أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - قراءة في كتاب كسرة خبز للكاتب حسن إبراهيمي














المزيد.....

قراءة في كتاب كسرة خبز للكاتب حسن إبراهيمي


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 09:20
المحور: الادب والفن
    


حين طلب مني الكاتب حسن إبراهيمي رأيي في كتابه كسرة خبز.
توقفت عند العنوان حيث يقول المصريون الجواب باين من عنوانه، فالعنوان دوما هو البوصلة التي تمضي بنا الى اتجاهات النص في جميع الاجناس الأدبية فاختيار العنوان يجعل من القارئ متلهفا الى قراءة المضمون وهنا حاول الكاتب حسن إبراهيمي أن يختار هذا العنوان بدقة، وهو يسرد آلام الفقراء، ومفردات الوطن، والشهيد والوفاء حيث يقول
„ لست سواك يا وطني عانقتك في أفواه المعتوهين، والفقراء...”
شذرات لنقف عند كلمة شذرات هي كلمات تختصر صفحات عديدة ففي كل شذرة عالم خاص يأخذنا بعيداً في مضامين غاية في الأهمية وحين نعود الى القديم نجد تلك الشذرات في عالم العظماء ويحضرني هنا تولستوي في احداها حيث يقول:
"إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريبة منّا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا. ..."
لنرى مقدار الأهمية والغوص العميق لا تبحث عن السعادة مع غيرك قبل أن تجدها مع نفسك سعادتك الحقيقية في صفاء نفسك وتقبلك لما انت عليه ورضاك بحالك فإذا عجزت أن تجد السعادة في داخلك بتلك الأشياء فلن تستطيع أن تجدها بالخارج ابدا.
ولنعود الى الكاتب حسن
إن كتاب كسرة خبز هو ثورة يعلنها الكاتب باسم الفقراء والمحرومين في وطنه والعالم فيحمل في طياته أوجاع الوطن وضريبة التمسك به والدفاع عنه في وجه العدو والمحتل كائن من كان فيقول:
“في شوارع الرصاص انتحرت الأرض رفضا لإنجاب مدن جديدة للعدو “.
كما ينسج الكاتب آلام الهجر وركوب الموت في عرض البحر الذي لا يرحم بقوارب تكاد لا تحمل ذاتها يركبه المئات في عرض البحر بحثا عن الخلاص من الأوضاع المأساوية التي يحياها في بلاده نتيجة الظلم والاستبداد والفساد والفقر والحرمان فيقول :
“في أكياس الهجرة يحمل البحر أشلاء وطن جريح… وبتموجات المخفر يحمل تعبه… ويحمل انكسار الكلمة… وامتداد العبور فوق أشلاء يتقاذفها النسيان… لا شيء هنا يتراءى في فلق القفل سوى انسداد البحر”.

وينطلق الكاتب في ثورته التي عمادها الشعب من اجل الخلاص من الفقر والحرمان مؤكد على إرادة الشعب في التغيير كلما ظنوا أنهم أخمدوا روح المقاومة لدى الشعوب هبت نارها من تحت الرماد تستعر وستحرقهم فيقول:
“بشارع عصيب لم تكترث لصراخ كسرة خبز...ولما استخفت بجبهة الشقاء.. شحذت الشجون سواعدها لاستقبال الدماء”.
ويمضي بنا الكاتب الى فلسطين معبرا عن رفضه كما كل فلسطيني وعربي على المشروع الأمريكي بنقل عاصمة إسرائيل الى القدس وأنت تصبح القدس عاصمة إسرائيل فيقول:
“تحلق الطيور حاملة قدسا عربيا لسلم أمريكي لن يتحقق إلا في السماء”.
وفي إحدى تلك الشذرات يحلق الكاتب عاليا في سماء الوطن العربي والشرقة عامة فيصف أساليب النهب والفساد التي فرضتها مؤسسات تلك الدول تحت شعارات طنانة يتم تحت ستارها سرق الوطن وخيراته ويبقى الشعب تحت خط الفقر فيقول:
“اتخذت الشمس من الأشجار مظلات لها.. لمنع الظلال من معرفة كيفية انتشار ضوئها في ميزاب السماء.. “
دوما نجد الدعوة الثورة والحرية لسان حال الكاتب في مجمل تلك الشذرات معبرا عن سخطه على الواقع الذي يعيشه جماهير الشعب مخاطبا الشعب عدم الصمت والاستسلام للحزن والبكاء والبحث عن سبب الوجع ومصدر الحزن واستئصاله من جذوره حتى لا يتسع هوّته فيكبر ويصبح بؤرة وورما خبيثاً في المستقبل فيقول:
“لا تكفكفوا دموع الخريف.. فالحزن من لم يستأصله يترعرع في عيون الأشجار “
الكاتب لسان الفقراء والمحرومين في مجمل صفحات الكتاب فيعيش آلامهم وتضورهم من الجوع والحرمان على يد أنظمة عاهرة همها الوحيد الحفاظ على الكرسي وضخ الأموال الى البنوك الأجنبية في الوقت الذي يموت في وطنهم آلاف مؤلفة من الجوع والحرمان ويظهر الكاتب قسوة الجوع في قوله
" تتساقط لوجود ثقب بكف يفصل اليد عن فم يذرف دموعا تخفي ألم الكف الذي أحرقه الرغيف.. "
لما كانت المفردات هي الشيفرة التي يتَواصل بها أبناء اللغة بعضُهم مع بعض- كان حَريًّا بالدِّراسات أن تتوجَّه إلى موضوعِ عرض المفردات واستخدامها وتوظيفها في سياقاتٍ لغوية مختلفة؛ مِن مثل: سياق التَّواصل اليومي باستخدام مفرَدات الحياة اليومية، وسياق التواصل الاقتصادي والسياسي والفكري والأدبي إلى ما هنالك قد لا نستطيع التحدث عن كل ماكتبه حسن ابراهيمي ولكننا نستطيع أن نتوقف استخدامه اللغوي المتمكن بصورة تستطيع تمييزها عن أي كلمات لكاتب آخر فالتوظيف عنده لا يشبه إلا هو وكإن حسن يكتب لنا رواية هو بطلها فتجد في كل شذرة منها أو في بعض الأحيان ق.ق.ج يروي معاناة فئات المجتمع بكل تلاوينها الاجتماعية والسياسية والفكرية يعيش فرحة النظر ويغني لدم الشهداء يغني للمرأة ويحسس وجعها والظلم الممارس عليها كما إنه لا يغفو أبداً عن رفاقه الفقراء المحرومين الذين هم أبطال كتابه أو روايته بأمتياز .
حسن الإبراهيمي تجاوز جميع الحواجز بين الاجناس الأدبية خبيراً بها وبلغتها المعجمية التي تجعلنا إن أردنا الوقوف عندها أن نؤلف كتاب آخر يتحدث عنه.
حديثنا معك يا حسن لم ينتهي بعد ولكننا نقول معك مرددين الكلمات الأخير التي حاولت فيها أن توصل رسالة الى ضمير العالم
„ببهو الولع بالحرية اعتق منفاي...
بدروب ينابيعه أكنسه ...
أعاقر كل محرر حين يسيل في شقوق الشمس...
ليصلى سلاما لعار وطن وزعته خرائط الأطفال بجدران المذكرات …”



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعر محمود مراد
- قراءة في رواية رجال في الشمس للكاتب الفلسطيني الخالد غسان كن ...
- حوار مع الكاتب والأديب أحمد حيدر
- حوار مع الاديب كامل عبدالحسين الكعبي
- حوار مع الأديبة الكُردية شمس عنتر
- حوار مع الفنانة التشكيلية والأديبة السورية نضال سواس
- أجمل نص ..وصفحات الافتراضي ..
- الرواية ما بين التحديث والتزييف
- مأساة العلم في المحرقة السورية
- حوار الكاتبة والروائية السورية هند زيتوني
- حوار مع الشاعرة الليبية الهايكست نينة السرتاوي
- حوار مع الشاعر والمترجم أحمد حسين
- الصداقة ......قصة قصيرة
- نصيب أم اختيار ... ؟؟؟؟ ...قصة قصيرة ..
- حوار مع الشاعرة والكاتبة والفنانة الأمازيغية فتيحة بنزكري
- أبْحَث عَنْك
- مَازِلْت أبْحَث عَنْك
- حوار مع الشاعرة المتألقة عبير دريعي
- الذين نحتوا في الصخر
- حوار مع الكاتب والروائي الكردي إبراهيم يوسف


المزيد.....




- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...
- كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط ...
- كيت بلانشيت تدعو السينمائيين للاهتمام بقصص اللاجئين -المذهلة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - قراءة في كتاب كسرة خبز للكاتب حسن إبراهيمي