أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - سطوح ... قصة قصيرة .














المزيد.....

سطوح ... قصة قصيرة .


عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


ـــــ سطوح ...
ـــــــــــــــــــــــــــــ




حينما نتحدث عن السطوح .. فالأمر هنا في غاية الالتباس . أولا لأن السطح ــ سطح الدارـــ مجال يكاد يكون شبه محظور على الذكور.. والصعود إليه يكون لماما بغرض إصلاحات أو ماشابه . ثانيا .. يبقى السطح المكان المثالي للتجمعات النسوية بامتياز .. فيه تنشرن الغسيل .. وتنشرن القمح كذلك وتطلين ــ الحنة ــ ..وعلى الخصوص يبقى السطح المكان الطبيعي لنصب مناسج النميمة المتداولة والخالية من الأذى .
السطوح داخل المدينة العتيقة فضاءات رحبة ومكشوفة .. وهي بطبيعتها غير محجبة .. وتستطيع عيناك أن تصادف التجمعات الحلقية للنسوة في السطوح المجاورة .. بل وأحيانا تستطيع اذناك استراق فحاوى مايدور من حوارات . إنه الشكل الجميل الذي يسخى بصنوف الدفء والتازر بشكل اخاذ ماعدنا اليوم نجد بيننا مكانا .. إنها اللحظات الشاردة التي افتقدت.. بل لعلها انعدمت .
نازلا على كف عفريت من أرخبيل التجمعات السكنية المعبقة بروائح الإسمنت .. حتى دواخلي غزاها الإسمنت .. سحنات الناس ونظراتهم جامدة يهيمن عليها البرود . يكتنفني الحنين ويشدني شد العاشق الولهان .
أطوي المسافة بين الطاكسي والطوبيس .. وجلبة الناس و ــ الحديد ـــ الذي دب متفجرا بين الطرقات ..
أطرق الطرقات ــ التذكارات ــ تباعا .. وأترحم على ارواح من ماتوا .. وأعانق الأمل في ملاقاة من على العهد الذي مضى باق مايزال .
تخترقني الساحة والصومعة العتيقة فأتيه وسط الأزقة والدروب .. تشدني ــلفنادق ــوالدكاكين المحمولة .. تجرني قهقهات من هنا وهناك .. وحين يبلغ مني الاستكفاء من الانتشاء والاستحضار .. أراني منهمكا في الصعود إلى سطح الدار وهناك أراها .. اختفت الملامح المبتغاة على حين غرة . وأرى السطوح تحجبت ..وأرى النساء هجرت مراتع النميمة البريئة .. ولا أثر لحبال غسيل ولامواقع لمنشورات القمح .
وأسأل عن الحاجة كبورة .. فيجيبني من يجيب أنها فارقت .. وأسأل عن ـــ الرحمانية ـــ وأمي زنوبة وخالتي هنية وغيرهن من النساء لتكون الأجوبة حاسمة : ــ ماعاد أحد يرغب في البقاء .
وأنظر في الجهة المقابلة من السطح فالمح مسبحا وضع عنوة فوق السطح وفيه اجانب من رجال ونساء بملابس السباحة . فاخلص للتو: ــ كيف لها أن تبقى كبورة أو غيرها وها قد احتل السطوح ــ جاك ــ وـــ جاكلين ـــ فيتملكني العجب .
هكذا تذوب كل النشوة وأنا قافل في الطاكسي .. . أتركها خلفي الصومعة والساحة والحدائق صوب الإسمنت .


ــــ عبد الرحيم الرزقي
مراكش الحمراء المغرب .



#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزكيطية قصة قصيرة
- النشوة .. في بعض ماقيل عن الرشوة .
- الوشق .. قصة قصيرة
- رواية مراكش دواليك لعبد الرحيم الرزقي.. حميمية الفضاء وتحولا ...
- شهادة في حق القاص عبد الرحيم الرزقي م نور الدين بن خديجة
- مراكش دواليك قراءة نقدية لعبد الصادق الشحيمة الجزء الثاني
- قراءة في رواية : مراكش دواليك لعبد الرحيم الرزقي
- صدور رواية : ــ مراكش دواليك ــ لعبد الرحيم الرزقي
- ظنين الحوزية نص قصصي ..
- كروال .. نص قصصي
- سور كتوم ...
- دموع سقاية ...
- آلعيان ..
- لعبة الغمامة .. قصة .
- عنق زجاجة .. حرج .
- مواويل .. قصة .
- انصراف ..
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية سيلان من شقوق لعبد الرحيم ال ...
- النطيح والمنطيح ..
- النطيح والمنطوح .. سرد قصصي


المزيد.....




- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - سطوح ... قصة قصيرة .