأسمالي، انطلاقاً من نظرية ما بعد الاستعمار، الى نظرية تفكيك الاستعمار decolonial theory ونظريات الأقليات queer theory، وصولاً الى نظرية التشاؤم الافريقي وما بعدها. لذلك كان التوجه السياسي لمدرسة فرانكفورت تأثيراً أساسياً على المثقفين الغربيين على صعيد العالم.
ان الشخصيات البارزة من الجيل الأول في معهد البحوث الاجتماعية، ولا سيما تيودور أدورنو وماكس هوركهايمر-الذين سيكونانن محور هذه المقالة-هم من يُشار اليهم في العادة على أنهما روافع الماركسية الغربية أو الثقافية. بالنسبة لاولئك المُطلعين على ابتعاد يورغان هابرماس عن المادية التاريخية في الجيلين الثاني والثالث من مدرسة فرانكفورت، غالباً ما يُمثّل هذا العمل المُبكّر فترة ذهبية حقيقية لمدرسة فرانكفورت، عندما كانت لا تزال تُكرّس نفسها لبعض الامكانات السياسية الراديكالية-على الرغم من كونها تشاؤمية وسلبية. ان كان هناك ذرّة من الحقيقة في هذا الافتراض، فسيكون هذا فقط بقدر ما يتم مُقارنة فرانكفورت المُبكرة بالأجيال اللاحقة، التي أعادت صياغة النظرية النقدية كأيديولوجيا ليبرالية راديكالية-أو حتى ايديولوجيا ليبرالية صارخة(1). ومع ذلك، تكون هذه المُقارنة في أدنى حالاتها، عندما يختزل المرء السياسية الى علم السياسة الأكاديمية. في النهاية، عاش الجيل الأول من مدرسة فرانكفورت احدى أكثر الصراعات الطبقية هولاً في القرن العشرين، عندما كانت تدور هناك حرب عالمية فكرية حقيقية حول معنى وأهمية الشيوعية.
سيكون من المُهم، من أجل تجنّب أن نخدع التاريخ، أو أن نقع في فخ ضيق الأُفق الذي يُميّز الأكاديميا الغربية، أن نضع أعمال معهد البحوث الاجتماعية في سياق علاقته بالصراع الطبقي العالمي. كانت إحدى أهم سمات ذلك السياق، هي المُحاولة اليائسة للطبقات الرأسمالية ومُديري دولهم وايديولوجييهم لإعادة تعريف اليسار-على حد تعبير مُقاتل الحرب الباردة عميل وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية توماس برادن Thomas Braden- على أنهم يسار مُتوافق، أي غير شيوعي(2). وكما أوضَحَ برادن وغيره، بالتفصيل، فإن احدى جوانب هذا النضال المُهمة تتمثل في استخدام اموال النظام القائم، وواجهات وكالة الاستخبارات، مثل مؤتمر الحرية الثقافية Congress for Cultural Freedom من أجل الترويج للعداء للشيوعية واغراء اليساريين لاتخاذ مواقف ضد الاشتراكية القائمة بالفعل.
شارَكَ هوركهايمر في مهمة واحدة على الأقل نظمها مؤتمر الحُرية الثقافية في هامبورغ(3). نَشَرَ أدورنو في مجلة مونات Der Monat، المدعومة من وكالة الاستخبارات الأمريكية، وهي الأكبر من نوعها في أوروبا، والنموذج الذي يحتذي به العديد من مجلات وكالات الاستخبارات الغربية الأُخرى. ظَهَرَت مقالاته أيضاً في مجلتين أُخريين تابعتين لوكالة الاستخبارات الأمريكية: انكاونتر Encounter وتيمبو بريسينت Tempo presente، كما استضاف في منزله عميل الاستخبارات الأمريكية وقائد المُعادين للشيوعية في ألمانيا الغربية ميلفين لاسكي Melvin Lasky(4). لاسكي، مؤسس ورئيس تحرير مجلة مونات، وعضو اللجنة الادارية لمؤتمر الحُرية الثقافية، أخبَرَ أدورنو أنه مُنفتح على جميع أشكال التعاون مع معهد البحوث الاجتماعية، بما في ذلك نشر مقالاتهم على صفحات مجلته بأسرع وقت مُمكن(5). قَبِلَ أدورنو العرض وأرسَلَ له 4 مخطوطات غير منشورة، بما في ذلك مخطوطة هوركهايمر (خسوف العقل) العائدة لعام 1949(6).
وهكذا، كان شريك هوركهايمر مُرتبطاً طوال حياته ارتباطاً وثيقاً بشبكات مؤتمر الحرية الثقافية في ألمانيا الغربية، ويظهر اسمه في وثيقة تعود على الأغلب الى الأعوام 1958/1959، وضعت خُططاً للجنة تخص مؤتمر الحُرية الثقافية تشمل ألمانيا كُلها(7). بالاضافة الى ذلك، حتى بعد ان انكَشفَ هذا المؤتمر على أنه واجهة للاستخبارات الأمريكية عام 1966، استمر أدورنو في "العمل في اطار مزيدٍ من الخُطط لتوسعة مقر باريس لمؤتمر الحرية الثقافية" والذي كان "بزنس مُعتاد" تُشرف عليه الولايات المتحدة في ألمانيا(8). هذا ليس سوى غيضٌ من فيض كما سنرى، ولن يكون هذا مُفاجئاً خصوصاً أن أدورنو وهوركهايمر تصدرا عالمياً، شبكات نُخبة اليسار المُعادي للشيوعية.

تحليل دياليكتيكي للانتاج النظري
يستند التحليل التالي الى حساب دياليكتيكي للكُلية الاجتماعية التي تُمفصل الممارسات النظرية الذاتية لمؤسسي النظرية النقدية هذين داخل العالم الموضوعي للصراع الطبقي العالمي. انه لا يقبل الخط الفاصل التعسفي الذي يُحاول العديد من الأكاديميين البرجوازيين الصغار بشكلٍ يائس اقامته بين الانتاج الفكري والعالم الاجتماعي-الاقتصادي الأوسع، كما لو كان يُمكن فصل "فكر" شخص ما عن "حياته"، وكذلك عن نظام الانتاج والتداول والاستهلاك النظري، الذي سأشير اليه بالجهاز الفكري. مثل هذا الطرح غير الدياليكتيكي، هو أكثر بقليل من واحدٍ من أعراض المُقاربة المثالية للعمل النظري، والتي تفترض وجود عالم روحي ومفاهيمي يعمل بشكلٍ مُستقلٍ تماماً عن الواقع المادي والاقتصاد السياسي للمعرفة.
هذا الطرح المُسبق يُديم فيتيشية السلع الفكرية، يعني تصنيم المُنتجات المُقدسة لصناعة النظرية مما يمنعنا من وضعها في سياق العلاقات الاجتماعية الشاملة والصراع الطبقي. كما أنها تخدم أولئك الذين يتطلعون الى جزءٍ من الامتيازات التي يحصلون عليها داخل صناعة النظرية العالمية، مثل مدرسة فراكفورت النقدية وغيرها، لأنها تحمي صورة العلامة التجارية لتلك الامتيازات نفسها (والتي تظل سليمةً من خلال علاقات الانتاج الاجتماعية الفعلية). في حين أن فيتيشية السلعة الفكرية هي سمة رئيسية للاستهلاك في صناعة النظرية، فإن ادارة وتلميع صورة العلامة التجارية، هي السمة المُميزة لانتاجها.
من المهم أن نقول، من أجل مثل هذا التحليل الدياليكتيكي، بأن أدورنو وهوركهايمر قد حشدا كافة طاقاتهما في صياغة انتقادات تخص الرأسمالية والمُجتمع الاستهلاكي وصناعة الثقافة. بعيداً عن انكار ذلك، أود فقط أن أضع هذه الانتقادات داخل سياق العالم الاجتماعي الموضوعي، مما يستلزم طرح سؤال بسيط وعملي للغاية نادراً ما يُطرَح في الأوساط الأكاديمية: في حين تم الاعتراف بأن للرأسمالية آثار سلبية، فما الذي يجب فعله حيالها؟ كلما تعمّق المرء في حياتهما وأعمالهما أكثر، وكلما غربلَ الغموض المُتعمّد لخطابهما، كلما صار من السهل معرفة اجاباتهما، وصار من الأسهل فهم الوظيفة الاجتماعية الأساسية لمشروعهما الفكري المُشترك. لأنه على الرغم من انتقادهما الرأسمالية في بعض الأحيان، الا أنهما أكدا بانتظام أنه لا يوجد بديل، ولا يُمكن، ولا ينبغي فعل أي شيء حيال ذلك. أضافةً الى ذلك، سنرى، ان انتقاداتهم للرأسمالية تبهُت بالمقارنة مع اداناتهم التي لا هوادة فيها للاشتراكية. ان موديل نظريتهم النقدية، تؤدي في النهاية الى قبول النظام الرأسمالي طالما يُنظَر الى الاشتراكية على أنها أسوأ بكثير. وبعدم اختلافهم عن الخطابات العصرية الأخرى في الأكاديميا الرأسمالية، فإنهما يطرحان نظريةً نقديةً يُمكن أن يُطلق عليها نظرية "أي شيء ما عدا الاشتراكية".
ليس أقل ما يُثير الدهشة، في هذا الصدد، أن أدورنو وهوركهايمر قد حَظيا بالدعم والترويج في العالم الرأسمالي على نطاقٍ واسع. ما هو التكتيك الذي يجب اتباعه من أجل دعم اليسار المُتوافق والمُعادي للشيوعية ضد تهديد الاشتراكية القائمة بالفعل، غير دعم باحثين مثل هؤلاء باعتبارهم أهم المُفكرين الماركسيين في القرن العشرين، بل وأكثرهم راديكاليةً؟ وهكذا، يُمكن على هذا الأساس، اعادة تعريف الماركسية بأنها نوع من النظرية النقدية المُعادية للشيوعية التي لا ترتبط ارتباطاً مُباشراً بالصراع الطبقي، ولكنها تنتقد فقط جميع أشكال "الهيمنة"، والتي تنحاز في النهاية الى مُجتمعات السيطرة الرأسمالية التي تقف ضد الفظائع المزعومة لـ"فاشية" الدول الاشتراكية القوية.
بما أنه تم في السابق الترويج لمُعاداة الشيوعية المُتخلفة داخل الثقافة الرأسمالية، فلن يتعرف بعض القُرّاء على مُحاولة اعادة تعريف الماركسية هذه على الفور بأنها رجعية وشوفينية اجتماعية (بمعنى أنها تُبعد المُجتمع البرجوازي في نهاية المطاف عن أي بديل). لسوء الحظ، فقد تم تلقين شرائح كبيرة من سُكان العالم الرأسمالي حُقَن من الجهل، بدلاً من التحليل الدقيق، عندما يتعلق الأمر بمسألة الاشتراكية القائمة بالفعل. نظراً لأن التاريخ المادي لهذه المشاريع قد نُسِجَ من قصص الرعب الاسطورية حول البُعبع الشيوعي، فسيكون من الضروري من أجل فهم المُناقشة التالية، أن أُحيلَ القارئ الى عُمق وثراء أعمال مؤرخين صارمين بهذا الصدد، مثل آن لوكراي ريز Annie Lacroix-Riz ودومينيكو لوساردو Domenico Losurdo وكارلوس مارتينيز Carlos Martinez ومايكل بارينتي Michael Parenti والبيرت شيمانسكي Albert Szymanski وجاك بويلز Jacques Pauwels ووالتر رودني WRodney من بين آخرين. كما أنني أُشجع القارئ على دراسة المُقارنات الكمية المُهمة بين الرأسمالية والاشتراكية التي قام بها مُحللون صارمون مثل مينجي لي Minqi Li وفيسينتي نافارو Vicente Navarro ومؤتمر تضامن القارات الثلاث: معهد الدراسات الاجتماعية Tricontinental (9). مثل هذه الأعمال، لسببٍ وجيه، هي لعنة على الايديولوجيا السائدة: فهي تفحص الأدلة علمياً، بدلاً من أن تعتمد على ردود الفعل الايديولوجية الجاهلة والاستعارات الباهتة. هذه نوع من الأعمال المادية والتاريخية، والتي طغت عليها لوقتٍ طويل الأشكال النظرية التأملية النقدية التي روّجَت لها صناعة النظرية العالمية.

المفكرين في عصر الثورة والصراع الطبقي العالمي
على الرغم من أن حياتهم المُبكرة صاحبتها أحداث تاريخية عالمية، مثل الثورة الروسية، ومُحاولة الثورة في ألمانيا، كان أدورنو وهوركهايمر يشعران بالقلق من مُستنقع السياسيات الجماهيرية المُفترضة. في حين أن هذه الأحداث قد أثارت اهتمامهما بالماركسية، الا أنه كان اهتماماً ذو طبيعة فكرية في المقام الأول. لم يُشارك هوركهايمر الا بشكلٍ هامشي في أنشطة سياسية تتعلق بمجلس جمهورية ميونخ (جمهورية بافاريا السوفييتية الألمانية) بعد الحرب العالمية الأولى، لا سيما من خلال تقديم الدعم لبعض المُشاركين بعد أن تم قمع المجلس بوحشية. ومع ذلك، "استمر-ينطبق نفس الشيء على أدورنو- في الابتعاد عن الأحداث السياسية الثورية في ذلك الوقت، وتكريس نفسه لاهتماماته الشخصية، في المقام الأول"(10).
لم يكن موقعهما الطبقي ذو أهمية صغيرة في هذا الصدد، لأنه مَوضَعَ وجهات نظرهما السياسية داخل عالم علاقات الانتاج الاجتماعية الأكبر. كان كلا مُنظري مدرسة فرانكفورت من عائلاتٍ ثرية. كان والد أدورنو "تاجر نبيذ ثري" وكان هوركهايمر "مليونيراً" يمتلك عدداً من مصانع النسيج(11). لم يكن لأدورنو أي "روابط شخصية تربطه على الاطلاق بالحياة السياسية الاشتراكية" وتملّكَ طوال حياته "نفوراً عميقاً ضد التزامه الرسمي في أي حزبٍ سياسي"(12). وبالمثل، لم يكن هوركهايمر أبداً "عضواً علنياً لأي حزبٍ يُمثّل الطبقة العاملة"(13). وينطبق الشيء نفسه بشكلٍ عام على الشخصيات الأُخرى المُنخرطة في سنوات مدرسة فرانكفورت الأولى: "لم يكن أياً من اولئك الذين ينتمون الى هوركهايمر ناشطين سياسياً. لم يكن أصولِ أيٍّ منهم تعود الى الحركة العمالية أو الماركسية"(14).
سعى هوركهايمر، على حد تعبير جون ابروميت John Abromeit، الى الحفاظ على استقلال النظرية المزعوم و"رَفَضَ موقف لينين ولوكاش والبلاشفة بأن النظرية النقدية يجب أن تكون مُتجذرة في الطبقة العاملة، أو في أحزاب الطبقة العاملة بالأحرى"(15). شجّعَ هوركهايمر المُنظرين النقديين على العمل كعناصر فكرية "حُرّة" بدلاً من وضع بحوثهم في جذور البروليتاريا، وهو نوع من العمل كان قد استخفَّ به باعتباره "بروباغاندا شمولية-توتاليتارية"(16). لخَصَت ماري جوزيه Marie-Josée Levallée موقف أدورنو المُشابه لموقف هربرت ماركوز بالعبارات التالية: "كان الحزب البلشفي، الذي جعله لينين طليعة ثورة أُكتوبر، مؤسسةً مركزيةً وقمعية من شأنها أن تُقيم الدولة السوفييتية على صورته، وتحويل دكتاتورية البروليتاريا الى دكتاتوريته"(17).
اتسمت ادارة هوركهايمر لمعهد البحوث الاجتماعية عندما تولّى رئاسته عام 1930 بالاهتمامات التأملية بالثقافة والسُلطة، بدلاً من التحليلات المادية التاريخية الصارمة للرأسمالية والصراع الطبقي والامبريالية. على حد تعبير جيليان روز Gillian Rose: "تحت ادارة هوركهايمر تم بدلاً من تسييس الأكاديميا، جعل السياسة أكاديمية"(18). لم يكن هذا واضحاً كفايةً كما كان واضحاً فعلاً في "سياسة المعهد تحت اشراف هوركهايمر"، والتي "استمرت في تقشفها عن أي نشاط حتى لو كان يُشبه السياسة، وتقشفها عن أي جُهد جماعي أو مُنظّم للنضال ضد الدكتاتورية في ألمانيا أو دعم المُهاجرين"(19). مع صعود النازية، حاولَ أدورنو الدخول في حالة سُبات، مُفترضاً أن النظام لن يستهدف الا "البلاشفة والشيوعيين الارثذوكس المؤيدين للسوفييت الذين جلبوا لنفسهم الانتباه سياسياً"(20)-سيكونون بالفعل أول من سيُوضعون في دائرة مُعسكرات الاعتقال. لقد "امتَنَعَ عن النقد العلني لأي نوع من النازية وسياساتها المُتعلقة بالقُوة العُظمى"(21).

النمط الأمريكي من النظرية النقدية
تَكَثَفَ رفض المُشاركة العلنية في السياسة التقدمية عندما نَقَلَ هؤلاء المُنظرين المعهد الى الولايات المُتحدة في أوائل الثلاثينيات. قامت مدرسة فرانكفورت بتكييف نفسها "مع النظام البرجوازي المحلّي، وفرضت رقابةً على أعمالها الماضية والحاضرة لتُلائم الأكاديميا المحلية وحساسية الشركات"(22). حّذَفَ هوركهايمر كلماتٍ مثل: الماركسية، الثورة، الشيوعية، من منشورات المعهد لتجنب الاساءة الى رُعاته الأمريكيين. بالاضافة الى ذلك، كان أي نوع من النشاط السياسي ممنوعاً تماماً، كما أوضَحَ هربرت ماركوز لاحقاً. ضَخَّ هوركهايمر طاقاته في تأمين تمويل الشركات والدولة للمعهد، حتى أنه استأجرَ شركة علاقات عامة من أجل الترويج لأعماله (أعمال المعهد) في الولايات المُتحدة. لم يكن بيرتولد بريخت bertolt brecht، وهو مُهاجر آخر من ألمانيا، مُخطئاً، عندما وَصَفَ باحثي مدرسة فراكفورت بشكلٍ نقدي، على حد تعبير سيوارت جيفريز Stuart Jeffries بأنهم "عاهرات في سعيهم لدعم النظام القائم أثناء وجودهم في المنفى الأمريكي. كان هؤلاء العَهَرة يبيعون مهاراتهم وآرائهم كسِلَع من أجل دعم ايديولوجيا المُجتمع الأمريكي القمعية"(25). لقد كانوا بالفعل عُملاء "أحرار" غير مُلتزمين بأيٍّ من مُنظمات الطبقة العاملة في سعيهم للحصول على دعم الشركات والدولة لعلامتهم التجارية الخاصة بالنظرية النقدية.
كان والتر بينجامين WBenjamin، صديق بيرتولد بريخت، أحد أهم المُحاورين الماركسيين(أ) لباحثي فرانكفورت في ذلك الوقت. لم يتمكن من اللحاق بهم الى الولايات المُتحدة، لأنه انتَحَرَ بشكلٍ مأساوي عام 1940 على الحدود بين فرنسا واسبانيا، في الليلة التي سبق أن شارَفَ النازيون على اعتقاله فيها. وفقاً لأدورنو: "قَتَلَ نفسه بعد أن نجى" وبعد أن "تم تعيينه عضواً دائماً في المعهد وكان يعرف ذلك"(26). لقد كان "معه المال" من أجل رحلته، على حد تعبير الفيلسوف الشهير، وكان يعلم "أنه يُمكنه الاعتماد علينا مادياً بشكلٍ كامل"(27). هذه التنويعة التاريخية، التي تستعرض انتحار بينجامين كقرار شخصي غير مفهوم في ظل تلك الظروف، كانت تمريناً مُزيفاً من أجل استصدار التبرئة الشخصية والمؤسسية، وفقاً لتحليلٍ مُفصّلٍ نشره اولبريخ فرايز Ulrich Fries. لم يكن الأمر أن شخصيات مدرسة فرانكفورت البارزة لم تكن راغبةً في مُساعدة بينجامين مالياً في هروبه من النازيين وحسب، بل قاموا أيضاً بحملةٍ واسعةٍ تستّرية لتقديم أنفسهم بشكلٍ مُخادع على أنهم كانوا مُحسنين وخيّرين تجاهه.
كان بينجامين، قبل انتحاره، يعتمد مالياً على المعهد للحصول على مصروفٍ شهري. ومع ذلك، كان باحثي مدرسة فرانكفورت يحتقرون تأثير بيرتولد بريخت والماركسية الثورية على أعماله. لم يشعر أدورنو بأي ندم عندما وَصَف بريخت بكلمات مُعادية للشيوعية: "متوحش" عندما شَرَحَ لهوركهايمر أن على بينجامين أن يتحرر "نهائياً" من نفوذه(28). ليس من المُستغرب اذاً، أن يخشى بينجامين خسارة مصروفه، جُزئياً، بسبب انتقادات أدورنو لعمله ورفض نشر قسم من بحثه المُتعلق ببودليير عام 1938(29). في تلك الأثناء تقريباً، حينما كانت القُوى الفاشية تقترب من بينجامين، أخبَرَه هوركهايمر بصراحة، أن عليه أن يتدبر أمره لأن مصدر دخله الوحيد سيتوقف منذ عام 1934، وادّعى، بالاضافة الى ذلك، أن يديه كانتا "مُقيدتين للأسف" عندما رَفَضَ تمويل هروب بينجامين الى بر الأمان بدفع ثمن تذكرة باخرة الى الولايات المُتحدة كانت تُكلّف آنذاك أقل من 200 دولار(30). حَصَلَ هذا حرفياً عندما حَصَلَ هوركهايمر على حوالةٍ الى حسابٍ خاصٍ به قدرها 50 ألف دولار"، وكانت هذه هي "المرة الثانية خلال 8 أشهر" يحصل فيها على 50 ألف دولار أُخرى (أي ما يُعادل أكثر من مليون دولار بقليل عام 2022)(31). حَصَلَ فريدريك بولوك أيضاً في شهر تموز عام 1939 على مبلغ آخر قدره 130 ألف دولار للمعهد من الثري فيليكس ويل Felix Weil، وهو ابن مليونير رأسمالي، كان يجني أرباجه من مشروع الحبوب الأرجنتيني والمضاربات في سوق العقارات وتجارة اللحوم، والتي موّلَت مدرسة فرانكفورت.
لم يكن الافتقار الى المال هو الحاصل، بل الافتقار الى الارادة السياسية. يتفق فرايز مع رولف فيغيرشاوس Rolf Wiggershaus أن قرار هوركهايمر القاسي بالتخلي عن بينجامين كان جُزءاً من نمطٍ أوسع تحلّى به أعضاء المعهد ومديره: "الاسلوب المِنهاجي في وضح أهداف حياتهم الخاصة فوق مصالح أي شخصٍ آخر"، في الوقت الذي يروجون فيه زيفاً بأنهم "المُلتزمين بمُناصرة اولئك الذين اضطهدهم النظام النازي"(32). وكان دق المسمار الأخير في نعش بينجامين، حينما تم تظهير أدبياته لاحقاً من عناصرها الماركسية الأكثر وضوحاً وفقاً لهيلموت هايزينبوتيل Helmut Heißenbüttel: "كل ما فعله أدورنو هو محو الجوانب الماركسية-المادية من أعماله... ويفرض رأيه في هذا التعديل لأعمال بينجامين من خلال بقايا الأفكار المُثيرة للجدل فيها"(33). جادَلَ تود كرونان Todd Cronan بأن حوالي العام 1940 كان هناك تحولاً محسوساً في توجه مدرسة فرانكفورت السياسي العام- في نفس السنة التي كَتَبَ فيها فريدريك بولوك مقالته (رأسمالية الدولة) State Capitalism- في كونها أدارت ظهرها بشكلٍ مُتزايد للتحليل الطبقي لصالح التحليلات الثقافية والعرقية والهوياتية. كَتَبَ أدورنو الى هوركهايمر في ذلك العام: "يبدو لي غالباً أن كُل ما اعتدنا أن نراه من وجهة نظر البروليتاريا اليوم مُركّز اليوم بقوة مخيفة على اليهود"(34). حسب كرونان، "أتاح أدورنو وهوركهايمر الامكانية، من داخل الماركسية، للنظر الى الطبقة على أنها مسألة هيمنة وليست مسألة اقتصادية (لم يكن تعريف اليهود يجري وفقاً للاستغلال الاقتصادي). وأصبحَ هذا النمط من التحليل، بمجرّد أن أُثيرت تلك الامكانية، سائداً لدى اليسار بشكلٍ عام عند اليسار"(35). ساعدَ مُنظرو فرانكفورت، بعبارةٍ أُخرى، على تمهيد الطريق لتحوّلٍ أكثر عموميةً من التحليل المادي التاريخي المُستند الى الاقتصاد السياسي، الى التحليل الثقافوي والهوياتي، والذي سيتعزز في العصر النيوليبرالي.
من الواضح للغاية في هذا الصدد، أن المعهد أجرى دراسةً مُكثّفة عن (مُعاداة الساميّة في النقابات الأمريكية) 1944-1945 تحت اشراف بولوك. صَعَدت الفاشية الى السُلطة بدعمٍ ماليٍّ واسعٍ من الطبقة الحاكمة الرأسمالية، وكانت لا تزال تسير على طريق الحرب العالمية. ومع ذلك، تم توظيف باحثي مدرسة فرانكفورت من أجل التركيز على مُعاداة السامية عند العمال الأمريكيين بدلاً من التركيز على المُمولين الرأسماليين للفاشية أو النازيين الفعليين الذين كانوا يخوضون حرباً ضد السوفييت. لقد توصلوا الى استنتاجات مُذهلة مفادها أن النقابات "التي يُديرها الشيوعيين" كانت هي الأسوأ على الإطلاق، وأن لديها ميول "فاشية": "أعضاء هذه النقابات هم أكثر فاشيةً مما هم شيوعيةً"(36). الدراسة المذكورة كانت بتكليفٍ من لجنة العمال اليهودية Jewish Labor Committee. احد قادة لجنة العمل اليهودية هو ديفيد دوبينسكي David Dubinsky كان له علاقات مُتشعبة مع وكالة المُخبارات المركزية، الى جانب أمثال عُملاء وكالة المُخابرات المركزية جاي لوفيستون Jay Lovestone وايرفينغ براون، في حملة الشراكة المُكثفة للاستيلاء على النقابات العمالية وتطهريها من الشيوعيين(37). يبدو أن مدرسة فرانكفورت، من خلال تعريف النقابات الشيوعية بأنها هي الأكثر مُعاداةً للسامية وبأنها "فاشية"، قد قدّمَت بعض التبرير الايديولوجي من أجل تدمير الحركة العمالية الشيوعية.
قد يعتبر البعض تعاون معهد البحوث الاجتماعية مع السُلطات الأمريكية ومُراقبة ذاتهم، مُبرراًواضطرارياً بسبب عداء النُخبة الأمريكية الحاكمة للشيوعية(38). في الواقع، بناءاً على نظرة عامة مُفصّلة عن تاريخ المعهد ونشاطاته في 21 كانون الثاني عام 1944، حَشَدَ مكتب التحقيقات الفيدرالي العديد من المُخبرين السياسيين للتجسس على الباحثين لمدة عشر سنوات تقريباً بسبب من التخوّف من أن يخدم المعهد جهةً شيوعية(39).
وكان من بين المُخبرين شركاء مُقربون للمعهد مثل كارل فيتفوغل Karl Wittfogel، وزملاء مهنة آخرين وحتى جيران. ومع ذلك، لم يجد المكتب أي دليل على وجود سلوك مشبوه، وحتى يبدو أنه تمت طمأنة ضباطه (ضباط المكتب) عندما أوضَحَ لهم المُخبرين، الذين كانوا مُقربين شخصياً من باحثي مدرسة فرانكفورت، أن هؤلاء النقديين "يعتقدون أنه لا يوجد فرق بين هتلر وستالين فيما يتعلق بالأهداف والتكتيكات"(40). سنرى أدناه، بالفعل، بأنهم سيقولون ذلك في بعض كتاباتهم، بما في ذلك عندما استقروا في ألمانيا الغربية ولم يعودوا تحت تهديد مكتب التحقيقات الفيدرالي بشكلٍ مُباشر مما قد يُعرضهم للاحتجاز أو الترحيل.

احتقر الشرق، ودافع عن الغرب واقبض أجرَكَ منه
أعاد القادة الفكريين معهد مدرسة فرانكفورت الى ألمانيا الغربية في 1949-1950، وكانت هذه الدولة هي واحدة من جبهات الحرب العالمية الفكرية ضد الشيوعية. كَتَبَ بيري اندرسون Perry Anderson: "في هذا الوَسَط الذي حُظِرَ فيه الحزب الشيوعي الألماني KPD وتخلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني عن الماركسية رسمياً، اكتملَ نزع الطابع السياسي عن المعهد"(41). حتى هابرماس-الذي طوّقَ أدورنو وهوركهايمر من اليسار أحياناً في السنوات الأولى- اتهم الأخير بـ"الامتثال الانتهازي الذي يتعارض من التقليد النقدي"(42). في الواقع، واصَلَ هوركهايمر رعايته ورقابته للمعهد، رافضاً نشر مقالين لهابرماس ينتقدان الديمقراطية الليبرالية ويتحدثان عن "الثورة"، ويجرؤان على اقتراح امكانية التحرر من "قيود المُجتمع البرجوازي"(43). عبّرَ هوركهايمر بصراحة في مراسلاته الخاصة مع أدورنو أنه "ببساطة، لا يُمكن الموافقة على مثل هذه الطروحات في تقارير بحوث معهد قائم على التمويل العام من هذا المُجتمع المُقيّد"(44). يظهر هذا بأنه اعتراف صريح بأن القاعدة الاقتصادية لمدرسة فرانكفورت كانت القوة الدافعة لأيديولوجيته، أو على الأقل لخطابه العام Public.
من المهم أن نتذكر، في هذا الصدد، أن خمسة من الأعضاء الثمانية في دائرة هوركهايمر عملوا كمُحللين ودعائيين عند حكومة الولايات المُتحدة ومكتب الأمن القومي والتي "كان لها مصلحة في استمرار ولاء مدرسة فرلانكفورت لها لأن عدداً من أعضاءها كانوا يعملون في مشاريح بحثية حكومية حساسة"(45). في حين لم يكن هوركهايمر وأدورنو من بينهم، نظراً لأنهم تلقوا دعماً أكبر من المعهد، هاجَرَ الأخيران في الأصل الى الولايات المتحدة للعمل في مكتب Paul Lazarsfeld للأبحاث الاذاعية، وهو "فعلياً أحد مُلحقات برنامج الحرب السيكولوجية الحُكومي"(46). تلقّى هذا المركز المُختص بدراسات الاتصالات منحةً كبيرة قدرها 67000 دولار من مؤسسة روكفلر وعملت عن كثب مع مكتب الأمن القومي الأمريكي (شكلت الأموال الحكومية من ميزانيته السنوية نسبة تصل الى 75%). كما موّلَت مؤسسة روكفلر عودة هوركهايمر الأولى الى ألمانيا في نيسان عام 1948، عندما تولّى منصب استاذ زائر في جامعة فرانكفورت.
لكي لا ننسى، فإن عشيرة روكفلر هي واحدة من أكبر عائلات العصابات في تاريخ الرأسمالية الأمريكية، ويستخدمون مؤسستهم كمخبأ ضريبي يسمح لهم بتعبئة جزء من ثروتهم المسروقة في أنشطة "تخريب الفكر والثقافة"(47). بالاضافة الى ذلك، كانوا مُنخرطين بشكلٍ مُباشر في مكتب الأمن القومي خلال فترة دعم مدرسة فرانكفورت. أصبَحَ نيلسون روكفلر Nelson Rockefeller، بعد أن شَغِلَ منصب مُدير مكتب تنسيق شؤون العلاقات الأمريكية الداخلية (وكالة فدرالية دعائية يُشبه عملها عمل مكتب الخدمات الاستارتيجية ووكالة الاستخبارات الأمريكية)، نقول، أصبَحَ عام 1954، "المُنسّق الأعلى" للعمليات الاستخباراتية السرية بلقب المُساعد الخاص لرئيس استراتيجيات الحرب الباردة"(48). كما سمَحَ باستخدام صندوق روكفلر التمويلي كخزان لاخفاء أموال وكالة الاستخبارات المركزية، تماماً مثل عددٍ كبيرٍ من المؤسسات الرأسمالية الأُخرى التي لها تاريخ طويل من العمل جنباً الى جنب مع الاستخبارات (كما كَشفَ تقرير لجنة الكنيسة ومصادر أُخرى).
بكل علاقاتهم هذه مع الطبقة الرأسمالية الحاكمة والامبراطورية الأمريكية، ليس مُدهشاً على الاطلاق أن تدعم حكومة الولايات المُتحدة عودة المعهد الى ألمانيا الغربية بمنحةٍ كبيرةٍ جداً عام 1950 بلغت 435000 مارك ألماني (103695 دولار، أو ما يُعادل مليون و195 ألف و926 دولاراً أمريكياً عام 2022)(49). كان جون ماكلوي John McCloy المفوض الأمريكي السامي في ألمانيا، هو الذي يُدير هذه الأموال. كان ماكلوي، عضواً بارزاً في النُخبة الحاكمة الأمريكية، عَمِلَ كقاضي ومصرفي في شركة فاربين IG Farben العملاقة للنفط، ومَنَحَ عفواً واسعاً لمُجرمي الحرب النازيين. بعد أن خَدَمَ كواحد من مُهندسي الأمن القومي الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، أصبَحَ-في خطوةٍ مهنية تُشير الى العلاقة الحميمة بين الدولة العميقة والطبقة الرأسمالية الحاكمة- رئيساً لبنك تشيس مانهاتن Chase Manhattan، (وهو بنك مؤسسة روكفلر)، ورئيساً لمؤسسة فورد ورئيساً لمجلس العلاقات الخارجية. بالاضافة الى الأموال التي قدّمها ماكلوي، تلقّى المعهد أيضاً دعماً من مانحين من القطاع الخاص وجمعية البحوث الاجتماعية ومدينة فرانكفورت. حتى أن المعهد وقّعَ عام 1954 عقداً بحثياً مع مؤسسة مانيسمان Mannesmann corporation (وهي شركة مصانع معادن ضخمة) والتي "كانت عُضواً مؤسساً في الرابطة الألمانية المُعادية للبلشفية Antibolschewistische Liga التي تأسست عام 1918 وموّلَت الحزب النازي"(50). كانت شركة مانيسمان، خلال الحرب العالمية الثانية، تستخدم العمل بالسُخرة، وكان مجلس ادارتها هو النازي فيلهلم زانجين Wilhelm Zangen، قائد اقتصاد حرب الرايخ الثالث(51). كان عقد عمل مدرسة فرانكفورت ما بعد الحرب، مع هذه الشركة، من أجل أن تقوم بدراسة سوسيولوجية لآراء العمال، وكان هذا يعني ضمنياً أن من شأن هذه الدراسة أن تُساعد الادارة تعطيل أي تنظيم اشتراكي للعمال.
ربما يكون أوضح تفسير لسبب دعم الحكومات الرأسمالية والشركات لمعهد البحوث الاجتماعية هو ما وَرَدَ في كلمات شيبارد ستون Shepard Stone. يجب أن نُلاحظ، أن هذا الأخير كان لديه خلفية في الصحافة والاستخبارات العسكرية قبل أن يتولّى منصب مدير الشؤون الدولية في مؤسسة فورد، حيث عَمِلَ عن كَثَب مع وكالة الاستخبارات المركزية في تمويل المشاريع الثقافية في جميع أنحاء العالم (حتى أن ستون صار مديراً للرابطة الدولية للحرية الثقافية، وهو الاسم الجديد الذي أُطلِقَ على مؤتمر الحرية الثقافية في مُحاولةٍ لتغيير مُسماه بعد الكشف عن اصوله الاستخباراتية). عندما كان ستون مُديراً للشؤون العامة للمفوضية العُليا لألمانيا المُحتلة في الأربعينيات، أرسَلَ مُذكّرةً شخصية الى وزارة الخارجية الأمريكية لتشجيعها على تمديد جواز سفر أدورنو: "يُساعد معهد فرانكفورت على تدريب القادة الألمان الذين يريدون أن يتعرّفوا على أشياء تخص التكنيكات الديمقراطية. أعتقد أنه من المُهم لأهدافنا الديمقراطية الشاملة في ألمانيا، أن تُتاح الفرصة لرجال مثل البروفيسور أدورنو للعمل في ذلك البلد"(52). كان المعهد يقوم بذلك النوع من العمل الايديولوجي الذي أرادت الدولة الأمريكية والطبقة الرأسمالية أن تقوم به وتدعمه.
أعرَبَ هوركهايمر صراحةً، مُلتقياً مع املاءات الامتثال الايديولوجي لـ"المُجتمع المُقيّد" بل وحتى سابقاً اياه، عن دعمه الكامل لدُمية الأمريكان المُتمثلة بحكومة ألمانيا الغربية المُعادية للشيوعية، والتي كانت أجهزتها الاستخباراتية مليئةً بالنازيين السابقين ولديه تطلعات امبراطورية في فييتنام(53). في حديثه (هوركهايمر) في أحد دور الثقافة الأمريكية Amerika-Häuser في ألمانيا (التي أنشأها الأمريكيون من أجل "اطلاع" الشباب الألماني والنمساوي على الثقافة الأمريكية-المُترجم)، والتي كانت ثكنات دعائية مُعادية للشيوعية، صرّحَ رسمياً في أيار عام 1967 أنه "عندما يكون من الضروري في أمريكا شن الحرب... لن تكون المسألة دفاعاً عن وطن، لكنها في الأساس مسألة دفاع عن الدستور، والدفاع عن حقوق الانسان"(54). يتحدث بطريارك النظرية النقدية هنا حول دولةً تأسست كمُستعمرة استيطانية، حيث اندمجت عملية الابادة الجماعية لسكان أرضها الأصليين فيها بسلاسة مع مشروع التوسع الامبريالي الذي ترَكَ أكثر أثرٍ دموي على تاريخ العالم الحديث كما جادَلَ مارتن لوثر كينغ عام 1967، (بما في ذلك حوالي 37 تدخلاً عسكرياً واستخباراتياً بين نهاية الحرب العالمية الثانية وعام 1967، عندما بثَّ هوركهايمر هذا الادعاء المُخزي عبر منصة دعاية أمريكية)(55).
على الرغم من أن أدورنو غالباً ما انخرطَ في السياسات البرجوازية الصغيرة التواطئية السلبية passivity، مُتجنباً التصريحات العلنية حول الأحداث السياسية الكُبرى، الا أن التصريحات القليلة التي أدلى بها كانت رجعية بشكلٍ لافتٍ للنظر. على سبيل المثال، شارَكَ في تأليف مقال مع هوركهايمر عام 1956 للدفاع عن العدوان الامبريالي الاسرائيلي الفرنسي البريطاني على مصر، والذي كان يهدف الى الاستيلاء على قناة السويس والاطاحة بعبد الناصر (وهو عمل أدانته الأُمم المُتحدة). كانوا يهتفون بقوة، في اشارةٍ الى عبد الناصر، وهو أحد القادة البارزين المُعادين للاستعمار في حركة عدم الانحياز باعتباره "زعيماً فاشياً... يتآمر مع موسكو"، يقولان: "لا أحد يجرؤ حتى على الاشارة الى أن هذه الدول العربية السارقة كانت تبحث منذ سنوات عن فُرصةٍ للانقضاض على اسرائيل وذبح اليهود الذين وجدوا ملاذاً هناك"(56). وفقاً لهذا التقليب الدياليكتيكي الزائف، فإن الدول العربية هي "اللصة"، وليس المُستعمرة الاستيطانية التي تشتغل مع الدول الامبريالية الأساسية لانتهاك حق الشعوب العربية في تقرير مصيرها. سيكون من المُفيد أن نستذكر رفض لينين الحاد لمثل هذه السفسفطة، والتي هي سمة من سمات الفلسفات التي تنسب نفسها لـ"الدياليكتيك" في صناعة النظرية العالمية. يقول لينين: "فكم من مرة إستُخدِمَ الدياليكتيك، وفي تاريخ الفلسفة اليونانية أيضاً كجسرٍ للسفسطة. غير أننا نبقى دياليكتيكيين اذا ناضلنا ضد السفسطيات لا عن طريق انكار كُل احتمال، كل تحوّل بوجهٍ عام، بل عن طريق تحليل الظاهرة في ظروفها المُعيّنة وفي تطورها تحليلاً ملموساً"(57). مثل هذا التحليل المادي الملموس هو بالضبط ما ينقص مثل هذه التقليبات المثالية عند أدورنو وهوركهايمر.
نَشَرَ رجال وجاهة مدرسة فرانكفورت أحد أكثر نصوصهم السياسية صراحةً في نفس السنة. وبدلاً من دعم الحركة العمالية من أجل التحرر المُعادي للاستعمار وبناء عالمٍ اشتراكي، فإنهم مزهوون-مع استثناءات قليلة فقط- بتفوق الغرب، في الوقت الذي ينتقدون فيه الاتحاد السوفييتي والصين مراراً. مُستشهدين بأوصاف عنصرية ينعتون الشرق بها مثل "البرابرة" ومستخديمن مُفرداتٍ لاانسانية صريحة مثل "الوحوش" و"قطعان"، يُعلنون صراحةً بأن الشرقيين "فاشيين" اختاروا "العبودية"(58). بل أن أدورنو يؤنّب الألمان الذين يعتقدون بشكلٍ خاطئ أن "الروس يؤيدون الاشتراكية"، مُذكراً اياهم بأن الروس هم في الواقع "فاشيون" (وخصوصاً الناس العاديون حسب أدورنو-المُترجم)، مضيفاً أن "الصناعيين والمصرفيين يعرفون ذلك"(59). يؤكّد أدورنو بوقاحة في هذا النص "كل ما يكتبه الروس يتحول الى ايديولوجيا، الى ثرثرة وهراء فظ"، كما لو أنه قرأ كل ما كتبوه، على الرغم انه في العادة لا يذكر أي مصدر (حتى أنه لا يعرف اللغة الروسية على حد علمي)(60). مُدّعياً أن هناك "عنصر استعادة البربرية في تفكيرهم" وهو ما يُمكن أن نجده عند ماركس وانجلز وفقاً له، يؤكّد بدون استيحاء أن ما يكتبه الروس "قمامة"(61). وكأن ما سبق لم يكن خداعاً كافياً، فكان لدى أدورنو الوقاحة الكافية لوصف مشروع الكتابة هذا مع هوركهايمر بأنه "بيان لينيني صارم"(62)، يؤكدون فيه أنهم "لا يدعون أي شخص لفعل أي شيء" ويُثني فيه أدورنو صراحةً على الفكر البرجوازي وما يُشير اليه بأنه "الثقافة في أكثر مراحلها تقدماً" مُقابل "بربرية التفكير الاشتراكي" المزعومة(36). بالاضافة الى ذلك، زوّدَ هوركهايمر من منسوب شوفينيتهم الاجتماعية في هذا السياق، من خلال جزمه باستنتاج تاريخي عالمي لم يُثر أي مُحاولة للتفنيد من جانب صديقه "اللينيني": أعتقد أن أوروبا وأمريكا ربما تكونان أفضل الحضارات التي أنتَجها التاريخ حتى الآن فيما يتعلّق بالازدهار والعدالة. النقطة الأساسية الآن هي ضمان الحفاظ على هذه المكاسب"(64). كان هذا في عام 1956، عندما كانت الولايات المُتحدة لازالت تمثل الفصل العنصري الى حدٍ كبير، وكانت متورطة في صيد الساحرات المُعادي للشيوعية وحملات التخريب وزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء العالم، وكانت قد وسّعت نفوذها آنذاك من خلال الاطاحة بالحكومات المُنتخبة ديمقراطياً في ايران (1953) وغواتيمالا (1954)، في حين كانت السُلطات الأوروبية تخوض صراعات عنيفة للحفاظ على مُستعمراتها أو تحويلها الى مُستعمرات جديدة.

الفاشية والشيوعية متشابهان
أحد أكثر الادعاءات السياسية التي طرحها أدورنو وهوركهايمر اتساقاً هو أن هناك تساوٍ "شمولي-توتاليتاري" بين الفاشية والشيوعية وهو يتجلّى في مشاريع بناء الدولة الاشتراكية أو الحركات المُعادية للاستعمار في "العالم الثالث" أو حتى التحركات اليسارية الجديدة في العالم الغربي. ان اولئك الذين يعتقدون أنهم يخرجون عن اطار "المُجتمع المُقيّد" في جميع الحالات الثلاثة المذكورة سابقاً، فقط يزيدون الأُمور سوءاً. ان الحقيقة البديهية المُتمثلة بأن البلدان الرأسمالية الغربية لم تفعل أي شيء هام ضد الفاشية التي نشأت داخل العالم الرأسمالي، وأن الاتحاد السوفييتي هو الذي هزمها في النهاية، لا يبدو أنها دفعتهم الى اعادة التفكير في مدى جدوى هذه الاطروحات الظلامية والتبسيطية (والتي لا تقول شيئاً بخصوص أهمية الاشتراكية بالنسبة للحركات المناهضة للاستعمار وانتفاضات الستينيات). في الواقع، رغم كل آرائه الأخلاقية حول أهوال مُعسكر اوشفيتز، يبدو أن أدورنو قد نسي من سَبقَ وقام فعلاً بتحرير هذا المُعسكر سيء الصيت (الجيش الأحمر).
صاغَ هوركهايمر نسخته النظريته حول "الاشتراكية والفاشية وجهان لعملة وحدة" بوضوحٍ خاص في كُتيّبٍ محدود التوزيع نُشِرَ عام 1942، والذي لم يسر على نهج لغة العديد من منشورات المعهد البريئة ظاهرياً. بعد اتهامه لفريدريك انجلز بالطوباوية بشكلٍ مُباشر، أكّدَ على أن جتمعة وسائل الانتاج أدت الى زيادة القمع، مما قاد الى دولة استبدادية. وفقاً لابن المليونير هذا: "كانت البرجوازية في وقتٍ سابق قد فرضت السيطرة على الحكومة من خلال مُلكيتها"، في حين أن الاشتراكية، في المُجتمعات الجديدة، "لم تُفلح" ببساطة، الا في انتاج الاعتقاد الخاطئ أن المرء يُمكنه-من خلال الحزب أو القائد المُفدّى أو السير المُفترض للتاريخ-أن يسيّر أهدافه باسم شيءٍ أعظمَ من ذاته نفسها"(65). يتماشى موقف هوركهايمر في هذه المقالة تماماً مع الأناركية المُعادية للشيوعية، وهي ايديولوجية مُنتشرة جداً عند اليسار الغربي: من المُفترض أن تنبثق "الديمقراطية غير الطبقية" بشكلٍ عفوي من داخل الشعب من خلال "الاتفاق الحر" دون تأثير الأحزاب أو الدول، الضار. وكما أشارَ دومينيكو لوسوردو بعمق، فقد كانت آلة الحرب النازية تُدمّر الاتحاد السوفييتي في أوائل الأربعينيات، وبالتالي، لم تكن دعوة هوركهايمر الاشتراكيين للتخلي عن مركزية الدولة والحزب، أقل من مُطالبة بالاستستلام أمام الابادة الجماعية التي كان النازيون يقومون بها"(66).
في حين كان هناك اطروحات غامضة في نهاية مقالة 1942عند هوركهايمر بأنه قد يكون هناك شيء ما مُحبب في الاشتراكية، ولكن النصوص اللاحقة ترفض الاشتراكية رفضاً قاطعاً. على سبيل المثال، عندما كان أدورنو وهوركهايمر يُفكران في اصدرا تصريحٍ عام حول علاقتها بالاتحاد السوفييتي، أرسَلَ الأول للثاني مُسوّدةً، كان من المُخطط أن تكون عملاً تأليفياً مُشتركاً: "تقف فلسفتنا، بوصفها نقداً جدلياً للاتجاه الكُلّي لعصرنا، على النقيض الحاد مع سياسة الاتحاد السوفييتي وفلسفته. نحن لا نرى أي شيء في مُمارسات الدكتاتوريات العسكرية المُقنّعة في شكل ديمقراطياتٍ شعبية أي شيء عدا انها شكل جديد من القمع"(67). من الجدير بالذكر في هذا الصدد، انه بالنظر الى جهل أدورنو وهوركهايمر حول الاشتراكية الفعلية وافتقارهما للتحليل المادي لها، فإنه حتى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية اعترفت أن الاتحاد السوفييتي لم يكن "ديكتاتورية". صرّحَت الوكالة بوضوح، في تقريرٍ مؤرّخ في 2 آذار عام 1955: "حتى في زمن ستالين كانت هناك قيادة جماعية. ان الفكرة الغربية حول وجود ديكتاتور داخل النظام الشيوعي مُبالغ فيها. ينجم سوء الفهم في هذا الموضوع عن عدم فهم الطبيعة الحقيقية لبُنية السُلطة الشيوعية"(68).
نَشَرَ أدورنو عام 1959 نصاً بعنوان (معنى العمل على الماضي) The Meaning of Working through the Past أعادَ فيه انتاج "الحقيقة المُخزية" المُشار اليها في هذه المسوّدة-والتي تتوافق تماماً مع ايديولوجية الحرب الباردة السائدة في الغرب- وهي أن الفاشية والشيوعية هما شكل واحد من أشكال "الشمولية-التوتاليتارية". رَفَضَ أدورنو وجهة نظر "الايديولوجيا السياسية-الاقتصادية" والتي تُميّز بوضوح المُعسكرين المُتحاربين، وادّعى انه يعرف ديناميكية اجتماعية-سيكولوجية أعمق توحدهما(69). انه يؤكّد أن الفاشيين والشيوعيين، بالضبط مثل "الشخصيات الاستبدادية" يمتلكون "أنا ضعيفة" ويُعوّضون ذلك عن طريق تعريف أنفسهم بأنهم "سُلطة حقيقية قائمة بالفعل" و"وجماعيات عظيمة"(70). ان فكرة "الشخصيات الاستبدادية" هي فكرة مُخادعة تهدف الى الجمع بين الأضداد من خلال دياليكتيك سَكلَجي زائف. وهذا يستجرّ السؤال عن سبب كون السيكولوجيا وأساليب التفكير مركزية في التفسير التاريخي في هذه الحالة، أكثر من القُوى المادية والصراع الطبقي.
على الرغم من هذه المُحاولة لمُطابقة الفاشية والشيوعية من الناحية السيكولوجية، اقتَرَحَ أدورنو في نفس النص أن الاعتداء النازي على الاتحاد السوفييتي يُمكن تبريره نظراً لحقيقة أن البلاشفة كانوا-كما قال هتلر نفسه-خطراً على الحضارة الغربية. زَعمَ أدورنو أن "التهديد بأن الشرق سيبتلع سفوح أوروبا الغربية، واضح، وكل من يفشل في مُقاومة ذلك مُذنب فعلاً بتكرار استرضاء تشامبرلن للشيوعية"(71). هذا التشبيه موحٍ، لأنه يعني، في هذه الحالة، استرضاء الشيوعيين "الفاشيين" ان لم تتم مقاتلتهم مُباشرةً. بعبارة أُخرى، على الرغم من عباراته الغامضة والمُعقّدة، الا أن هذه تبدو دعوة واضحة لمُقارعة انتشار الشيوعية بالوسائل العسكرية (وهذا يتفق تماماً مع دعم هوركهايمر للحرب الامبريالية في فييتنام).
كان رفض أدورنو العنيف للاشتراكية القائمة واضحةً تماماً في رسالةٍ له الى الفريد ريثيل Alfred Sohn-Rethel. سأله الأخير عما اذا كان لدياليكتيكه السلبي أي شيء ليقوله عن تغيير العالم، وان كانت الثورة الثقافية الصينية جزء من "التقليد الامتثالي" الذي أدانه. ردّ أدورنو بأنه رفَضَ "ضغط الماركسية الرسمية الأخلاقي" في وضع الفلسفة موضع المُمارسة. أكّدَ بطابع كآبة برجوازيته الصغيرة أنه: "لا شيء سوى اليأس يُمكنه أن يُنقذنا"(73). مُضيفاً، على سبيل القياس، أن الأحداث في الصين الشيوعية لم تكن مدعاةً للأمل، وأوضَحَ باصرار لا يُنسى أن كل حياته الفكرية قد أبعدته بحزم عن هذا الشكل من الاشتراكية، كما أشكالها الأُخرى: "كان عليّ أن أرفض كل شيء فكرت به طوال حياتي ان كُنت سأعترف بأنني أشعر بأي شيءٍ تجاه مثل هذه الاشتراكية سوى الرُعب من رؤيتها"(74). ان يأس أدورنو الصريح واشمئزازه المُتزامن من الاشتراكية هي ليست مُجرّد ردود فعل شخصية، بل نابعة من موقعه الطبقي. كَتَبَ لينين عام 1910: "ان مُمثلي الحركة العُمالية المُعاصرة يرون أن هناك ما يجب الاحتجاج عليه، ولكن ليس هناك ما يدعو الى اليأس. اليأس من صفات الطبقات المُحتضرة"(75). وَصَفَ زعيم أول ثورة اشتراكية ناجحة في العالم خصائص الكآبة البرجوازية الصغيرة وكأنه استشرَفَ أدورنو: "اليأس من صفات الذين لا يفهمون أسباب الشر، ولا يجدون له مخرجاً، ولا هم بالقادرين على النضال"(76).
تابَعَ أدورنو أيضاً هذا الاتجاه من التفكير، أو بالأحرى هذا الشعور في انتقاداته لنشاط الطُلّاب المُناهض للامبريالية والرأسمالية في الستينيات(ب).. اتفقَ مع هابرماس-الذي كان هو نفسه عضواً في شبيبة هتلر ودَرَسَ لمدة 4 سنوات على يد "الفيلسوف النازي (وصفه لهايدغر)- على أن هذا النشاط يرقى الى "فاشية يسارية". ودافَعَ عن ألمانيا الغربية باعتبارها دولة ديمقراطية فاعلة وليس على أنها دولة فاشيّة، كما جادَلَ بعض الطُلّاب(77). في الوقت نفسه، اختَلَفَ مع ماركوز(جـ) حول ما اعتبره دعم الأخير المُضلل للطلاب والحركة المُناهضة للحرب، مُدّعياً صراحةً أن الاجابة على سؤال "ما العمل؟" بالنسبة للعالِم الجَدَلي الجيد، هو لا شيء على الاطلاق: "الهدف الحقيقي لأي مُمارسة هو ابطالها (إبطال المُمارسة) تماماً"(78). وبذلك قَلَبَ من خلال السفلسطة "الدياليكتيكية"، أحد المبادئ المركزية للماركسية، ولا سيما أولوية المُمارسة. في سياق قلبه لماركس رأساً على عقب، كَرّرَ، مرةً أُخرى، شعار العالم الرأسمالي الأيديولوجي: "الفاشية والشيوعية هما نفس الشيء"(79). على الرغم من أنه أشار الى هذا الشعار على أنه "أُطروحة برجوازية صغيرة"، الا أنه اعترَفَ على ما يبدو بموقفه الايديولوجي، واعتنقه بلا خجل(80).
المثالية، هي الصفة المُميزة لأفكار أدورنو وهوركهايمر حول الاشتراكية القائمة، وبشكلٍ عام، حول الحركات الاجتماعية التقدمية. بدلاً من دراسة المشاريع الاجتماعية التي يحتقرونه،ا بنفس الدقة التي يُقاربون بها أحياناً مسائل أُخرى، يعتمدون على الدعاية المُعادية للشيوعية الخالية من أي تحليلٍ ملموس (على الرغم من أنهم يستشهدون أحياناً بمصادر تعود الى مُتُب مُعادية للشيوعية، مثل مُقاتل الحرب الباردة المسعور آرثر كويستلر Arthur Koestler، والتي مولتها الدول الامبريالية وخدمات الاستخبارات الخاصة، بسخاء)(81). هذا صحيح، في حالة تشوييهم لمشاريع بناء الدولة الاشتراكية بشكلٍ خاص. ان كتاباتهم حول هذا الموضوع ليست فقط خالية بشكلٍ ملحوظ من الاشارات المرجعية الى أي دراسة صارمة في هذا الشأن، بل ويُشير طابعها كما لو أن مثل هذه الدراسة ليست ضرورية. هذه الكتابات تُقدّس الايديولوجيا المُهيمنة، وتُصرّ على نحوٍ ايماني على اخلاص كُتّابها المُعادي للستالينية، بدون أن تهتم بأيٍّ من التفاصيل أو التعقيدات.
لا يسَع المرء، الا أن يذكر أن الطُلّاب في الستينيات قاموا بتعميم منشورات تؤكّد أن باحثي فرانكفورت هؤلاء هم "يساريي الدولة الاستبدادية الأغبياء" الذين كانوا "نقديين في النظرية وامتثاليين في المُمارسة"(82). ذهَبَ هانز يورغان كرال Hans-Jürgen Krahl، أحد طُلّاب أدورنو، الى أبعد من ذلك، عندما هاجَمَ مُعلّمه وباحثي فرانكفورت الآخرين علناً عندما قال عنهم بأنهم "مُنظرين نقديين مقرفين"shit-critical theorists (83). وأعرَبَ عن هذا النقد القاسي لأتقياء وعَبَدة نظرية (أي شيء ما عدا الاشتراكية) عندما تم اعتقاله، بناءاً على طلب أدورنو، على إثر احتلال جامعي يتعلق بمُشاركته في رابطة الطُلّاب الألمان الاشتراكيين. ان حقيقة اتصال مؤلّف (الجدل السلبي) بالشرطة لاعتقال طلّابه هي نُقطة مرجعية معيارية يعود اليها مُنتقديه السياسيين. ومع ذلك، فكما رأينا، هذا مُجرّد غيض من فيض. ليس هذا شذوذاً غريباً عنه، بل يتماشى هذا مع سياسته ووظيفته الاجتماعية في النظام الفكري موقعه الطبقي وتوججه العام في الصراع الطبقي العالمي.

تويات Tuis "الماركسية الغربية"
طَرَحَ بيرتولد بريخت كلمة تويات (جمع توي) Tuis للاشارة الى المُثقفين، الذين يبيعون أفكارهم سِلعاً في سوق الثقافة. لقد شارَكَ أفكاره حول التوي مع بينجامين عام 1930، وكَتَبَ لاحقاً مسرحيةً انبثقت من مُلاحظاته السابقة بعنوان (توراندوت أو مؤتمر غاسلي الأدمغة)(د). بعد أن عادَ الى جمهورية ألمانيا الديمقراطية بعد الحرب العالمية الثانية للمُساهمة في بناء الاشتراكية، على عكس باحثي فرانكفورت الذين استقروا في ألمانيا الغربية ومولتهم الطبقة الحاكمة الرأسمالية هُناك، كَتَبَ مسرحية (توراندوت) جُزئياً كنقد لهؤلاء "الماركسين" الغربيين.
في المسرحية، يتم استعراض التويات كغاسلي أدمغة مُحترفين يتلقون راتباً لجعل الأشياء تظهر عكس ما هي عليه. في المسرحية، يقول سين "الظُلم يسود البلاد كُلها، ومدرسة الحكمة تُعلّم الناس لماذا يجب أن يكون الأمر كذلك"(84)، هذا قبل أن يُباشر سفسطةً كلامية تُشبه (أي شيء ما عدا الاشتراكية). ان تدريب التوي في المسرحية، يُشبه عمل معهد البحوث الاجتماعية، يُعلمنا أنه لا يوجد بديل للنظام المُهيمن، وبالتالي يستبعد امكانية تغيير النظام. يتم استعراض التويات أثناء تحضيرهم لمؤتمر غسل الأدمغة، في مشهدٍ لافتٍ للنظر. يقوم نوشان، أحد المُدرسين في الأكاديمية، بتشغيل نظام بكرة يُمكّنه من رفع أو خفض سلة الخبز أمام وجه المُتحدّث. في التدريب، يوجد شاب يُدعى شي مه يريد أن يُصبح توي، ويُخبره توشان أن يتحدث في موضوع "لماذا كاي هو، مُخطئ. كلما رفعت السلّة عن مُستوى عينيك تعرف أنك قد أخطأت. هيا ابدأ". كاي هو، هُنا، هو ثوري يُمثّل ماو تسي تونغ. بعد حديثٍ مطوّل لشي مه، وتنزيل ورفع للسلّة فيما يتعلّق بقدرة هذا الأخير على الامتثال للايديولوجيا المُهيمنة، تصل حُججه الى تلك التي تُشبه الحُجج المُعادية للشيوعية الخالية من أي عقلانية: "ان كاي هو، هو ليس فيلسوفاً على الاطلاق، بل مُنافق ومُحرّض وحقير مُتعطش للسُلطة، ومقامر بلا ضمير ووضيع ومُدنّس لشرف الأُمهات، ومُلحد ولص، وباختصار: مُجرم (تهتز السلّة أمام فم الخطيب مُباشرةً) طاغية!"(85). يعرض هذا المشهد، في صورةٍ مُصغّرة وبسيطة، العلاقة بين المُثقفين المُحترفين وداعميهم الماليين في المُجتمعات الطبقية: يكسب الطرف الأول خُبزه كوكيل أكاديمي من خلال تزويد الطرف الثاني بأفضل ايديولوجية: انها مسألة الرزق مُقابل الفكر.
ما الذي كان على مدرسة فرانكفورت أن تُقدمه لداعميهم ورازقيهم في "المُجتمع المُقيّد"؟ توظيف السفسطة الجدلية الزائفة، ودافعوا بلغة أكاديمية مُنمقة فكرة النظام القائم، بأن الشيوعية والفاشية صنوان، على الرغم من 27 مليون سوفييتي فقدوا حياتهم من أجل هزيمة آلة الحرب النازية في الحرب العالمية الثانية (هذا ان ذكرنا واحدة من أكثر التعارضات بين الفاشية والشيوعية وضوحاً، على الرغم من وجود تعارضات أُخرى بما أن العداء بينهم صارخ). بالاضافة الى ذلك، بإزاحتهم الصراع الطبقي لصالح نظرية نقدية مُنقطعة عن الارتباطات السياسية العملية، قاموا بتغيير أُسس التحليل وابعاده عن المادية التاريخية نحو نقد نظري عام للهيمنة والسُلطة والهوياتية.
وهكذا، لَعِبَ أدورنو وهوركهايمر دور المُعوّضين الراديكاليين. بظهورهم بمظهر الراديكالية، قاموا باستعادة النشاط "النقدي" دخل الايديولوجية الغربية والمُعادية للشيوعية لتظهر بمظهر النقدية. واستلّواعلناً، مثلهم مثل أعضاء آخرين من الانتلجنسيا الأوروبية والأمريكية، والذين شكّلوا أساساً للماركسية الغربية، سلاحهم الاجتماعي الشوفيني الذي وصفوا الشرق من خلاله على أنه بربري متوحش، الشرق الذي تجرأ على أن يستخدم الماركسية اللينينية لكي يحكموا أنفسهم بأنفسهم. لقد كانوا يُدافعون، من مواقع قلعتهم البحثية المُريحة نسبياً والمُمولة من الغرب، عن تفوّق العالم الأوروبي-الأمريكي ضد ما أشاروا اليه باعتباره مشروع التسوية levelling البربري المُبلشف في الأطراف غير المُتحضرة.
علاوةً على ذلك، فإن نقدهم المُعمم للهيمنة، هو جُزء من أيديولوجيا أوسع مُعادية للحزب ومُعادية للدولة، مما يترك اليسار في نهاية المطاف مُجرّداً من أدوات التنظيم والانضباط اللازم لشن معارك ناجحة ضد النظام الرأسمالي المُجهّز مالياً وسياسياً وعسكرياً. يتماشى هذا تماماً مع سياساتهم الانهزامية الشاملة، والتي اعتنقها أدورنو صراحةً من خلال دفاعه المُعادي للماركسية عن اللافعل كأعلى شكل من أشكال المُمارسة. ان قادة أكاديمية فرانكفورت التوية، الذين مولتهم ودعمتهم الطبقة الحاكمة الرأسمالية والدول الامبريالية، بما في ذلك أجهزة الأمن القومي الأمريكي، كانوا في نهاية المطاف، هم المُمثلين الرسميين العالميين لسياسة مُعاداة الشيوعية. على الرغم من وقوفهم ضد بؤس المُجتمع الاستهلاكي، والذي وصفوه بتفاصيل ملحوظة في بعض الأحيان، الا أنهم رفضوا فعل أي شيء عملي تجاهه بسبب افتراضهم الأساسي بأن العلاج الاشتراكي لمثل هذه المصائب أسوأ بكثير من المرض نفسه.

* غابرييل روكهيل، فيلسوف وناقد ثقافي ومُنظّر سياسي. يُحاضر في جامعة فيلانوفا، ويُدير مشروع النظرية النقدية في جامعة السوربون. لديه العديد من الكُتب والمقالات. من كُتبه: (التاريخ المُضاد للحاضر) 2017، (تدخلات في الفكر المُعاصر) 2016، و(التاريخ الراديكالي وسياسات الفن) 2014.

مُلاحظة للمؤلّف:
تعتمد هذه المقالة وتزيد على تحليل تفصيلي والذي تدعم مراجعه الواسعة الطرح المُعروض هُنا:
Gabriel Rockhill, “Critical and Revolutionary Theory” in Domination and Emancipation: Remaking Critique, Ed. Daniel Benson (London: Roman & Littlefield International, 2021).
أنا مُمتن للغاية للأصدقاء والزُملاء الذين أوردوني بردودٍ على مسوّدة هذه المقالة، بما في ذلك اولئك الذين عبّروا عن تحفظاتٍ حول بعض الحُجج (التي أقبل تحمّل المسؤولية الكاملة عنها): لاري بوسك Larry Busk، هيلموت هاري لوين Helmut-Harry Loewen، جينيفر بونس دو ليون Jennifer Ponce de León، سلفادور رانجيل Salvador Rangel وايف وينتر Yves Winter.



1- See my analysis of Jürgen Habermas, Axel Honneth and Nancy Fraser in “Critical and Revolutionary Theory.”
2- أُنظر على سبيل المثال مقالة توماس برادن Thomas W. Braden (أنا سعيد لأن وكالة الاستخبارات الأمريكية غير أخلاقية).
Saturday Evening Post (May 20, 1967)
انطلاقاً من حقيقة أن والت روستو شارَكَ، عبرَ مدير الاستخبارات الأمريكية ريتشارد هيلمز Richard Helms مقالة برادين مع رئيس الولايات المتحدة قبل نشرها، هو تكتيك يستخدمه المُخبرون لكي يُعلنوا عن انتمائهم. كما أوضَحَ المساعد التنفيذي السابق لنائب مُدير وكالة الاستخبارات المركزية فيكتور مارشيتي Victor Marchetti: هذا التكتيك يستخدمه المُحترفون السريون: "عندما يتمزق حجاب السرية الخاص بهم ولا يستطيعون الاعتماد على القصص الزائفة لكي يُضصللوا الجمهور، يلجأون الى الاعتراف ببعض الحقيقة، في الوقت الذي يُحاولون فيه تخريب وابعاد أي دليل وأي حقائق حول ذلك. عادةً ما يكون الجمهور مفتوناً بالمعلومات الجديدة التي افتُضِحَت لدرجة انه لا يفكر بالبحث في القضية أكثر من ذلك".
(“CIA to Admit Hunt Involvement in Kennedy Slaying,” The Spotlight, August 14, 1978: https://archive.org/details/marchetti-victor-cia-to-admit-hunt-involvement-in-kennedy-slaying-the-spotlight-aug.-14-1978/mode/2up).
3- أُنظر:
See Gabriel Rockhill, Radical History & the Politics of Art (New York: Columbia University Press, 2014), 207-8 and Giles Scott-Smith
“The Congress for Cultural Freedom, the End of Ideology, and the Milan Conference of 1955: ‘Defining the Parameters of Discourse,’” Journal of Contemporary History, Vol. 37 No. 3 (2002): 437-455.
تعاوَنَ فرع باريس لمعهد البحوث الاجتماعية عن كثب مع ريمون آرون، الذي كان مسؤولاً عن مُراقبة العمل وتنقيحه لكي يتناسب مع الجمهور الفرنسي.
(see Theodor Adorno and Max Horkheimer, Correspondance: 1927-1969, Vol. I, eds. Christoph Gödde and Henri Lonitz, trans. Didier Renault (Paris: Klincksieck: 2016), 146. I cite this French edition here and elsewhere because Adorno and Horkheimer’s complete correspondence is not available in English, as far as I know).
في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أصبَحَ آرون الشخصية الفلسفية لمؤتمر الحرية الثقافية وآيديولوجي مُعادي للشيوعية لا يكل ولا بمل والذي عززت وكالة الاستخبارات الأمريكية ظهوره بشكلٍ كبير.
4- أقصد بـ"المُخبر" هنا، أن لاسكي كان قريباً من وكالة الاستخبارات المركزية وكذلك المؤسسات الحكومية الأُخرى، في جهوده الدعائية المُعادية للشيوعية، وليس أنه كان هو "مُخبر رسمي" (وهذا ما لم يتم تأكيده، حسبما أعرف). أثبتت العديد من الوثائق الداخلية، تاعون لاسكي مع وكالة الاستخبارات المركزية والاستخبارات الأُخرى، بالاضافة الى فرانسيس ستونور سوندرز Frances Stonor Saunders ومايكل هوغيشفيندر Michael Hochgeschwender وهيو ويلفورد Hugh Wilford وبيتر كولمان Peter Coleman من بين آخرين. تتوفر بعض مُراسلات لاسكي مع أدورنو وهوركهايمر في:
Theodor Adorno and Max Horkheimer, Correspondance: 1927-1969, Vol. I-IV, eds. Christoph Gödde and Henri Lonitz, trans. Didier Renault (Paris: Klincksieck: 2016
5- See Adorno and Horkheimer, Correspondance, Vol. III, 291
6- See Adorno and Max Horkheimer, Correspondance, Vol. III, 348
7- See Michael Hochgeschwender, Freiheit in der Offensive? Der Kongreß für kulturelle Freiheit und die Deutschen (München: R. Oldenbourg Verlag, 1998), 488
8- Hochgeschwender, Freiheit in der Offensive?, 563
9- See, for instance, Minqi Li, “The 21st Century: Is There an Alternative (to Socialism)?” Science & Society 77:1 (January 2013): 10-43 Vicente Navarro, “Has Socialism Failed? An Analysis of Health Indicators under Capitalism and Socialism,” Science & Society 57:1 (spring 1993): 6-30. Tricontinental has provided numerous in-depth analyses of actually existing socialism and how it compares to actually existing capitalism: https://thetricontinental.org/.
10- John Abromeit, Max Horkheimer and the Foundations of the Frankfurt School (Cambridge, UK: Cambridge University Press, 2011), 42
11- Thomas Wheatland, The Frankfurt School in Exile (Minneapolis: University of Minnesota Press, 2009), 24 Ingar Solty, “Max Horkheimer, a Teacher without a Class,” Jacobin (February 15, 2020): https://www.jacobinmag.com/2020/02/max-horkheimer-frankfurt-school-adorno-working-class-marxism Wheatland, The Frankfurt School in Exile, 13
12- Perry Anderson, Considerations on Western Marxism (London: Verso, 1989), 33 Steven Müller-Doohm, Adorno: A Biography, trans. Rodney Livingstone (Cambridge: Polity Press, 2005), 94
13- Anderson, Considerations on Western Marxism, 33
14- Rolf Wiggershaus, The Frankfurt School: Its History, Theories, and Political Significance, trans. Michael Robertson (Cambridge, Massachusetts: The MIT Press, 1995), 104
15- Abromeit, Max Horkheimer, 150
تبدّدَ أي أمل ضئيل وحذر كان يحذو هوركهايمر تجاه الاتحاد السوفييتي، في أوائل الثلاثينيات. و"بعد 1950 بدأ هوركهايمر في الدفاع عن التقاليد السياسية الليبرالية الغربية بطريقة... أُحادية الجانب".
(Abromeit, Max Horkheimer, 15, also see 181)
16- يقول هوركهايمر: "النظرية النقدية ليست مُتجذّرة مثل البروبغاندا التوتاليتارية، ولا مفصولة مثل الفكر الليبرالي".
(Max Horkheimer, Critical Theory: Selected Essays, trans. Matthew J. O’Connell and others (New York: Continuum, 2002), 223-4).
17- Marie-Josée Levallée, “October and the Prospects for Revolution: The Views of Arendt, Adorno, and Marcuse,” The Russian Revolution as Ideal and Practice: Failures, Legacies, and the Future of Revolution, eds. Thomas Telios et al. (Cham, Switzerland: Palgrave Macmillan, 2020), 173
18- Gillian Rose, The Melancholy Science: An Introduction to the Thought of Theodor W. Adorno (New York: Columbia University Press, 1978), 2
19- Wiggershaus, The Frankfurt School, 133. Also see Solty, “Max Horkheimer, a Teacher without a Class” and Rose, The Melancholy Science, 2
20- Müller-Doohm, Adorno, 181
21- Müller-Doohm, Adorno, 181
يكتب مولر دوم: " حتى في رسائله الخاصة، حتى منتصف الثلاثينيات، لا نجد أكثر من صورة عامة متشائمة، ولا تصريحات واضحة حول الوضع السياسي".
22- Anderson, Considerations on Western Marxism, 33
يوضّح توماس ويتلاند Thomas Wheatland أن جماعة هوركهايمر في نيويورك اختارك "التزام الصمت بشأن المسائل السياسية الرئيسية في ذلك الوقت و(أخفت) ماركسيتها بالكامل تقريباً... ظل هوركهايمر غير راغب في المُخاطرة بالتداعيات المُحتملة للنشاط السياسي أو حتى الانخراط السياسي في موضوعات العصر الرئيسية".
The Frankfurt School in Exile (Minneapolis: University of Minnesota Press, 2009), 99
23- See Stuart Jeffries, Grand Hotel Abyss: The Lives of the Frankfurt School (London: Verso, 2017), 72 and 197
24- See Wheatland, The Frankfurt School in Exile, 72 (also see 141)
25- Jeffries, Grand Hotel Abyss, 136
أكدَ بريخت أن "مدرسة فرانكفورت ارتكبت حيلة برجواازية من خلال التظاهر بأنها مؤسسة ماركسية، في الوقت الذي أصرّت فيه على أن الثورة لا يمكن أن تعتمد على انتفاضة الطبقة العاملة، ورفض المُشاركة في الاطاحة بالرأسمالية.
أ- أنا أُصنّف والتر بينجامين على أنه "ماركسي" غربي. و"الماركسية الغربية" تحمل خصائص فكرية وعملية انهزامية، لا تؤهلها لأن تكون ماركسية حقيقية.
Jeffries, Grand Hotel Abyss, 77
26- Cited in Ulrich Fries, “Ende der Legende: Hintergründe zu WBenjamins Tod,” The Germanic Review: Literature, Culture, Theory 96:4 (2021), 421, 422.
أودّ أن أعبّر عن خالص امتناني لهيلموت لوين، الذي لفتَ انتباهي الى هذه المقالة، وأرسَلَ لي ترجمته الجُزئية لها.
27- Cited in Fries, “Ende der Legende,” 422, 422
28- See Adorno’s letter to Horkheimer on January 26, 1936, published in Adorno and Horkheimer, Correspondance, Vol. I, 110
29- See the epistolary exchange between them in Ronald Taylor, ed., Aesthetics and Politics (London: Verso, 1977), 100-141
30- Cited in Fries, “Ende der Legende,” 409
31- Fries, “Ende der Legende,” 409, 424
32- Fries, “Ende der Legende,” 414
33- Cited in Fries, “Ende der Legende,” 410
34- Quoted in Jack Jacobs, The Frankfurt School, Jewish Lives, and Antisemitism (Cambridge UK, Cambridge University Press, 2014), 59-60
35- Todd Cronan, Red Aesthetics: Rodchenko, Brecht, Eisenstein (Lanham, Maryland: Rowman & Littlefield Publishers, 2021), 132
36- Cited in Cronan, Red Aesthetics, 151
37- حول لجنة العمل اليهودية انظر:
Catherine Collomp, “‘Anti-Semitism among American Labor’: A Study by the Refugee Scholars of the Frankfurt School of Sociology at the End of World War II,” Labor History 52:4 (November 2011): 417-439. On
للنظر حول عمل دوبينسكي مع الاستخبارات الأمريكية راجع المُستندات المُتاحة للقراءة على موقع وكالة الاستخبارات الالكتروني:
(https://www.cia.gov/readingroom/home), as well as Hugh Wilford, The Mighty Wurlitzer: How the CIA Played America (Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, 2008) and Frances Stonor Saunders, The Cultural Cold War: The CIA and the World of Arts and Letters (New York: The New Press, 1999)
38- See David Jenemann, Adorno in America (Minneapolis: University of Minnesota Press, 2007), 181-2
39- See Adorno’s FBI file: https://vault.fbi.gov/theodor-adorno/theodor-adorno-part-01-of-01/view
40- See Adorno’s FBI file: https://vault.fbi.gov/theodor-adorno/theodor-adorno-part-01-of-01/view
41- Anderson, Considerations on Western Marxism, 34
42- Jeffries, Grand Hotel Abyss, 297
هابرماس نفسه كان عضو في شبيبة هتلر، ولاحقاً دَعَم حرب الخليج وتدخل حلف الناتو في يوغسلافيا.
43- See Horkheimer’s jeremiad against Habermas and Marxism in his letter to Adorno on September 27, 1958 in Adorno and Horkheimer, Correspondance, Vol. IV, 386-399
44- Quoted in Wiggershaus, The Frankfurt School, 554
45- Jenemann, Adorno in America, 182
46- Christopher Simpson, Science of Coercion: Communication Research and Psychological Warfare 1945-1960 (Oxford: Oxford University Press, 1996), 4
47- Wiggershaus, The Frankfurt School, 397
48- John Loftus, America’s Nazi Secret (Walterville, OR: Trine Day, LLC, 2011), 228
49- See Wiggershaus, The Frankfurt School, 434
50- Wiggershaus, The Frankfurt School, 479
51- See Robert S. Wistrich, Who’s Who in Nazi Germany (New York: Routledge, 2001), 281
52- Cited in Jenemann, Adorno in America, 184
قال أدورنو بنفسه ذلك في افادة خطيّية: "تأسس معهد البحوث الاجتماعية في جامعة فرانكفورت بدعمٍ من المفوض الأمريكي السامي في ألمانيا HICOG وبدعمٍ كبير من الموارد المالية الأمريكية. تهدف هذه المؤسسة الى تطوير مناهج البحث الأمريكية والألمانية والمساعدة في تعليم الطلَبة الألمان بروح الديمقراطية الأمريكية".
Jenemann, Adorno in America, 184
53- وفقاً لفيغيرشاوس Wiggershaus: لم يكن دفاع بول تيليخ Paul Tillich عن الاشتراكية يُعجب هوركهايمر، ولا كان يُعجبه التزام هوغو سينزهايمر Hugo Sinzheimer وهيرمان هيلر Hermann Heller بالديمقراطية وخصامهم المُعلن مع النازية".
(The Frankfurt School, 112). On Adenauer, see Rockhill, “Critical and Revolutionary Theory,” as well as Philip Agee and Louis Wolf, -dir-ty Work: The CIA in Western Europe (New York: Dorset Press, 1978).
54- Quoted in Wolfgang Kraushaar, ed., Frankfurter Schule und Studentenbewegung: Von der Flaschenpost zum Molotowcocktail 1946-1995, Vol. I: Chronik (Hamburg: Rogner & Bernhard GmbH & Co. Verlags KG, 1998), 252-3
55- See William Blum, Killing Hope: US Military and CIA Interventions since World War II (London: Zed Books, 2014)
56- Quoted in Jeffries, Grand Hotel Abyss, 297
57- مُختارات لينين في 10 مُجلّدات-المُجلّد 6، دار التقدم، ص72.
58- كانت العنصرية ضد الشيوعيين جُزءاً مُهماً من الايديولوجيا المُعادية للشيوعية، كما أوضَحَ دومينيكو لوساردو في كتابه:
War and Revolution, trans. Gregory Elliott (London: Verso, 2015)
59- Theodor Adorno and Max Horkheimer, “Towards a New Manifesto?” New Left Review 65 (September-October 2019), 49
60- Adorno and Horkheimer, “Towards a New Manifesto?” 59
61- Ibid
62- Adorno and Horkheimer, “Towards a New Manifesto?” 57
63- Adorno and Horkheimer, “Towards a New Manifesto?” 57, 59
64- Adorno and Horkheimer, “Towards a New Manifesto?” 41
أعرَبَ هوركهايمر عن آراء مُماثلة مُناصرة للرأسمالية ومُعادية للشيوعية في مناسباتٍ عديدة. على سبيل المثال، ادّعى في رسالةٍ طويلة موجّهة الى أدورنو في تاريخ 27 أيلول عام 1958 أن "الثتورة تعني حقاً العبور نحو الارهاب"، وأكّدَ أن ما يجب الدفاع عنه هو "بقايا الحضارة البرجوازية حيث تكمن فكرة الحرية الفردية والمُجتمع الأصيل".
(Adorno and Horkheimer, Correspondance: 1927-1969, Vol. IV, 395)
وللاستشهاد بمثالٍ آخر، وصَفَ موقفه في عام 1968 بأنه مُضاد للثورة: "يبدو تصريحاً صريحاً بأن الديمقراطية رغم كُل عيوبها، هي دائماً أفضل من الديكتاتورية التي ستنجُم عن ثورة اليوم، تبدو لي ضروريةً من أجل الحقيقة".
Horkheimer, Critical Theory, viii
بعد أن يذكر ستيفين مولر دوم بأن هوركهايمر وَصَفَ الشرق بأنه بربري ومتوحش في مؤلّفه حول سيرة أدورنو الذاتية من 700 صفحة، يقول: "كان أدورنو وهوركهايمر على وِفاق في تقييمهما لما يُسمى بالكُتلة الشرقية، أي الاتحاد السوفييتي وكذلك الصين الشيوعية" ص415. كَتَبَ هوركهايمر الى أدورنو فيما يتعلق بالاستعمار، أنه بالرغم من أن "الحُلم الأوروبي بالتفوق الدائم في الحُقبة الاستعمارية" كان "بغيضاً" الا أنه كان له "جوانبه الجيدة".
(Adorno and Horkheimer, Correspondance, Vol. IV, 466)
65- Max Horkheimer, “The Authoritarian State,” Telos 15 (spring 1973): 16
66- See Domenico Losurdo, El Marxismo occidental: Cómo nació, cómo murió y cómo puede resucitar, trans. Alejandro García Mayo (Madrid: Editorial Trotta, 2019). This book, originally written in Italian, is being translated into English by Steven Colatrella for 1804 Books
67- Max Horkheimer, Gesammelte Schriften, eds. Alfred Schmidt and Gunzelin Schmid Noerr, Vol. 18 (Frankfurt am Main: S. Fischer, 1985), 73. Also see Müller-Doohm, Adorno, 334
ذهَبَ أدورنو الى حد التأييد الصريح لموقف المُعادي للشيوعية والمُتعاون مع الاستخبارات الأمريكية آرثر كويستلر، حيث كَتَب أن "الشيوعية أصبحت حزباً يمينياً" (وهذا ما ادعاه كويستلر" و...هي تتطابق تماماً مع الامبريالية الروسية".
Adorno and Horkheimer, Correspondance, Vol. IV, 655
68- See this document in the CIA’s FOIA Electronic Reading Room: https://www.cia.gov/readingroom/document/cia-rdp80-00810a006000360009-0 I would like to express my gratitude to Colin Bodayle for drawing my attention to this document
69- Theodor Adorno, Critical Models: Interventions and Catchwords, trans. Henry W. Pickford (New York: Columbia University Press, 2005), 94
70- Adorno, Critical Models, 94
71- Adorno, Critical Models, 94
72- Müller-Doohm, Adorno, 438
73- Müller-Doohm, Adorno, 438
74- Müller-Doohm, Adorno, 438
75- في الأدب والفن-الجُزء الأول، فلاديمير لينين، ترجمة يوسف حلّاق، منشورات وزارة الثقافة دمشق 1972، ص220
76- نفس المصدر
ب- للتعرف على تفاصيل النهوض الطلاب في الستينيات يُمكن الاطلاع على كتاب:
معالم الهزيمة-مُداخلة نقدية حول كتاب هربرت ماركوز (الماركسية السوفييتية) ولبعض ملامح الماركسية الغربية في القرن العشرين، مالك أبوعليا، نشر الكتروني، ص131-186
77- كما ذكرت في كتابي (Critical and Revolutionary Theory)، كان تقييم الطلاب هذا مُحقاً.
جـ- كان موقف ماركوز هو الاستسلام للرأسمالية، وهو ما يُماثل موقف أدورنو:
أُنظر معالم الهزيمة-مُداخلة نقدية حول كتاب هربرت ماركوز (الماركسية السوفييتية) ولبعض ملامح الماركسية الغربية في القرن العشرين، مالك أبوعليا، نشر الكتروني، ص104-131 و167-186
78- Adorno, Critical Models, 267
قام أدورنو باستخدام الجدل الزائف لتبجيل التقاعس واللاعمل باعتباره أفضل شكل للممارسة في مُراسلاته مع ماركوز فيما يتعلق بالاحتجاجات الطُلّابية: "لقد عايشنا في عصرنا، وأنت لست أقل مني في ذلك، وضعاً أكثر رُعباً بكثير-وهي حالة قتل اليهود بدون الشروع في المُمارسة العملية، لإنه كان محظوراً علينا... لنقولها بصراحة: "اعتقد أنك تخدع نفسك كونك غير قادر سوى الاستمرار بالمشاركة في أعمال الطُلّاب بسبب ما يحدث في فييتنام أو بيافرا. ان كان هذا هو رد فعلك حقاً، فلا يجب عليك أن تحتج فقط على رُعب قنابل النابالم، ولكن أيضاً ضد التعذيب الوحشي على الطريقة الصينية الذي يُمارسه الفيتكونغ بشكلٍ دائم".
Adorno and Marcuse, “Correspondence on the German Student Movement,” New Left Review 233 (January-February 1999), 127
انه يُدلي بتصريحات مُماثلة في أمكان أُخرى، مثل نصه عام 1969، حيث يحتفي بـ"لحظة التفكير الطوباوية" ضد أي شكل من أشكال المُمارسة: "المُفكر النقدي الذي لا يُهاود، الذي لا يبيع وعيه ولا تُخيفه المُمارسة، هو الشخص الذي لا يستسلم... التفكير هو في الواقع قوة المُقاومة".
Adorno, Critical Models, 293
79- Adorno, Critical Models, 268
80- Adorno, Critical Models, 268
81- كان كويستلر شخصيةً رئيسيةً في شبكات مؤتمر الحُرية الثقافية التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية وادارة الاستخبارات البريطانية.
82- Quoted in Esther Leslie, “Introduction to Adorno/Marcuse Correspondence on the German Student Movement,” New Left Review 233 (January-February 1999), 119 and Kraushaar, Frankfurter Schule und Studentenbewegung, Vol. 1, 374.
83- Kraushaar, Frankfurter Schule und Studentbewegung, Vol. 1, 398
كان كرال الناشط الوحيد الذي لم يُطلَق سراحه من السجن في نفس الليلة، وقرر أدورنو توجيه شكوى ضده، مثلما فعلَ عام 1964 ضد المجموعة الطلابية المُتمردة، على الرغم من الضغوطات لاسقاط شكواه.
د- توراندوت أو مؤتمر غاسلي الأدمغة، بيرتولد بريخت، ترجمة نبيل حفار، دار الفارابي 1981.
84- توراندوت أو مؤتمر غاسلي الأدمغة، بيرتولد بريخت، ترجمة نبيل حفار، دار الفارابي 1981، ص141
85- نفس المصدر، ص45-47

ترجمة لمقالة:
the CIA and the Frankfurt School s anti Communism, By Gabriel Rockhill, 27- June-2022



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَظَمة ومحدودية الفلسفة البرجوازية الكلاسيكية
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
- الخصائص المنهجية للنقد الحالي للماركسية في الأركيولوجيا
- بصدد فكرة لينين حول اتحاد الفلسفة الماركسية بالعلوم الطبيعية
- بدائل الوضعية (2)
- فريدريك انجلز وبعض مسائل المعرفة التاريخية
- بصدد مسألة صعود المفهوم العلمي حول تاريخ الفلسفة
- بدائل الوضعية (1)
- الجوانب الاقطاعية في الدولة البيزنطية
- الماركسية اللينينية والثورة الكوبيرنيكية في الفلسفة
- تلخيص كتاب (كاليبان والساحرة: النساء والجسد والتراكم البدائي ...
- الانسان واغترابه
- الكاليبان العظيم: النضال ضد الجسد المتمرد 2
- الحقيقة التاريخية: بُنيتها وشكلها ومضمونها
- انجلز والداروينية
- من المُلام؟ كيف نشأ الخلاف بين قادة الصين الماويين، والاتحاد ...
- الكاليبان العظيم: النضال ضد الجسد المتمرد 1
- قوانين الوضعيات التاريخية
- الحقيقة والقيمة
- من المُلام؟ كيف نشأ الخلاف بين قادة الصين الماويين، والاتحاد ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالك ابوعليا - المخابرات المركزية الأمريكية وعداء مدرسة فرانكفورت للشيوعية