أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رامي أبو شهاب - الإنسان المعاصر نكرة














المزيد.....

الإنسان المعاصر نكرة


رامي أبو شهاب

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 09:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إنسان القرن الواحد العشرين إنسان هامشي جدا واجتماعي جدا كيف ذلك ؟ إن الإجابة عن هذه التساؤل تتخذ شكلها من خلال البحث في أنظمة حياة الإنسان في وقتنا الحالي والتي باتت تخذ صورتها وهيكلتها شيئا فشيئا محددة أبرز ملامحها ، فإنسان هذه القرن عبارة عن شخص عالق ضمن أشياء يظن بأنها شرط أساسي للتواصل مع الآخرين، وكلما ازداد هذا التعالق ازدادت وحشة الإنسان واغترابه وتراجع قيمته الإنسانية وربما كان هذا أكثر وضوحا وتميزا في الدول التي بدأت تستقبل تسو نامي التكنولوجيا والاتصالات فالفرد فينا بات محاصرا في سيارته حتى انه لا يكاد يبرح دون أن يصحبها معه ومن ثم لا بد من النقال الذي أصبح ملاصقا لأجسادنا فكان سببا بأن جعلنا أسرى الأشخاص المتصلين لا أسرى أنفسنا وكثير منا يتسمر أمام شاشات الحاسوب بهدف العمل والقراءة و التسلية فيتخذ صورة الإنسان المتحول إلى نكرة تحديدا في حوارات طويلة في غرف الدردشة يتخلص فيها الإنسان من تبعة كونه شخصا معروفا حيث يتلاشى وجوده ضمن الدوائر الكهربائية والسيالات الالكترونية يتحاور مع حاسوبه ويفكر معه بمعزل ربما عن زميله القابع بجانبه في نفس الغرفة .
وتستمر الحركة المعاكسة للمفهوم الإنساني حيث يتسمر الإنسان أمام الفضائيات حائرا تائها أين يذهب وكلما كثرت الفضائيات كلما أخذت وقتا طويلا في التقليب وتناسيت من يجلس بقربك وهذا يعني أن طفلك يلهو بلعبته "البلاي ستيشن " في غرفته وابنتك على حاسوبها و زوجتك تتحدث بالنقال .
إن حركة الإنسان تحو التآلف الاجتماعي أصبحت حركة داخلية تنزع نفسها من المحور والمركز إلى المدارات الخارجية ولكن تلك المدارات مع انها تقصيك نحو الأبعد وتعمل على مقاربتك لأشخاص آخرين إلا انها ستساهم في النهاية إلى تحويلك إلى إنسان بلا ملاح أو هوية مميزة فالهاتف النقال أصبح كفيلا بأن تتجاوز زيارة أخيك أو صديقك وحتى والدتك ولكنه فعال ومفيد جدا بإرسال رسالة إلى شخص لا تعرفه و لا يعرفك وغير بعد عن هذا الانترنت الذي يقتل ساعات يومك وأنت تعيش وحيدا متشنجا .
لقد أصبحنا مهمشين في أوطاننا ومجتمعاتنا، فقدنا ثقافتنا في محاولة للانخراط في ميكانيكية الحياة المعاصرة وأصبحنا قطعا مجهولة الهوية والاسم وحتى بلاد الصنع، وربما ينبري شخص ما قائلا : " العالم جميعه كذلك " وستكون إجابتي نعم إن العالم جميعه كذلك ولكن القوي من يبقى في بيته ولا يذهب للعيش في بيوت الآخرين وإذا كان الانهيار قريبا فان منزلك هو المكان الأفضل لتموت فيه .
إن الصفة المميزة والحركة الداخلية لا تلغي الانفتاح على الآخر بل على النقيض من ذلك، فثورة التكنولوجيا تجعل العالم أكثر قربا وتآلفا وحميمية شريطة أن نعرف كيف ننصهر بها، والخطوة الأولى هي أن نبقي مسافة بيننا وبين الأشياء فكل شيء ينهار إذ لم نترك مسافة بين الأعمدة .



#رامي_أبو_شهاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيقاعات امراة حبلى بالاشتهاء
- دجله قبل أن تطلق الرصاص
- امرأة برادة رجل دافئ
- شهرزاد
- مرثية الفارس ذي الوجه الحزين
- اللغة الحافز والمؤثر
- نشيد نانا
- ألف ليلة وليلة / السرد الخائف
- إغواء النسق وأيدلوجيا الخطاب / قراءة في رواية إبراهيم نصر ال ...


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رامي أبو شهاب - الإنسان المعاصر نكرة