أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الموسوي - عند البحيرة استعيد الذكرى














المزيد.....

عند البحيرة استعيد الذكرى


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7319 - 2022 / 7 / 24 - 14:46
المحور: سيرة ذاتية
    


لا نقاش حول الموت، سنة الحياة التي لا مهرب منها ولا قدرة على تغييرها او تبديلها.. الموت حق، هكذا انتهى الامر.
كلُ ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلةٍ حدباء محمول..
و"كلُ نفسٍ ذائقةٌ الموت "!.
لكن يبقى الرحيل ووقته ومنزلته هماً كبيرا.. والقرب والبعد والاحوال والآمال تبعث الاسى وتزيد اللوعة.
ألم الفراق صعب وطويل.. وقسوة التذكر او الذكرى او التذكير تضاعف الحزن وتعيد الصور والأيام والدموع وتخنق العبرات والآهات..
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ
فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ
الأرْضِ إلاّ مِنْ هذه الأجسادِ
ويظل السؤال ويرد الجواب وتبتعد الكلمات او تغرق في الصمت والصبر والتسليم..
تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْـجَبُ
إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ
إنّ حُزناً في ساعةِ المَوْتِ
أضْعَافُ سُرورٍ في ساعةِ الميلادِ
وتمضي السنون وتدور الدوائر وتبقى رفة العين وشهقة الحزن ماثلة في الفراق والغياب والفقدان..
خطف المرض اللعين اصدقاء اعزاء واشقاء غالين على عجل ودون موعد وانتظار.. كنا نلتقي ونبني صروح احلام ومشاريع مستقبل زاهر، ونجدد العهد لامال مفتوحة الآفاق لشعبنا ووطننا في معمورته الممتدة بين مائين.
هكذا في ليلة ظلماء رحل الصديق صباح جواد..في غرفة المستشفى وعلى سريره الاخير ودعنا كما كتب لي الصديق سامي الرمضاني وهو يغمض عينيه مع ابنته وابنه، في اخر لقاء وداع.
وفجعنا فايروس الكوفيد 19 في بداياته برحيل اصدقاء لم يحسبوا له حسابه.. ولم ينتظروه موعدا للغياب.. صرخات زوجته ام رونق على الهاتف هزتني؛ رفيقك صباح علي الشاهر لم نعد نراه.. وبعده جاء خبر الصديق جودت القزويني، وكل يوم خبر اخر عن جائحة اغلقت ابواب العالم وسورت كرته الأرضية بدائها ورفعت رايات السواد الأليم. وطوى المحيطات خبر غياب شقيقة الروح، الاستاذة فاطمة، فزعت بامالي الى تكذيبه ولكن بلا جدوى.. خطفتها المنون. وبين حصار الكورونا واجراءات السلطات التي منعتنا حتى ان نحمل الجثمان الطاهر الى مثواه الاخير بنظرة وداع، وشرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي، كما قال صاحبنا ابو الطيب المتنبي.
في المنفى والمغترب، في هذه الغربة الطويلة والانتظارات المتأملة تاتي اخبار الموت، الوداع، تشاركا في احزان المهجر القسري وتعزية في الاغتراب الاضطراري محملة بما يضاعف في شجنها وحزنها وعبرها.. فتصدم كل من تصله ويردد حروفها وكأنها هجوم مباغت دون استعداد او تحسب له رغم كل ما يقال عنه. اخبار تتوالى.. وفاة الدكتور جعفر هادي حسن والرفيق عبد الرزاق الصافي والصديق سعد الياسري (ابو سعود) في لندن، ودفنهم في مقابرها.. والدكتور صادق البلادي، في المانيا ودفنه في مقابرها. ووفاة الصديق منذر الاعظمي في تونس ودفنه فيها، تلحقها وفاة الصديق الطبيب نظمي عبد الصاحب العبيدي في اسبانيا ودفنه في مقابرها. اية فاجعة هذه؟!.. حتى القبور اصبحت بعيدة عن السماوات الاولى، وغريبة عن تراب الوطن الذي كان حديث الروح وهاجس المنافي. غربة واغتراب في الحياة وفي الممات.
قائمة الاصدقاء تطول وسجل الرحيل يمتد ودموع الوداع تحرق الاجفان. لكل ذكراه ولكل مكانه ولكل حسرة ولهفة وبقايا سؤال ..
عند بحيرة في حديقة قريبة من سكني امارس المشي فيها في زمن الكورونا والحصارات والممنوعات، كان ابن العمة، سميي، القائد العسكري المؤتمن في عمله، اللواء كاظم ابو رغيف الموسوي، يتصل هاتفيا كل فترة وبالصدفة المدهشة حين اكون عند تلك البحيرة وانا ادور حولها، فاجلس على كرسي يطل عليها واواصل الحديث معه.. وقبل اسابيع وصلني خبر رحيله فجأة، تاركا خلفه عائلة كبيرة، وذكريات وأسئلة كثيرة. والآن كلما امر بالبحيرة اتوقف متذكرا كلماته وسلاماته واشواقه.. هكذا نودع الاحبة بعيدا عنهم، نوجع لهم وهم يرحلون، لا لقاء بعد ولا عتاب الزمان ومسافات المكان.. ويتركوننا بعدهم بفراغ السؤال عنهم وقسوة الغياب ووحشة الفراق..
ايها السابقون وداعا.. تظل ذكراكم وما تركتموه من طيب حيا يعيد بسماتكم المرسومة على الوجوه ويجدد استعادة لكم.. حضوركم قائم رغم الغياب، ونوركم مشع طارد للظلام، ويبقى سؤال المتنبي وفاء لكم وعنكم في القلب والعقل والوعي..
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره
اذا استوت عنده الانوار والظلم….



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم بشت آشان*
- عن بطل من الزمان العراقي..*
- مكتب الاعلام وسيول الربيع*
- هدتنا الكورونا
- عيد الحزب*
- العملية السياسية في العراق: مرحلة التفتيت والانسداد
- المشهد السياسي في العراق: خطوة الى الامام .. خطوة الى الخلف
- قراءة في كتاب: هذا هو العراق
- هل يتجاوز العرب هذه المقدمات؟!.
- في وداع شقيقة الروح
- عن الانتخابات والاحتلال في العراق
- إدارة الرئيس بايدن وتحديات العراق
- الانتخابات العامة وهدف الحرب الأهلية في البلدان العربية
- لماذا التضامن مع الشعب العربي في اليمن عاجل وضروري؟..
- آذان التاريخ وعيونه
- كارثة في اليمن والضمير الإنساني
- اخذت الجرعة دون تردد
- الصحفيون والبحث عن المتاعب أو الموت
- عباس مهدي... رمز وطني من العراق
- أن تعيش لتحكي *


المزيد.....




- -نوفوستي-: رئيس طاجيكستان سيحضر احتفالات عيد النصر في موسكو ...
- أسوأ مقابلات التوظيف: ما الذي يمكن أن نتعلمه منها؟
- فيديو: انتفاضة الطلبة في الجامعات الأمريكية دعماً لغزة تمتد ...
- مفتش البحرية الألمانية يطالب بتعزيز الأسطول بسفن جديدة
- ظاهرة النينيو تفتك بشرق أفريقيا
- وزارة الداخلية الروسية تدرج زيلينسكي على لائحة المطلوبين
- أكثر من 6.6 ألف جندي وأنظمة HIMARS وIRIS-T.. الدفاع الروسية ...
- مصر.. تطورات قضائية على قضية طالبة العريش
- إسبانيا ترفض انتقادات الأرجنتين الرافضة لانتقادات إسبانية سا ...
- هروب من دبابة أبرامس أمريكية الصنع


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الموسوي - عند البحيرة استعيد الذكرى