أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - إدارة الرئيس بايدن وتحديات العراق















المزيد.....

إدارة الرئيس بايدن وتحديات العراق


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن أعلن عن فوز جو بايدن بمنصب رئاسة الولايات المتحدة وحتى دخوله البيت الأبيض نشر سياسيون عراقيون والسفارة الأمريكية وجيوشهم الإلكترونية وذبابهم الالكتروني على وسائل التواصل والإعلام صورا للقاءات بينهم وبايدن، ظاهرين حالة من المعرفة المسبقة به، وحوارات له معهم. وهذه اشارة تاكيد على أن الرئيس الحالي يعرف السياسيين العراقيين الذين يلعبون دورا في المشهد السياسي، منذ غزو العراق واحتلاله وحتى اليوم، وان السياسيين العراقيين يعرفون الرئيس الجديد، وعندهم صور مسجلة تبين ذلك. ومنذ كان بايدن عضوا في الكونغرس الأمريكي ونائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما، كان مكلفا بالملف العراقي، وصاحب مشروع تقسيمه على أسس طائفية واثنية، إلى ثلاثة أقاليم بمسمياتها التي قسم العراق أمريكيا عليها. وكان قد زار العراق في تلك الفترة عشرات المرات، أو أكثر مسؤول امريكي زار العراق وعرف أوضاعه خلال فترة الغزو والاحتلال وبعد انسحاب القوات الأمريكية من ارض العراق رسميا، وابقاء قوات موزعة في قواعد عسكرية متفرقة على الأرض العراقية، وتوقيع معاهدة شاملة.
وليس الرئيس الأمريكي بايدن وحده، بل وأغلب إدارته لهم معرفة مباشرة في الأوضاع العراقية، عن طريق ما كلفوا به سابقا، عملا وظيفيا أو مهمات رسمية، وبالتأكيد تاخذ تلك الصلات والمعرفة دورها في رسم السياسات مع العراق. رغم أن الرئيس بايدن في عرضه الاول لسياسته الخارجية لم يتطرق إلى الملف العراقي، الا أن الملف مطروح امامه، منذ استلامه منصبه، وتعرض قواته وسفارته والعاصمة بغداد الى تفجيرات وصواريخ، لها تعبيرها السياسي.
ما هي التحديات التي سيواجهها بايدن في العراق وماذا سيقدم لها وماذا سيرد عليه السياسيون في العراق؟.
ابرز التحديات تتركز في الوضع الأمني في العراق، انطلاقاً من وجود قوات أمريكية مدججة بالسلاح تحت عنوان تدريب القوات العراقية ومكافحة الإرهاب من تنظيم "داعش". ومقابله قرار من مجلس النواب العراقي يطالب بإخراج القوات الأجنبية، الأمريكية خصوصا، التي ينشر احيانا انها بحجم خمسة أو ستة الاف عسكري، يضاف لها ما اعلنه حلف الأطلسي رسميا منً زيادة قواته من 400 الى 5000 عسكري في العراق، مع تسريب اخبار عن تطوير قواعد عسكرية وبناء قواعد عسكرية جديدة. إضافة إلى وجود اكبر سفارة أمريكية في العالم، مساحة ومهمات، وأعداد العاملين فيها.
من هذا التحدي يولد تحدي اخر منه، حول بناء دولة مستقرة، لم يتحقق كما أرادت السياسات الأمريكية منذ غزو العراق، وخلق هذا التحدي ارباكا معقدا، يقتضي إعادة النظر فيه. فلا مشروع بايدن الذي طرحه في حينه حلا لازمة الدولة في العراق ومصادقة الكونغرس الأمريكي عليه، ولا ما تقوم به السفارة الامريكية من تنفيذ مشاريع تفتيت وتأزيم الأزمات الداخلية، قادرة على او تساعد برامجها على إيجاد حل. وليس يسيرا بعد مسيرة حكم وزعت وفق التقسيم الأمريكي الذي أقره بايدن واستمر وجوده على أساس دولة اتحادية تحتوي الاقليم الكردي، شبه المستقل، بالتوافق والحماية الأمريكية والتأييد الصهيوني. فضلا عن توزيع السلطات عرفيا على أسس المحاصصة ووضع دستور يتفق معها دون النص عليها.
وهذه الحالة قد تصنع لها تحديا متعدد الاوجه، داخليا وخارجيا، مع سعة التناقضات الداخلية، والعلاقات في الإقليم وفي المركز، وما بينهما، وما توفره من عوامل قلق وعدم استقرار واستفحال الأزمات الاخرى، ويتبعها ما يوفره الموقف الأمريكي المشجع لها، بتهديد مشروع بايدن وفي رئاسته الان.
والتحدي الرابع يكمن في العلاقات الاقليمية، وسياسات الهيمنة الامبريالية، سياسيا واقتصاديا وامنيا وثقافيا، وتجهيز قاعدة محلية للانطلاق منها لتطبيق تلك السياسات. وهو ما تحقق بعضه في التشكيل الحكومي الاخير، ولكنه غير قادر على فرض الأمر الواقع وابعاد اي تأثير داخلي او خارجي حول مخططات الهيمنة ونهب الثروات والامتداد الإقليمي منه وعبر قاعدته المتخادمة والمتساكنة مع المشروعات السياسية في العراق والمنطقة.
والتحدي الخامس يرتبط بتداخل المصالح الأمريكية مع أهداف سياستها في المنطقة و تحالفاتها وشركائها، ووجود القاعدة العسكرية الإستراتيجية في المنطقة، في الوقت الذي لا يشكل العراق طرفا فيها، تحالفا أو شراكة، رغم احتلاله. أي أن أهداف السياسة الأمريكية في المنطقة قد لا تتطابق مع المصالح العراقية ولا يمكن أن تخدم الشراكة أو التحالف معها. ولكن الموقع الاستراتيجي للعراق وجواره لأكبر تحد للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، الجمهورية الإسلامية في ايران، يجعل التعامل معه أولوية في أية سياسة مخططة للتحكم في المنطقة واحتواء إيران وحماية الأهداف الاستراتيجية للهيمنة الاستعمارية.
ومع هذه التحديات وغيرها سيكون لبايدن وإدارته دور في رسم مسار العلاقات البينية وصولا إلى مستقبل البلاد والمنطقة. فبحكم كون بايدن، المسؤول الامريكي الأكثر معرفة بالاوضاع الداخلية وكذلك وزراء آخرون من ادارته، تكون المواجهة مصيرية وتاخذ قضايا بناء الدولة والاستقلال السياسي والتنمية الاقتصادية والعلاقات الوطنية والإقليمية والدولية الاولوية على محك العملية السياسية وتفاعل القوى المؤثرة في العراق أساسا وارتباطاتها، الداخلية والخارجية.. وستكون الفترة القادمة، فترة اختبار معقدة لتطورات العلاقات العراقية الأمريكية والمشهد السياسي في المنطقة عموما. فالإدارة الأمريكية لن تتخلى عن نفوذها ولا سيما تحت حكم بايدن، الخبير بالقضية العراقية، كما سمي منذ تكليفه بالملف العراقي، ولها مخططاتها ومشاريعها بخصوص الوضع في العراق، وموقعه من قضايا المنطقة الاخرى، بمتعلقاتها الكثيرة، وهو مقدم على انتخابات تشريعية مطلوبة شعبيا كآلية للتغيير، من جهة وتكون حاملة لما تريده الإدارة الأمريكية من ضمن مشاريعها ومخططاتها المعلنة صراحة من جهة اخرى، مع خطورة ما يعيشه العراق من أزمات عديدة، متشابكة. مطروحة اليوم ومستمرة الى الايام القادمة، ولها تداعياتها المباشرة على الاوضاع الاخرى، وبالتأكيد تترك آثارها على هذه التحديات وعلى ما يرسم من خطط ومشاريع، أغلبها معلن ويتفاعل مع تطورات المشهد السياسي.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العامة وهدف الحرب الأهلية في البلدان العربية
- لماذا التضامن مع الشعب العربي في اليمن عاجل وضروري؟..
- آذان التاريخ وعيونه
- كارثة في اليمن والضمير الإنساني
- اخذت الجرعة دون تردد
- الصحفيون والبحث عن المتاعب أو الموت
- عباس مهدي... رمز وطني من العراق
- أن تعيش لتحكي *
- عن اليسار والجبهة الشعبية
- من سرق المصحف؟
- «دواعش» الثقافة والإعلام العربي
- كلمات من دفتر الأحوال... (26)
- مع ناظم حكمت في سجنه
- ملايين جائحة كورونا
-  مظفر الريل وحمد
- هؤلاء علموه.. مَن علمَكم؟
- كلمات من دفتر الأحوال... (24)
- كلمات من دفتر الأحوال... (23)
- نحو يسار وطني ديمقراطي موحد
- كلمات من دفتر الأحوال... (22)


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - إدارة الرئيس بايدن وتحديات العراق