أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - هؤلاء علموه.. مَن علمَكم؟














المزيد.....

هؤلاء علموه.. مَن علمَكم؟


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 19:15
المحور: الادب والفن
    


بدأ المثقف العربي الراحل سلامة موسى ( 4-1887 آب/ اغسطس 1958) كتابه المعنون، "هؤلاء علموني"، بجملة للكاتب الألماني غوته "كن رجلا ولا تتبع خطواتي" وختم بها تقديمه للكتاب. وواضح أنه يذكر القراء ببعض شخصيات اثرت فيه وتعلم منها، وكتب عن عشرين منهم، كتّابا وفلاسفة وادباء وعلماء في شتى الاختصاصات وكل منهم له ما يتميز به وما يمكن القول عنهم دون تردد أو تمهل بالتعلم منهم والتقدير لهم. وكتب "المؤلف الذي تحبه ليس فقط صديقا ناتنس بآرائه ونستفيد بأفكاره، إنما هو أكثر من ذلك.. هو بهذه الآراء والأفكار يتسلل إلى قلوبنا وعقولنا فيؤثر في شخصيتنا أو بغيرها". وأكد في ختام تفسيره لإصدار الكتاب، أنه تأثر في هؤلاء الذين ذكرهم في الكتاب واحبهم ووجد فيهم النور والتوجيه، وحاول الاستقلالية عنهم وهو ما نصح به القارئ ومعيدا قول غوته، مرة أخرى.
ذكر أسماء الأبرز ممن انتقاهم، مبتدأ بفولتير، وغوته، (كتبه جيته)، وداروين، وفيسمان، وهنريك ابسن، ونيتشه، وارنست رينان، ودستوفسكي، وثورو، وتولستوي، وفرويد، واليوت سميث، وهافلوك اليس، وجوركي، وشو، وغاندي، وويلز، وشفايتزر، وجون ديوي وانتهى بسارتر. ومما يلاحظ من تنوع الاسماء والقدرات والاتجاهات ان الكتاب مختصر مكتبة ثقافية يستعيد للقارئ فيها ما أبدعه كل منهم في مجاله وما يمكن الاستفادة منه في الثقافة والتطور والإبداع مع اعتبار زمان ومكان وظروف كل منهم وسؤال مركز لماذا العودة لهم ولماذا سلامة موسى ايضا؟.
بالتأكيد، العودة لمثل هذه القامات الثقافية أمر له أهمية ثقافية واسترجاع مفيد للذاكرة والتذكر، واختيار مثقف بحجم سلامة موسى وكل قارىء مهما كانت خبرته ومواصفاته يختبر نفسه ويقرا سجله ومصادر تعليمه وتثقيفه وتطوره الثقافي. وهنا السؤال، كما استفاد موسى من هؤلاء، يبدر السؤال،: من علمك وما هي افكارك عنهم وكيف تأثرت بهم أو أثروا فيك؟. وهل يمكنك وضع قائمة بالاسماء والمؤلفات لهم؟، وماذا يمكن أن تتعلم من هذه الخبرة؟. محتويات الكتاب تثير هذه الأسئلة وتحرض على الإجابة بما توصل إليه مثقف كبير كسلامة موسى، وما تركه من أثر ثقافي في بلده مصر واهل لغته، العرب، ومن ثم من قرأه وتابعه وقدره إنسانا ومثقفا وحريصا على دوره الثقافي والتربوي لأمته والانسانية جمعاء. وبالتأكيد أصدر العديد من الكتب وكتب العديد من المقالات كما كتب عنه مثلها، ولهذا ظل اسمه بيننا، ومن هذه الكتب هذا الكتاب الذي نتناوله الان، وقد سجل فيه ما ذكرناه من خبرته وإطلاعه وشهادته الثقافية. ويختصر هو أيضا فيه خلاصات مسيرته الفكرية والثقافية، ورغم اختلافات محدودة تناقش حوله وفي بعض اجتهاداته أو افكاره، الا أنه يبقى معلما بارزا في تاريخ الفكر العربي والثقافة العربية عموما.
كتب في تقديمه، : "وقد قرأت في حياتي مئات الكتب التي زادت وجودي في الدنيا والتي حوت وتربيت بها، وقد اخترت من مؤلفيها بضعة عشر كان لهم الأثر الأكبر في ترتيب ذهني وتنظيم ثقافتي، ولكن اختياري لهم لا يعني اني أشير على القاريء أن يقراهم ويعرفهم، لأني اردت أن أبسط له بعض الأسباب والنتائج في تكوين شخصيتي، وأن أشير إلى الأعلام البارزة في رحلتي الثقافية عبر عمر قد تجاوز السادسة والستين، وبعض هؤلاء المؤلفين قد عرفتهم قبل أربعين سنة ، والتي بالطبع لا اتذكرهم هنا إلا لأنهم كانوا اختيارا عميقا أثر في نفسي طوال هذه السنين وللقاريء أن ينتقد، وأن يعرف من اصاباتي كيف أصبحت، ومن اخطائي كيف أخطأت، ثم بعد ذلك عليه أن يستخرج العبرة ثم يستطلع ويتساءل ويختار ثم يشق طريقه بنفسه".
يمكن اعتبار هذا التوضيح جوابا لسؤال اول من الأسئلة التي طرحت أو تطرح عن التعليم والتثقيف وحسن الاختيار وقدرة الاستيعاب ومن ثم الاستفادة والتطور وشق الطريق بالنفس والوقوف رجلا دون تبعية لخطواتهم واستعادة صورهم بأسلوب التصوير والاستنساخ. وأكد المؤلف عن هذه الفكرة، مع أنه احترف الادب والعلم والثقافة فان هذه جميعها عنده حياة كفاح اكثر مما هي حرفة، ولذلك لا يبالي ما يقال عن أسلوب الكتابة، ولكنه يبالي عن أسلوب الحياة، ولا يعبأ ببلاغة العبارة، ولكنه يعني بأن تكون الحياة بليغة، بحيث نحيا متعمقين متوسعين، ومع أنه ألف خمسة وثلاثين كتابا فكتابه الاول الذي عنى بتأليفه هو حياته، هذا المشروع.. هذه الخارطة التي رسمها ويعود لها من وقت لآخر بالمحو والتنقيح والتصحيح، بل إن الكتب التي ألفها هي فصول من كتابه الاول من حياته. (ص (12-11 وهذه فلسفته، وقناعاته التي بنى ثقافته منها، واختصرها بجملة، أن الحياة التي عاشها مدرسته وأسلوبها هو الذي علمه وهذبه وكون منه اسما وعلامة خالدة نتذكرها حتى الآن.
صدرت له كتب اخرى بعد هذا الكتاب، متواصلة مع ما طرحه فيه، وشاهدة لسعيه وجهوده في التنوير والتثقيف والتطوير. وفي مجموعها ظلت قائمة تحيي ذكره وتجدد أفكاره وتعلم من يريد أن يتعلم من دروسه، دروس الحياة رغم تباينات الأزمان وتحولات الأيام وتطورات التقنية والثورة الالكترونية.. وهذه بنفسها درس اخر يضاف إلى ما توصل إليه وما اقترحه واراده منهجا للأجيال التي أراد لها أن تكون قادرة على الإبداع دون أن تكرر نفسها أو غيرها، وتلك وحدها مأثرة له ولامثاله.
* نقطة حبر: (من الواتس لور)
- رفض بتهوفن الانحناء أمام إحدى العائلات الحاكمة واكمل طريقه وسط دهشة الكثيرين من الحضور. فقال بيتهوفن: سيأتي حكام كثر ولكن هناك بيتهوفن واحد وبعد 200 سنة لن يتذكر أحد هؤلاء، ولكن لن ينسى احد بيتهوفن!.
- الوطن هو حيث يكون المرء بخير في دينه ودنياه. ما اجمل ان يحافظ كل منا على وطنه ويحترم خصوصيات الآخر وأن نحترم الاختلاف ونهجر الخلاف..
- الشجرة المثمرة يهاجمها الناس.
- الوحدة خير من جليس السوء



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات من دفتر الأحوال... (24)
- كلمات من دفتر الأحوال... (23)
- نحو يسار وطني ديمقراطي موحد
- كلمات من دفتر الأحوال... (22)
- حنظلة يرفع سبابته ويؤشر
- كلمات من دفتر الأحوال... (21)
- جمال عبد الناصر .. مثقفا
- كلمات من دفتر الأحوال... (19)
- كلمات من دفتر الاحوال... (18)
- ثورة العشرين بين رسالتين
- مهدي عامل وقراءة في -نحو حركة عربية ثورية جديدة-
- مآلات الأوضاع السياسية في العراق
- تمثال غائب
- نترات امونيا في بلاد العرب
- اسحاق صموئيلوف
- تحديات محدقة وقادمة
- جبهة الاتحاد الوطني والتحضير لثورة 14 تموز/ يوليو 1958
- قانون حصار سورية ولبنان عقوبة ام قرار ابادة!؟
- عن حصاد كورونا البشري
- من فضائح الكورونا


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - هؤلاء علموه.. مَن علمَكم؟