أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي أبو شهاب - حفلو شواء للحم الفلسطيني الأحمر














المزيد.....

حفلو شواء للحم الفلسطيني الأحمر


رامي أبو شهاب

الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 06:21
المحور: الادب والفن
    


لم يبقَ عشبٌ أخضر
على مُنحنيات القصائد
سالَ منها الماءُ
وارتحل
إلى غيمات
طرتُ صوبَ الغيم
فكسرتْني الريح
لم يعدْ الحرفُ للحرفِ طريق
صخرة ٌ
حاجز ٌ
جدار ٌ
خبز ٌ
دم ٌ
طفل ٌ
مفرداتٌ ليستْ للتأويل
هي التباسُنا
اليومي
نومئُ لها
نلوكُها
وربما نبلعُها
فَنقتصدَ من مسافاتها
نقيمُ بيننا وبينها ألفة ً
نهدهدُها كطفلٍ
ونمضي بقهوتنا المرة
نتحسسُ مذاقَها بألسنتنا
ونشرفُ على الورق
ننسكبُ فيه
كما تنسكبُ العيون على نهد ٍصباحيٍّ شارد
من عروةِ القميص
"ربنا أعطنا خبزنا كفاف يومنا "
" ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به "
هكذا
نتركُ دفقةَ الحلم
ولزوجتَه
على جلودنا الصّدئة
نحن ُ
أنا
فقاعاتٌ تتسعُ
ونتسع ُ
تتشكل ُ
تتلولب ُ
تتشرنق ُ
نتخندق ُ
والضوءُ غيرُ ضروري
يمكن اختزاله
هكذا نوائمُ بين كلَ المتنافرات
والمُتعاكسات
نضيّقُ الجمل حتى تتسعَ
لفاصلة ٍ
ونحذفَ حرفَ الجر
كي نسقطَ النقطةَ بشبقها المأزوم
ننهي نصوصَنا سريعا
على عجل
حتى لا يزيدَ الدم ُ
على القصائد
وتتعرى
من حمالات نهديها
هذا يكفي
اللغةٌ تَضيق
هؤلاء الجوعى
دمُهم عرقُهم صوتُهم اسمهم وطنهم
حدودهم حكومتُهم لونُهم صوتُهم
أفسدوا ليلنا النبيذي
أحزنوا اللغة
وأفسدوا سهرتَها المُزمع إقامتها
في جامعة الدول العربية
لوثوا لونَها الحليبي
بقماماتهم الوجودية
وكآبة
أسمائهم
لهاثُهم يفسدُ أسماعَنا
يا الله ...
نهرُنا الصّغير وبحرُنا العظيم
مدينتُنا البيضاء
نساؤُنا المُعطرات
ومراكزُنا الثقافية
تلوثتْ برذاذِ كلامهم
ابتعدوا عن حلمِنا المسائي
اختفوا تلاشوا
تحتَ التراب
كيف ؟
خندقٌ في شارعٍ مهمٍ
يكفيهم
لنقل في ساحة عامة
مطرزة أسماء شهدائها على
لوحة حديدية واحدة
تكفي
ماذا بقي ؟
موسيقيون من الدرجة الخامسة
وعربة لا تجر مدفعا
أسلاك وطلبة ونساء عجائز
ومراقب العمال
يكفون
كي نحفر قبرا شهيدا
وشاهدا
ولكن استثنوا الشهود
اليوم حفلة شواء للحم الأشهى
في القرن العشرين والحادي العشرين
كرنفال أزرق
وشيء من الشاي والبسكويت
نُودّهم ونحبهم هم أخوتنا الصغار
نتمنى لهم نهاية سعيدة بل رجعة
ونطلب منهم المغادرة وهم يحملون طاقات الزهور
شيئا فشيئا
يغرقون في لولب ترابي
يلوحون بأيديهم
وداعا لكم
" مشهد أخير "
قال لي صديق من الهنود الحمر يوما
انكسر كأسنا
فمتى سيأتي دوركم
كأسنا كسر منذ أمد بعيد
حيث كانت النسوة
أوطانا
بتجاعيدهن وأحزمتهن
وبقايا رائحتهن من خبز الصباح
ماؤنا مسكوب
على حدود أوطان سكرى
بالهواء المعلب المختوم
المحمل بالسفن
سلام عليك أيتها السفن و أنت
تعبرين الأطلسي
سلام عليك
وسلام على الماكثين
تحت التراب
وتحت الحصار
سلام عليكم جميعا .



#رامي_أبو_شهاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قهواتك تمتصني بشفتيها
- تقاطعات في محاولة فك اشتباك الجسد
- امرأة الانتظار
- الإنسان المعاصر نكرة
- إيقاعات امراة حبلى بالاشتهاء
- دجله قبل أن تطلق الرصاص
- امرأة برادة رجل دافئ
- شهرزاد
- مرثية الفارس ذي الوجه الحزين
- اللغة الحافز والمؤثر
- نشيد نانا
- ألف ليلة وليلة / السرد الخائف
- إغواء النسق وأيدلوجيا الخطاب / قراءة في رواية إبراهيم نصر ال ...


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي أبو شهاب - حفلو شواء للحم الفلسطيني الأحمر