أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رامي أبو شهاب - حماس في الحكومة














المزيد.....

حماس في الحكومة


رامي أبو شهاب

الحوار المتمدن-العدد: 1706 - 2006 / 10 / 17 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حماس في الحكومة عنوان صغير يبعث على التأمل مليا فالتضاد بين الكلمتين له وجود في وعي الإنسان الفلسطيني تاريخيا وثقافيا ، ولكنه الآن مضطر إلى قبول هذا التضاد بين مفردتين، كانت بينهما مسافة بيضاء شاسعة، فالكلمتان تعنيان ببساطة أن حماس" حركة المقاومة الشعبية" أصبحت سلطة بما تعنيه السلطة من رهبة في الوعي البسيط لكل مواطن في أي مكان.
ما هي الصورة الجديدة لحماس؟ وهل كان لمذاق السلطة أثر في وجه حماس الملائكي سابقا ؟
أعتقد أن حماس أصبحت نموذجا للسلطات المتحجرة، وتحديدا في مواجهة المشاكل والأزمات ، فهي لا ترغب في إفساح المجال لشريك آخر، خوفا على شرعيتها ونقائها، مما يبرز عنجهية تمارسها باعتبارها ظلا إلهيا على الأرض، فهي في موقفها الإسمنتي من عدم الاعتراف بإسرائيل وتجاهلها لفكرة الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعدم التزامها واعترافها بالاتفاقيات الموقعة، ورفضها لمنطق أوسلو فإنها تظهر جهلا وتخبطا سياسيا وفكريا ، بدأت ملامحه عندما خرجت من ذاك الدور الرومانسي الذي كانت تمثله كوجه للمقاومة، وأصبحت ضمن اللعبة السياسية، مما يبرز تناقضها الواضح بين تنظيرها التاريخي، وممارستها الحالية فقبولها المشاركة في السلطة الفلسطينية و وجودها في السلطة هو اعتراف وقبول بالاتفاقيات الموقعة خاصة أوسلو، لأن السلطة الفلسطينية هي إحدى مخرجات أوسلو ،وحكومة حماس انبثقت من لعبة أوسلو ،وبالتالي فإن حماس لا تعرف ماذا تريد ؟ فهي تتزعم حكومة منبثقة من رحم سلطة هي إحدى بنات أوسلو، ولولا تلك الاتفاقيات لما كان قادة حماس في الواجهة الآن ، لقد تذوقت حماس طعم السلطة وبدأت تتطاول لتملأ مساحة معتمدة على موقف متشدد، تعتقد أنه سيؤمن لها القبول والتأييد والدعم، ولكن حماس أو بالأحرى قادة حماس وغرورهم الأعمى جعلهم لا يرون الشعب الفلسطيني، بمقدار ما يرون أنفسهم وحركتهم مقدمين حماس على الشعب الفلسطيني، وهنا خطورة ما ستؤول إليه حركة حماس عندما تصبح أسيرة نفسها ، باعتبارها هي فلسطين، و وتتجاوز شعبا متعدد الاتجاهات السياسية، وتتجاوز حاجاته الإنسانية ونضاله وتاريخه، للمحافظة على كبرياء حركة حماس فقط، وعدم إذعانها للمطالب الدولية، والذي يدفع ثمن هذه المعركة الشعب الفلسطيني المقهور داخليا وخارجيا ، مما يجعله يضيق بحماس كما ضاق قبلا بفتح، ويبدو أن المثل القائل : " ما بتشوف خيري إلا لتجرب غيري " هو لسان حال الفلسطينيين بعد أن استبدلوا فتح بحماس، ففتح مع كل أخطائها كانت دوما أكثر اقترابا بخطابها السياسي وميكانيكيتها من درجة الشمولية، كونها ممثلا للشعب الفلسطيني بمختلف تياراته .
وها هو الوضع يضيق، وحماس لا تحرك ساكنة ، فهي مصرة على موقف أجوف بفرض قوتها الشرعية المتحصلة من الانتخابات،و كأنها تقول للفلسطيني أنتم انتخبتمونا وعليكم أن تدفعوا الثمن، فنحن الآن السلطة ومن أجل ذلك عليكم تواجهوا الجوع لأجل عيوننا، وأعتقد أن هذا هو من أشد الأسلحة خطرا على القضية الفلسطينية لأنه يصيب في عمق بنية المجتمع الفلسطيني، مما ينذر بعواقب وخيمة ربما تكون حماس ضحيتها الأولى حين اختارت أن تكون سلطة .



#رامي_أبو_شهاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبلة في المقهى الإيطالي
- صهيل الإسمنت
- فوق التراب حالة ازدحام
- مسافات عالقة
- امرأة اللغة
- جسدك حقل حنطة
- في الحلم قضمني السمك
- حبيبتي تعد نفسها في المساء الأخير
- تبلل المعنى حتى جف
- ثمة حزن جديد يعوي
- جسدك عسل القصائد
- حفلو شواء للحم الفلسطيني الأحمر
- قهواتك تمتصني بشفتيها
- تقاطعات في محاولة فك اشتباك الجسد
- امرأة الانتظار
- الإنسان المعاصر نكرة
- إيقاعات امراة حبلى بالاشتهاء
- دجله قبل أن تطلق الرصاص
- امرأة برادة رجل دافئ
- شهرزاد


المزيد.....




- رد فعل فنزويلا المحتمل على هجوم عسكري أمريكي.. خبير يوضح لـC ...
- لماذا يعتقد الألمان أن خبزهم هو الأفضل في العالم؟
- مصر.. أقر بتدخين الحشيش وكشف مع من.. مدير CIA الأسبق يشعل ضج ...
- سفن تابعة لخفر السواحل الصيني تعبر جزرا تديرها اليابان وسط ت ...
- تعبئة في فنزويلا ومادورو يتوعد بمواجهة -النهج الاستعماري-
- ائتلاف الإعمار والتنمية.. تحالف عراقي يقوده السوداني
- هذه هي المنتجات التي ترفض إسرائيل السماح بدخولها إلى غزة
- عالم أزهري: نهب تبرعات غزة -انتهازية إخوانية-
- هكابي يتحدث عن -سر- صمود خطة ترامب في غزة
- ضربة لم تكتمل.. تقرير يكشف بقاء -قلب- نووي إيران نابضا


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رامي أبو شهاب - حماس في الحكومة