أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - المعموري والاسطورة في السرد العربي















المزيد.....

المعموري والاسطورة في السرد العربي


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 20:57
المحور: الادب والفن
    


نجح ناجح المعموري، كاتبا اديبا وناقدا وباحثا في الاسطورة، والتراث القديم، منفردا في اختياره ومتجاوزا في مدخله عالما اسطوريا في الادب والتاريخ، واضعا بصمته في "تقشير" النص الادبي، والتراث الثقافي العربي، في الاسطورة وعالمها.. واصاب فاضل ثامر، الناقد الادبي المعروف، في قراءته لمؤلف المعموري، الاسطورة في السرد العربي الحديث، وتقديمه له. ومقدمته شهادة اعتراف ثقافي وتميّز متبادل بين قدرتين نقديتين، قامتين بارزتين في المشهد الثقافي العراقي والعربي. فيكون الكتاب بمجمله نموذجا متفردا في قراءاته وتعبيره، بين نصه ونقده، بين مقدمته ومحتواه.
كتب فاضل ثامر: "ناجح المعموري، مجتهد شجاع، يمد اصابعه ومجساته النقدية داخل كثبان الماضي والمندثر ليستخرج لنا اللآليء الثاوية في القاع، وليعيد صياغة رؤية جديدة، ونصا كتابيا مغايرا" (ص6). واضاف:"كتاب الناقد ناجح المعموري "الاسطورة في السرد العربي الحديث" هذا، يندرج ضمن مساهمات نقدية جادة وعميقة في ميدان النقد الادبي الاسطوري، بدأها الناقد بمحاولة اكتشاف الانساق المغيبة والوصول الى الجذور الاسطورية الثاوية داخل النصوص الادبية والثقافية والدينية. وصرف الناقد جهدا كبيرا لتعرية وفضح ما تروج له وسائل الاعلام الايديولوجية الصهيونية عن توظيف النص التوراتي، كاشفا بشكل خاص عن الاصول السومرية والبابلية لهذا الفكر الاسطوري، والتي سرقها الكهنة اليهود اثناء اسرهم في بابل وادرجوها ضمن كتبهم واسفارهم اللاهوتية بوصفها اصيلة. ويمكن ان نشير هنا الى ما قدمه الناقد في هذا المجال من خلال مؤلفات مثل: "تأويل النص التوراتي" و"التوراة السياسي" و"ملحمة كلكامش والتوراة" و"اقنعة التوراة" و"الاصول الاسطورية في قصة يوسف التوراتي" وغيرها.."(ص6-7).
قدم الناقد فاضل ثامر في تقديمه للكتاب بحثا في ابداع الناقد ناجح المعموري، موضحا قدراته في قراءة الاسطورة وتقشير النص الابداعي، التراثي والمعاصر، مؤكدا على نجاحه في بحثه وقراءاته وتشريحه النقدي في عتبات كل كتاب يكتب فيه او عنه. فاكد: " ان الناقد ناجح المعموري لم يكن بعيدا ايضا عن ادراك حقيقة العلاقة بين الفكر البدائي والفكر الاسطوري وان الاسطورة في المنظور ما بعد الكولونيالي هي شكل من اشكال مقاومة الهيمنة الكولونيالية بوصفها تمثل تاريخا للمنظور الاستشرافي" (ص9). "وانه ينطلق من فهم شامل لوظيفة الاسطورة، حيث يرى ان من خصائص الاسطورة تنوعها وتحقق استبدالات مهمة او ثانوية فيها، لانها نص متحرك في حركة الزمان والمكان، ولا تكرس الثبات (...) كما اكتشف الناقد اهمية الربط بين الاسطورة والتاويل والاستعمال الخارجي، (..) وان الاسطورة هي الحقل المعرفي المهم والخطير الذي سيظل منفتحا على التاويل لان الاساطير دائما ارض غنية وخص،بة، متعددة المستويات والطبقات" (ص10).
واصل الناقد فاضل ثامر في قراءته او بحثه ليستخلص ما انتجه المؤلف وما عمل عليه، "ومن هناك نخلص الى ان الناقد ناجح المعموري قد اعتمد في كتابه هذا، وفي الكثير من مؤلفاته السابقة مجموعة من الاليات لاستنطاق النصوص الميثولوجية، منها ما اسماه بمفهوم "تقشير الاسطورة" والذي تبلور لديه، بشكل خاص اثناء قراءته لملحمة كلكامش". وختم المقدمة بتقييم نقدي للمؤلف مستندا على قراءته لمسيرته النقدية ومؤلفاته العديدة: "الناقد ناجح المعموري مجتهد كبير وشجاع خاض غمار حقول معرفية صعبة ومعقدة وشق له طريقا خاصا في التحليل والنظر والتاويل محاولا تحقيق هذا التوازن القلق دائما بين مقاربات النقد الادبي ومقاربات النقد الاسطوري، واغراءات الاستنارة باضاءات الانثروبولوجيا والسوسيولوجيا والسيكولوجيا والسيمياء والتاويل واللسانيات والايديولوجيا وغيرها، فكان بحق الناقد الذي كان" (ص13).
بحث التقديم تفاصيل الابداع النقدي في الاسطورة والتراث واساليب الربط والدراسة في تاثيراتها وتحليلها عبر دلالاتها وانعكاساتها في السرد العربي وتطورات النص الابداعي. واشار الى مصادر ثقافية لمبدعين اجانب في توصيف وشرح هذا النوع والاسلوب في اطار الاسطورة واغنائها للنص الجديد.
تناول الناقد ناجح المعموري في كتابه هذا قراءة نقدية معمقة لثماني روايات عربية، لخمسة روائيين، استخدموا روح الاسطورة او استدلوا باسلوبها ومقاصدها ودلالاتها. هي؛ رواية، ترمي بشرر للروائي عبدة خال، وثلاث روايات، للروائي احمد علي الزين، خربة النواح، والطيون، وحافة النسيان، ومقالان عن رواية عزازيل للروائي يوسف زيدان، ورواية جسر بنات يعقوب للروائي حسن حميد، ورواية صخرة طانيوس للروائي امين معلوف، في 202 صفحة من القطع المتوسط وبحرف صغير متعب للقراءة ومضغوط الاسطر، من منشورات دار المدى العراقية، صادر عام 2022.
اضاء الناقد المعموري في كتابه الاساطير التي تطابقت مع النص السردي عبر ابطال النص وشخصياته الرئيسية، او توازت عمليا مع تراثها الاسطوري وحكايات الدلالات ومعانيها التراثية والمعاصرة. وحلل الرموز التي استفاد منها الروائي او سعى اليها في اثراء نصه وسرديته في معالجة الكتابة الروائية فنيا. وفي الواقع كشف الناقد هنا مخزونه الشخصي واطلاعه العميق في عالم الاساطير والميثولوجيا ودلالاتها ومعانيها ومحمولاتها الثقافية والفنية وارتباطاتها اللغوية والتراثية بالواقع الفني وسرد مؤلفه له. واشار لكل ذلك في دراساته النقدية، ومنها رواية الروائي حسن حميد، ابتداء من العنوان: البلاغة الاسطورية في رواية بنات جسر يعقوب. "وانا في هذه القراءة النقدية لرواية جسر بنات يعقوب للقاص حسن حميد غير معني بما كان عليه الاسم كاستعارة اصل، بل مهتم بما ينطوي عليه من معلومات ثقافية/ اسطورية/ دينية/ فيها طاقة كبيرة للاختزال، ويظل الاسم كما في هذه الرواية معبأ بشحنات ممنوحة له من الاستعارات الاولى ولابد للقراءة النقدية من الاستجابة لها والخضوع لسياقها البنائي والفني/ والفكري، حتى يجد القيمة الدلالية المتبدية في الاصول" (ص 180). وراى ان الروائي في قراءته لرواية "صخرة طانيوس" منح للتاريخ صوتا، مثلما اعطى الاسطورة روحا تحتاجه، وتمثل صوت التاريخ بالجد الغائب وبالرجال الذين عاصروا او سمعوا بتفاصيل الحكاية" (ص 195). ملاحظا ان الروائي في اغلب الروايات التي درسها اعتمد على اسلوب المخطوطة الناريخية والاستناد على يوميات تاريخية او رقوق ونصوص اثارية، تبرز فيها روح الاسطورة ودلالاتها التي فككها الناقد في مقالاته. حيث ركز على دور الاسطورة او رموزها ودلالاتها في السرديات الموضوعة للدراسة. اذ اشار في رواية "ترمي بشرر" الى ان "ما يحصل في الحي والقصر من علاقات جديدة كان للسيد دور بارز فيما هو حاصل من اساطير وغرائبيات في الحياة، اساطير سجلت موت وولادة ثقافية جديدة، لا علاقة لها بالتكونات الاولى للافراد" (ص18). يسردها الروائي خلال حكايات متداخلة محكمة ومغذية للحكاية المركزية، مستخدما الرموز وتعبيراتها، كالمطر والماء والخضرة والمرأة القربان، المضحية دائما، وتفسيراتها كعناصر نظرية الخيال الباشلاري، وتطوراتها او اهتماماتها الرئيسية في الجنسانية او في ثقافات البداوة والمقابر والماء وما يجري فيها من عقائد وطقوس خاصة، تمنح الروائي قدرات في انتاج الحكاية واسطرتها، عبر فضح التناقضات القائمة بين المقدس والمدنس، بين الواقع ومشاهده المتعددة وامتداداتها التاريخية، او البناء عليها في معمار الرواية.
قراءات الناقد للروايات بمنهجه المتميز وتركيزه عليه اغنى السردية العربية، او قدم كشفا لقدرات الروائي في استخدام الرموز الاسطورية وربطها باسلوب الكتابة ودلالات المعنى والتشويق في النص السردي. مشيرا الى ان "الاسطورة حاضرة في خربة النواح، اسطورة اليومي المعروف والاسطورة ذات الاصول القديمة. لا تتضح هوية الشيء الا عبر اسطورة خاصة به مثل الاسطورة التي حازت عليها تلة الغياب" (ص76). حيث ر أى الناقد ان "تحول الغياب الى اسطورة جمعية، استمرت بالتداول فترة طويلة، ولان الجماعة لا تقوى على البقاء بدون تخيلات وتصورات لذا فانها تستمر بانتاج الاساطير كجزء من حيويتها واصرارها على البقاء"(ص77). مواصلا تفكيك توظيف الروائي للاسطورة ومبيّنا استمرارها في النص والتعويل عليها في اتمام مشروع الروائي في سرديته، في اكثر من نص باختلاف المضمون والاسماء والرموز. موضحا مثلا "في رواية (الطيون) ملامح كثيرة جدا لا تتشابه مع غيرها، وهذه اهم ملاحظة حول طريقة الكتابة والتحايل على معلومات السرد وعلى حقائق الذاكرة" (ص126). بينما لاحظ "ان رواية (حافة النسيان) سياسية، هيمنت الايديولوجية على تفاصيل الحكي"(ص132). ولكنه اشاد بنجاح الروائي في توظيف اليوتوبيا واستثمار امكاناتها الغرائبية. كما حصل في دراساته الاخرى ونقده لقدرات كتاب الروايات فيها من خلال العمل الفني ومراجعات التاريخ والتراث الشعبي والتداول الواسع.
سجل الناقد في دراساته المنشورة في الكتاب ملاحظات نقدية، فنية وثقافية، وعرض امكانات الاسطورة في اغناء النص وشخصياته والتحايل عبرها عن المباشرة او المواجهة للوقائع اليومية او للواقع المكشوف الذي قد يتيه القاريء في تحولاته او سرده. وفي القراءة والنقد وتحليل النص قدرة مستمدة من اطلاع واسع على التراث وعالم الاسطورة وتخصص معرفي معمق وطاقة مكتنزة، تسربت في ثنايا الكتاب.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السياسي في العراق: من الانسداد الى التدوير..
- قراءة في مذكرات محسن الشيخ راضي ج2
- الشيخ الماشطة ورواد التنوير في العراق
- نهج الانصار*
- عبد الفتاح ابراهيم والحركة الديمقراطية في العراق
- عند البحيرة استعيد الذكرى
- دم بشت آشان*
- عن بطل من الزمان العراقي..*
- مكتب الاعلام وسيول الربيع*
- هدتنا الكورونا
- عيد الحزب*
- العملية السياسية في العراق: مرحلة التفتيت والانسداد
- المشهد السياسي في العراق: خطوة الى الامام .. خطوة الى الخلف
- قراءة في كتاب: هذا هو العراق
- هل يتجاوز العرب هذه المقدمات؟!.
- في وداع شقيقة الروح
- عن الانتخابات والاحتلال في العراق
- إدارة الرئيس بايدن وتحديات العراق
- الانتخابات العامة وهدف الحرب الأهلية في البلدان العربية
- لماذا التضامن مع الشعب العربي في اليمن عاجل وضروري؟..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - المعموري والاسطورة في السرد العربي