أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حين يولد الأمير أميراً














المزيد.....

حين يولد الأمير أميراً


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظام التفاهة12
حين يولد الأمير أميراً

خلال قراءاتي البارحة مر أمامي إسم الأمير مجيد إرسلان مرتين، الأولى في كتاب عن تاريخ لبنان خلال العهود الرئاسية من شارل دباس إلى ميشال عون، والثانية في خبر على وسائل التواصل عن تحضير الأمير مجيد بن الأمير طلال بن الأمير مجيد لوراثة الزعامة مع كل الألقاب الملحقة، فتدحرجت في مخيلتي كتلة من المشاعر والأفكار المتقاطعة.
الأمير الجد بطل من أبطال الاستقلال. هذا تاريخنا نعتز به ونقرأ عنه مرفوعي الجبين. حمل سلاحه والعلم اللبناني وواجه الانتداب الفرنسي واعتقل في راشيا. لم ننتبه إلى اللقب بل غلبت النخوة والشجاعة والمبادرة، من دونه تساوى المعتقلون في القلعة، ومن دونه يتساوى المواطنون تحت سقف الدستور والقانون. ونسمع في الأمثال الشعبية، إبن المير مير، ومن خلف ما مات، وهذا إبن بيت أو إبن أكابر في تلميح إلى آخر قد يكون إبن شارع أو غير ذلك.
تذكرت طالبة في صفي في المرحلة المتوسطة في ثانوية البنات في صيدا كان يكتب إسمها على اللوائح المدرسية مسبوقاً بلقب الأميرة. أنا قضيت ردحاً من العمر أكنز علماً حتى حصلت على لقب مدرس ثم أستاذ تعليم ثانوي، وهي ولدت أميرة من رحم إمها. وتذكرت قصيدة الشاعر حسن عبدالله التي فيها، لماذا تثمر كرمة جاري ولا تثمر كرمتي؟ ولم ألعن حظي، بل كنت فخوراً بسلالة الفلاحين التي تحدرت منها وبلغت ما بلغت بمثابرتي وجدي وعرق جبيني.
وتذكرت حين صرت أستاذاً جامعياً، متسلحاً أيام الشهابية بالكفاءة وحدها دون الشفاعة، كيف أن حرف الدال قبل الإسم لم يعد يكفي بعض الزملاء فصار لقب "الإستاذ الدكتور"، أي البروفسور، هدفاً "يناضلون" لشرائه ولو بأبخس الأسعار. وتذكرت الصحافي عماد الدين أديب حين سأل عن الجهة التي تصنف رجال الدين وتمنحهم ألقاب الإمام والعالم والشيخ والعلامة وحجة الإسلامة وآية الله وآية الله العظمى، وتذكرت ارتباك الجواب والمجيب.
وتذكرت بيتاً من الشعر لا شعر فيه، بل لا شيء فيه سوى اعتداد بالنفس من غير ألقاب: ليس الفتى من يقول كان أبي...... إن الفتى من يقول ها أنا ذا. وتذكرت قراراً وزارياً بإلغاء الألقاب لم تنجح الحكومات اللبنانية المتعاقبة بعد الطائف بتنفيذه، فيما نجحت السلطة المصرية بسن قانون جديد للأنساب امحت منه أسماء العائلات والألقاب، وتساوى بموجبه السيد الرئيس مع السيد فلان المواطن، أيّ مواطن.
ثم انتبهت إلى أن الألقاب أصناف. ألقاب مبتكرة في لبنان تمنح للسياسيين، للرؤساء الفخامة والعطوفة والدولة، وللنواب السعادة وللوزراء المعالي؛ وألقاب في الحضارة والدولة الحديثتين محصورة بالرتب العلمية والعسكرية؛ وألقاب صالحة للتوريث كتلك المرتبطة بالمهن والحرف كالفران والحداد والعوّاد والحاوي والتي تحولت إلى أسماء عائلات وما أكثرها؛ أو تلك التي كان يوزعها السلطان فيمنّ بها على من يشاء متل البيك والخواجا والآغا والباشا والأمير ولكل لقب ثمن، ويستخدم بعضها في أيامنا للسخرية أحياناً.
الألقاب الموروثة متحدرة من حضارة الأرض، بعضها للمالكين وبعضها للفلاحين، وأظنها فقدت قيمتها وباتت بلا ثمن وغير صالحة ولا مفيدة في زمن البورصة والمصارف والشيكات والشركات المساهمة، فأبناء الفلاحين لم يعد يربطهم بالأرض غير الحنين ومالكوها اختاروا أشكالاً أخرى من الاستبداد.
الدورات الانتخابية السابقة أثبتت أن مقعداً شاغراً في اللائحة خير من لقب الأمير. وإذا كانت الألقاب السلطانية الممنوحة فيما مضى تعبيراً عن "كفاءة" في استخدام السلطة، فالاهتمام بالشأن العام يحتاج اليوم إلى من يبني الدولة بكفاءاته العلمية لا بألقاب موروثة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقنوما قداسة في فكر هاني فحص
- مرشح؟ غير مرشح؟
- انحطاط الحريرية
- كفاءات جبران باسيل الرئاسية
- سامي الجميل : شجاعة النقد
- -فيلم الحريري- و-أفلام 2005-
- ترشيح فرنجية إنذار مبكر
- قرار القاضي عويدات: أخطاء سياسية وخطيئة
- البيطار وتفاهة الدعاوى ضده
- إذا الشيعية السياسية هي المشكلة فالمارونية السياسية ليست الح ...
- تيار نحو الانهيار(6)
- حكايتي مع بشير الجميل
- ثلاثة تحديات راهنة تواجه الثورة
- الشمعونية بين الجد والحفيد
- هل حقاً هذا رئيسكم؟
- فن المماحكة(3)
- إذا المفتي أزبد وأرعد فمن يُفتي؟(2)
- نظام التفاهة (1)
- ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة
- ثقافة الخيارات الإلزامية


المزيد.....




- -حبت تكون زي أي صبية تنتظر مولودها-.. الأميرة رجوة تثير تفاع ...
- النيران تلتهم شاحنة على طريق سريع والسائقة عالقة فيها.. كامي ...
- مسؤول: روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة في لفيف غرب أوكران ...
- أفضل مدن العالم لتناول الطعام في عام 2024.. بحسب مجلة تايم آ ...
- ردا على مقترح بايدن.. نتنياهو يؤكد: شروط إنهاء حرب غزة -لم ت ...
- تعرف على المرأتين اللتين تتنافسان على منصب الرئاسة في الانتخ ...
- مجلس الدوما ينظر في منع نشاط مؤسسة كلوني في روسيا
- بوتين يهنئ باشينيان بعيد ميلاده
- الخارجية اللبنانية ترحب بخطاب بايدن عن غزة: حان الوقت لانسحا ...
- تونس.. الحكم على قيادي في حركة النهضة متهم بـ-مقتل رجل أعمال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حين يولد الأمير أميراً