أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالك ابوعليا - الخصائص المنهجية للنقد الحالي للماركسية في الأركيولوجيا















المزيد.....



الخصائص المنهجية للنقد الحالي للماركسية في الأركيولوجيا


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 22:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأليف: الأركيولوجي السوفييتي ليف ساميلوفيتش كلين

ترجمة مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

لم يكن هناك شح في هجوم العلماء الغربيين على علم الأركيولوجيا الماركسي، طوال تاريخه. لكن اشتد هذا النشاط بشكلٍ ملحوظ واتخذ خصائص مُميزة، في السنوات القليلة الماضية. يُمكن العثور على أسباب هذا الاشتداد، وعلى هذه الخصائص، في مجموعتين من الظروف. أولاً، يُمكننا مُلاحظة علامات نوعٍ من الأزمة الفكرية خلال العقود الأخيرة في الأركيولوجيا الأوروبية الغربية والأمريكية. يختلف العلماء الماركسيين وغير الماركسيين على أعراض هذه الأزمة وأسبابها ويرونها في ظواهر مُختلفة، لكن يتفق كلا الطرفين على وجود الأزمة. في المقام الثاني، أدى الصعود الهائل للماركسية كقوة سياسية ونظرية اجتماعية مُنتصرة ما بعد الحرب، الى ارتفاع رصيدها كمنهجية علمية. في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية على وجه التحديد، أعلَنَ الشخصية البريطانية العلمية البارزة غوردون تشايلد Gordon Childe، عن قناعته بأن المنهجية الماركسية مُثمرة للغاية في الأركيولوجيا، وبدأ في تملّك واستيعاب هذه المنهجية وتطبيقها على البيانات الأركيولوجية، لا سيما تلك الخاصة باسكتلندا(1).
من الواضح أن هذا تطلّبَ تكثيفاً ملحوظاً للتصريحات الموجهة ضد الماركسية في الأركيولوجيا. لكن كان لا بد من تغيير طبيعة هذه الهجمات، في ظل الظروف الجديدة.
في وقتٍ سابق، غالباً ما كان يكفي، من أجل تجنيب المُناقشات مزيداً من الانتقادات ولاستبعاد العمل من الأوساط العلمية، الاشارة الى أن كاتبه مُلتزم بالماركسية، أو أن المُقدمات الماركسية حاضرة في عمله، أو أن مبادئه قريبة من الماركسية أو تُشبه الماركسية. كل ما كان مطلوباً هو "فضح" الكاتب على أنه "أحمر" أو "وردي"، أي اطلاق شيء شبيه بالمُلصق ووضع لافتة طريق "تحذيرية" عليه وعلى عمله: "أحذروا... ماركسية!"، ومن ثم كان الجميع سينعطفون الى طريقٍ بديلة. اعتبَرَ ستيوارت بيجوت Stewart Piggott عام 1947 في مُراجعةٍ له لكتاب تشايلد، أنه من الجائز أن يقول أنه يأمل (عبثاً بالطبع) أن افتتان تشايلد بالماركسية "لن يضر بسمعته بين زُملائه"(2). يبدو أن مثل هذا الاشعار بالخطر، المُصاغ أكاديمياً، كان يعكس، في الواقع، المزاج العام للأركيولوجيين الانجليز. ومع ذلك، عندما سعى بعض علماء الأركيولوجيا الأمريكيين والألمان الغربيين خلال الفترة الحالية الى استخدام نفس الاسطوانة القديمة المشروخة مرةً أُخرى، أدّى ذلك على الفور الى تأنيبهم بشدة في المجلات العلمية المنشورة في فرنسا والولايات المُتحدة وبرلين الغربية.
على سبيل المثال، أعدّت مجلّة Saeculum الألمانية الغربية عدداً كاملاً (1960، عدد11) مُكرساً للمؤتمر الحادي عشر للمؤرخين في ستوكهولم، احتوى على نقد للدراسات التاريخية السوفييتية، وخصوصاُ في مجال الأركيولوجيا والتاريخ البدائي والقديم. احتوت على مقالات بقلم فريدريك فيتينهوف Friedrich Vittinghoff بعنوان (النظرية المادية التاريخية حول مُجتمع الرق الكلاسيكي)، وهـ. نويغيباور (الاستيطان اليوناني لشمال البحر الأسود)، ب. ستايفيسكي (وجهة النظر السوفييتية حول تطور المسيحية)، ف. هانكار (مُختارات من أعمال الأركيولوجيا السوفييتية)، وآخرين. ان التكنتيك النقدي الرئيسي في كل هذه المقالات، باستثناء تكنيك هانكار، الذي يُعتَبَر الأكثر تحفظاً وحذراً في استنتاجاته، يصل الى حد رفض النظر في مُحاججات العلماء السوفييت الملموسة على أساس أن كتاباتهم تعكس فقط "التوجهات السياسية" لقيادة الحزب، وتستند بشكلٍ حصري على اقتباسات مؤسسي الماركسية اللينينية(3). قام المؤرخ الفرنسي روبرت ماندرو Robert Mandrou في دوريات باريس، بتقييم هذه "الأحكام القضائية" المُتخذة في ألمانيا الغربية ضد المادية التاريخية كمُبادرة سلبية، والأدوات النقاشية التي استخدمها هؤلاء "المُدّعون العامون" و"الطرد الكُنسي" الذي استخدمه هؤلاء "القساوسة" على أنه نقد غير مُجدي(4).
مثال آخر. نَشَرَ عالم الاثنوغرافيا موريس أوبلر Morris Edward Opler لمدة ثلاث سنوات مُتتالية اتهاماتٍ ضد عددٍ من العلماء الأمريكيين بسبب تمسكهم بـ"النظرية التطورية الجديدة"، وهي مدرسة ليسلي وايت Leslie White وغوردون تشايلد و"المتأثرة بالأفكار الماركسية، أفكار ماركس وانجلز وبوخارين وبليخانوف ولابريولا وآخرين" (نلاحظ أنه يضع مجموعة أسماء مُختلطة للغاية). بعد أن لاحَظَ هذا الأمر الفظيع، دعا أوبلر الى دراسة نطاق هذه الكارثة والتحقق من مصادر المفاهيم الشائعة في دراسات الستينات الأمريكية حول التاريخ، حيث وَجَدَ أنها "مطبوعة بالمنجل والمطرقة". كَتَبَ عالم أمريكي آخر، وهو روبرت مانرز Robert Manners رسالةً كان غاضباً فيها من هذا النوع من الهجمات، في احدى المجلات الأمريكية العالمية الأكثر نفوذاً، وأدان بشدة هذا النوع من النقد: يُمكن أن يُقيّم المرء البحث "على أنه علم جيد أو سيء، ولكن ليس من حيث أنه تحت تأثير بليخانوف أو سوفوروف أو وايت أو أوبلر أو أي شخص". وفي حديثه للقراء، طالَبَ مانرز أوبلر بأن "يُفسّر لنا لماذا علينا أن نتحقق من مصادرنا". اضطر اوبلر الى تبرير نفسه بمُحاولة إظهار أنه لم يقصد على الإطلاق أن يقول أن نظرية وايت "خاطئة لأنها نابعة من الماركسية" بل أن "هذه الأفكار خاطئة، وهي نابعة من الماركسية"، وأضاف أن مانرز نفسه ليس مُضطراً الى اجراء مثل هذا التحقق ان ازعجه الأمر. رد مانرز في تعقيبٍ له: "ان البحث العلمي في تاريخ الأفكار لا يُزعجني على الإطلاق"، "أنا مُنزعج فقط عندما يكون دافع مثل هذا التحقق هو المُحاولات غير العلمية لمُهاجمة الأفكار لكونها فقط تنتمي الى هذه الجهة أو تلك"(5).
مثال ثالث. يرفض الأركيولوجي ييكابس اوزولس Jēkabs Ozols المُهاجر اللاتيفي الذي يعمل في بون، في كتابه حول (أصل ثقافة الفاتيانوفو)، يرفض أعمال الأركيولوجي أ. هوسلر A. häusler من ألمانيا الديمقراطية ويقول "بالرغم من أنه يُشير الى تفسير المواد، الا أنه يفعل ذلك تحت تأثير النظرية الماركسية حول تطور المُجتمع، وهي تتجنب صياغة المسألة في مُحاججاتها"(6). في مُراجعة نقدية حادة لكتاب أوزولس، والتي نُشِرَت في مجلة اركيولوجية سنوية في برلين الغربية، يُعالج أ. كيريند هذه الجُملة بالذات والتي "تُزعجه حقاً". يُعلّق كيريند: "أوزولس لا يُفسّر ما يفهمه بتأثير النظرية الماركسية، ولا الى أي مدىً قد شوّهَ الحقائق بسبب هذا. يجب على المرء أن يأمل أن اوزولس مُخطئ تماماً بشكلٍ أساسي في فكرته حول قارئه المُخلص له، الذي ستُخوّفه هاتين الكلمتين الصغيرتين "لكن-إلا أنه" و"ماركسي"، وبأن قارئه هذا سيرفض ما يُكتَب. وبدون مزيدٍ من التوضيح، فإن الشق الثاني من الجملة ببساطة بلا معنى"(7).
عندما عبّرَ مُراجع المقالة أعلاه، بحذر، عن "أمله"، فربما أنه أخذَ بعين الاعتبار أن "هؤلاء القُرّاء المُخلصين" لم يختفوا تماماً. لكن بالطبع، لم تعد الجمهرة العامة من العلماء الغربيين من هذا النوع. ليس الهدف، اليوم، هو "فضح" الخصوم و"تخويف" القُرّاء، بل على المرء أن يُجادل ويدحض ويُثبِت.
يستخدم نُقاد الماركسية المُعاصرون في الاركيولوجيا خمس طُرُق رئيسية في النقاش والجدال.
تختلف الطريقة الأولى قليلاً عن تخويف الناس بالماركسية، وتُقرر مُجرّد التأكيد على أن عُلماء الأركيولوجيا السوفييت-وزوملاؤهم في الدول الاشتراكية الأُخرى- يكتبون أعمالهم بناءاً على أوامر مُباشرة أو غير مُباشرة من أعلى، لأغراض الدعاية السياسية، وبالتالي فإن أياً من استنتاجاتهم ليس لها أي قيمة علمية. ودعماً لذلك، يتم الاستشهاد بالتغيرات في التفسيرات والاجابات السائدة عن مسائل مُعينة في الاركيولوجيا السوفييتية بمرور الوقت، ويتم عزو تلك التغيرات، بالتغيرات السياسية اليومية التي تسببها.
هذا هو الأسلوب النقدي الأكثر فظاظةً، وغالباً ما يُدينه بعض العلماء غير الماركسيين وحتى بعض المُعارضين النشطين للماركسية، الذين يُشيرون الى أن الدوافع التي يُطوّر العُلماء السوفييت من خلالها وجهات نظرهم، لا تُحدد تلقائياً مدى صحة وجهات نظرهم. أي أنه مهما كانت الدوافع التي يكتب بسببها العلماء السوفييت، فإن درجة صحة ما يكتبونه لا يتعلق بتلك الدوافع، ولا تُعفي خصومها من الحاجة الى التحليل الملموس للحُجج المطروحة. ومع ذلك، تحظى هذه التقنية النقدية بشعبية واسعة.
يُمكن للمرء أن يستشهد بمقالة كريستين ميلوهاس Kristen R. Møllenhus نُشِرَت في المجلة النرويجية فايكينغ عام 1965(8). اختار المؤلف، كنُقطة انطلاق لدراسته، عام 1950، وهي فترة الجدال السوفييتي حول علم اللغة، وجميع الكتابات تقريباً التي تناولتها الدراسة تعود الى السنوات التي تليها مُباشرةً. كتَبَ ميلوهاس: "على أساس مقال ستالين، تخلّى عُلماء الاتحاد السوفييتي على الفور عن نظرياتهم السابقة وقَبِلوا مذاهب ستالين الجديدة... رأى الأركيولوجيين السوفييت في العقيدة التي تم تبنيها حديثاً فُرصة للكشف عن الأصل الثقافي، بل والعرقي للشعب الروسي. ويُمكن القول أن دراسة ما قبل التاريخ السلافية والروسية على وجه التحديد بدأت منذ ذلك الحين في جوٍّ من القومية"(9). كانت كتابات بيتر تريتياكوف Petr Nikolaevich Tret iakov وبوريس ريبياكوف Boris Rybakov وآخرين تزخر بهذه الأجواء. ان حقيقة أن العديد من الأركيولوجيين السوفييت مثل (ارتيمي ارتسيخوفيسكي Artemiy Artsikhovsky وفلاديمير ديميتريفيتش بلافاتسكي Vladimir Dmitrievich Blavatsky والكسندر ياكوفيليفيتش بريوسوف Alexander Yakovlevich Bryusov وايفان ايفانوفيتش ليابوشكين Ivan Ivanovich Lyapushkin وجالي فيدوروفنا كورزوخينا Gali Fedorovna Korzukhina وآخرين) ابتعدوا عن أفكار نيكولاي مار حتى قبل مقالات ستالين المعروفة، وأن الدعم الذي طرحه عدد من الاركيولوجيين لأفكار مار كانت مُجرّد تصريحات أكثرَ من أي شيءٍ آخر(10)، بينما في الدراسات الملموسة، حتى اولئك العُلماء الذين اتخذوا خطوات فعالة لاستدخال أفكار مار في الأركيولوجيا، قد طرحوا وحلّوا العديد من المسائل في الأصل العرقي للروس والشعوب الأُخرى بطريقة لم تكن بأي حالٍ من الأحوال متوافقة مع مبادئ مار نفسها. كل هذا يتم تجاهله تماماً(11). فقط ما سُمّيَ بالنشأة "الأصلية" للسلاف الشرقيين، و"وجودهم الأزلي" في أوكرانيا، يُمكن أن يوصَف بشكلٍ صحيح بأنه مُقاربة قومية للبيانات الأركيولوجية (في الواقع، كانت هذه الصِيَغ تُنشَر في المجلات السوفييتية في بعض الأحيان للأسف)(12). لكن الرأي المُعاكس الذي تبناه العلماء السوفييت، أي مفهوم الهجرة من نهري الأودر والفيستولا Vistula-Oder في بولندا، بالتأكيد لا يُمكن اعتباره قومياً.
لن يضر أن نذكر، في هذا الصدد، أنه حتى بعد ظهور مقالات ستالين المذكورة أعلاه وَقَفَ عدد من الأركيولوجيين ضد مفهوم "النشوء الأزلي"(13). والأمر المُثير للاهتمام بشكلٍ خاص، أن هؤلاء كانوا في الغالب نفس العلماء الذين كانوا يتبنون نفس هذه الآراء بشكلٍ أساسي قبل النزاع حول اللغة(14). أيضاً، ظل الأتباع الأساسيين لمفهوم "النشوء الأزلي" هم أنفسهم هؤلاء الأركيولوجيين الذين أيدوه سابقاً(16). ما يواجهنا اذاً، ليس تغيراً في أفكارٍ مُعينة وحسب، ولكن بعض التقاليد العلمية المُستقرة في الأركيولوجيا السوفييتية.
أخيراً، ان حقيقة تركيز ميلوهاس على أدب عُمره 10-15 عاماً، بالاضافة الى ذلك، تركيزه على عدد قليل من أعمال مُمثلي أحد المفهومين المذكورين، لا يعني أنه قد قام فعلاً وبشكلٍ دقيق بتحليل تاريخي موضوعي للأركيولوجيا السوفييتية. في الواقع، شهدت السنوات التي تلت ذلك، عدداً من المناقشات المُثمرة حول المسألة التي اختارها ميلوهاس، والتي يُمكن تتبعها بسهولة في الأدبيات الأركيولوجية السوفييتية(17). تم فيها، التعبير عن وجهات نظر مُختلفة ، وتم انتقاد العديد من التشويهات(18).
الطريقة الثانية المُستخدمة لانتقاد الماركسية في الأركيولوجيا تُشبه في الأساس الطريقة الأولى، ولكنها أكثر أكاديميةً الى حدٍ ما. تتمثل تقنية التشكيك في استنتاجات الأركيولوجيين الماركسيين في استخدام عبارات أو تلميحات مُهذبة بأن هؤلاء العلماء، بدلاً من العمل على تحليل غير مُتحيّز للبيانات واستخراج استنتاجات (موضوعية) منها، يقومون بجعل المواد تتلائم مع نموذج مُسبق، وفرض النظرية على الحقائق. بطبيعة الحال، فإن الأهتمام الأكبر للنقاد الذين يلجأون الى هذا التكنيك مُتعلّق بالمراحل التي كانت هذه الطريقة تلعب فيها دوراً مُعيناً في الأركيولوجيا السوفييتية، بينما لا يتم الحديث أو الاشارة الى المراحل اللاحقة في الأركيولوجية السوفييتية. ان صراع العلماء السوفييت أنفسهم ضد الدوغمائية، والنقد الماركسي للسكولاستيكية، ومواجهة هذه المدرسية بالتحليل الماركسي للحقائق، وعملية تجاوز منهجية الترويج للاقتباسات، بالاضافة الى تطوير النظرية الماركسية واستبدال العناصر القديمة بمفاهيم جديدة تتوافق مع الحقائق الجديدة، كل هذا يُعقّد تطبيق هذه الطريقة في نقد الماركسية في الأركيولوجيا.
دعونا نرى، كيف ينظر مايكل تومسون Michael Thompson الى الأركيولوجيا السوفييتية. تومسون هو مسؤول البارز في المؤسسات البريطانية الأركيولوجية ومُترجم المنشورات الأركيولوجية السوفييتية الى اللغة الانجليزية. يقول، في مقالته بعنوان (الماركسية والثقافة) Marxism and Culture المنشورة عام 1965 في واحدة من أكثر المجلات الأركيولوجية البريطانية موثوقيةً(19): "بقدر ما رسمَ مورغان وانجلز الخط العام للانسانية القديمة، ستصير وظيفة الأركيولوجيا سهلة للغاية: توضيح كل تفصيلة مكتوبة والوصول بالأمور حد الكمال بحيث تصبح غير قابلة للتشكيك... في النظرية الماركسية، تُعتَبَر الآثار الثقافية ذات أهمية قُصوى لأنها تُظهِر شكل التطور الاجتماعي الذي تم الوصول اليه مُسبقاً..."(20).
يُلاحظ تومسون مُتحدثاً عن مدرسة فوكس الجغرافية الانجليزية: هذه ليست نظرية، بقدر ما هي منهجية تطورت من المواد نفسها. في حين أن الضعف الرئيسي للنظرية السوفييتية في الأركيولوجيا هو بالتحديد أنها نظرية تُسقَط على المواد من خارجها"، ويقول بأن هذا هو "الاختلاف الرئيسي بين الأركيولوجيين البريطانيين والسوفييت"(21).
لكن الحقيقة هي أن المرء قد يجد، في كل مفهوم اركيولوجي رئيسي، مساهمات وتأثيرات مُهمة من العلوم الأُخرى، كما أوضحَ غلين دانيال جيداً فيما يتعلق بمدرسة فوكس الجُغرافية(22). والحقيقة أيضاً أن مفهوم المُجتمع البدائي الذي أنشأه ماركس وانجلز قد تطور بناءاً على جميع النتاجات الرئيسية لعلم الأركيولوجيا والاثنوغرافيا في عصرهما، والتي أظهَرَت مُلاحظاتهما التي تركاها بأنها كانت مألوفة(23). بالتالي، هذا المفهوم قد تم التحقق منه ومُراجعته مراراً وتكراراً بحيث يسمح بتقبّل حقائق جديدة، وأُعيد بناء بعض المُكونات المُهمة أو استبدالها بمُكونات أُخرى. وبقدر ما تم الابقاء على هذا المفهوم، فذلك لأن الحقائق لم تدحضه(24). ان نعت المفهوم الماركسي للمُجتمع البدائي بأنه مفهوم مُسبق هو تجاهل للكم الهائل من الحقائق التي تُطرَح ولا زالت تُطرَح والتي تدعم هذا المفهوم الموجود في كتاب (رأس المال) و(أصل العائلة والمُكلية الخاصة والدولة)، وصولاً الى الأعمال الأركيولوجية الحالية. يتم، في الدراسات الأركيولوجية السوفييتية المُعاصرة، استخدام الحقائق ليس لعرض المفاهيم، بل لاختبار النظرية، أي لاثباتها أو دحضها. ان وضع منهجية فوكس الجُغرافية، مُقابل الماركسية، وكأن الأمر هو المنهجية مُقابل النظرية، هو أمر سخيف جداً. نعم، يحتوي تصور مدرسة فوكس على مُقاربة منهجية مُحددة، ولكنها منهجية وحيدة الجانب تماماً: تقوم بتفسير الظواهر الاجتماعية في التاريخ من خلال تأثير البيئة الجُغرافية. ليس من الضروري هنا الخوض في صحة القول بأن مُقاربتهم هذه تعتبر أن الجغرافيا هو سبب حاسم للظواهر الاجتماعية، فنقاط ضعف الحتمية الجغرافية وتناقضاتها الداخلية معروفة على نطاقٍ واسع. المهم، هو أنه، كما أوضَحَ غلين دانيال، تم استخدام هذه المُقاربة الجُغرافية لبناء نموذج نظري صارم سُرعانَ ما تحنّط وتجمد (قوانين فوكس الشهيرة)(25). على النقيض من ذلك، لا تُعتَبَر المفاهيم النظرية في المفهوم الماركسي للتاريخ-المادية التاريخية- من حيث المبدأ على أنها دوغما، لأن المادية التاريخية ليست مُجرّد نظرية، بل منهجية للبحث، قبل كُل شيء. يقول فريدريك انجلز: بيد أن تصورنا للتاريخ، هو قبل كُل شيء، دليل للدراسة وليس رافعة للبناء على طريقة التصور الهيغيلي"(26).
هذا الأمر يؤكّده ليس فقط كُل تاريخ التطور الابداعي للتصور الماركسي المادي للتاريخ، ولكن أيضاً يؤكده تصريحات الأركيولوجيين الغربيين حول ثراء المادية التاريخية على وجه التحديد كمنهجية لكشف الروابط الأساسية من بين الحقائق التاريخية. كَتَبَ تشايلد: "زملاؤنا السوفييت، لقد أوضحت كيف يُمكن للتطور الداخلي للمُجتمعات أن يُفسّرَ نطاقاً واسعاً من الحقائق الأركيولوجية... لذلك عندما دعتني جمعية الأركيولوجيا الاسكوتلندية لإلقاء محاضرات عام 1944، فيما يتعلق بموضوع ما قبل التاريخ الاسكتلندي، قررت أن أُطبّقَ بنجاح المنهجية التي وظفها كريتشيفسكي E. Iu. Krichevskii واندريه بافلوفيتش كروغلوف Kruglov Andrey Pavlovich وجورجي فلاديميروفيتش بودغاييتسكي Podgaetsky Georgy Vladimirovich وبيتر نيكولايفيتش تريتياكوف وغيرهم من الماركسيين المُختصين بعصور ما قبل التاريخ الروسي"(27). بالاضافة الى ذلك، اضطر نُقّاد الماركسية في الأركيولوجيا الى اصدار اعترافات مُماثلة وان كانت بنغمة مُختلفة. متحدثاً باسم الانجليز، يقول تومسون، بأننا "نميل كثيراً الى تجاهل التكنيك في دراسات العصر الحجري القديم، ولا يُمكن أن يكون هناك شك في أن عمل سيمينوف (يُشير الى عمل الأركيولوجي السوفييتي سيرجي اريستارخوفيتش سيمينوف Sergei Aristarkhovich Semenov (تكنيك الانسان البدائي)) سيكون له تأثير حاسم على هذا الموضوع"(28). مع أنه، يتضح من سياق موضوعه اللاحق، بأنه اعتبر أن التكنيك هو عامل يُفسر كُل التاريخ.
وهكذا، فإن استخدام هذه الطريقة لانتقاد الماركسية في الأركيولوجيا يوقِع النقاد أنفسهم في تناقضات بحيث يجدون صعوبةً في الخروج منها.
الطريقة الثالثة، المُرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالطُريقتين السابقتين، هي أكثر براعةً الى حدٍ كبير، فهي تنتقي من الأبحاث السوفييتية تلك المسائل الخاصة التي كانت حُلول العُلماء السوفييت فيها غير ناجحة، وتم دحضها في سياق بروز المزيد من الحقائق، وتُعلن، بأن تلك الحلول، التي كانت في بعض الأحيان تنطوي على ابتذال للماركسية، بأنها جوهر الماركسية في الأركيولوجيا، وبأن هذا هو النتيجة الضرورية والمُمكنة لتطبيق المبادئ الماركسية في الأركيولوجيا. يجب أن نُشير الى أن هذا الأُسلوب يُسهله الجُهد الذي يبذله بعض عُلماؤنا من أجل اقناع الآخرين بوجهات نظرهم النابعة من دراستهم للماركسية، وهي وجهات نظر افتراضية للغاية فيما يتعلق بمواضيع الأركيولوجيا. على النقيض من ذلك، فإن المناقشات العلمية والاختلافات في الرأي، والتضارب بين آراء العلماء الماركسيين بخصوص قضايا أركيولوجية مُعينة، وصراع الفرضيات في الدراسات الأركيولوجية السوفييتية، تجعل هذا النوع من النقد صعباً.
يُمكن رؤية مثال على هذا النوع من النقد في مقالٍ نشره اوزولس عام 1962، وهو عضو في معهد أبحاث البلطيق في بون، والذي أشرنا اليه أعلاه(29). في دراسته لأصل ثقافة كاتاكومب(أ) Catacomb Culture، وتوصيفه المُحق لفرضية (النشوء الأصلي) بأنها عقيمة، والتي كانت في وقتٍ من الأوقات سائدةً في الدراسات السوفييتية، يُبالغ أوزولس في بعض نتائجه في المبحث التاريخي.
مؤكداً على الاختلاف بين ثقافة كاتاكومب وثقافة الحُفرة القديمة(ب)، السابقة لها، يُلاحظ أوزولس بشيءٍ من التأنيب: "من اللافت للنظر أن الدراسات الروسية اختارت أن ترى الارتباط النشوئي بين هاتين الثقافتين"(30). يُمكن تفسير حقيقة أن اوزولس ينسب الى علمنا في مُجمله، أنه متمسك بفرضية واحدة في هذا الصدد. أوزولس ليس لديه معرفة كافية بثراء الأدب العلمي السوفييتي، وليس أكثر. ولكن توحي نبرة وسياق كتاباته، أنه يقترح، بكُل براءة، بأن الدراسات السوفييتية المُعاصرة بخصوص هذه المسألة بالذات، لا ترغب في أن تأخذ الحقائق بعين الاعتبار، وأن هذا هو نتيجة مُباشرة ومُتوقعة لتطبيق الماركسية في الأركيولوجيا. يستعرض أوزولس الوضع، على النحو التالي: " طَرَحَ اندريه بافلوفيتش كروغلوف وجورجي فلاديميروفيتش بودغاييتسكي لأول مرة عام 1935 فكرة أن ثقافة كاتوكومب قد نشأت من ثقافة الحفرة القديمة من أجل جعل المواد تتناسب مع نظرية ماركس ولينين، وتم في ذلك الوقت، تطوير هذه الفكرة بروح "تنظيرية" صرف. حاولت أولغا اليكساندروفنا كريفتسوفا Olga Alexandrovna Krivtsova-Grakova عام 1938 تثبيت هذه الفكرة بالاستناد الى البيانات الأركيولوجية، وصارت، من الآن فصاعداً، مُثبّتة وغير مُتنازع عليها في الدراسات السوفييتية والأجنبية بعد أن تم تضمينها في جميع الأعمال المُتعلقة بالعصر الحديدي المُبكر في روسيا(31). وهكذا، يجب أن نفهم من أوزولس، أنه هو بالذات، أول من رفع صوته بشجاعة مُحتجاً على أُطروحة النشوء الأصلي لـ"ثقافة الكاتاكومب" ، بعد أن دسَّها الأركيولوجيين السوفييت بمهارة في الغرب، والتي قبلها هؤلاء الآخرين بِقِصَر نظر.
ولكن، حتى الاطلاع السريع على الأدبيات في هذه المسألة يكفي، لإقناع المرء، أن هذه الصورة، الجذابة والمرغوبة عند أوزولس، لا تتوافق مع الحقائق، وأنها تبسيط مُفرط ومُغرِض. نعم تستند فرضية النشوء الأصيل لثقافة الكاتاكومب على أُسس ضعيفة وتتناقض مع حقائق كثيرة. وتمسّكَ كورغلوف وبودغاييتسكي عام 1935 بفكرة أن هذه الفرضية عبّرَت عن التفسير الماركسي لهذه المسألة، واعتقدَ ذلك العديد من الأركيولوجيين. وأقتبس الكثيرون في كل مكان من مقالة أولغا كريبتسوفا. لكن فكرة أن ثقافة الكاتاكومب كانت أصيلة، كان قد طُرِحَت لأول مرة، ليس في عام 1935، ولكن قبل ذلك بكثير، وليس من قِبَل كروغلوف وبودغاييتسكي، ولكن من قِبَل طُلاب آخرين، وحتى لم يكونوا من أتباع "ماركس ولينين"(32). بالاضافة الى ذلك، لم يُطوّرَ كروغلوف وبودغاييتسكي هذه الأُطروحة على المُستوى "التنظيري الصرف"، بل على أساس البيانات ومُحاججات الحقائق(33)، والتي قامت أولغا كريفتسوفا بتوسيعها وتحديثها(34). نُضيف الى هذا، أنه تم تحدّي هذا المفهوم مراراً وتكراراً قبل أوزولس، ليس فقط في الأدب الأجنبي وحسب، بل وفي الأدب السوفييتي أيضاً(35). بالنسبة للحالة الثانية على وجه الخصوص، قام بتحدي هذه الفكرة قبل أوزولس الأركيولوجيين السوفييت: ميخائيل ايلاريونوفيتش أرتامونوف Mikhaíl Illariónovich Artamónov وصوفيا ستانيسلافوفنا بيريزايا Sofia Stanislavovna Berezaya وأوليمبيادا غافريلوفنا شابوشنيكوفا Olimpiada Gavrilovna Shaposhnikova وفالانتين بافلوفيتش شيلوف Valentin Pavlovich Shilov. قام مؤلّف هذه المقالة (ليف ساميلوفيتش كلين) بوضع نقدٍ مُفصّل لهذا المفهوم، بناءاً على البيانات، وتم الاستنتاج بأنه لا وجود لاتصال نشوئي بين ثقافة الحفرة القديمة وثقافة الكاتاكومب ونشرها قبل أوزولس(37). هكذا كان الأمر حقاً!. والأهم من ذلك كُله، لا يُمكن أن يجد المرء في أي مكان في كتابات الماركسية اللينينية تأكيداً أو تبريراً ماركسياً لفكرة حتمية النشوء الأصيل. من المؤكد أن هذه الفكرة لا تنبع مُباشرةً من الفهم الماركسي، والأكثر من ذلك أنها تتناقض بشكلٍ قاطع مع استنتاجات ماركس الصريحة بأن الهجرات حتمية في المُجتمعات البدائية ذات الرعي الواسع(38).
استعرضنا بشكلٍ جيد في المثال الملموس السابق،التكنيك الثالث في نقد الماركسية في الأركيولوجيا.
يُمكن اعتبار الطريقة الرابعة بمثابة تطوير وتكثيف للأُولى. وهي تتألف من انتقادات مُباشرة للمبادئ الماركسية الأساسية في الأركيولوجيا. ومع ذلك، يتم طرح هذه المبادئ ليس في شكلٍ كاملٍ وصرف، بل بشكلٍ كاريكاتوري وتقريبي ومُبتذل-اما بسبب تشارك النُقّاد العاطفي المُفرط لها أو لأن معرفتهم بها غير كافية: بعبارة أُخرى، يستعرضونها بطريقة مُحرّفة. هذا بطبيعة الحال، يُبسّط مهمة النُقّاد الى حدٍ كبير، ولكن ليس من الصعب تحدّي هؤلاء النٌقّاد. يكفي فقط، مُجرّد ذكر الموقف الماركسي الفعلي وتوضيحه، من أجل إظهار كيف ينبُع من الماركسية، وكيفية تطبيقه في الممارسة الفعلية للأركيولوجيين السوفييت.
على سبيل المثال، كيف تبدو مُعالجة الماركسية لمسألة البيئة الجُغرافية برأي تومسون؟ "يرى الماركسي أن الانسان سيد الطبيعة، ولكن ليس الطبيعة سيدة الانسان، كما يرى أن شكل المُجتمع لا يعتمد على التأثير المُباشر للبيئة الجُغرافية، ولكن على مُستوى القُوى المُنتجة، أي نمط الانتاج. ان النقد السوفييتي لاعجاب عدد من مؤرخي ما قبل التاريخ البريطانيين بالوسيط الجُغرافي يُثير مُفارقة كبيرة: ماديون صارمون يتهمون من يقولون عنهم بأنهم مثاليون، بأنهم يهتمون كثيراً بالبيئة المادية"(39). ليت شعري! ليس لهذا السبب على الاطلاق يا سيد تومسون! هذه الصورة بأكملها مُشوهة تماماً.
في المقام الأول، ينظر الماركسي الى علاقة الانسان بالطبيعة ليس بشكل سكوني، بل بشكل ديناميكي، كعملية: كلما افتربنا من يومنا هذا، كلما زات سيطرة الانسان على الطبيعة، في حين أنه كلما رجعنا في الزمن الى الوراء، كلما كانت سيطرة الطبيعة على الانسان أكبر. لاحَظَ لينين: "لقد كانت صعوبات الوجود تطغى كُلياً على الانسان البدائي"(40). ثانياً، إن "شكل المُجتمع" هو ظاهرة مُعقدة، ودور البيئة الجُغرافية في صياغة هذا الشكل لا تُنكره الماركسية على أقل تقدير. يكمن جوهر الأمر في أن النظام الاجتماعي مُعترف به على أنه أولي بالنسبة لـ"الشكل"، وبقدر ما تحل الأنظمة الاجتماعية محل بعضها البعض حتى في حالة عدم تغيّر البيئة الجُغرافية، يحق للماركسية أن ترى سبب التغير وأساس النظام الاجتماعي، ليس في البيئة، ولكن في تطور القُوى المُنتجة. ومع ذلك، فإن الوسيط الجُغرافي يُحدد الى حدٍ كبير الأشكال الملموسة التي يتخذها نظام اجتماعي مُعطى ومُعدّل تطوره، في بُلدانٍ مُختلفة، وما الى ذلك(41). نحن لا نعتبر العلماء الذين يرون التغيرات في الوسط الجُغرافي بوصفها الأسباب الرئيسية لتطور المُجتمع على أنهم مثاليين. انهم ماديين بالطبع، لكن ماديين سُذّج وغير منطقيين وغير مُتسقين، ولهذا السبب يقوم الماديون المُتسقون بانتقادهم، ولا يُوجد مُفارقة في ذلك.
من الشائع بين نُقّاد الماركسية الغربيين أن يتهموا الماركسية ببيلجة biologizing الظواهر الاجتماعية. يكتب مؤرخ العلم الأمريكي جون كولتون غرين John Colton Greene: "بدأت عملية دَرونة Darwinizing نظرية ماركس انطلاقاً من فريدريك انجلز، من خلال مُبالغته في التأكيد على التكنيك كوسيلة حيوانية لتكيّف الانسان مع البيئة الطبيعية. يتضح هذا الاتجاه في تفسير المُجتمع في كتابات تشايلد ووايت، اللذين يأمل كلاهما في بناء علم اجتماعي موضوعي ونزيه على أساس التفسير البيولوجي-التكنيكي للتاريخ"(42). يُضيف الأركيولوجي السويسري هانسيورغون مولر بيك Hansjürgen Müller-Beck، بوضعه الأنثروبولوجيا الأمريكية التي تدرس الانسان من وجهة نظر بيولوجية في مُقابل التقسيم الأوروبي للعلوم التي تدرس البشر الى بيولوجية واجتماعية: "يتجلّى هذا في الأهمية التي توضع على نشر أعمال داروين والأعمال التي شكّلَت أساساً لتصور ماركس وانلجز فيما يتعلق بأصل وقوانين الثقافة، في أمريكا. اليوم تُشعرنا العلوم البيولوجية بفروعها بأن هناك تأثيراً كبيراً لها،... ولكن علاقتها بالتاريخ، بالمعنى الكلاسيكي، ليس عظيماً، إن فكّر المرء قليلاً في الأمر. ان نسبةً كبيرةً من الأنثروبولوجيا البريطانية قريبة من هذه التنويعة الأمريكية، وقريبة من كُل الأنثروبولوجيا الدياليكتيكية (الماركسية اللينينية) المُستمدة من نفس الجذور"(43).
وهكذا، هذه حالة، يضع فيها المرء قُمامته على أبواب جيرانه! لا تنظر الماركسية الى انتاج الأدوات على أنها أدوات حيوانية من أجل تكيّف الانسان مع البيئة الطبيعية، ولكن هذا هو الاختلاف الأساسي بين البشر والحيوانات على وجه التحديد. يقول انجلز: "تستطيع يد حتى أكثر الناس توحشاً وبدائية القيام بمئات العمليسات، تعجز عن تقليدها يد أي قرد. فلم يحدث أبداً أن صنعت يد قرت حتى أبسط سكين (قاطعة) حجرية"(44). ان القول بأنه كانت هناك قفزة نوعية من القرد الى الانسان (وفي التفسير المُعاصر، قفزتان)، فإن هذا يعني أن الفهم الماركسي يختلف اختلافاً حاداً عن التفسير الذي طرحه داروين(45). ان النظرية الماركسية حول الدور الحاسم لنمط الانتاج لا تنبثق كُلياً من الداروينية، وليس فقط لأن الأولى ظهرت قبل الثانية بسنواتٍ عديدة!.
ان أحد نُقّاد الماركسية في الأركيولوجيا وهو غريغوار فرامكين Grégoire Frumkin مُحق تماماً عندما اعترف: "ان العديد من عُلماء الأركيولوجيا الغربيين مُغرمين بانتقاد الايديولوجيا الماركسية، ولكن قلّة قليلة منهم، على الأرجح، لديهم فكرة دقيقة عن نظرية ماركس وانجلز ولينين"(46).
الطريقة الخامسة هي تنويعة أكثر براعة من طريقة النقد السابقة. جوهرها هو اتهام الماركسية بالمُبالغة والتبسيط. هؤلاء النُقّاد مُستعدون للاعتراف بصحىة الافتراضات المادية التاريخية الأساسية، ولكنها صحيحة فقط كتفسيرات لعدد مُعيّن من البيانات، والتي تم المُبالغة في أهميتها الى حدٍ كبير. وبقيامهم بذلك، فإنهم يعترفون عن طيب خاطر بوجود مُبالغاتٍ وتبسيطٍ في مفاهيم الأركيولوجيين الغربيين، وليس فقط السوفييت. فليكن الطرفين على خطأ. الحقيقة تكمن في مكانٍ ما بينهما. بعبارةٍ أُخرى، بدلاً من التفسير الواحدي للتاريخ بروح المادية التاريخية، لا يجد المرء بديلاً مُعاكساً له (مثالي، حتمي جُغرافي، الخ)، بل سيجد هُنا الى حدٍ كبير تفسيراً مُعادياً للماركسية، تنويعة من تنويعات نظرية تعددية العوامل.
يُعبّر فرامكين عن هذه النُقطة بالكلمات التالية: "في حين لا يستطيع الغرب عموماً أن يقبل العقيدة السوفييتية التي تقول بوجود قوانين ماركسية معصومة، الا أن العديد منهم (الغربيون) قد بالغوا في التشديد على الجوانب السياسية والفنية والزمنية للتاريخ على حساب جوانبه الاقتصادية والاجتماعية، والتي يؤكدها السوفييت بالذات"(47).
لقد سَبَقَ أن قُلنا فيما سبق أن تومسون يعترف بأن الأركيولوجيين الانجليز لا يهتمون بمسألة التكنيك بالمرة عندما يتحدثون عن العصر الحجري القديم، أي أنهم لا يُعيرون أدوات الانتاج أي اهتمام بوصفها عامل يُفسّر التاريخ، ولكن تومسون يُضيف، أن الأركيولوجيين السوفييت، مثل سيمينوف، يُبالغ في أهمية "المراحل التكنيكية" عندما يبنون جميع مراحل ما قبل التاريخ عليها. يقول: "لا يُمكن للمرء أن يقتنع بأن الثقافة المجدلانية Magdalenian(جـ) المُعرّفة جيداً-رُبما هي واجدة من أكثر الثقافات وضوحاً- يُمكن تفسيرها بالكامل، أو حتى لو بشكلٍ أساسي، من حيث التكنيك"(48).
ولكن ما الذي يعنونه بـ"يُفسرونها"؟ هل "تفسير" ثقافة ما، يعني توصيفها؟ أم يعني "كشف القُوى المُحركة لتطورها"؟ إن كان يعني "تشخيصها" فإن الاتهام باطل: هل يُحاول الأركيولوجيين السوفييت-إن كانت هناك مواد أو بقايا أُخرى غير الأدوات وبقايا المُنتجات حاضرة - توصيف أي ثقافة عصر حجري قديم " بالكامل، أو حتى لو بشكلٍ أساسي، من حيث التكنيك"؟ كَتَبَ الأركيولوجيين السوفييت عن فن ثقافة العصر الحجري القديم، وكتبوا عن مدافنهم، وحول اعادة بناء مساكن العصر الحجري القديم (تم تطوير هذا الموضوع الأخير، في جوهره، من قِبَل الأركيولوجيين السوفييت على وجه التحديد). ان كتاب سيمينوف (تكنيك الانسان البدائي) The Technology of Primitive Man هو دراسة فريدة للأدوات بالذات، ولكن لا يُمكن وصفه بأنه عمل يشمل مُجمل الثقافة والتاريخ. بالاضافة الى ذلك، لا يتفق بعض الأركيولوجيين السوفييت مع بعض وجهات نظر سيمينوف حول الأهمية النسبية لتكنيكات البحث التصنيفية والتكنولوجية. بقدر ما يتعلق الأمر بالكشف عن القُوى الدافعة للتطور التاريخي والثقافي، فإن الأركيولوجيين الماركسيين يعتبرون نمط الانتاج وتطور القُوى المُنتجة، والأهم، تطور الأدوات، هي العوامل المُحددة للتطور. بينما يُمكن للمرء أن يجد العديد من الاعتراضات على هذه الأفكار والعوامل من بين اولئك النُقّاد، فإنه لا يُمكن للمرء أن يجد من يستطيع أن يُفنّدها.
سيكون من السُخف القول بأنه يُمكن ايجاد المُبالغة والتبسيط، وكذلك مُحاولات اشتقاق كُل شيء من الاقتصاد والتكنيك بشكل خطي وساذج، في الأدب الماركسي الثري. لقد كانت هذه الأشياء موجودة فقط في المراحل الأولى من تطور الدراسات الأركيولوجية السوفييتية، عندما بدأ الأركيولوجيين السوفييت الأوائل في تطبيق أفكار جديدة، دون أن يمتلكوا حتى تلك اللحظة الكثير من الخبرة سواءاً في الماركسية أو الأركيولوجيا. لكن النضال ضد الجمود وابتذال الماركسية له تاريخ طويل في الأبحاث الماركسية، لأنه يُمكن ايجاد مصادر هذا النضال عند مؤسسي الماركسية أنفسهم. يكفي أن نتذكر كلمات انجلز عام 1890:"وفقاً للتصور المادي للتاريخ، فإن العامل المُقرر في التاريخ هو، آخر الأمر، إنتاج الحياة الفعلية وتكاثرها. ولم يؤكد ماركس أو أنا أكثر من ذلك قط. ولذا، فإذا شوّهَ بعضهم هذا الموقف بحيث يقول أن العامل الاقتصادي هو العامل المُقرر الوحيد، فإنه يُحوّل تلك الموضوعة الى عبارة مُجرّدة، فارغة، لا معنى لها."(49). لم يدحض انجلز هذا الاتهام ضد الماركسية كنظرية وحسب، بل قال بوجود هذا النوع من الابتذال بين الشباب الماركسيين، وأشار ال بعض أسباب هذه الظاهرة: "واننا ماركس وأنا، ملومان حتى درجةٍ ما لأن الشباب يُشددون أحياناً على الجانب الاقتصادي أكثر مما يجب، فلم يكن لنا بُدّ من التشديد على المبدأ الرئيسي حيال خصومنا الذين أنكروه، ولم يتوفر لنا دائماً الوقت أو المكان أو الفُرصة كي نُعطي العناصر الأُخرى المُشتركة في التفاعل حقها. لكنه حالما كان الأمر يتعلق بتقديم شريحةٍ من التاريخ، يعني بتطبيقٍ عملي، فقد كان الأمر يختلف. ولم تكن أدنى خطيئة، يُسمَح بها. وعلى أي حال، فإنه لمن سوء الحظ أنه يحدثُ في كثيرٍ من الأحيان أن يحسب الناس أنهم فهموا كُلياً النظرية الجديدةى وأنهم يستطيعون تطبيقها دون مزيدٍ من الضجيج حالما يتمثلون مبادئها الرئيسية، وحتى هذه المبادئ بصورة غير صحيح دائماً. ولا أستطيع أن استثني من هذا اليوم، الكثير من (الماركسيين) المُحدَثين، ولا بد من القول بأن أشياء غريبة صُنِعَت في هذا المجال أيضاً"(50).
ان جهودها لتحرير نفسها من الابتذال والتبسيط والمُبالغات التي كانت حتميةً منذ انطلاقها، والنضال من أجل علمية الأفكار الماركسية، تسير مثل الخيط الأحمر عبر تاريخ الأركيولوجيا السوفييتية بأكمله(51). ان أي نقد سيكون مُعلّق في الهواء ما لم يكن بدون النظر الى الأدبيات الكاملة التي تعكس هذا الجُهد، وبدون دراسة عميقة للأعمال الماركسية الأساسية. ما الذي سنجنيه عندما نُمارس التبسيط الفعلي والمُبالغة عند نقد التبسيط والمُبالغة؟!
هذه هي الطُرُق الخمس الأساسية الأكثر استخداماً لانتقاد الماركسية في الأركيولوجيا. عادةً ما تحتوي المقالات التي يكتبها الأركيولوجيين الغربيين حول تاريخ الأركيولوجيا السوفييتية ووضعها المُعاصر، على مجموعة مُتنوعة من هذه الطُرق معاً.
يجب أن نقول أن هُناك نوع من النقاشات هو الأكثر صدقاً، لكننا للأسف لا نواجهه كثيراً في المقالات الغربية. يتكون هذا النوع، من اعتراضات مُباشرة على عبارة من مُقدمات ماركسية في الأركيولوجيا والنظرة الماركسية ككل، ومُحاولات دحضها من وجهات نظر النظريات والمدارس الفلسفية الأركيولوجية الأُخرى. من الصعب العثور على أي استعراضات من هذا النوع في الأدب الأركيولوجي الغربي المُعاصر. لكن هذه الاعتراضات هي الأكثر اثارةً للاهتمام، طالما أن النقد المكشوف وعلى الملأ مُشرّف وجيد. ان مثل هذه النقاشات بالذات هي الأنسب لتكون بمثابة محك لصلاحية تصوّرٍ مُعيّن، والذي يُمكنه أن يوضح بشكلٍ أسرع درجة توافقه مع المُمارسة العلمية والحقائق الجديدة. نحن نعلم، انطلاقاً من تجربة الصراع الايديولوجي في الأركيولوجيا، أن المادية الدياليكتيكية تُظهِر تفوقها كمنهجية علمية للادراك كما هي مُطبّقة على المواد الأركيولوجية(52)، ولكن يحدث (وهذا ليس مُستحيلاً) أنه تظهر، في مثل هذا الصراع، الحاجة الى مُراجعة أو استبدال لأجزاء من التصور الماركسي، لا سيما عندما يؤدي التراخي والميل الى الركون الى الأمجاد، الى تأخر بعض المكونات وراء تطور علم الأركيولوجيا كمبحث عالمي(53). نحن مُهتمون بهذا النوع من النقاش.
لا يسعنا، الا أن نذكر أداةً أُخرى غالباً ما يستخدمها مُعارضو الماركسية في الأركيولوجيا في صراع الأفكار، على الرغم من أن هذه الأداة، ليست طريقةً للنقد ولا للنقاش بالمعنى الدقيق للكلمة. ومع ذلك، فهي أيضاً منهجية للمعركة الايديولوجية، ولكنها منهجية خفية ومُموهة. انها تتألف من التأكيد بكُل طريقة مُمكنة على التشابه بين وجهات نظر واستنتاجات جديدة مُعينة للعلماء السوفييت وتلك الخاصة بالعلم الغربي، وفي تقييم هذا التشابه المتزايد باعتباره خروجاً للعلماء السوفييت عن الماركسية، أي كدليل على عُقم المنهجية الماركسية على حل مسائل الأركيولوجيا المُعاصرة (يُمكن مُلاحظة نفس هذه المنهجية بين المؤرخين أيضاً)(54). كما يتم البحث عن دليل على الابتعاد عن الماركسية من خلال التنقيب عن سيرة العالم أو الباحث الذاتية وقراءة "ما بين سطور" مقالاته. يُمكن تعريف هذه المنهجية، بعبارةٍ عسكرية، على أنها مُحاولة لـ"إرباك الخصم" و"هجوم سيكولوجي"، وجُزئياً، انها خداع للذات.
يُعبّر فرامكين عن آماله: حتى لو افترضنا أنه ليس كُل الأركيولوجيين السوفييت يدعمون الحتمية الماركسية بإخلاص، الا أن الحقيقة أن المُناقشات والحُجج المُتحزبة كُرّرَت بشكلٍ مُمل ومُتعب في كتاباتهم، والتي يجب أن يتم استعراضها بشكلٍ رتيب في القواب الماركسية القياسية"(55). أما تومسون، فهو أكاديمي أكثر من ذلك، لكنه واثقٌ أيضاً من تشخيصاته. بعد أن علّقَ بأنه في تم في الأركيولوجيا السوفييتية اضافة اهتمام جديد بمسائل العِرق والقومية والتفسير الاثني، بالاضافة الى "الماركسية البدائية". هذا الناقد البريطاني يُرحب بهذه الاضافات التي تُسعده كثيراً. "ان حافز هذه الاضافات، جُزئياً، هو أن الدارس يتطابق مع العرق الذي يدرسه: الروس يسعون الى دراسة السلافية، الخ. ان تعطش المرء لأن يعرف أصوله هو بلا شك دافع شرعي، حتى انه هو الدافع الأساسي الحقيقي للأركيولوجيا. في المقام الثاني، يسمح التفسير العرقي حتماً للأفراد المسؤولين عن الثقافة بأن يلعبوا دوراً أكثر أهميةً مما يقومون به... والنتيجة الاجمالية هي أن الأفكار السوفييتية أصبحت أكثر قبولاً من قِبَل شعوب الغرب"(56).
أليس من الواضع حقاً بالنسبة لتومسون كم هو غير منطقي اعتبار التفسير الاثني شيئاً غريباً عن الماركسية، كأنه شيء أُدخِلَ الى الأركيولوجيا الماركسية، كمعقلٍ للعلم المُعادي للماركسية؟ ان التفسير الاثني من المهام الأساسية للبحث الأركيولوجي بشكلٍ عام. الى جانب التفسير الاقتصادي والاجتماعي والمُتعلق بالتسلسل الزمني، من الضروري اجراء دراسة شاملة وكاملة للعملية التاريخية بكُل عواملها، وطرح مبادئ وطُرُق دراستها بدقة. في حين أنه أثناء استدخالهم للماركسية الى الأركيولوجيا، كان العُلماء السوفييت مأخوذين بالنماذج الاجتماعية على حساب التشخيص العياني (بالمناسبة ليس فقط الاثني وحسب، بل وأيضاً التسلسل الزمني وحتى الاقتصادي والاجتماعي)، فإن حقيقة تجاوزهم لهذه التخطيطية لا يعني تخليهم عن الماركسية أو استدخال شيء غريب على الماركسية اليها. هذا يُشير فقط على توسّع وتحسّن البحث الأركيولوجي الماركسي وتطبيق مبدائه على مجالات جديدة من الظواهر.
يبدو لنا، أن آراء العُلماء السوفييت ستُصبح في الواقع مقبولةً بشكلٍ مُتزايدٍ للناس في الغرب، ولكن ليس للأسباب التي يُعلّق عليها فرامكين وتومسون آمالهم بأي حالٍ من الأحوال. ان أزمة "الأفكار الأركيولوجية" والفراغ الفكري في الغرب، والتي تبرُز بشكلٍ ظاهرٍ في كتاب غلين دانيال، وصعود حظوة الماركسية في العالم كمنهجية علمية، ونجاحات الأركيولوجيا السوفييتية، هذه هي العوامل التي تُعزز حقاً اهتمام الأركيولوجيين الغربيين بالماركسية وبالأركيولوجيا السوفييتية.
تحوي مقالة فرامكين على اعترافات مُعينة تسير على هذا الخط. كَتَب: "لا يُمكن أن يكون هناك شك قفيما يتعلق بالزخم الواضع الذي اكتسبته الأركيولوجيا في الاتحاد السوفييتي ومُنجزاتها الباهرة. آسيا الوسطى هي مثال حي على ذلك بشكلٍ خاص. سيكون من الظُلم في نفس الوقت تشويه سُمعة المُنجزات التي نشأت عن الاندفاعة الثورية وعقل الدولة. لقد حان الوقت بالتأكيد لنبذ كُل الأوهام التقليدية والأنانية التي لا تزال، في الواقع، من سمات عُقدة التفوق الغربية في هذا الصدد. هذا لا ينطبق على الأركيولوجيا وحدها. لا زال لدى ماركس وانجلز ولينين راهنيتهم. وقد أظهرت كتاباتهم الالحادية أنها تدوم لفترة طويلة فعلاً(58). يُنهي فرامكين مقالته بالاشارة الى أن "الايديولوجيات النمطية أو الأفكار المُتحيزة التي تُطبّق كالتابوهات، تضر البحث العلمي"، ويختتم بجُملة كتبها عالم آسيا الوسطى ابن سينا: "ان كنت تود أن تكون حماراً بين الحمير، فحاذر أن تكشف وجهك، لأن من ليس لديه آذان حمار، فهو بين الحمير زنديق". ولإظهار "حياديته" يُعلّق فرامكين، أن هذا القول المأثور ينطبق على الغرب كما ينطبق على الشرق"(59). يُمكن للمرء أن يفترض أن فرامكين يعرف الغرب أكثر من الشرق، وفيما يتعلق بهذا الجُزء من شعاره فإننا يُمكن أن نُصّدقه. ولكن على الرغم من بعض اعترافات "النقد الذاتي" التي يقوم بها هذا الناقد، الا أنه لا يوجد ما يُمكن أن نقول عنه أنه "زندقي" أو "مُهرطق" من وجهة نظر "الايديولوجيا النمطية" في مقالته، أو في مقالات نُقّاد الماركسية في الأركيولوجيا الآخرين.

* ليف ساميلوفيتش كلين 1927-2019 مؤرّخ وأركيولوجي وانثروبولوجي وعالم فلكلور ولغة ومؤرّخ للعلم. شارَكَ كلين في الحرب الوطنية العُظمى ضد النازيين في الجبهة البيلاروسية عام 1944. درَسَ في معهد غرودنو التربوي لمدة سنتين، ثم انتقل الى جامعة لينينغراد. درَسَ في قسمين: قسم الأركيولوجيا في كلية التاريخ وقسم اللغات في نفس الكُلية، وتخرّجَ من القسم الأول بدرجة الدبلوم عام 1951. عَمِلَ كلين على مسائل تتعلق بمنهجية الأركيولوجيا، والمبادئ الماركسية في التأريخ. كان كلين الأوسع معرفةً من بين جميع أقرانه في أوروبا الغربية في مسائل تنهيج العلم. انخرط في البحث حول مسائل أركيولوجيا العصر البرونزي (الألفية الثالثة قبل الميلاد) في اوكرانيا، وكَتَبَ منذ حوالي عام 1960 30 مقالاً عن هذا الموضوع. ودافَعَ عن مسألة الهجرات الواسعة والكثيفة في العصر الحجري، والتي انتشرت الثقافة من خلالها، عكس ما كان الغرب يعتقد بمحدوديتها وضيقها. ودَرَسَ كلين كذلك الوثنية السلافية الشرقية.

1- V. G. Childe, Scotland Before the Scots, London, 1946, p. v same author, Progress i arkheologiia, Moscow, 1949, pp. 132-134 (see also introduction by A. V. Artsikhovskii, pp.6-8
2- S. Pigott, "Review" [of Childe, Scotland Before the Scots], -Man, 47, 1947, 2.
3- Saeculum, 11, Freiburg-im-Breisgau and Munich, 1960, 1-2
4- R. Mendrou, Annales. iconomies - Socidtbs - Civilisations, Paris, Vol. 16, No. 3, May-June, 1961, pp. 518-520 G. G. Diligenskii, "Frantsuzskii istorik o tendentsioznom vystuplenii zapadnogermanskogo istoricheskogo zhurnala," VI, 1962, 1, pp. 181, 182
5- See thediscussion: R. A. Manners vs.M. E. Opler, Current Anthropology, Vol. 6, 1965, No. 1, pp. 1, 2 No. 3, pp. 319, 320 No. 7, 1966 No. 3, p. 355
6- . Ozols, Ursprung und Herkunft der zentralrussischen Fatjanowo-Kultur, Berlin, 1962, P.74
7- A. Kernd l, "Besprechung" [Review of Ozols, Ursprung und Herkunft ...I, in Berliner Jahrbucher fur Vor- lund Fruhgeschichte, 4, Berlin, 1964, p. 260
8- R. Mollenhus , "Sprak, etnogenetikk og arkeologi. Nben principielle synspunkter i Sovj etrussisk arkeologi," Viking (Oslo), 1965, P191-199
9- ibid, pp. 198
10- A. V. Artsikhovskii, "Puti preodoleniia - vliianiia N. Ia. Marra v arkheologii," in the symposium Protiv vul garizatsii marksizma v arkheolonii, Moscow, 1953, p. 60
11- M. I. Artamonov, "Venedy, nevry i budiny v slavianskom etnogeneze," VLGU, 1946, No. 2, pp. 70-86 same author, "K voprosu o proiskhozhdenii vostochnykh slavian," VI, 1948, No. 9, pp. 97-108 same author, Proskhozhdenie slavian, Leningrad, 1950 N. Ia. Merpert, "Protiv izvrashchenii khazarskoi problemy," in Protiv vul garizatsii marksiema v arkheologii, pp. 180- 183.
12- A. Iugov, "Rodina Akhillesa," Krym, 1949, No. 3, pp. 178-191 V. Shevchenko, "Patrioticheskaia problema," Krym, 1949, No. 4, pp. 238, 239
13- M. I. Artamonov, "Venedy i luzhitskaia kul tura," VLGU, 1951, No. 1, pp. 153-176 I. I. Liapushkin, "Mesto romensko -borshevskikh pamiatnikov sredi slavianskikh drevnostei," VLGU, 1956, NO. 20, pp. 45-60
14- M. I. Artamonov, "Venedy ...," pp. 70-86 same author, "K voprosu.. . ," pp. 97-108 same author, Proiskhozhdenie slavian I. I. Liapushkin, "Materialy k izucheniiu iugovostochnykh granits vostochnykh slavian VIII-X vv.," KSIIMK, XII, 1946, pp. 117, 118 same author, "0 datirovke gorodishch romensko-borshevskoi kul tury," 15) B. A. Rybakov,, S-A, IY,1 947, pp. 121-136.
15- B. A. Rybakov, "Drevnie rusy," SA, XVII, 1953, pp. 23-104 P. N. Tret iakov, "Oproiskhozhdenii slavian," V-I, 1953, 11, pp. 69-82 same author, Vostochnoslavianskie plemena, Moscow, 1953
16- B. A. Rybakov, "Anty i Kievskaia Rus ," V_D_I , 1939, No. 1, pp. 319-337 same author, "Ranniaia kul tura vostochnykh slavian," IZh, 1943, No. 11-12, pp. 75, 76 P. N. T r e t i a G , Vostochnoslavianskie plemena, Moscow and Leningrad, 194 8
17- G. I. Zikeev, "Diskussiia PO voprosam proiskhozhdenii i drevneishei istorii slavian," VL_GU, 1951, No. 7, pp. 119-121 "Obsuzhdenie voprosa o genezise feodalizma v Rossii i o vozniknovenii dr evnerusskogo gosudarstva ," V__I, 1956, No. 3, pp. 302-305 E. V. Maksimov, "Obsuzhdenie voprosov rannei istorii vostochnykh slavian v Institute arkheologii AN SSSR," -KSIA, 1956, No. 6, pp. 72-78 L. A. Golubeva, "Soveshchanie, posvias hchennoe problemam cherniakhovskoi kul tury i ee roli v rannei istorii slavian," SA, 1957, No. 4, pp. 274-277.
18- M. I. Artamonov, "Slaviane i Rus ," Na_u chnaia sessiia LGU 1955-1956 gg. Tezisy dokladov PO sektsii istoricheskikh nauk, Leningrad, 1956, pp. 3-6 B. A. Rybakov, "Mesto slaviano-russkoi arkheologii v sovetskoi istoricheskoi nauke," SA, 1957, No. 4, pp. 55-65.
19- M. W. Thompson, "Marxism and Culture," Antiquity, XXXM, No. 154, 1965, pp. 108-116
20- Ibid., p. 109
21- Ibid., p. 111
22- G. Daniel, "The Personality of Wales," in Culture and Environment, London, 1964, pp. 7-23
23- V. I. Ravdonikas, Istoriia pervobytnogo obshchestva, Vol. 1, Leningrad, 1939, pp. 61-73, 80
24- "F. Engel s i problemy sovremennoi etnografii," SE, 1959, No. 6, pp. 3-15 Iu. I. Semenov, I1P roiskhozhdenie sem i, chastnoi sobstvennosti i gosudarstva F. Engel sa i sovremennye dannye etnografii," VF, 1959, No. 7, pp. 133-147 same author, "Uchenie Morgana, marksizm i sovremennaia etnografiia," -SE, 1964, No, 4, pp. 170- 185. (b)
25- k. Daniel, o-p. -cit. , p. 21
26- مراسلات ماركس وانجلز، ترجمة فؤاد أيّوب، دار دمشق 1981، ص494
27- V. G. Childe, ,Scotland Before the Scots,p. v
28- M. W. Thompson, op. cit., p. 111
29- J. Ozols, "Zur Herkunft der Katakombenkultur," Berliner Jahrbucher fdr Vor- und Frilhgeschichte, 1962, No. 2, pp. 84-104.
أ- ثقافة الكاتاكومب، هي منطقة جُغرافية سادت فيها ثقافة العصر البرونزي منذ عام 2500-1950 قبل الميلاد في السهوب الأوكرانية. قام فاسيلي غورودتسوف بتحليل ثقافة الكاتاكومب بعد أعمال التنقيب التي قام بها في وادي نهر دونيتس في القرن العشرين. تنتشر آثار هذه الثقافة على نطاقٍ واسعٍ في شمال الضفة اليُسرى لأُوكرانيا والمنطقة الساحلية لبحر آزوف وشبه جزيرة القرم على طول نهر الدون. مارست قبائل هذه الثقافة الرعي وزراعة الكفاف البدائية وأنتجت أدوات معدنية. خلال وجود هذه الثقافة، حلّ النظام البطرياركي محل النظام الأُمومي. سُميَّت الثقافة حسب طريقة دفن الموتى، حيث وُضِعَت الجُثث في سراديب ورُشّت بالون الأحمر. كَشَفَت الحفريات عن فخار وسكاكين من الصوان وأدوات برونزية ومشربيات فضية. جَرَت أعمال التنقيب الرئيسية من قِبَل الأركيولوجيين السوفييت في الخمسينيات.
ب- ثقافة الحُفرة القديمة، وهي منطقة جُغرافية عاشت فيها ثقافة اليامنايا Yamnaya، أو ثقافة الحُفرة القديمة النُحاسية-البرونزية 3300-2600 قبل الميلاد. كانتموجودةً غللاى طول نهر الدنيبر، في منطقة السهوب وفي شبه جزيرة القرم بالقرب من مصب الدانوب، وفي مواقع شرق أوكرانيا حتى جبال الأورال. تم التنقيب عن المواقع في منتصف القرن التاسع عشر، ودَرَسَ فاسيلي غورودتسوف الثقافة في أوائل القرن العشرين. اتخذت هذه الثقافة تسميتها من مقابر الحُفَر المًستخدمة للدفن. تضمنت الثقافة فخاراً بيضاوياً يحتوي على أدوات طعام وحجارة وعظام ونحاس وأسلحة وزينة. كانت المهنة الرئيسية لقبائل الثقافة هي تربية الحيوانات، مع أهمية ثانية للزراعة والصيد وصيد الأسماك. كشفت الحفريات في المواقع أيضاً عن عربات بدائية كانت تجرها الثيران وشواهد تحمل صوراً للبشر.
30- Ibid., p. 94
31- Ibid., pp. 84, 85
32- M. I. Rostovtsev, Ellinstvo i iranstvo na iuge Rossii, Petrograd, 1918, pp. 9, 10 V. Gordon Childe, The Aryans. A Study in Indo-European Origins, London, 1926, pp. 183-200
33- A. P. Kruglov and G, V. Podgaetskii, "Rodovoe obshchestvo stepei Vostochnoi Evropy. Osnovnye formy material nogo proizvodstva," IGAIMK, 119, Moscow and Leningrad, 1935, pp. 33-38
34- 0. A. Krivtsova-Grakova, "Geneticheskaia sviaz iamnoi i NO. 8, MOSCOW, 1938, pp. 33-38.,
35- See, for example, F. Hanzar, "Kreuzfdrmige Rxucherschalen aus dem Tale des Many8. Ihre kulturelle Verbindung mit Ocker und gltesten Schadeldeformation," SMYA, No. 45, Helsinki, 1945, pp. 78-80
36- M. I. Artamonov, "K voprosu o proiskhozhdenii skifov," VDI, 1950, No. 2, p. 42 S. S. Berezanskaia and OTG. Shaposhnikova, review of T. B. Popova, Plemena katakombnoi kul tury, S-A, 1957, No. 2, pp. 270-275 V. P. Shilov, "Kalinovskii kurgannyi mogil nik," .M- IA, 19 59, pp. 415, 416
37- L. S. Klein, "Novye dannye o khronologicheskikh vzaimootnos heniiakh iamnoi i katakomb - noi kul tur, VLGU, 1960, No, 20, pp. 144-148 same author, "0 khronologicheskikh i geneticheskikh vzaimootnosheniiakh lokal nykh variantov katakombnoi kul tury," in Issledovaniia PO ar - kheoloaii SSSR. Sbornik statei v chest Dro- NO. 8, MOSCOW, 1938, pp. 33-38. fessora M. I. Artamonova, Leningrad, 1961, pp. 69-79 same author, "0 tak nazyvaemykh iamnykh pogr ebeniiakh katakombnogo tipa," SA , 1961, No. 2, pp. 49-65 same author, "Kratkoe obosnovanie migratsionnoi gipotezy o proiskhozhdenii katakombnoi kul tury," VLGU, 1962, No. 2)
38- K. Marx "Vynuzhdennaia emigratsiia," in K. Marx and F. Engels, Soch., Vol. 8, Moscow, 1957, p. 568.
39- M. W. Thompson, op. cit., p. 111
40- V. I. Lenin, "Agrarnyi vopros i kritiki Marksa, I in Soch., Vol. V, Moscow, 1959, p. 103
41- A. L. Mongait, Arkheologiia i sovremen-nost , Moscow, 1963, pp. 57-64
42- J. C. Greene, Darwin and the Modern World View, Baton Rouge, Louisiana State University Press, 1961, p. 104
43- H. Muller-Beck, "European vs. American Anthropology, Current Anthropology, Vol. 6, No. 3, 1965, p. 308.
44- دياليكتيك الطبيعة، فريدريك انجلز، ترجمة توفيق سلوم، دار الفارابي 1988، ص164
45- Iu. I. Semenov, Kak vozniklo chelovechest- V-O, MOSCOW1, 966, pp. 65-68
46- G. Frumkin, "Archaeology in Soviet Central Asia and Its Ideological Background," -Central Asian Review, London, X, No. 4, 1962, P335
47- Ibid, P337
جـ الثقافة المجدلانية: هي واحدة من ثقافات أواخر العصر القديم الأعلى والمتوسط في أوروبا الغربية، يعود تاريخها من 17000 سنة الى 12000 سنة مضت.
48- M. W. Thompson, op. cit., pp. 110, 111
49- مراسلات ماركس وانجلز، ترجمة فؤاد أيّوب، دار دمشق 1981، ص495
50- نفس المصدر، ص497
51- V I. Ravdonikas, "Zadachi Sovetskoi arkheologii," SA, I, 1936, pp. 1-6 V. I. Ravdonikas, "Nashizadachi v oblasti arkheologicheskikh issledovanii, v sviazi s resheniiami TsK VKP(b) i Sovnarkoma Soiuza SSR ob uchebnikhakh PO istorii," SA, 11, 1937, pp. 1-15 -Protiv vul garizatsii marksizma v arkheologii, Moscow, 1953 "0 zadachakh zhurnala Sovetskaia arkheologiia," SA, 1957, No. 1, pp. 3-6 B. A. Rybakov, "MesEslaviano-russkoi arkheologii v sovetskoi istoricheskoi nauke," -SA, 1957, No. 4 etc.
52- يُمكن للمرء أن يذكر، على سبيل المثال، استنتاج العُلماء السوفييت بأن المُجتمع المينوي Minoan society في كريت 3500-1100 قبل الميلاد، كان قائماً على العبودية. وهذا ما أكده فك رموز النصوص.
T. M. Shepunova, "V Akademii nauk SSSR. Disskusiia ob egeiskoi kul ture," VDI, 1940, No. 2, pp. 204-218 same author, IZh7940, No. 7, pp. 135-139
بشكلٍ مُشابه، في الأنثروبولوجيا الفيزيائية، انتهى الخلاف حول أصالة جُمجمة بيلتداون Piltdown على أنها مُزيفة، كما توقّع العلماء السوفييت قبل ذلك بوقتٍ طويل.
(M. A. Gremiatskii, "Razgadka odnoi antropologicheskoi tainy," SE, 1954, No. 1, pp. 154- 157 P. I. Puzanov, "Novye dannye o vozraste pil tdaunskogo cheloveka," K-SIE, 1952, No. 15 pp. 57-61).
53- تأخرنا في ادخال المناهج الاحصائية في دراسة العصر الحجري القديم. تأخرت دراسة عدد من هجراتٍ مُعينة، الخ.
54- G. G. Diligenskii, "Marksistsko-leninskaia teoriia i konkretno-istoricheskoe issledovanie (Po povodu statei A. Momil iano i. P. Rossi)," -VI, 1963, NO. 3, pp. 88-100
55- G. Frumkin, op. cit., p. 336
56- M. W. Thompson, op. cit., p. 111
57- . Daniel, The Idea of Prehistory, London, 1961
58- G. Frumkin, op. cit., p. 337
59- Ibid., p. 342

ترجمة لمقالة:
L. S. Klein (1969) Characteristic Methods in the Current Critique of Marxism in Archeology, Soviet Anthropology and Archeology, 7:4, 41-53



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد فكرة لينين حول اتحاد الفلسفة الماركسية بالعلوم الطبيعية
- بدائل الوضعية (2)
- فريدريك انجلز وبعض مسائل المعرفة التاريخية
- بصدد مسألة صعود المفهوم العلمي حول تاريخ الفلسفة
- بدائل الوضعية (1)
- الجوانب الاقطاعية في الدولة البيزنطية
- الماركسية اللينينية والثورة الكوبيرنيكية في الفلسفة
- تلخيص كتاب (كاليبان والساحرة: النساء والجسد والتراكم البدائي ...
- الانسان واغترابه
- الكاليبان العظيم: النضال ضد الجسد المتمرد 2
- الحقيقة التاريخية: بُنيتها وشكلها ومضمونها
- انجلز والداروينية
- من المُلام؟ كيف نشأ الخلاف بين قادة الصين الماويين، والاتحاد ...
- الكاليبان العظيم: النضال ضد الجسد المتمرد 1
- قوانين الوضعيات التاريخية
- الحقيقة والقيمة
- من المُلام؟ كيف نشأ الخلاف بين قادة الصين الماويين، والاتحاد ...
- نهضت من الأنقاض: التاريخ الاقتصادي للاشتراكية في جمهورية ألم ...
- مساهمة في منهجية دراسة الثقافة ونقد مفاهيمها المثالية
- الماركسية ومسألة القيمة: مُقاربة نظرية


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالك ابوعليا - الخصائص المنهجية للنقد الحالي للماركسية في الأركيولوجيا